مجلد21. و22. التلقيح لفهم قارئ الصحيح (التلقيح على الجامع الصحيح) المؤلف: برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الشهير بسبط ابن العجمي (753 - 841 هـ)
21. مجلد21. التلقيح لفهم قارئ الصحيح (التلقيح على الجامع
الصحيح) برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل
الشهير بسبط ابن العجمي (753 - 841 هـ)
[حديث:
رأيت رسول الله يأكل الرطب بالقثاء]
5449# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ): هو مُحَمَّد بن مقاتل، أبو الحسن
المروزيُّ، رُخٌّ؛ بِضَمِّ الراء، وتشديد الخاء المُعْجَمة، تقدَّم مُتَرجَمًا، و
(عَبْدُ اللهِ): هو ابن المبارك الإمام، شيخ خراسان.
==========
[ج 2 ص 485]
(1/9899)
[باب من أدخل الضيفان عشرةً عشرةً ... ]
(1/9900)
[حديث: أن أم سليم أمه عمدت إلى مدّ من
شعير جشته]
5450# قوله: (حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ): قال الدِّمْيَاطيُّ: ابن عبد
الرحمن بن أبي المغيرة، أبو همَّام البصريُّ الخاركيُّ، وخارك: جزيرةٌ في البصرة،
روى عنه البُخاريُّ، وروى النَّسَائيُّ عن رجلٍ عنه، انتهى.
قوله: (ح [1]): تَقَدَّمَ الكلام عليها كتابة وتلفُّظًا في أوَّل هذا التعليق؛
فانظر ذلك إنْ أردته، وسيأتي في آواخر هذا التعليق.
قوله: (وَعَنْ هِشَام، ٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ): قائل ذلك هو حمَّاد بن
زيد، و (هشام) هذا: هو ابن حسَّان، و (مُحَمَّد): هو ابن سيرين، وهذا معطوفٌ على
السند قبله.
قوله: (وَعَنْ سِنَانٍ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسٍ): قائل ذلك هو حمَّاد بن زيد.
والحاصل: أنَّ هذا الحديثَ رواه حمَّاد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن أنس، وعن
هشام بن حسَّان عن مُحَمَّد بن سيرين عن أنس، وعن سنان أبي ربيعة عن أنس، وليس
تعليقًا، فاعلمه، والله أعلم، وكذا رأيت الدِّمْيَاطيَّ قال: (القائل: «وعن هشام
_وهو ابن حسَّان_ وعن سنان» هو حمَّاد بن زيد، وسنان بن ربيعة أبو ربيعة الباهليُّ
البصريُّ، انفرد به البُخاريُّ، انتهى، سنان بن ربيعة الباهليُّ أبو ربيعة، عن
أنسٍ، وشهر بن حَوْشَب، وغيرِهما، وعنه: الحمَّادان، وعبد الوارث، وعبد الله بن
بكر السهميُّ، وَثَّقَهُ بعضُهم، قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: ليس
بالقويِّ، أخرج له البُخاريُّ هذا الحديثَ مقرونًا بغيره، فقول الدِّمْيَاطيِّ:
(انفرد به البُخاريُّ)؛ يوهم أنَّه أخرج له في الأصول، وليس كذلك، بل قرنه كما
ترى، وروى له أبو داود، والتِّرْمِذيُّ، وابن ماجه، وله ترجمةٌ في «الميزان»،
والله أعلم.
قوله: (أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ): تَقَدَّمَ بعض ترجمتها، والاختلاف [في] اسمها، رضي
الله عنها.
قوله: (عَمَدَتْ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الميم في الماضي، وكسرها في
المستقبل، وأنِّي رأيت العكس أيضًا في حاشيةٍ نقلتها عن «شرح الفصيح».
قوله: (إِلَى مُدَّيْنِ [2] مِنْ شَعِيرٍ): تَقَدَّمَ أنَّ (المدَّ) رطلٌ وثلث
برطل بغداد، وتَقَدَّمَ الخلاف في رطل بغداد.
(1/9901)
قوله: (خَطِيْفَةً): (الخَطِيْفة):
بفتح الخاء المُعْجَمة، وكسر الطاء المُهْمَلة، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ
فاء، ثُمَّ تاء التأنيث، قال الدِّمْيَاطيُّ: لبنٌ ودقيقٌ يطحنان، ويُختَطَف
بالملاعق بسرعة، انتهى، وهذا لفظ ابن الأثير في «نهايته»، وقال ابن قُرقُول:
(فجعلت منه خطيفةً)؛ يعني: عصيدة من دقيق بلبن، وقيل: هو من الكثافة دون العصيدة.
قوله: (وَعَصَرَتْ عُكَّةً): تَقَدَّمَ ما (العُكَّة).
قوله: (فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ): تَقَدَّمَ أنَّه زيد بن سهل، بدريٌّ
نقيب جليل، تَقَدَّمَ بعض ترجمته.
قوله: (إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ): يعني: قليلًا.
قوله: (حَتَّى عَدَّ أَرْبَعِينَ): كذا هنا، وفيما مضى أنَّهم كانوا (ثمانين)،
ومرَّة: (سبعين أو ثمانين)، فالظاهر تعدُّد الواقعة، والله أعلم، أو يُقال: إنَّ
هذا من باب مفهوم العدد، وإنَّ الكلَّ داخلٌ في (ثمانين)، وليس في ذكر القليل ما
ينفي الكثير، أو يُقال: إنَّ مَن روى: (ثمانين) عدَّ المجموع، ومن روى: (أربعين)
عدَّ الرؤساء، أو نحو ذلك من الأجوبة، والله أعلم.
[ج 2 ص 485]
==========
[1] (ح): ليس في «اليونينيَّة»، وعليها في (ق) علامة الزيادة.
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (مُدٍّ).
(1/9902)
[باب ما يكره من الثوم والبقول]
(1/9903)
[حديث: من أكل من الثوم والبقول فلا
يقربن مسجدنا]
5451# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الوارث
بن سعيد، أبو عبيدة الحافظ، و (عَبْد الْعَزِيزِ) بعده: هو ابن صهيب.
==========
[ج 2 ص 486]
(1/9904)
[حديث: من أكل ثومًا أو بصلًا
فليعتزلنا.]
5452# قوله: (حَدَّثَنَا [1] يُونُسُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه يونس بن يزيد
الأيليُّ، و (ابْن شِهَابٍ): مُحَمَّد بن مسلم الزُّهريُّ، و (عَطَاءٌ): هو ابن
أبي رَباح المَكِّيُّ.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أَخْبَرَنَا).
[ج 2 ص 486]
(1/9905)
[باب الكباث وهو ثمر الأراك]
قوله: (بَابُ الْكَبَاثِ؛ وَهْوَ ثمرُ الأَرَاكِ): (الكَبَاث): بفتح الكاف، وتخفيف
الموحَّدة، وفي آخره ثاء مُثَلَّثة، قال الدِّمْيَاطيُّ: الكَبَاث: النضيج، وما لم
يونِع منه: فهو بَرِيرٌ ومَرْدٌ، والأسود منه أشدُّه نضجًا، انتهى، وقال ابن
قُرقُول: والكَبَاث: ثمر الأراك، قيل: نَضِيجه، وقيل: بل حصرمه، وقيل: غضُّه،
وقيل: متزبِّبه، وهو البرِير أيضًا، انتهى، واقتصر ابن الأثير على القول الأوَّل
من كلام ابن قُرقُول، وكذا اقتصر الجوهريُّ وصاحب «القاموس» عليه.
==========
[ج 2 ص 486]
(1/9906)
[حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أيطب]
5453# قوله: (بِمَرِّ الظَّهْرَانِ): تَقَدَّمَ الكلام على (مرِّ الظهران) غيرَ
مَرَّةٍ، وأنَّه الذي تسمِّيه العامَّة: بطن مرو.
قوله: (فَإِنَّهُ أَيْطَبُ): هذه لغةٌ فصيحةٌ في (أطيب)، ولم يذكرها في «الصحاح»
الجوهريُّ في مكانها، وذكرها في (طيب)، فقال: (وقولهم: ما أطيبه، وما أيطبه مقلوب
منه)، وذكرها شيخنا مجد الدين في «القاموس» في مكانها، والله أعلم.
(1/9907)
[المضمضة بعد الطعام]
(1/9908)
[حديث سويد: خرجنا مع رسول الله إلى
خيبر]
5454# 5455# قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ): هو عليُّ بن عبد الله ابن المدينيِّ
الحافظ، و (سُفْيَانُ) بعده: هو ابن عيينة، و (يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ) بعده: هو
الأنصاريُّ، قاضي السَّفَّاح، و (بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ): بِضَمِّ الموحَّدة، وفتح
الشين المُعْجَمة، و (يسار): بتقديم المُثَنَّاة تحت، و (سُوَيْد بْن
النُّعْمَانِ): أوسيٌّ، ممَّن بايع تحت الشجرة، عنه بُشَير بن يسارٍ فقط، ويُقال:
إنَّه شهد أُحُدًا، له عند البُخاريِّ والنَّسَائيِّ وابنِ ماجه حديثٌ، والله
أعلم.
قوله: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
خَيْبَرَ): تَقَدَّمَ متى كانت خيبر والاختلاف فيها.
قوله: (بِالصَّهْبَاءِ): تَقَدَّمَ ضبط (الصهباء)، وأنَّها على مرحلةٍ من خيبر.
قوله: (فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، و (السويق): تَقَدَّمَ ما هو، وهو معروف أيضًا.
قوله: (قَالَ يَحْيَى: سَمِعْتُ بُشَيْرًا): تَقَدَّمَ أنَّ (يحيى) هو ابن سعيد
الأنصاريُّ.
قوله: (عَلَى رَوْحَةٍ): تَقَدَّمَ ضبط (الرَّوْحة)، وأنَّها المرحلة والمنقلة.
قوله: (وَلَمْ يَتَوَضَّأْ): تَقَدَّمَ أنَّه يجوز فيها ثلاثة ضبوط: (ولم يتوضَّ)،
(ولم يتوضَّأْ)، (ولم يتوضَّا).
قوله: (وَقَالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّكَ تَسْمَعُهُ مِنْ يَحْيَى): تَقَدَّمَ أنَّ
(سفيان): هو ابن عيينة، والظاهر أنَّ قوله: (كأنَّك تسمعه من يحيى)؛ يعني: أنِّي
لم أزد حرفًا، ولم أنقص حرفًا، رويته بلفظه، لا بمعناه فقط، و (يحيى): تَقَدَّمَ
أنَّه ابن سعيد الأنصاريُّ، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 486]
(1/9909)
[باب لعق الأصابع ومصها قبل أن تمسح
بالمنديل]
قوله: (قَبْلَ أَنْ تُمْسَحَ بِالْمِنْدِيلِ): (تُمْسَح): مَبْنيٌّ لِما لمْ
يُسَمَّ فاعِلُه.
==========
[ج 2 ص 486]
(1/9910)
[حديث: إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى
يلعقها أو يلعقها]
5456# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بعد (ابنِ المديني)
_عليِّ بن عبد الله_: ابنُ عيينة، و (عَطَاء): هو ابن أبي رَباح.
قوله: (حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا): (يَلعَق) الأولى: بفتح أوَّله، وفتح
العين، والثانية: بضمِّها، وكسر العين، وهذا ظاهِرٌ.
==========
[ج 2 ص 486]
(1/9911)
[باب المنديل]
(1/9912)
[حديث: لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا
قليلًا]
5457# قوله: (حَدَّثَنَا [1] مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
بِضَمِّ الفاء، وفتح اللام، و (سَعِيد بْن الْحَارِثِ): قال الدِّمْيَاطيُّ: سعيدٌ
اتَّفقا عليه، وأبو الحارث بن أوس ابن المُعَلَّى، انفرد به البُخاريُّ، له صحبةٌ،
انتهى، هذا سقط منه هنا الضمير في قوله: (وأبو)، صوابه أنْ يقولَ: (وأبوه)، وقد
اختُلِف في والد سعيدٍ؛ فقيل: رافع، وقيل: الحارث، وقيل غير ذلك، وأصحُّ ما قيل
فيه: الحارث، والله أعلم.
قوله: (إِلَّا أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا): (أكفَّنا): مَنْصوبٌ
على الاستثناء، وما بعده معطوفٌ عليه، ويجوز رفعُه، والباقي معطوفٌ عليه.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حدَّثَني).
[ج 2 ص 486]
(1/9913)
[باب ما يقول إذا فرغ من طعامه]
(1/9914)
[حديث: الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا
فيه]
5458# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الفضل بن دكين
الحافظ، و (سُفْيَانُ) بعده: الظاهر أنَّه الثَّوريُّ، وإنْ كان أبو نُعَيم روى عن
السفيانَين إلَّا أنَّ هذا رواه أيضًا الضَّحَّاك بن مَخْلَد، ولم يذكر عبدُ
الغنيِّ في ترجمة الضَّحَّاك بن مَخْلَد في مشايخه إلَّا الثَّوريَّ، ولم يذكر
ابنَ عيينة، وقد قال المِزِّيُّ في تطريفه: البُخاريُّ في «الأطعمة» عن أبي عاصم
الضَّحَّاك بن مَخْلَد وعن أبي نُعَيم، عن سفيان، فـ (سفيان) فيهما واحدٌ، والظاهر
أنَّه الثَّوريُّ كما ذكرته عن عبد الغنيِّ، والله أعلم.
تنبيهٌ: رأيت في «مشيخة الفخر ابن البُخاريِّ» تخريجَ الحافظ جمال الدين ابن
الظاهريِّ، وقد أخرج هذا الحديثَ فيها، فقال في أثناء السند: حدَّثنا عليُّ بن عبد
العزيز: حدَّثَنا أبو نُعَيم: حدَّثنا سفيان بن عيينة ... ؛ فذكر هذا الحديثَ، وقد
كتب تجاه: (سفيان بن عيينة) شيخُنا شرف الدين الحسين بن حبيب: إنَّما هو
الثَّوريُّ، انتهى؛ فليُعلَم.
و (ثَوْر): هو بالثاء المثلَّثة، وهو ثور بن يزيد، و (أَبُو أُمَامَة): هو صُديُّ
بن عجلان بن وهب بن غريب بن وهب، من قيس عيلان، الباهليُّ، ويُقال: إنَّه من بني
سهم بن عمرو بن ثعلبة، نزل حمص، وروى أيضًا عن معاذ، وأبي عبيدة، وعمر، وعمَّار،
وعمرو بن عبسة، وجماعةٍ، وكان من علماء الصَّحابة، وعنه شهر بن حَوْشَب، وخالد بن
معدان، ورجاء بن حَيْوَة، وغيرُهم، تُوُفِّيَ سنة (81 هـ)، ويُقال: سنة (86 هـ)،
قال أبو اليمان: مات بقرية دَنْوَة على عشرة أميالٍ من حمص، أخرج له الجماعة، رضي
الله عنه.
قوله: (إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ): (رَفع): مَبْنيٌّ للفاعل، و (مائدَتَه):
مَنْصوبٌ مفعول.
قوله: (كَثِيرًا): هو بالثاء المثلَّثة.
==========
[ج 2 ص 486]
(1/9915)
[حديث: الحمد لله الذي كفانا وأروانا]
5459# قوله: (غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ): وفي رواية تأتي قريبًا: (وَلَا
مُوَدَّعٍ)، قال في «النهاية»: أي: غير مردودٍ ولا مقلوبٍ، والضمير راجعٌ إلى
الطعام، وقيل: (مكفي): من الكفاية؛ فيكون من المعتلِّ؛ يعني: أنَّ الله تعالى هو
المُطْعِم والكافي، وهو غير مُطْعَم ولا مكفيٍّ، فيكون الضمير راجعًا إلى الله،
وقوله: (ولا مودَّع)؛ أي: غير متروكٍ الطلبُ إليه، والرغبةُ فيما عنده، وأمَّا
(رَبَّنَا)؛ فيكون على الأوَّل منصوبًا على النداء المضاف بحذف [1] [حرف] النداء،
وعلى الثاني؛ مرفوعًا على الابتداء المؤخَّر؛ أي: أنت ربُّنا غير مكفيٍّ ولا
مودَّع، ويجوز أنْ يكون الكلام راجعًا إلى الحمد؛ كأنَّه قال: حمدًا كَثِيرًا
مباركًا فيه غير مكفيٍّ ولا مودَّع ولا مستغنًى عنه؛ أي: عن الحمد، انتهى.
وقال ابن قُرقُول في (غير مودَّع ولا مكفور): أي: غير متروك ولا مفقود؛ يريد:
الطعام، هذا مذهب الحربيِّ، وذكر الخَطَّابيُّ: أنَّ المرادَ الدعاءُ لله، قال:
(غير مودِّعٍ)؛ بكسر الدال، وقال: معناه: غير تارك طاعتَك ربَّنا، ويُروى: (غير
مودَّع)؛ ومعناه: غير متروك الطلبُ إليه والسؤالُ منه؛ كما قال: «غير مستغنًى
عنه»، انتهى، وقد تَقَدَّمَ في (الراء والكاف)، كذا قال، وصوابه: في (الكاف
والفاء)، قال في (الكاف [و] الفاء): (غير مكفيٍّ ولا مكفور)، قال الحربيُّ: ورُويَ:
(غير مُكفًى)، ومراده بهذا كلِّه: الطعام، وإليه يعود الضمير، قال الحربيُّ:
والمكفيُّ: الإناء المقلوب للاستغناء عنه،
[ج 2 ص 486]
(1/9916)
كما قال: «غير مستغنًى عنه»، أو لعدمه
أيضًا، و «غير مكفور»: غير مجحود نعمةُ الله فيه، بل مشكورة غير مستورة الاعتراف
بها، ولا متروك الحمد والشكر عليها، وذهب الخَطَّابيُّ إلى أنَّ المراد بهذا
الدعاء كلِّه الباري سبحانه، وأنَّ الضمير يعود إليه، وأنَّ معنى قوله: (غير
مكفيٍّ)؛ أي: أنَّه يُطعِم ولا يُطعَم، كأنَّه هنا من الكفاية، وإلى هذا ذهب غيره
في تفسير هذا الحرف إلى أنَّه تعالى مستغنٍ عن معين وظهير، وقوله: (ولا مودَّع)؛
أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة له، وهو بمعنى المستغنى عنه، وينتصب (ربَّنا)
على هذا بالاختصاص والمدح، أو النداء؛ كأنَّه قال: يا ربَّنا؛ اسمع حمدنا
ودعاءَنا، ومَن رفع؛ قطعه وجعله خبرًا، وكذا قَيَّدهُ الأصيليُّ؛ كأنَّه قال: ذاك
ربُّنا، أو أنت ربُّنا، ويصحُّ فيه الكسرُ على البدل من الاسم في قوله: (الحمد
لله) انتهى.
وقال النَّوَويُّ في «أذكاره»: (غير مكفيٍّ ولا مكفور): قلت: (مَكفيٌّ)؛ بفتح
الميم، وتشديد الياء، هذه الرواية الصَّحيحة الفصيحة، ورواه أكثر الرواة بالهمز،
وهو فاسدٌ من حيث العربيَّةُ، سواء كان من الكفاية، أو من «كفأت الإناء»، كما لا
يقال في «مقروٍّ» من القراءة: مقرئٍ، ولا في «مرميٍّ»: مرمِئ، ثُمَّ في (ربَّنا)
ثلاثةُ أوجه: النصبُ على النداء أو الاختصاص، والرفعُ على الابتداء، والجرُّ على
البدل من قوله: (الحمد لله)، وقال في «روضه» من زياداته على الرافعيِّ كذلك،
انتهى، والرفع اختلف فيه ابنُ قُرقُول فقال: إنَّه على الخبر، والشيخُ محي الدين
قال: على الابتداء، وهذا قريبٌ، والله أعلم.
==========
[1] في (أ): (بحرف)، والمثبت من مصدره.
(1/9917)
[باب الأكل مع الخادم]
(1/9918)
[حديث: إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن
لم يجلسه معه فليناوله .. ]
5460# قوله: (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ): (الخادمُ): مَرْفوعٌ فاعل، و
(أحدَكم): مَنْصوبٌ مفعول، وهذا ظاهِرٌ معروفٌ.
قوله: (أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ): (الأُكلة)؛ بِضَمِّ الهمزة: اللقمة، وكذلك
(الأُكلتان)؛ بالضمِّ: اللُّقمَتَان، وهذا معروفٌ.
(1/9919)
[باب الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر]
قوله: (بَابٌ: الطَّاعِمُ [1] الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ، فِيْهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عَنْهُ [2] عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): هذا التبويب هو حديثٌ رواه التِّرْمِذيُّ في «جامعه» في
(كتاب الزهد)، وابنُ ماجه في «سننه» في (الصوم)، أمَّا التِّرْمِذيُّ؛ فعن إسحاق بن
مُحَمَّد الأنصاريِّ، عن مُحَمَّد بن معن الغفاريِّ، عن أبيه، عن سعيد المقبريِّ،
عن أبي هريرة، فذكره، وقال: (حسنٌ غريبٌ)، وأمَّا ابن ماجه؛ فعن يعقوب بن حميد بن
كاسب، عن مُحَمَّد بن معن به، وعن يعقوب بن حميد، عن عبد الله بن عبد الله، عن معن
بن مُحَمَّد، عن حنظلة بن عليٍّ الأسلميِّ، عن أبي هريرة، فذكره، وأخرجه ابن حِبَّان
من حديث أبي هريرة أيضًا، وفي الباب أيضًا: عن سنان بن سَنَّة، أخرجه ابن ماجه في
«سننه» في (الصوم) عن إسماعيل بن عبد الله الرَّقِّيِّ، عن عبد الله بن جعفر، عن
عبد العزيز بن مُحَمَّد، عن مُحَمَّد بن عبد الله ابن أبي حُرَّة، عن عمِّه حكيم
بن أبي حُرَّة، عنه، فذكره، ولفظه: «الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر»،
وقوله: (فيه عن أبي هريرة): يشير به إلى الحديث الذي بوَّب به، وقد قَدَّمْتُ
أنَّه أخرجه التِّرْمِذيُّ، وابن ماجه، وابن حِبَّان، والله أعلم.
==========
[1] في هامش (ق): (رَواه التِّرْمِذيُّ في (الزهد) في «جامعه»، كذا قاله المزي في
«أطرافه»، وقال في؟؟؟: رواه؟؟؟ والتِّرْمِذي، وابن ماجه).
[2] الترضية ليست في «اليونينيَّة» و (ق).
[ج 2 ص 487]
(1/9920)
[باب الرجل يدعى إلى طعام فيقول: وهذا
معي]
قوله: (بَابُ الرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ [1]): (يُدعَى): مَبْنيٌّ لِما
لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (طَعَامٍ).
[ج 2 ص 487]
(1/9921)
[حديث: يا أبا شعيب إن رجلًا تبعنا فإن
شئت أذنت له]
5461# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه حمَّاد بن
أسامة، و (الأَعْمَشُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه سليمان بن مِهْرَان، و (شَقِيقٌ):
هو أبو وائل، شقيق بن سلمة، و (أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ): تَقَدَّمَ أنَّه
عقبة بن عمرو، وتَقَدَّمَ مترجمًا.
قوله: (كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا شُعَيْبٍ): تَقَدَّمَ الكلام
عليه قريبًا، وأنَّه لا أعرف اسمه.
قوله: (وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ): تَقَدَّمَ أنِّي لا أعرف اسمَ غلامه.
قوله: (فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ): هذا الرجل تَقَدَّمَ أنِّي لا أعرف اسمَه.
(1/9922)
[باب: إذا حضر العشاء فلا يعجل عن
عشائه]
قوله في التبويب: (فَلَا يَعْجَلْ): هو بفتح أوَّله وثالثه.
==========
[ج 2 ص 487]
(1/9923)
[حديث: أنه رأى رسول الله يحتز من كتف
شاة في يده]
5462# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحكم بن
نافع، و (شُعَيْبٌ): هو ابن أبي حمزة، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم.
قوله: (وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ): (الليث): هو ابن سعد الإمام، و (يونس):
هو ابن يزيد الأيليُّ، و (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ، وهذا تعليقٌ مجزومٌ به،
وقد أخرجه البُخاريُّ في (الطهارة)، لكن من حديث الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب به،
والله أعلم، وروايته له عن يونس ليست في الكتب إلَّا ما [في] هذا التعليق، ولم
أرَها في الكُتُب السِّتَّة، والله أعلم.
قوله: (فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ): (دُعِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (وَلَمْ يَتَوَضَّأْ): كذا في أصلنا، وقد تَقَدَّمَ فيه ثلاثةُ ضبوطٍ؛
أحدها: (ولم يتوضَّ)، ثانيها: (يتوضَّأ)، ثالثها: (يتوضَّا)، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 487]
(1/9924)
[حديث: إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة
فابدؤوا بالعشاء.]
5463# 5464# قوله: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه وُهَيب بن خالد
الكرابيسيُّ الحافظ، و (أَيُّوب): هو ابن أبي تيمية السَّخْتيَانيُّ، و (أَبُو
قِلَابَةَ): بكسر القاف، وبعد الألف مُوَحَّدَة، ثُمَّ تاء التأنيث، وتَقَدَّمَ
أنَّ اسمه عبد الله بن زيد الجَرْميُّ.
قوله: (إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ): (وُضِع): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و
(العَشاءُ): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
قوله: (وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ... نَحْوَهُ): هذا
معطوفٌ على السند الذي قبله، روى هذا البُخاريُّ عن معلَّى، عن وُهَيب، عن أيوب
به، وليس تعليقًا؛ فاعلمه.
قوله: (وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تَعَشَّى): هذا
معطوفٌ أيضًا على السند الذي قبله، ولم أرَه في «الأطراف» للمِزِّيِّ، ورأيته في
«البُخاريِّ» في (باب إذا حضر الطعام وأُقِيمَت الصلاةُ)، لكن من حديث حمَّاد بن
أسامة، عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، عن نافع، عن ابن
عمر، والله أعلم.
(1/9925)
[حديث: إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء
فابدؤوا بالعشاء]
5465# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ): هو الفِرْيابيُّ، وقد قَدَّمْتُ
الفرق بينه وبين مُحَمَّد بن يوسف البيكنديِّ، و (سُفْيَانُ) بعده: هو الثَّوريُّ.
قوله: (قَالَ وُهَيْبٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامٍ): أمَّا (وُهَيب)؛ فهو
ابن خالد، وتعليقه ليس في الكُتُب السِّتَّة، وأمَّا (يحيى)؛ فهو ابن سعيد
القَطَّان، وتعليقُه أخرجه البُخاريُّ فقط في (الصلاة) عن مسدَّد عن يحيى بن سعيد
به.
==========
[ج 2 ص 487]
(1/9926)
[باب قول الله تعالى: {فإذا طعمتم فانتشروا}]
(1/9927)
[حديث: أنا أعلم الناس بالحجاب كان أبي
بن كعب يسألني ... ]
5466# قوله: (حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو المسنَديُّ، و
(صَالِح): هو ابن كيسان، و (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم.
[ج 2 ص 487]
قوله: (وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ): تَقَدَّمَ مِرارًا الاختلافُ متى
تزوَّج النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بزينب [بنت] جحش؛ فانظره.
قوله: (وَجَلَسَ مَعَهُ رِجَالٌ بَعْدَمَا قَامَ الْقَوْمُ): تَقَدَّمَ في (سورة
الأحزاب) وغيرِها أنِّي لا أعرفهم.
قوله: (وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ): تَقَدَّمَ متى أُنزِل، والاختلاف فيمَن أُنزِل
بسببها، في (سورة الأحزاب).
(1/9928)
((71)) [كتاب العقيقة]
(1/9929)
[باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم
يعق عنه وتحنيكه]
قوله: (تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ لِمَنْ لم يَعُقَّ
وَتَحْنِيكِهِ): قال شيخنا: (وتقييد البُخاريِّ أنَّه يسمِّيه غداةَ يُولَد لمَن
لم يَعُقَّ غريبٌ، نعم؛ حكاه ابن التين عن مذهب مالك ... ) إلى آخر كلام شيخنا في
ذلك، والله أعلم.
(1/9930)
[حديث: ولد لي غلام فأتيت النبي فسماه
إبراهيم]
5467# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه حمَّاد بن
أسامة، و (بُرَيْدٌ): بِضَمِّ الموحَّدة، وفتح الراء، تَقَدَّمَ مِرارًا، وهو بريد
بن عبد الله بن أبي بردة الحارثِ _أو عامر_ ابن أبي موسى الأشعريِّ؛ عبدِ الله بن
قيس بن سُلَيم بن حَضَّار.
قوله: (وُلِدَ لِي غُلَامٌ ... ) إلى أنَّ قال: (فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ):
(إبراهيم) هذا: هو ابن أبي موسى الأشعريِّ، حَمَّر على (إبراهيمَ) الذَّهَبيُّ،
فالأصحُّ أنَّه تابعيٌّ عنده، يروي عن أبيه والمغيرة بن شعبة، وعنه: الشَّعْبيُّ
وعمارة بن عمير، حنَّكه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ودعا له، أخرج له مسلمٌ،
والنَّسَائيُّ، وابن ماجه، وإنَّما حَمَّر عليه الذَّهَبيُّ؛ لأنَّ شرط الرؤية أنْ
تكون مع التمييز؛ كما قدَّمته في شرط الصَّحابيِّ، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 488]
(1/9931)
[حديث: أتي النبي بصبي يحنكه]
5468# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): (يحيى) بعد (مسدَّد): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
يحيى بن سعيد القَطَّان، شيخ الحُفَّاظ الذي قال فيه الإمام أحمد: ما رأت عيناي
مثلَ يحيى بن سعيد القَطَّان، وقد تَقَدَّمَ بعض ترجمته.
قوله: (أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ
لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و (النَّبيُّ): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
قوله: (بِصَبِيٍّ ... )؛ الحديث: قال شيخنا في أوائل «الصَّحيح» في (باب بول
الصبيان): (الصبيُّ المذكور في حديث عائشة _يعني هذا_ يحتمل أنْ يكون عبدَ الله بن
الزُّبَير، أو الحسن، أو الحسين؛ لرواياتٍ في ذلك سُقتُها في «تخريج أحاديث
الرافعيِّ»؛ فليُراجَع منه)، والمراد به: التخريج الكبير المسمَّى: بـ «البدر
المنير»، لا «الخلاصة»، وذلك لأنِّي قرأتُ عليه «الخلاصة» وليس هذا فيها، وقد
قَدَّمْتُ ما قاله ابن شيخنا البلقينيِّ: (يحتمل أنْ يكون [1] ولدَ أمِّ قيس بنت محصن
الأسَديَّة، ويحتمل أنْ يكون غيره) انتهى، وقد قَدَّمْتُ مَن بال من الصغار في حجر
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الباب المشار إليه؛ فليُنظَر منه، وهم:
الحسن، والحسين، وابن الزُّبَير عبدُ الله، وابنُ أمِّ محصن _ولا أعرف اسمه_،
وسليمان بن هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، والله أعلم.
==========
[1] زيد في (أ): (أن يكون)، وهو تكرار.
[ج 2 ص 488]
(1/9932)
[حديث: أنها حملت بعبد الله بن الزبير
بمكة قالت فخرجت وأنا متم]
5469# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ [1]): كذا في أصلنا، وقد ضُرِبَ
على (منصور)، وخُرِّج (نصر) عوضه، وصُحِّحَ عليه، فبقي (إسحاق ابن نصر)، وقد راجعت
«أطراف المِزِّيِّ»، فرأيت هذا الحديث فيها عن إسحاق بن منصور ليس غير، وكذا هو في
أصلٍ آخرَ لنا دمشقيٍّ، ولم يذكر هذا المكانَ ابنُ قُرقُول ولا أبو عليٍّ
الجَيَّانيُّ، فالذي يظهر تصويب ما في «الأطراف» وما ضُرِب عليه في أصلنا؛ وهو
(ابن منصور)، وكما هو في أصلنا الدِّمَشْقيِّ، والله أعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة، و
(أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْرٍ): تَقَدَّمَ بعض ترجمتها، وأنها تُوُفِّيَت بعد مقتل
ابنها عبد الله بن الزُّبَير بقليل _رضي الله عنها_ بمكَّة.
قوله: (وَأَنَا مُتِمٌّ): تَقَدَّمَ أنَّ معناه: قاربتُ الوضعَ.
قوله: (فَنَزَلْتُ قُبَاءً): تَقَدَّمَ أنَّ فيه المدَّ والقصر، والصرفَ وعدمَه،
والتأنيثَ والتذكير.
قوله: (في حجْرِهِ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الحاء وكسرها مرارًا.
قوله: (فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللهِ): (أوَّلَ):
مَنْصوبٌ، و (ريقُ): مَرْفوعٌ، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الْإِسْلَامِ): يعني: للمهاجرين
القادمين المدينةَ من مكَّة؛ لأنَّه وُلِد قبله أولادٌ بالحبشة للمسلمين، وقولي:
(للمهاجرين)؛ احترازًا من الأنصار، فإنَّ النعمان بن بشير وُلِدَ قبله للأنصار،
والله أعلم.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق) بعد الإصلاح: (نصرٍ).
[ج 2 ص 488]
(1/9933)
[حديث: اللهم بارك لهما]
5470# قوله: (كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي ... )؛ الحديث: هذا الابن هو
أبو عُمَير الذي كان يمازحه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ويقول له: «يا أبا
عمير؛ ما فعل النُّغَير؟»، وأبو عمير: اسمه حفصٌ، و (أبو طلحة): تَقَدَّمَ مِرارًا
أنَّه زيد بن سهل، بدريٌّ نقيبٌ جليل.
قوله: (فَقُبِضَ الصَّبِيُّ): (قُبِض): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و
(الصبيُّ): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
قوله: (قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ): تَقَدَّمَ الاختلاف في اسمها رضي الله عنها، وهي
أمُّ أنس بن مالك.
قوله: (فَوَلَدَتْ غُلَامًا): هو عبد الله بن أبي طلحة، وسيجيء في هذا الحديث
نفسِه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم سمَّاه عبدَ الله، (عبدُ الله) هذا:
حمَّر عليه الذَّهَبيُّ؛ لأنَّ الصَّحيح أنَّه تابعيٌّ، وقد قَدَّمْتُ قريبًا
وبعيدًا في (المناقب) أنَّ شرط الرؤية أنْ تكون مع التمييز حتَّى يُعَدَّ
صحابيًّا، وإلَّا؛ فهو تابعيٌّ له رؤية، وهو أخو أنسٍ لأمِّه، روى عن أبيه، وعنه:
ابناه إسحاقُ وعبدُ الله، وسليمان مولى الحسن بن عليٍّ، وأبو طُوالة، قال ابن سعد:
كانت أمُّه حاملًا به يوم حنين، ولم يزل في المدينة في دار أبي طلحة، وكان ثقةً
قليلَ الحديث، انتهى، أخرج له مسلمٌ والنَّسَائيُّ، قال الذَّهَبيُّ في «تجريده»:
تُوُفِّيَ زمن الوليد، قال أبو عمر بن عَبْدِ البَرِّ: شهد عبد الله بن أبي طلحة
مع عليٍّ صِفِّين، والله أعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد بن
إبراهيم بن أبي عديٍّ السُّلَميُّ مولاهم، البصريُّ القسمليُّ؛ لأنَّه نزل في
القساملة، تَقَدَّمَ، والله أعلم، و (ابْن عَوْنٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد
الله بن عون بن أرطبان، لا عبد الله بن عون ابنِ أمير مصر، هذا ليس له شيءٌ في
«البُخاريِّ»، إنَّما روى له مسلمٌ والنَّسَائيُّ، و (مُحَمَّد) بعده: هو ابن
سيرين.
قوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ): قال بعض حفَّاظ العصر في قوله: (وَسَاقَ الحديث):
يُتَوهَّم أنَّ المتن ساوى الذي قبله، وليس كذلك، نبَّه عليه الإسماعيليُّ، وقد
أخرجه مسلمٌ عن مُحَمَّد بن المثنَّى شيخِ البُخاريِّ، كما ذكره الإسماعيليُّ،
انتهى.
==========
[ج 2 ص 488]
(1/9934)
[باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة]
(1/9935)
[حديث: مع الغلام عقيقة]
5471# 5472# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
مُحَمَّد بن الفضل السدوسيُّ، وتَقَدَّمَ أنَّ لقبَ مُحَمَّدٍ عارمٌ، وأنَّه بعيدٌ
من العرامة، و (أَيُّوب): هو ابن أبي تيمية السَّخْتيَانيُّ، و (مُحَمَّد) بعده:
هو ابن سيرين، و (سَلْمَان بْن عَامِرٍ الضَّبِّيُّ [1]): هو سلمان بن عامر بن أوس
بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن سعد بن بكر بن ضبَّة بن أُدِّ
بن طابخة بن إلياس بن مضر الضَّبِّيُّ، له صحبةٌ، قال مسلمٌ: لم يكن في الصَّحابة
ضبِّيٌّ غيره، وقال ابن أبي خيثمة: قد روى عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من
بني ضبَّة عتَّاب بن شمير، ذكره أبو عمر، ولم يعزُ الأوَّل لمسلم، بل قال: (قال
بعض أهل العلم بهذا الشأن)، روى عنه عبد العزيز
[ج 2 ص 488]
بن بُشَير العدويُّ، ومُحَمَّد بن سيرين، وحفصة بنت سيرين، وبنت أخيه أمُّ الرائح
الرَّبابُ بنت صُليع بن عامر الضَّبِّيُّ، وله دارٌ بالبصرة بقرب الجامع.
قوله: (مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ): (العقيقة) هنا: الشعر الذي يُولَد به المولود،
وسُمِّيَ الذبح عن المولود بها [2]؛ لأنَّه يُحلَق عنه رأسه حينئذ، وهو معنى قوله:
«فأميطوا عنه الأذى»؛ أي: أزيلوا عنه أذى الشَّعر، والعقيقة سُنَّة تُذبَح عن
المولود يومَ سابعه، واستقبح رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم العقوق، وأصل (العقِّ):
الشقُّ، وسُمِّيَ العقوق للآباء عقوقًا؛ لأنَّه شقُّ رَحِمهم وقطعُها، وهذا الحديث
هنا موقوفٌ من كلامم سلمان بن عامر، وقد رواه البُخاريُّ هنا عن أبي النُّعمان، عن
حمَّاد بن زيد، وقال أصبغ: عن ابن وهب عن جرير بن حازم؛ كلاهما عن أيُّوب، وقال
حجَّاج _يعني: ابن منهال_ عن حمَّاد _ يعني: ابن سلمة_ عن أيُّوب وقتادة وحبيب _
يعني: ابن الشهيد_؛ ثلاثتهم عن مُحَمَّد بن سيرين، عن سلمان به، وقفه حمَّاد بن
زيد، ورفعه الآخران، وقال غير واحد: عن عاصم وهشام، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان،
عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ورواه يزيد بن إبراهيم عن مُحَمَّد عن
سلمان قولَهُ.
قوله: (وَقَالَ حَجَّاجٌ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن منهال.
قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن سلمة.
قوله: (وَهِشَامٌ): هذا هو ابن حسَّان.
(1/9936)
قوله: (وَحَبِيبٌ): هو بفتح الحاء
المُهْمَلة، وكسر الموحَّدة، تَقَدَّمَ أنَّه ابن الشهيد أعلاه.
قوله: (عَنِ ابْنِ سِيرِينَ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه مُحَمَّد بن سيرين.
قوله: (وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: عَنْ عَاصِمٍ): هذا هو عاصم بن سليمان، و
(هِشَامٌ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن حسَّان، وأمَّا (غير واحد)؛ قال بعض
الحُفَّاظ العصريِّين: ذكرت منهم في «تغليق التعليق» سفيانَ بن عيينة، وعبدَ
الرَّزَّاق، وحفصَ بن غياث، وعبدَ الله بن نمير، وعبدَ الله بن بكر السهميَّ،
وغيرَهم، انتهى.
قوله: (عَنِ الرَّبَابِ): هي بفتح الراء، وتخفيف الموحَّدة، وبعد الألف مُوَحَّدَة
أخرى، وهي أمُّ الرائح بنت صُلَيع الضَّبِّيَّة، عن عمِّها سلمان بن عامر
الضَّبِّيِّ، وعنها حفصة بنت سيرين، علَّق لها [3] البُخاريُّ، كما ترى، وأخرج لها
الأربعة.
قوله: (وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ): هو التُّسْتريُّ، أبو سعيد، مولى
بني تميم، عن الحسن، وابن سيرين، وابن أبي مُلَيْكَة، وعطاء، وقتادة، وجماعةٍ،
وعنه: وكيع، وبهز بن أسد، وخلقٌ، وَثَّقَهُ أحمد، وأبو حاتم، وجماعةٌ، وقال ابن
سعد: كان ثقةً ثبتًا، كان عَفَّانَ يرفع أمرَه، قال يحيى القَطَّان: ليس بذاك في
قتادة، وقال ابن معين: هو أثبت من جرير بن حازم، قال الفَلَّاس: تُوُفِّيَ سنة
اثنين وستِّين ومئة، ويُقال: سنة إحدى، أخرج له الجماعة، وله ترجمةٌ في «الميزان»،
وما رواه يزيدُ بن إبراهيم لم أرَه في الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، لكن شيخُه
مُحَمَّدٌ _هو ابن سيرين_ حديثُه أخرجه البُخاريُّ مرفوعًا، ووقفه حمَّاد بن زيد،
ورفعه الآخران؛ كما تَقَدَّمَ أعلاه، وأخرجه غير البُخاريِّ أيضًا.
قوله: (عَنِ ابْنِ سِيرِينَ): يعني: مُحَمَّدًا.
قوله: (عن سَلْمَانَ): تَقَدَّمَتْ ترجمة (سلمان) _هو ابن عامر الضَّبِّيُّ_ في
ظاهرها وأعلاه.
قوله: (قَوْلَهُ): هو مَنْصوبٌ؛ أي: من قوله؛ يعني: موقوفًا عليه.
(1/9937)
قوله: (وَقَالَ أَصْبَغُ): هو أصبغ بن
الفرج، وهو شيخ البُخاريِّ، وقد تَقَدَّمَ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ:
كذا)، وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه كهذا؛ فإنَّه كـ (حَدَّثَنَا)، غير أنَّ
الغالبَ أخذُ ذلك عنه في حال المذاكرة، و (ابْنُ وَهْبٍ) بعده: هو عبد الله بن
وَهْب، أحد الأعلام، و (جَرِير بْن حَازِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالحاء
المُهْمَلة، و (أَيُّوب السَّخْتِيَانِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه أيُّوب ابن
أبي تيمية كيسان، و (السّخْتِيَانيُّ): تَقَدَّمَ أنَّه مثلَّث السين.
قوله: (وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى): قيل: حلقُ شَعره، وقيل: الختان، وقيل: لا
تقربوه الدمَ كما كانت الجاهليَّة تفعله.
==========
[1] (الضَّبِّيُّ): ليس في «اليونينيَّة»، وعليها (ق) علامة الزيادة وعلامة أبي
ذرٍّ.
[2] كتب فوقها في (أ): (به).
[3] في (أ): (له)، وكذا في الموضع اللاحق، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.
(1/9938)
[حديث: أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن
... ]
5472 م# قوله: (عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ): هو بفتح الحاء المُهْمَلة، وكسر
الموحَّدة، و (الشَّهِيد): بفتح الشين المُعْجَمة، وكسر الهاء، الأزديُّ، عن أبي
مِجْلَزٍ وابن سيرين، وعنه: شعبة والأنصاريُّ، ثقة ثبت، تُوُفِّيَ سنة (145 هـ)،
أخرج له الجماعة.
قوله: (أَمَرَنِي ابْنُ سِيرِينَ): هو مُحَمَّد بن سيرين، وقد قَدَّمْتُ عدد بني
سيرين وبناته في أوَّل هذا التعليق.
قوله: (أَنْ أَسْأَلَ الْحَسَنَ: مِمَّنْ سَمِعَ حَدِيثَ الْعَقِيقَةِ؟
فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: مِنْ سَمُرَةَ): اعلم أنَّ في سماع الحسن أبي الحسن
البصريِّ من سَمُرة بن جندب خلافًا، ففي هذا «الصَّحيح» ما رأيتَ: أنَّه سمع منه
حديثَ العقيقة، وقد روى عن سَمُرة نسخةً كثيرةً غالبها في السنن الأربعة، وعند
عليِّ ابن المدينيِّ أنَّ كلَّها سماع، وكذلك حكى التِّرْمِذيُّ عن البُخاريِّ
نحوَ هذا، وقال يحيى بن سعيد القَطَّان وجماعةٌ كثيرون: هي كتاب، وذلك لا يقتضي
الانقطاع، وفي «مسند أحمد»: أخبرنا هُشَيم عن حميد الطويل قال: جاء رجل إلى الحسن
البصريِّ، فقال: إنَّ عبدًا له أبق، وإنَّه نذر إنْ قدر عليه؛ أن يقطعَ يده، فقال
الحسن: حدَّثنا سَمُرة قال: قلَّما خطبنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خُطبةً
إلَّا أمر [1] فيها بالصدقة، ونهى عن المثلة، وهذا يقتضي سماعه من سَمُرة لغير حديث
العقيقة.
(1/9939)
[باب الفرع]
قوله: (بَابُ الْفَرَعِ): هو بفتح الفاء والراء، وبالعين المُهْمَلة، قال ابن
قُرقُول: الفَرَع والفرعة: أوَّل ما تُنتج الناقة، كانوا يذبحونه لطواغيتهم،
فنُهِيَ المؤمنون عن ذلك، وقيل: بل كان الرجل من العرب إذا تنامت إبلُه مئة؛ قدَّم
بَكْرًا، فنحره لصنمه، فهو الفَرَع، وقد جاء في حديث: «من شاءَ فَرَّع»، وفي حديثٍ
آخرَ: «في كلِّ سائمةٍ فَرَعٌ»، وفي حديثٍ: (أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
بالفَرَع في كلِّ خمسين شاة)، وبعض السلف وأكثر فقهاء الفتوى يقولون بنسخه
والنَّهْيِ عنه، انتهى، والقول الأوَّل من كلامه فسَّر به الراوي (الفَرَع).
تنبيهٌ: تفسير (الفَرَع) و (العتيرة) نقل شيخنا عن أبي قرَّة موسى بن طارق في
«سننه»: أنَّه من كلام الزُّهريِّ، انتهى، وقال الخَطَّابيُّ في «شرح البُخاريِّ»:
(أحسب هذا التفسير من كلام الزُّهريِّ راوي الحديث)، وكذا نقله النَّوَويُّ في
«تهذيبه» في (عتر) عن الخَطَّابيِّ في «شرح البُخاريِّ»، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 489]
(1/9940)
[حديث: لا فرع ولا عتيرة]
5473# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن عثمان
بن جبلة بن أبي روَّاد، وأنَّ (عبدان) لقبه، و (عَبْدُ اللهِ) بعده: تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه ابن المبارك، شيخ خراسان، و (مَعْمَرٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
بفتح الميمين، بينهما عين ساكنة، وأنَّه ابن راشد، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن
مسلم ابن شهاب، و (ابْن المُسَيّب): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه سعيد، وأنَّ أباه
يجوز في يائه الفتحُ والكسرُ، وأنَّ غير أبيه ممَّن اسمه (المُسَيَّب) لا يجوز فيه
إلَّا الفتح، و (أَبُو هُرَيْرَة): عبد الرحمن بن صخرٍ.
قوله: (لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ): (الفَرَع): تَقَدَّمَ الكلام عليه أعلاه،
وأمَّا (العَتِيْرة [1])؛ فهي بفتح العين المُهْمَلة، وكسر المثنَّاة فوق، ثُمَّ
مثنَّاة تحت ساكنة،
[ج 2 ص 489]
ثُمَّ راء، ثُمَّ تاء التأنيث، قال ابن قُرقُول: قال أبو عبيد: هي الرجبيَّة،
كانوا يذبحونها في الجاهليَّة في رجب يتقرَّبون بها، وكانت في أوَّل الإسلام،
ثُمَّ نُهِيَ عنها، وقال بعض السلف: يبقى حكمها، والفَرَع: أوَّل النتاج، كانوا
يذبحونه لطواغيتهم، وقيل: إنَّ العتيرة نذرٌ كانوا ينذرونه إذا بلغ مال أحدهم كذا؛
أنْ يذبحَ مِن كلِّ عشرة منها شاةً في رجب، انتهى، وكونُها تُذبَح في رجب كذا قاله
الراوي، وكانت تُذبَح في العشر الأوَّل من رجب، قال الشيخ محي الدين النَّوَويُّ
في «شرح مسلم» بعد أنْ ذكر أحاديثَ تتعلَّق بالفَرَع والعَتِيرة تدلُّ على الجواز،
وبعضُها ظاهرُه يدلُّ على الاستحباب: (والصَّحيح عند أصحابنا _وهو نصُّ
الشَّافِعيِّ_: استحبابُ الفَرَع والعَتِيرة، وأجابوا عن حديث: «لافَرَع
ولاعَتِيرَة» بثلاثة أجوبةٍ؛ أحدها جواب الشَّافِعيِّ: أنَّ المرادَ نفيُ الوجوب،
والثاني: نفيُ ماكانوا يذبحونه لأصنامهم، والثالث: أنَّهما ليسا كالأضحية في
الاستحباب، أو فى ثواب إراقة الدم، فأمَّا تفرقة اللحم على المساكين؛ فبِرٌّ
وصدقة، وقد نصَّ الشَّافِعيُّ في «سنن حرملة»: أنَّها إنْ تيسَّرت في كلِّ شهر؛
فكان حَسَنًا، هذا تلخيص حكمها فى مذهبنا، وادَّعى القاضي عياض أنَّ جماهير
العلماء على نسخ الأمر بالفَرَع والعَتِيرة، والله أعلم)، وقد ذكر المسألةَ في
«الروضة» ورجَّح الاستحبابَ، والله أعلم.
(1/9941)
قوله: (وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ
النِّتَاجِ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لَطِوَاغِيتِهِمْ، وَالْعَتِيرَةُ: فِي
رَجَبٍ): تَقَدَّمَ في أوَّل الباب أنَّه من كلام الزُّهريِّ، والله أعلم، و
(الطواغيت): الأصنام، ويُقال: بيوتها، وقيل: الطاغوت: الشيطان، ويكون الطاغوت
واحدًا وجمعًا؛ كـ (الفُلْك)، والله أعلم.
==========
[1] في (أ): (العتيرية)، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.
(1/9942)
[باب العتيرة]
قوله: (بَاب الْعَتِيرَةِ): تَقَدَّمَ قريبًا ضبطها، وما هي.
==========
[ج 2 ص 490]
(1/9943)
[حديث: لا فرع ولا عتيرة.]
5474# قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ هذا
هو ابن المدينيِّ، الحافظ الجِهْبِذ، و (سُفْيَانُ) بعده: تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
ابن عيينة، وقد صرَّح مسلمٌ بأنَّه ابن عيينة في هذا الحديث، وفي «النَّسَائيِّ»:
أنَّه سفيان بن حسين، قال شيخنا: (وقد ذكر الحديثَ الإسماعيليُّ كما ذكره
النَّسَائيُّ، وخالف الطرقيُّ فذكره كذلك، وأبدل «ابن حسين» بـ «ابن عيينة»)
انتهى، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم، و (سَعِيْد بْن المُسَيّبِ):
تَقَدَّمَ ضبط ياء أبيه أنَّها بالفتح والكسر، بخلاف غيره، فإنَّه لا يجوز فيها
إلَّا الفتح.
==========
[ج 2 ص 490]
(1/9944)
((72)) (كِتَابُ الذَّبَائِحِ
وَالصَّيْدِ والتَّسْمِيَةِ عَلَى الصَّيْدِ) ... إلى (كِتَاب الأَضَاحِي)
كذا في أصلنا القاهريِّ، وفي الدِّمَشْقيِّ العكسُ، وهذا أمرٌ غريبٌ.
قوله: (والتَّسْمِيَةِ عَلَى الصَّيْدِ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب كعادته،
ثُمَّ قال: ليس في جميع ما ذكر من الآي والأحاديثِ تعرُّضٌ للتسمية المترجَم عليها
إلَّا آخر حديث عَدِيٍّ، فعدَّه بيانًا لما أجمَلَته الأدلَّةُ من التسمية، ولذلك
أدخل الجميع تحت الترجمة، والله أعلم، وعند الأصوليِّين نظرٌ في المجمل إذا اقترنت
به قرينةٌ لفظيَّةٌ مبيِّنةٌ؛ هل يكونُ الدليلُ المجملَ أو إيَّاها خاصَّة؟ انتهى.
قوله: (مَا أُحِلَّ): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (وَحَرُمَ): هو بفتح الحاء، وضمِّ الراء، كذا في أصلنا، وفي أخرى:
(وَحُرِّمَ)؛ بِضَمِّ الحاء، وكسر الراء المُشَدَّدة، وكلاهما جائزٌ.
قوله: ({الْمَوْقُوذَةُ} [المائدة: 3]: تُضْرَبُ بِالْخَشَبِ، يُوقِذُهَا
فَتَمُوتُ): في هامش أصلنا: الصواب: (تَقِذُها)، والظاهر أنَّه أخذ ذلك من
الدِّمْيَاطيِّ ولم يعزُه إليه، وفي «صحاح الجوهريِّ» دليلٌ لما قاله في الهامش
ولفظه: (وَقَذَه يَقِذه وَقْذًا: ضربه حتَّى استرخى وأشرف على الموت، وشاةٌ
موقوذةٌ: قُتِلَت بالخشب) انتهى، وفي «المطالع»: وقيذ؛ أي: ميتة، وسيأتي قريبًا،
وقال شيخنا في «شرحه»: (وقذه وأوقذه، و {المَوْقُوذَة} من «وقذه»)، انتهى.
قوله: (تُنْطَحُ الشَّاةُ): (تُنطَح): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و
(الشاةُ): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
==========
[ج 2 ص 490]
(1/9945)
[حديث: ما أصاب بحده فكله وما أصاب
بعرضه فهو وقيذ]
5475# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الفضل بن
دُكَين الحافظ، و (زَكَرِيَّاءُ) بعده: هو ابن أبي زائدة، و (عَامِر): هو ابن
شَراحيل الشَّعْبيُّ، و (عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ): هو عديُّ بن حاتم بن سعد
الطائيُّ، الجواد ابن الجواد، أسلم سنة سبع، وعنه: الشَّعْبيُّ، وسعيد بن جبير،
وأبو إسحاق، نزل قرقيسيا منعزلًا، قال ابن سعد: مات سنة (68 هـ) [1] وهو ابن مئة
وعشرين سنةً، أخرج له الجماعة، رضي الله عنه.
قوله: (عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ): هو بكسر الميم، وإسكان العين المُهْمَلة، ثُمَّ
راء، ثُمَّ ألف، ثُمَّ ضاد معجمة، قال ابن قُرقُول: خشبةٌ محدَّدة الطرف، وقيل: بل
فيه حديدةٌ يُرمى بها الصيدُ، وقيل: بل هو سهمٌ لا ريش له، انتهى، وفي «النهاية»:
(المِعْرَاض)؛ بالكسر: سهم بلا ريشٍ ولا نصلٍ، وإنَّما يصيب بعرضه دون حدِّه، وفي
تفسير (المعراض) غيرُ ما ذكرت، تركته اختصارًا، وقد قَدَّمْتُ كلام ابن قُرقُول في
أوَّل (البيوع).
قوله: (فَهْوَ وَقِيذٌ): هو بفتح الواو، وكسر القاف، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة،
ثُمَّ ذال معجمة، قال في «المطالع»: (وقيذ)؛ أي: ميتة؛ بمعنى «مفعول»، وهي
المقتولة بعصًا أو حَجَرٍ لا حدَّ له، يُقال: وقذتُه؛ إذا أثخنتَه ضربًا، قال أبو
سعيد: أصل الوَقْذِ: الضرب على فأس القفا، فتصل هدَّتها إلى الدماغ، فيذهب العقل،
انتهى، وقد تَقَدَّمَ في أوَّل (البيوع).
(1/9946)
[باب صيد المعراض]
قوله: (بَابُ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ): تَقَدَّمَ الكلام عليه أعلاه وضبطه.
قوله: (وَكَرِهَهُ سَالِمٌ): هذا هو سالم بن عبد الله بن عمر، هذا أحد الفقهاء
السبعة على قولٍ، وهو مشهور الترجمة.
قوله: (وَالْقَاسِمُ): هذا هو القاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر، أحد الفقهاء السبعة.
قوله: (وَإِبْرَاهِيمُ): هو ابن يزيد النَّخَعيُّ، مشهور الترجمة.
قوله: (وَعَطَاءٌ): هو ابن أبي رَباح المَكِّيُّ، أحد الأعلام، تَقَدَّمَ.
قوله: (وَالْحَسَنُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي الحسن البصريُّ.
قوله: (وَكَرِهَ الْحَسَنُ ... ) إلى آخره: هو المشار إليه أعلاه، وإنَّما كره
الحسنُ ذلك؛ لإمكان وجودِهم للسكاكين وما تقع به الذكاةُ، وأجازها في البراري وفي
مواضعَ يتعذَّر وجودُ ذلك فيه، واعلم أنَّ أكثر العلماء على كراهة صيد الحَجَر
والبندقة، وهي عندهم وَقِيذ؛ لقول ابن عَبَّاس: (إلَّا أنْ يدرك ذكاتَه)، وبه قال
النَّخَعيُّ، وذهب إليه الأربعةُ، والثَّوريُّ، وإسحاق، ورخَّص في صيد البندقة
عمَّارُ بن ياسر، وهو قول ابن المُسَيّب وابن أبي ليلى، وبه قال الشَّافِعيُّون،
يعنون تخذيله بها، والأصل في ذلك حديثُ عديِّ بن حاتم: أنَّه أباح ما أصاب بحدِّه،
ومَنْعُه أكل ما أصاب بعرضه؛ لأنَّه وَقِيذ، ولا حجَّة لمن خالف السُّنَّة، والله
أعلم.
[ج 2 ص 490]
(1/9947)
[حديث: إذا أصبت بحده فكل فإذا أصاب
بعرضه فقتل فإنه وقيذ ... ]
5476# قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ): هو سعيد بن يُحمد، و (أبو
السَّفَر): بالفتح، وقد قَدَّمْتُ أنَّ الأسماءَ بالسكون، والكنى بالفتح، ومن
المغاربة مَن سكَّن الفاء من هذا (أبي السَّفْر)، قال ابن الصلاح: وذلك خلافُ ما
يقوله أصحاب الحديث، حكاه الدارقطنيُّ عنهم، و (الشَّعْبِيُّ): بفتح الشين
المُعْجَمة، عامر بن شَراحيل، تَقَدَّمَ مِرارًا.
قوله: (عن الْمِعْرَاضِ): تَقَدَّمَ ضبطه وما هو قريبًا، وكذا تَقَدَّمَ
(وَقِيذٌ): ضبطه وما معناه.
==========
[ج 2 ص 491]
(1/9948)
[باب ما أصاب المعراض بعرضه]
(1/9949)
[حديث: كل ما خزق وما أصاب بعرضه فلا
تأكل]
5477# قوله: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح القاف، وكسر
الموحَّدة، وأنَّه ابن عقبة السُّوائيُّ، و (سُفْيَانُ) بعده: هو الثَّوريُّ،
وقَدَّمْتُ أنَّ مدركي في ذلك أنَّ الحافظَ عبدَ الغنيِّ ذكر الثَّوريَّ في مشايخ
قبيصة بن عقبة، ولم يذكر فيهم ابنَ عيينة، وأن الذَّهَبيَّ في «تذهيبه» أطلق
سفيان، فحملتُ المطلق على المقيَّد، و (مَنْصُور): هو ابن المعتمر، و
(إِبْرَاهِيم): هو ابن يزيد النَّخَعيُّ.
قوله: (كُلْ مَا خَزَقَ): هو بالخاء المُعْجَمة، والزاي، والقاف، المفتوحات، قال
الدِّمْيَاطيُّ: خزق وخسق: أصاب الرَّمِيَّة ونفذ فيها، انتهى، وما قاله هو لفظ
ابن الأثير في «نهايتة»، وتكملة كلامه: وسهمٌ خازقٌ وخاسقٌ، انتهى، وكذا لغيره
بالمعنى، وأمَّا شيخنا؛ فإنَّه ذكره بالزاي، ثُمَّ قال: ورُويَ بالراء، انتهى،
ذكره في (كتاب التوحيد)، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 491]
(1/9950)
[باب صيد القوس]
قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور.
قوله: (وَإِبْرَاهِيمُ): هو ابن يزيد النَّخَعيُّ، العالم المشهور.
قوله: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن يزيدَ النَّخَعيُّ.
قوله: (وَقَالَ الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدٍ: اسْتَعْصَى عَلَى آلِ عَبْدِ اللهِ
حِمَارٌ ... ) إلى آخره: قال شيخنا: هذا التعليق أخرجه ابن أبي شيبة عن عيسى بن
يونس، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، ولفظه: (سُئل ابن مسعود عن رجلٍ ضربَ رِجْلَ
حمارِ وحشٍ فقطعها، فقال: دعوا ما سقط، وكلوا ما بَقِي)، وإنَّما ذكرت عزوه؛ لما
فيه من الفوائد؛ منها: التَّصريح بأنَّه حمارُ وحشٍ، والتصريح بأنَّه ابنُ مسعود
وإنْ كان هذا معروفًا، و «زَيْدٌ» أنَّه ابنُ وهب، هو زيد بن وَهْب، أبو سليمان
الجهنيُّ، هاجر إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقُبِض عليه السلام وزيدٌ
في الطريق، روى عن عمر، وعثمان، وعليٍّ، وأبي ذرٍّ، وابن مسعود، وجماعةٍ، وعنه
جماعةٌ، ولم يُصِب يعقوبُ بن سفيان الفسويُّ في الكلام فيه، وقد ردَّه الذَّهَبيُّ
في «التذهيب» و «الميزان»، تُوُفِّيَ سنة (96 هـ)، وقال ابن سعد: في ولاية
الحَجَّاج، بعد الجماجم، قال الذَّهَبيُّ: هذا أشبه، أخرج له الجماعة، وهو ثقةٌ.
==========
[ج 2 ص 491]
(1/9951)
[حديث: أما ما ذكرت من أهل الكتاب فإن
وجدتم غيرها ... ]
5478# قوله: (حَدَّثَنَا حَيْوَةُ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الحاء المُهْمَلة، ثُمَّ
مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ واو مفتوحة، ثُمَّ تاء، وهو ابن شريح الحضرميُّ
الحمصيُّ، لا حَيْوَة بن شريح التُّجِيبيُّ؛ هذا متقدِّم الطبقة على شيخ
البُخاريِّ، تُوُفِّيَ شيخُ البُخاريِّ سنة (224 هـ)، وهنا بينه وبينه واحدٌ،
والتُّجِيبيُّ سنة (158 هـ)، والله أعلم، و (أَبُو إِدْرِيسَ): اسمه عائذ الله بن
عبد الله، وقيل غير ذلك، أحد علماء التابعين بالشام وأعلامِهم، ترجمته معروفةٌ، و
(أَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ): هو بِضَمِّ الخاء وفتح الشين المعجمتين، ثُمَّ
نون، ثُمَّ ياء النسبة، منسوب إلى خُشَين؛ بِضَمِّ الخاء وفتح الشين المعجمتين،
وهم بطنٌ من قضاعة، وهو خُشَين بن النمر بن وبرة بن ثعلب بن حلوان، واختلف في اسم
أبي ثعلبة واسم أبيه على أقوال كثيرة؛ فقيل: جرهم، وقيل: جرثوم، وقيل: عمرو، وقيل:
لاشِر؛ بكسر الشين المُعْجَمة، وقيل غير ذلك، واسم أبيه: ناشِم؛ بالنون أوَّله،
وبعد الألف شين معجمة مكسورة، ثُمَّ ميم، وقيل: ناشر، وقيل: ناشب؛ بالموحَّدة في
آخره، وقيل: ناشج؛ بالجيم، وقيل: جرهم، وقيل: جرثومة، ترجمته معروفةٌ، من أهل بيعة
الرضوان، قاله غير واحد، وقيل: قدم عليه عليه السلام وهو يتجهَّز إلى خيبر، فشهدها
معه، تُوُفِّيَ في خلافة معاوية، وقيل: في خلافة عبد الملك، سنة خمسٍ وسبعين، أخرج
له أحمد والجماعةُ وبَقِيٌّ، وسيجيء قريبًا بعض ترجمته من كلام الدِّمْيَاطيِّ.
قوله: (أَمَّا مَا ذَكَرْتَ): (أَمَّا): بفتح الهمزة، وتشديد الميم.
(1/9952)
[باب الخذف والبندقة]
قوله: (بَابُ الْخَذْفِ): هو بفتح الخاء وإسكان الذال المعجمتين، وبالفاء: الرمي
بحصًى أو نوًى بين سبَّابتَيه وبين الإبهام والسَّبَّابة.
==========
[ج 2 ص 491]
(1/9953)
[حديث: إنه لا يصاد به صيد ولا ينكى به
عدو]
5479# قوله: (حَدَّثَنَا يُوسُفُ ابْنُ رَاشِدٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ): هو يوسف بن
موسى بن راشد بن بلال، أبو يعقوب الكوفيُّ القَطَّان، نزيل الريِّ مدَّةً
للتِّجارة، وكان عالمًا صاحبَ حديثٍ، عن جرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمرَ،
وابن عيينة، وخلقٍ، وعنه: البُخاريُّ، وأبو داود، والتِّرْمِذيُّ، وأبو زرعة، وأبو
حاتم، والبغويُّ، وابن صاعد، والمحامليُّ، وآخرون، وكتب عنه ابن معين مع تقدُّمه،
وقال هو وأبو حاتم: صدوق، قال السراج: مات في سنة (253 هـ)، وذكره ابن حِبَّان في
«ثقاته» وأرَّخ وفاته شبه [ما] قاله السراج، وقد تَقَدَّمَ في (تفسير البقرة).
قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ): تَقَدَّمَ أنَّه بِضَمِّ الميم، وفتح
الغين المُعْجَمة، والفاء المُشَدَّدة، و (المغفَّل): صَحَابيٌّ أيضًا، قدَّمته
مرارًا.
قوله: (أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ): هذا الرجل لا أعرف اسمه، غير أنَّه قريبٌ
لعبد الله بن مُغَفَّل، كما جاء في رواية في «الصَّحيح»، وفي «ابن ماجه»: أنَّه
ابنُ أخيه.
قوله: (وَلَا يُنْكَأُ [1] بِهِ عَدُوٌّ): قال ابن قُرقُول: بفتح الكاف، مهموزٌ،
وهي لغةٌ، والأشهر: «لا يُنكَى»، ومعناه: المبالغة في الإيذاء، انتهى، وفي
«النهاية»: يُقال: نَكيت في العدوِّ أَنكي نكايةً، فأنا ناكٍ؛ إذا أكثرتَ فيهم
الجراحَ والقتلَ، فوهنوا لذلك، وقد يُهمَز، لغة فيه؛ يقال: نكأت القرحة أنكؤها؛
إذا قشرتَها، انتهى، وكذا قاله غيرُهما.
قوله: (وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ): هو بفتح التاء [2]، مهموزٌ.
قوله: (لَا أُكَلِّمُكَ كَذَا وَكَذَا): في «مسلم»: «لا أكلِّمك أبدًا».
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة»: (يُنْكَى).
[2] في (أ): (الياء)، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.
[ج 2 ص 491]
(1/9954)
[باب: من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية]
(1/9955)
[حديث: من اقتنى كلبًا ليس بكلب ماشية
أو ضارية]
5480# قوله: (أَوْ ضَارِيَةٍ): هو بالضاد المُعْجَمة، ثُمَّ ألف، ثُمَّ راء
مكسورة، ثُمَّ مثنَّاة تحت مفتوحة، الكلب الضاري: المعتاد للصيد، ورأيت في حاشيةِ
نسخةٍ مكتوب عليها أنَّها من الصاغانيِّ: (كذا وقع: «إلَّا كلب ضارٍ لصيدٍ»،
والصواب: كلبًا ضاريًا بِصَيْدٍ) انتهت، قال ابن قُرقُول: («إلَّا
[ج 2 ص 491]
كلبًا ضاريًا» كذا رواية الأكثر، والمعروف في رواية يحيى بن يحيى وغيرِه في
«مسلم»: «إلَّا كلبَ ضاريةٍ»، وفي الحديث الآخر: «إلَّا كلبَ ماشيةٍ أو ضاريةٍ»،
وعند بعضهم: (أو ضارٍ)، وكذا للعذريِّ، والأوَّل المعروف، ويُخَرَّج الثاني على
إضافة الشيء إلى نفسه؛ كماء البارد؛ أي: يرجع ضارٍ وضاريةٍ إلى صاحبِ الصيد؛ أي:
كلب صاحبِ كلابِ الصيد)، انتهى، وفي «النهاية»: («إلَّا كلب ماشيةٍ أو ضارٍ»؛ أي:
كلبٌ معوَّدٌ بالصيد، يُقال: ضرِيَ الكلبُ، وأضراه صاحبُه؛ أي عوَّده وأغراه به،
ويُجمَع على «ضوارٍ»، وقال النَّوَويُّ في قوله: «إلَّا كلبَ ضاريةٍ»: «تقديره:
إلَّا كلب ذي كلابٍ ضارية، والضاري: المعلَّم للصيد المعتادُ له») انتهى.
قوله: (نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ [1] قِيْرَاطَانِ): تَقَدَّمَ أنَّ النقص
من ماضي عمله أو مستقبلِه، أو قيراطٌ من عمل الليل وآخرُ من عمل النهار، أو واحدٌ
من الفرض وآخرُ من النفل؛ فيه إحتمالاتٌ حكاها شيخنا عن «البحر»، انتهى.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (كلَّ يوم من عمله).
(1/9956)
[حديث: من اقتنى كلبًا إلا كلب ضار
لصيد أو كلب ماشية]
5481# قوله: (إِلَّا كَلْبًا ضَارِيًا [1]): تَقَدَّمَ الكلام عليه قريبًا، كذا في
الهامش نسخة، وفي أصلنا: (إلَّا كلبٌ ضارٍ).
==========
[1] كذا في (أ) وهامش (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (إلَّا
كلبٌ ضارٍ).
[ج 2 ص 492]
(1/9957)
[حديث: من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية
أو ضار نقص من عمله كل يوم .. ]
5482# قوله: (أَوْ ضَارٍ): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (ضاريًا)، تَقَدَّمَ ما
(الضاري).
(1/9958)
[باب إذا أكل الكلب ... ]
قوله: (بَابٌ: إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب على
عادته، ثُمَّ قال ما لفظه: ساق الآية والأحاديث بعدها؛ لأنَّها بيَّنت أنَّ
الإمساك في الآية شرطٌ فيه أنْ يكون على صاحبه؛ أي: وفَّى بطاعته، لا لشهوة
الجارح، فإذا أكل؛ تحقَّق إمساكُه لنفسه، لا لربِّه، انتهى.
قوله: (الصَّوَائِدُ وَالْكَوَاسِبُ): كذا في أصلنا مرفوعان، و (الكَوَاسب): بفتح
الكاف وتخفيف الواو، وبعد الألف سين مهملة، ثُمَّ مُوَحَّدَة، وينبغي أنْ يكون
(الصوائدَ) بالنصب؛ لأنَّه مفعول اسم الفاعل؛ وهو قوله: {مُكَلِّبِينَ} [المائدة:
4]، و (المكلِّب)؛ بكسر اللام: معلِّم الكلابِ الصيدَ، و (الكواسبَ): معطوف عليه،
فهو مَنْصوبٌ أيضًا، والله أعلم، ويجوز ما في الأصل.
قوله: (فَتُضْرَبُ وَتُعَلَّمُ): هما مبنيَّان لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهما.
قوله: (وقال عَطَاءٌ): هو ابن أبي رَباح المَكِّيُّ، أحد الأعلام، تَقَدَّمَ.
==========
[ج 2 ص 492]
(1/9959)
[حديث: إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت
اسم الله ... ]
5483# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
بِضَمِّ الفاء، وفتح الضاد، و (بَيَان): هو بيان بن بشر المؤدِّب، عن أنس وقيس بن
أبي حازم، وعنه: شعبة، وزائدة، وعِدَّةٌ، أخرج له الجماعة، قال أحمد وابن معين:
ثقة، تُوُفِّيَ في حدود (140 هـ)، لا بيان بن عمرو، الثاني شيخ البُخاريِّ،
ومتأخِّرُ الطبقةِ عن الأوَّل، تُوُفِّيَ هذا _على ما قاله البُخاريُّ_ سنة (222
هـ)، أخرج للثاني البُخاريُّ فقط، قال ابن عديٍّ: عالمٌ جليلٌ، له غرائبُ، له
ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه، و (الشَّعْبِيُّ): عامر بن شَراحيل، تَقَدَّمَ
مِرارًا.
==========
[ج 2 ص 492]
(1/9960)
[باب الصيد إذا غاب عنه يومين أو ثلاثةً]
(1/9961)
[حديث: إذا أرسلت كلبك وسميت فأمسك
وقتل]
5484# قوله: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ): هذا هو عاصم بن سليمان الأحول، و
(الشَّعْبِيُّ): عامر بن شَراحيل، تَقَدَّمَ أعلاه.
قوله: (لَا تَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَ): (أَيُّهَا): بالضمِّ:
~…وَبَعْضُهُمْ أَعْرَبَ أَيًّا مُطْلَقًا… ...................
(1/9962)
[معلق عبد الأعلى: يأكل إن شاء]
5485# قوله: (وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ
عَدِيٍّ): هذا تعليقٌ مجزومٌ به، وهو صحيحٌ إلى المعلَّق عنه، ومنه إلى فوق قد
يكون على شرطه، وقد لا يكون، وهذا ليس على شرطه، وسيجيء بيانه، و (عبد الأعلى): هو
ابن عبد الأعلى، و (داود) هذا: هو ابن أبي هند البصريُّ، أحد الأعلام، علَّق له
البُخاريُّ، وروى له مسلمٌ والأربعة، وهذا من التعليق، و (عامرٌ): هو ابن شَراحيل
الشَّعْبيُّ، وهذا التعليق أخرجه أبو داود في (الصيد) عن الحسين بن معاذ بن حُلَيف
عن عبد الأعلى، وعن ابن المثنَّى عن عبد الوهَّاب؛ كلاهما عن داود نحوه، وحديث ابن
المثنَّى في رواية ابن العبد، ولم يذكره أبو القاسم، والله أعلم.
قوله: (يَرْمِي الصَّيْدَ): (يَرْمِي): مَبْنيٌّ للفاعل، و (الصَّيْدَ): مَنْصوبٌ
مفعول.
قوله: (فيَقْتَفِي [1] أَثَرَهُ): كذا في أصلنا، وعليها علامة راويها، وفي الهامش:
(فَنَقْتَفِرُ)، وعليها (صح)، (نَقْتَفِر): هو بفتح النون، ثُمَّ قاف ساكنة، ثُمَّ
مثنَّاة فوق مفتوحة، ثُمَّ فاء مكسورة، ثُمَّ راء، و (أَثَرَه): مَنْصوبٌ مفعول، و
(يقتفي): يتبع، و (أَثَرَه): أيضًا مَنْصوبٌ عليه، ويجوز بناء (يقتفي) و (نقتفر)
للفاعل وللمفعول، فإنْ بنيتَه للفاعل؛ نصبتَ (أثرَه)، وإنْ بنيته للمفعول؛ ضَممتَ
(أثره)، وهما بمعنًى: (يقتفي) و (نقتفر)، قال ابن قُرقُول: (فنقتفر أثره): كذا عند
أبي ذرٍّ والأصيليِّ، وعند القابسيِّ: (نقتفي أثره)، وهما بمعنًى، انتهى، وفي
أصلنا الدِّمَشْقيِّ: (فنَفْتَقِد أثره)؛ أي: نتطلَّبُ أثرَه.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ ورواية ابن عساكر، وفي
«اليونينيَّة»: (فَيَقْتَفِرُ)، وفي هامش (ق) مصحَّحًا عليه: (فَنَقتَفِرُ).
[ج 2 ص 492]
(1/9963)
[باب: إذا وجد مع الصيد كلبًا آخر]
(1/9964)
[حديث: إذا أرسلت كلبك وسميت فأخذ فقتل
فأكل فلا تأكل]
5486# قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه
بفتح الفاء، وأنَّ الكنى بفتح الفاء، والأسماء بالسكون، وأنَّ مِن المغاربة مَن
سكَّن الفاء من (أبي السَّفَر) هذا، واسمه سعيد بن يُحمد، وأنَّ ابن الصلاح قال:
وذلك خلاف ما يقوله أصحاب الحديث، حكاه الدارقطنيُّ عنهم [1]، و (الشَّعْبِيُّ):
تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل.
قوله: (لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَهُ): (أيُّ): بِضَمِّ الياء المُشَدَّدة:
~…وَبَعْضُهُمْ أَعْرَبَ أَيًّا مُطْلَقًا… ...................
قوله: (عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ): تَقَدَّمَ ضبطه وما هو قريبًا، وكذا (وَقِيذٌ)
ضبطًا ومعنًى.
(1/9965)
[باب ما جاء في التصيد]
قوله: (بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّصَيُّدِ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب
مختصرًا بلا إسنادٍ، ثُمَّ قال: مقصوده بهذه الترجمةِ التنبيهُ على أنَّ الصيد لمن
عيشه ذلك، أو لمن عيشه مستقلٌّ بدونه ولكنَّه عرض له ذلك؛ كلُّه جائزٌ مشروعٌ، وفي
صيد اللهو خلافٌ، انتهى، قال الشيخ محي الدين في «شرح مسلم»: (قال القاضي عياض ...
؛ فذكر كلامًا وفيه: واختلفوا فيمَن اصطاد للهو ولكن قصد تذكيته والانتفاعَ به،
فكرهه مالكٌ، وأجازه الليث وابنُ عبد الحكم، قال: فإنْ فعله بغير نيَّة التذكية؛
فهو حرامٌ؛ لأنَّه فسادٌ في الأرض وإتلافُ نفسٍ عبثًا) انتهى.
==========
[ج 2 ص 492]
(1/9966)
[حديث: إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت
اسم الله فكل]
5487# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنِي ابْنُ فُضَيْلٍ): قال
الجَيَّانيُّ: وقال _ يعني البُخاري_ في (الصيد) و (الاعتكاف): (حدَّثنا مُحَمَّد:
حدَّثنا ابن فضيل)، نسبه ابن السكن في الموضعين (ابن سلَام)، ووافقه الأصيليُّ على
الذي في (الاعتكاف)، فنسبه كذلك، وقد صرَّح البُخاريُّ باسمه في (كتاب النِّكاح)،
فقال: (حدَّثنا مُحَمَّد بن سلَام: حدثنا ابن فضيل) انتهى، وقد ذكرت ذلك أيضًا في
(البيوع)، فإنَّ فيه: (حدَّثنا مُحَمَّد: حدثنا ابن فضيل)، ولم يذكره
الجَيَّانيُّ، والظاهر أنَّه لو ظفر به؛ لقال كما قال في المكانَين المذكورَين،
وقد قال شيخنا هناك _كما قدَّمتُه_: هو ابن سلَام البيكنديُّ، قاله الدِّمْيَاطيُّ
والمِزِّيُّ، انتهى، وكذا قال المِزِّيُّ هنا: عن مُحَمَّد؛ هو ابن سلَام.
[ج 2 ص 492]
قوله: (عن بَيَانٍ): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه ابن بشر، أبو بشر، و (عَامِر): هو
الشَّعْبيُّ ابن شَراحيل.
(1/9967)
[حديث: أما ما ذكرت أنك بأرض قوم أهل
الكتاب تأكل في آنيتهم]
5488# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن
مَخْلَد النَّبيل، و (حَيْوَة بْن شُرَيْحٍ): كذا هو منسوب في نسخة، بشين معجمة
مضمومة، وفي آخره حاء مهملة.
قوله: (ح [1]): تَقَدَّمَ الكلام عليها كتابة وتلفُّظًا في أوائل هذا التعليق، وسأذكره
في أواخره أيضًا إنْ شاء الله، و (أَبُو إِدْرِيس): عائذ الله، تَقَدَّمَ، وكذا (أَبُو
ثَعْلَبَة الْخُشَنِيُّ): تَقَدَّمَ ببعض ترجمة.
قوله: (أَمَّا ما ذَكَرْتَ): (أمَّا): بفتح الهمزة، وتشديد الميم، وكذا (وأمَّا)
الثانية.
(1/9968)
[حديث: أنفجنا أرنبًا بمر الظهران
فسعوا عليها حتى لغبوا]
5489# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هذا بعد (مسدَّد): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن
سعيد القَطَّان الحافظ، شيخ الحُفَّاظ.
قوله: (أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا): (أَنْفَجْنا): بفتح الهمزة، ثُمَّ نون ساكنة،
ثُمَّ فاء مفتوحة، ثُمَّ جيم ساكنة، والباقي معروفٌ، ومعناه: أَثَرْنَاها،
فنَفَجَتْ هي؛ أي: وَثَبَت.
قوله: (بِمَرِّ الظَّهْرَانِ): [تَقَدَّمَ] ضبطه، وأنَّه الذي تسمِّيه العامَّة:
بطنَ مروَ.
قوله: (حَتَّى لَغبُوا): هو بفتح الغين وكسرِها، والفتح أشهرُ، وأنكر بعضُهم
الكسرَ، ومعناه: أعيَوا وكلُّوا.
==========
[ج 2 ص 493]
(1/9969)
[حديث: إنما هي طعمة أطعمكموها الله.]
5490# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي أويسٍ
عبدِ الله، وأنَّه ابن أختِ مالكٍ الإمامِ، و (أَبُو النَّضْرِ): تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه بالضاد المُعْجَمة، وأنَّه لا يشتبه بـ (نصر)، (نصر)؛ بالمُهْمَلة:
لا يأتي بالألف واللام، بخلاف (النضر) _ بالمُعْجَمة_؛ فإنَّه لا يجيء إلَّا بهما،
واسمه سالم بن أبي أُمَيَّة، تَقَدَّمَ، مشهورٌ، (أَبُو قَتَادَةَ): تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه الحارث بن رِبْعِيٍّ.
قوله: (وَهْوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ): تَقَدَّمَ في (الحجِّ) ما سبب تأخُّره عن الإحرام
مُطَوَّلًا، وأنَّ هذه السَّفرة كانت عمرةَ الحديبية.
قوله: (فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ): تَقَدَّمَ أنَّ اسمَ فرسه الجرادةُ.
قوله: (إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ): قال ابن قُرقُول: بِضَمِّ الطاء وكسرها،
فبالضمِّ: الأُكلَةُ، وبالكسر: وجه الكسب وهيئتُه، وقد تَقَدَّمَ في أوَّل
(الأطعمة) مع زيادة، نُقِل ذلك عن ابن الأثير أيضًا، والله أعلم.
5491# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن أبي أويس.
(1/9970)
[باب التصيد على الجبال]
قوله: (بَابُ التَّصَيُّدِ عَلَى الْجِبَالِ): ساق ابن المُنَيِّر حديث الباب على
عادته، وهو حديث أبي قتادة في عقر الحمار، ثُمَّ قال: نبَّه على جواز ارتكاب
المشاقِّ لنفسه ولدابَّته لغرضٍ صحيحٍ؛ وهو الصيد.
(1/9971)
[حديث: كلوا فهو طعم أطعمكموها الله]
5492# قوله: (حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن
وَهْبٍ، أحد الأعلام، و (عَمْرو) بعده: هو ابن الحارث بن يعقوب، أبو أُمَيَّة
الأنصاريُّ مولاهم، المصريُّ، أحد الأعلام، و (أَبُو النَّضْر): بالضاد
المُعْجَمة، سالم بن أبي أُمَيَّة، تَقَدَّمَ، و (نَافِع مَوْلَى أَبِي
قَتَادَةَ): هو نافع بن عَبَّاس، ويُقال: عياش، أبو مُحَمَّد الأقرع، مولى أبي
قتادة، تَقَدَّمَ، و (أَبُو صَالِح مَوْلَى التَّوْءَمَةِ): (أبو صالح) هذا: اسمه
نبهان الجمحيُّ المدنيُّ، والد صالحٍ مولى التوءمة، عن أبي قتادة في الحمار
الوحشيِّ، وعنه: سالمٌ أبو النَّضر فقط، روى له البُخاريُّ في قصَّة الحمار
الوحشيِّ مقرونًا بأبي مُحَمَّد مولى أبي قتادة، أخرج له البُخاريُّ مقرونًا، ولم
يُخَرِّج له غيره من أصحاب الكتب، قال ابن قُرقُول: (و «التُّؤَمة»: بِضَمِّ التاء
وفتح الهمزة يقولها المحدِّثون)، وكذا هي في أصلنا بالقلم، قال ابن قُرقُول:
وصوابه: بفتح التاء، وإسكان الواو، وهمزة مفتوحة بعدها، كذا سمعناه من الحُذَّاق،
ومنهم من ينقل حركة الهمزة، فيفتح بها الواو، وهي مولاة أبي صالح بنت أُمَيَّة بن
خلف، وُلِدَت مع أختٍ لها في بطنٍ، فسُمِّيَت بذلك [1]، والذكر: توءَمٌ، انتهى.
قوله: (أَبَا قَتَادَةَ): تَقَدَّمَ أنَّه الحارث بن رِبْعِيٍّ.
قوله: (كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): تَقَدَّمَ أنَّ
ذلك كان في عمرة الحديبية.
قوله: (فِي أَثَرِهِ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الهمزة والثاء، وبكسرها مع إسكان
الثاء، وتَقَدَّمَ ما قاله شيخُنا في ذلك.
==========
[1] في (أ): (بذكر)، ولعلَّه سبق نظر، والمثبت من مصدره.
[ج 2 ص 493]
(1/9972)
[باب قول الله تعالى: {أحل لكم صيد
البحر}]
قوله: (مَا رَمَى بِهِ): (رَمَى): بفتح الراء والميم، مَبْنيٌّ للفاعل، وهو البحر.
قوله: (وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ): هو أبو بكر الصِّدِّيق، عبدُ الله بن عثمان
الصِّدِّيق، خليفةُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كذا عزاه شيخُنا إلى ابن
أبي شيبة أنَّه أخرجه.
قوله: (الطَّافِي حَلَالٌ): هو بالطاء المُهْمَلة، وبعد الألف فاء، ثُمَّ ياء،
منقوصٌ؛ كـ (القاضي)، وهو ما مات في البحر فطفا على الماء، يُؤكَل عند أهل الحجاز،
ومنعه الكوفيُّون، يُقال: طفا الشيء فوق الماء يطفُو طَفْوًا وطُفُوًّا؛ إذا علا
ولم يرسب.
قوله: (إِلَّا مَا قَذِرْتَ مِنْهَا): (قَذِرْتَ): بفتح القاف، وكسر الذال
المُعْجَمة في الماضي، مفتوحها في المستقبل، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (وَالْجِرِّيُّ لَا تَأْكُلُهُ الْيَهُودُ): وفي نسخة: (والجِرِّيث)،
(الجِرِّيُّ): بكسر الجيم، وتشديد الراء المكسورة، ثُمَّ ياء مشدَّدة، قال شيخنا:
هو بفتح الجيم، كما ذكر القاضي عياض، وفيه الكسر أيضًا، وبه ضبطه الدِّمْيَاطيُّ
بخطِّه، وهو ما لا قِشْر له، انتهى، و (الجِرِّيث): بكسر الجيم، وتشديد الراء
المكسورة،
[ج 2 ص 493]
ثُمَّ مثنَّاة تحت، ثُمَّ ثاء مُثَلَّثة، قال ابن قُرقُول: و (الجِرِّيُّ): هو
الجِرِّيث؛ ضربٌ من الحيتان، ذكره ابن عَبَّاس، وأنَّ اليهود لا تأكله، قال
الخَطَّابيُّ: الأنكليس، نوعٌ من السمك شبه الحيَّات، وذكر غيره: أنَّه نوع عريض
الوسط دقيقُ الطرفين، انتهى، وفي «النهاية»: («الجِرِّيث»: نوع من السمك يشبه
الحيَّاتِ، ويُقال له بالفارسيَّة: المرماهِي)، وفي «الصحاح»: الجِرِّيث؛
بالتشديد: ضربٌ من السمك، انتهى، وقال ابن القَيِّم الجوزيَّة في «الهدْي»: إنَّه
السلور.
(1/9973)
قوله: (شُرَيْحٌ صَاحِبُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ): هذا
الموقوفُ رواه الدارقطنيُّ مرفوعًا عن أبي شُرَيح عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه
وسلَّم: «إنَّ الله ذبح ما في البحر لبني آدم»، عزاه إليه المحبُّ الطبريُّ في
«أحكامه»، وعزاه شيخُنا لأبي نعيم وغيرِه مرفوعًا، وقال غير شيخنا: إنَّ
البُخاريَّ أسنده في «تاريخه الكبير» فقال: حدَّثنا مسدَّد: حدَّثنا يحيى عن ابن
جُرَيج: أخبرني عمرو بن دينار وأبو الزُّبَير: سمعا شريحًا أدرك النَّبيَّ صلَّى
الله عليه وسلَّم قال: «كُلُّ شَيْءٍ في الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ»، انتهى.
و (شريحٌ) هذا: بالشين المُعْجَمة، وفي آخره حاء مهملة، قال ابن قُرقُول في (الشين
المُعْجَمة): (وقال شريحٌ صاحبُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم): كذا
لكافَّتهم، قال الفربريُّ: وكذا في أصل «البُخاريِّ»، وعند الأصيليِّ في أصله:
(وقال أبو شريح الخزاعيُّ)، أخرج عنه مسلم، انتهى، قال الدِّمْيَاطيُّ: شريح بن
هانئ، أبو هانئ، وعند الأصيليِّ: (أبو شريح)، وهو وَهَمٌ، انتهى، وكذا قال
الجَيَّانيُّ في (شريح)؛ بالشين المُعْجَمة، وفي آخره حاء مهملة: وشريح رجل من
أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أيضًا، يُروى عنه: «كُلُّ شَيْءٍ في
الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ»، أتى ذكره في (الذبائح) من «الجامع»، انتهى، وفي «الاستيعاب»
لابن عَبْدِ البَرِّ: شريح رجل من الصَّحابة حجازيٌّ، انتهى، روى عنه أبو
الزُّبَير وعمرو بن دينار، سمعاه يحدِّث عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: «كلُّ شيءٍ في
البحر مذبوحٌ، ذبح الله لكم كلَّ دابَّة خلقها في البحر»، قال أبو الزُّبَير وعمرو
بن دينار: وشريح هذا أدرك النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال أبو حاتم: له
صحبة، انتهى، ولم يذكره الذَّهَبيُّ في (الكنى)، إنَّما ذكره في (الأسماء) في
«التذهيب»، وفي «التجريد»: شريح بن أبي شريح، وقال في «التذهيب» ما معناه: أنَّه
علَّق عنه البُخاريُّ، فإنَّه رقم عليه (خت)، وكذا في «الكاشف».
قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن أبي رَباح المَكِّيُّ الإمام،
وتَقَدَّمَ مترجمًا.
قوله: (وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز
بن جُرَيج، وتَقَدَّمَ مترجمًا.
قوله: (قُلْتُ لِعَطَاءٍ): هو ابن أبي رَباح، تَقَدَّمَ أعلاه.
(1/9974)
قوله: (وَقِلَاتِ السَّيْلِ):
(القِلَات): بكسر القاف، وتخفيف اللام، وبعد الألف تاء ممدودة، جمع (قَلْت)؛ بفتح
القاف، وإسكان اللام، وهو النقرة في الجبل يستنقع فيها الماءُ.
قوله: (وَرَكِبَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ.
قوله: (وَقَالَ الشَّعْبِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الشين، وأنَّه عامر
بن شَراحيل.
قوله: (وَلَمْ يَرَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ.
قوله: (بِالسُّلَحْفَاةِ بَأْسًا): (السُّلَحْفاة): بِضَمِّ السين، وفتح اللام،
ثُمَّ حاء مهملَتَين ساكنة، ثُمَّ فاء، ثُمَّ ألف، ثُمَّ تاء التأنيث، وهي تاء
الوحدة، قال الجوهريُّ: السُّلَحْفاة؛ بفتح اللام: واحدة السلاحف، قال أبو عبيدة:
وحكى الرُّؤاسِيُّ: سُلَحْفِيَة؛ مثل: بُلَهْنِيَة، وهو ملحقٌ بالخماسيِّ بألف،
وإنَّما صارت ياء؛ لكسرة ما قبلها، وفي «المطالع»: (السُّلَحْفاة): بالهاء عند
الكافَّة، وعند عُبدوس: (السُّلَحْفا)؛ بغير هاء، وكذا ذكره أبو عليٍّ بفتح اللام،
وهو قول الأصمعيِّ، وغير الأصمعيِّ يُسَكَّن اللام فيقول: (سُلْحَفاة)، وذلك غير
معروفٍ، قال: ويُقال: سُلَحْفِيَة، وتَقَدَّمَ أنَّ في «الصحاح» فتحَ اللام فقط،
وقدَّمه في «المحكم»، وحكى الإسكانَ، وحكى إسقاطَ الهاء.
قوله: (كُلْ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ نَصْرَانِيٌّ أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ مَجُوسِيٌّ
[1]): هو برفع (نصراني)، وما بعده معطوفٌ عليه، وهو فاعلٌ مقدَّرٌ، تقديره: وإنْ
صاده نصرانيٌّ ... إلى آخره، وكذا هو ثابتٌ في نسخة في هامش أصلنا: (وإن صاده نصرانيٌّ
... ) إلى آخره.
(1/9975)
قوله: (وقال أبو الدَّرْدَاءِ في
الْمُرِّيِّ [2]): (أبو الدرداء): هو عويمر بن مالك، وقيل: ابن عامر، وقيل: ابن
ثعلبة، وقيل غير ذلك، تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه تأخَّر إسلامه حتَّى أسلم عَقِب
بدر، وتَقَدَّمَ مترجمًا، رضي الله عنه، و (المُرِّيُّ): بِضَمِّ الميم، وتشديد
الراء المكسورة، وكذا الياء مشدَّدة، والمغاربة رأيتهم ينطقون به بتخفيف الراء
والياء، وقد ذكره الجوهريُّ في (مرر) فقال: والمُرِّيُّ: الذي يُؤتَدم به، كأنَّه
منسوب إلى المرارة، والعامَّة تخفِّفه، انتهى، ونقل ابن الأثير ذلك عن الجوهريِّ
بزيادةٍ، وفيها توضيح، ولفظه: (المُرِّيُّ؛ بالضمِّ وتشديد الراء: الذي يُؤتَدَم
به، كأنَّه منسوبٌ إلى المرارة ... ) إلى آخره، وقال الشيخ محي الدين في «تهذيبه»:
هو بِضَمِّ الميم، وسكون الراء، وتخفيف الياء، وهو أدم معروفٌ، وليس هو عربيًّا،
وهو يشبه الذي يسمِّيه الناسُ الكامخَ، والكامخ ليس عربيًّا، لكنَّه عجميٌّ
معرَّبٌ، وذكر الجواليقيُّ في آخر كتابه في «لحن العَوَام» فيما جاء ساكنًا
فحرَّكوه: المُرْيَ، ثُمَّ ذكر كلام الجوهريِّ في «صحاحه» الذي ذكرته، انتهى،
والمراد هنا بـ (المُرِّيِّ): هو الذي يأتي تفسيره في (ذَبَحَ الْخَمْرَ
النِّينَانُ وَالشَّمْسُ)، أمُّا (مري) المغاربة، فإنَّه حلالٌ بالإجماع؛ لأنَّه
عقاقيرُ مجموعةٌ.
قوله: (ذَبَحَ الْخَمْرَ النِّينَانُ وَالشَّمْسُ): قال الدِّمْيَاطيُّ: قال أبو
موسى: عبَّر عن قوَّة الملح والشمسِ، وغَلَبَتِهما على الخمر، وإزالَتِهما طعمَها
وريحَها بـ «الذبح»، وإنَّما ذكر النِّينانَ دون الملح؛ لأنَّ المقصود من ذلك هي
دون الملح، وهي التي حلَّلَته، وذهب البُخاريُّ إلى ظاهر اللفظ، وأورده في طهارة
صيد البحر؛ يريد: أنَّ السمك طاهرٌ حلالٌ، وحِلُّه يتعدَّى إلى غيره؛ كالملح حتَّى
تصيرَ الخمرُ النجسةُ الحرامُ بإضافته إليها طاهرةً حلالًا [3]؛ وكان أبو الدرداء
ممَّن يُفتي بذلك، ومعناه: أنَّ أهلَ الريف بالشام وغيرِها قد يعجنون المُرِّيَّ
بالخمر، وربَّما يجعلون فيه أيضًا السمكَ المُرِّيَّ بالملح والإبزار، نحو ما
يسمُّونه: الصِّحْنَاء، وكان أبو هريرة وأبو الدرداء وابن عَبَّاس وغيرُهم من
التابعين يأكلون هذا المُرِّيَّ المعمولَ بالخمر، ولا يرون به بأسًا، ويقول
[ج 2 ص 494]
(1/9976)
أبو الدرداء: (إنَّما حرَّم الله الخمرَ
بعينها وسكرها، وما ذبحته الشمس والملح؛ فنحن نأكلُه، ولا نرى به بأسًا) انتهى.
وفي «المطالع»: (ذبحُ الخمرِ النينانُ والشمسُ)، ويُروى: (ذبحَ الخمرَ النينانُ
والشمسُ)؛ أي: طهرُها واستباحةُ استعمالها صنعُها مُرِّيًّا بالحوت المطروح فيها،
وطبخُها للشمس [4]، فيكون ذلك كالذَّكاة لما يُستَحلُّ من الحَيَوَان، وفيه
اختلافٌ بين العلماء، وهذا على مذهب مَن يجيز تخليلها، انتهى، فاستفدنا من كلامه
أنَّه يُقرَأ بوجهين: (ذبحَ): فعلٌ ماضٍ، و (النينانُ): مَرْفوعٌ فاعلُ (ذبح)، و
(الشمسُ): معطوفٌ عليه، و (الخمرَ): مَنْصوبٌ مفعول، وبهذا هو مضبوطٌ في أصلنا،
والوجه الثاني: (ذبحُ): مَرْفوعٌ مبتدأ، وهو مصدرٌ، و (الخمرِ): مضاف مجرور، و
(النينانُ): مَرْفوعٌ خبرُ المبتدأ، و (الشمسُ): معطوف عليه، وذكر ابن قُرقُول في
(النون مع الواو): (النينان: جمع «نون»؛ مثل: حِيتان)، وذكر كلامًا قريبًا من
الأوَّل.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (نصرانيٍّ أو يهوديٍّ أو مجوسيٍّ).
[2] في هامش (ق): (قال ابن الجواليقي: هو المُرْيُ؛ بسكون الراء لا غير).
[3] في (أ): (حلال)، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.
[4] في مصدره: (بالشمس).
(1/9977)
[حديث: غزونا جيش الخبط وأمر أبو عبيدة
فجعنا جوعًا شديدًا]
5493# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ (يحيى) بعد (مسدَّد):
هو يحيى بن سعيد القَطَّان الحافظ، و (ابْنُ جُرَيْجٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج، و (عَمْرٌو) بعده: هو ابن دينار، و (جَابِر):
هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريُّ.
قوله: (غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ): تَقَدَّمَ أن هذه السريَّة كانت سنة ثمانٍ في
رجب، بعثهم إلى حيٍّ من جُهَينة ممَّا يلي ساحل البحر، وبينها وبين المدينة خمسُ
ليالٍ، وقد قدَّمته، وقَدَّمْتُ ما فيه، وذكرت أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم جرى
له مثلُ ذلك من حديث جابر بن عبد الله الحديثِ الطويلِ في أواخر «مسلم»، وفي آخر
الحديث: (وشكى الناس لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الجوعَ فقال: «عسى الله أن
يطعمكم»، فأتينا سيفَ البحر، فزخر البحر زخرةً، فألقى دابَّةً، فأورينا على شقِّها
النَّارَ، فأطبخنا واشتوينا، فأكلنا وشبعنا، قال جابرٌ: فدخلتُ أنا وفلانٌ وفلانٌ
_حتَّى عدَّ خمسةً_ في حجاج عينها، حتَّى ما يرانا أحدٌ، حتَّى خرجنا فأخذنا ضلعًا
من أضلاعه، فقوَّسناه، ثُمَّ دعَونا بأعظم رجلٍ في الرَّكب، وأعظمِ جَمَلٍ في
الرَّكب، وأعظمِ كفلٍ في الرَّكب، فدخل تحته ما يُطأطئ رأسَه)، انتهى الحديث، وفي
أوائل هذا الحديث أنَّهم كانوا في غزوة بُواط.
قوله: (وَأُمِّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ): كذا في أصلنا، وفي نسخة في هامش أصلنا:
(وأميرنا أبو عبيدة)، تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ أبا عبيدة هو أحد العشرة، وأنَّ اسمه
عامر بن عبد الله بن الجرَّاح الفهريُّ، أمين الأمة، تَقَدَّمَ بعض ترجمته رضي
الله عنه، وقوله: (وأميرنا أبو عبيدة)، كذا في «البُخاريِّ» و «مسلمٍ»، قال شيخنا:
(ووقع في كتاب «الأطعمة» لابن أبي عاصم من حديث جابر: أنَّ الأميرَ عليهم يومئذ
قيسُ بن سعد بن عبادة، وهو عجيبٌ، انتهى، وقد تَقَدَّمَ ذلك في مكانه.
قوله: (لَمْ يُرَ مِثْلُهُ): (يُرَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و
(مثلُه): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل، وفي ضبطٍ آخرَ: (لم نَرَ)؛ بفتح النون،
مَبْنيٌّ للفاعل، و (مثلَه): مَنْصوبٌ مفعول.
(1/9978)
[حديث: بعثنا النبي ثلاثمائة راكب
وأميرنا أبو عبيدة]
5494# قوله: (حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): الظاهر أنَّه المسنَديُّ،
قاله بعض الحُفَّاظ، وقد تَقَدَّمَ كلامه في (الجمعة)، والله أعلم.
قوله: (نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ): تَقَدَّمَ ما (العير)، وقد تُعُقِّب هذا
الكلام في (غزوة سيف البحر)؛ فانظره.
قوله: (حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ): هو بفتح الخاء المُعْجَمة والباء الموحَّدة،
وبالطاء المُهْمَلة، ورق الشجر، وقال بعضهم: ورق السَّمُر، و (الخَبْطُ): ضرب
الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، واسم الورق المتساقط: خَبَطٌ؛ بالتحريك، (فَعَلٌ)
بمعنى: (مفعول)، وهو من علف الإبل، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (حَتَّى صَلَحَتْ): هو بفتح اللام، ويُقال بضمِّها.
قوله: (فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا): هو بفتح اللام وتُسَكَّن، تَقَدَّمَ.
قوله: (وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْجُوعُ؛ نَحَرَ ثَلَاثَ
جَزَائِرَ، ثُمَّ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ): تَقَدَّمَ
في (غزوة سيف البحر) أنَّ هذا الرجلَ قيسُ بن سعد بن عبادة، كذا قال الشيخ محي
الدين النَّوَويُّ، وكذا قاله غيره، وقد تَقَدَّمَ أنَّ في الغزوة المذكورة في
«الصَّحيح» ما يرشد إلى أنَّه قيسٌ المشار إليه، وترجمة قيسٍ معروفةٌ، رضي الله
عنه وعن أبيه.
قوله: (ثَلَاثَ جَزَائِرَ): هو جمع (جزور)، ويُجمَع أيضًا (الجزور) على (جُزُر)، و
(الجزور): البعير ذكرًا كان أو أنثى، إلَّا أنَّ اللفظةَ مؤنثَّةٌ، تقول: هذه
الجزور وإنْ أردت ذَكَرًا، والله أعلم.
(1/9979)
[باب أكل الجراد]
(1/9980)
[حديث: غزونا مع النبي سبع غزوات أو
ستًا]
5495# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هشام بن عبد
الملك الطيالسيُّ الحافظ، و (أَبُو يَعْفُورٍ): قال الدِّمْيَاطيُّ: وقدان، واسمه
واقد، سمع ابنَ أبي أوفى ومصعبَ بن سعد، وأبو يعفورٍ الصغيرُ: عبد الرحمن بن عبيد
[بن] نسطاس البكَّاء، سمع أبا الضحى، متَّفقٌ عليهما، انتهى.
تنبيهٌ: وقع للشيخ محي الدين النَّوَويِّ رحمه الله في «شرح مسلم»: أنَّ هذا هو
عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، انتهى، والصواب ما قاله الدِّمْيَاطيُّ، ولم يذكر
المِزِّيُّ الحديثَ المذكورَ عن عبد الله بن أبي أوفى إلَّا في مسند وقدان أبي
يعفور الأكبرِ عنه، ولم يذكر في مسند عبد الله بن أبي أوفى حديثًا لأبي يعفور
الأصغرِ عبدِ الرحمن عنه، والله أعلم.
و (عَبْدُ اللهِ [1] بْن أَبِي أَوْفَى): تَقَدَّمَ مِرارًا، وأبو أوفى تَقَدَّمَ
أنَّه صَحَابيٌّ، رضي الله عنهما، وقَدَّمْتُ نسب أبي أوفى غيرَ مَرَّةٍ.
قوله: (قَالَ سُفْيَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: سَبْعَ غَزَوَاتٍ): إنَّما جاء بهذا؛ لأن الأوَّل فيه
شكٌّ، وهذا
[ج 2 ص 495]
فيه جزمٌ بالسَّبْعِ، وقد روى هذا الحديثَ البُخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود،
والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ: (ستَّ أو سبعَ)؛ لفظ حديث أبي الوليد والحوضيِّ
وابن أبي عمر، وفي حديث إسحاقَ بن إبراهيم وأحمدَ بن منيع وقتيبةَ: (ستَّ)، وفي
حديث الباقين: (سبعَ)، والله أعلم.
وما قاله الثَّوريُّ؛ رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن
أبي عمر؛ ثلاثتهم عن ابن عيينة عن أبي يعفور به، وأخرجه التِّرْمِذيُّ عن أحمدَ بن
منيع، عن سفيان بن عيينة به، وقال: حسنٌ صحيحٌ، والنَّسَائيُّ في (الصيد) عن قتيبة
عن ابن عيينة به، وأخرجه التِّرْمِذيُّ عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيديِّ
والمؤمَّل بن إسماعيل؛ كلاهما عن الثَّوريِّ عن أبي يعفورٍ به.
وما قاله أبو عوانة؛ فقد أخرجه مسلم عن أبي كامل الجحدريِّ، عن أبي عوانة، عن أبي
يعفور.
وما قاله إسرائيل؛ فلم أره في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا.
(1/9981)
و (سفيان) هذا: هو الثَّوريُّ، كما
نصَّ عليه ابن طاهر، وروى ابنُ عيينة عن أبي يعفور عند مسلم، و (أبو عوانة):
الوضَّاح بن عبد الله، و (إسرائيل): هو [ ... ] [2]، و (أبو يعفور): تَقَدَّمَ
قريبًا أنَّه وقدان؛ فانظره، و (ابن أبي أوفى): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه عبد الله
بن أبي أوفى، وتَقَدَّمَ نسب أبي أوفى، وأنَّه صَحَابيٌّ أيضًا.
==========
[1] (عبد الله): ليس في «اليونينيَّة» و (ق).
[2] أخلى في (أ) بياضًا.
(1/9982)
[باب آنية المجوس والميتة]
قوله: (بَابُ آنِيَةِ الْمَجُوسِ وَالْمَيْتَةِ): ساق ابن المُنَيِّر حديثَي الباب
على قاعدته، ثُمَّ قال: ترجم على آنية المجوس والأحاديثُ في أهل الكتاب؛ لأنَّه
بنى [1] على أنَّ المحذور منها واحدٌ؛ وهو عدم توقِّيهم النجاسات، ونبَّه بقوله في
الترجمة: (والميتة) على أن الحُمُرَ لمَّا كانت محرَّمةً؛ لم تُؤَثِّر فيها
الذكاة، انتهى، وقد يُقال: لعلَّ البُخاريَّ يرى أنَّ المجوسَ من أهل الكتاب، وهذه
المسألة فيها خلافٌ للناس، والظاهر من حاله أنَّه يرى أنَّهم منهم؛ بدليل إخراجه
حديثَ عبد الرحمن بن عوف: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أخذ الجزيةَ من
مجوس هجر)، والأشبه أنَّهم كان لهم كتابٌ فبدَّلوه، فأصبحوا وقد أُسرِيَ به، وهو
أحد القولين عند الشَّافِعيَّة _أعني: أنَّهم كان لهم كتاب_ وكذا عند المالكيَّة،
ومشهور مذهب مالكٍ: أنَّهم لا كتابَ لهم، وقد روى عبد بن حميد في «تفسيره»: أنَّهم
كان لهم كتابٌ، قال ابن حزم: وصحَّ أنَّه عليه السلام أخذ منهم الجزيةَ، ولا
تُؤخَذ إلَّا من كتابيٍّ؛ لقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
... }؛ الآية [التوبة: 29]، وحديث: «لا تُؤكَل لهم ذبيحةٌ» مُرْسَل، وقد سُئِل ابن
المُسَيّب عن مريض أمر مجوسيًّا أنْ يذبح ويُسمِّيَ، فقال سعيدٌ: لا بأس بذلك، وهو
قول أبي قتادة وأبي ثور وأصحابِنا، انتهى.
==========
[1] في (أ): (لا بنى)، وفي هامشها: (لعلَّه: لينبئ، أو لينبه)، والمثبت من مصدره.
[ج 2 ص 496]
(1/9983)
[حديث: أما ما ذكرت أنك بأرض أهل كتاب
فلا تأكلوا في آنيتهم]
5496# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن
مَخْلَد النَّبيل، و (حَيْوَة بْن شُرَيْحٍ): تَقَدَّمَ ضبط (حَيْوَة)، و (شريح):
تَقَدَّمَ أنَّه بالشين المُعْجَمة، والحاء المُهْمَلة، و (أَبُو إِدْرِيسَ):
تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه عائذ الله الخولانيُّ، و (أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ):
تَقَدَّمَ قريبًا أيضًا أنَّه جرثوم، أو جرهم، ويُقال غير ذلك، وتَقَدَّمَ ضبط
(الخُشَنِيِّ).
(1/9984)
[حديث: أهريقوا ما فيها واكسروا قدورها]
5497# قوله: (يَوْمَ فَتَحُوا خَيْبَرَ): تَقَدَّمَ متى كانت غزوة خيبر والاختلاف
فيها في أماكنَ؛ منها: في غزوتها.
قوله: (عَلَى مَا): كذا في أصلنا، وفي الهامش: (عَلَامَ)، وهذه الفصيحة، وتلك
لُغَةٌ.
قوله: (الإِنْسِيَّةِ): تَقَدَّمَ ضبطها، وهو مشهورٌ معروفٌ.
قوله: (فَقَالَ [1] رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ): تَقَدَّمَ أنَّ هذا الرجلَ لا أعرف
اسمه، وتَقَدَّمَ في (غزوة خيبر) قول بعض الحُفَّاظ المتأخِّرين: لم يُسَمَّ،
ويحتمل أنْ يكون عمرَ، انتهى.
قوله: (نُهَرِيقُ): هو بفتح الهاء، ويجوز إسكانها، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (أَوْ ذَاكَ): (أوْ): بإسكان الواو، وهذا ظاهِرٌ، وقد تَقَدَّمَ.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (فقام).
[ج 2 ص 496]
(1/9985)
[باب التسمية على الذبيحة ومن ترك متعمدًا]
(1/9986)
[حديث: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد
الوحش فما ند عليكم ... ]
5498# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
التَّبُوذَكيُّ الحافظ، وتَقَدَّمَ الكلام على هذه النسبة لماذا، و (أَبُو
عَوَانَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد الله.
قوله: (عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ بْنِ خَدِيجٍ [1] قَالَ:
كُنَّا): كذا في أصلنا، وصوابه: (عن رفاعة عن رافع بن خديج)، ولا بدَّ من هذا، وقد
ضبَّبت عليه، وصوَّبت تجاهها: (عن)، ثُمَّ غُيِّرَت وأُصلحَت في أصلنا.
قوله: (ابْن خَدِيجٍ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الخاء المُعْجَمة، وكسر الدال
المُهْمَلة، وهذا معروفٌ عند أهله.
قوله: (بِذِي الْحُلَيْفَةِ): تَقَدَّمَ ضبطها، وأنَّها بتهامة، وليست الميقاتَ،
وكذا جاء في بعض طرقه: (بذي الحليفة من تهامة)، قال الداوديُّ: («ذو الحليفة» هذه
ليست المُهَلَّ التي بقرب المدينة، انتهى، وقال القاضي في «شرح مسلم»: و «ذو
الحليفة»: ماء لبني جشم، وربَّما اشتبه هذا بالحليفة على لفظ الميقات، وهي موضعٌ
بين جادة وذات عرق من تهامة، ونقل شيخنا عن ابن بَطَّال: أنَّها المُهَلُّ، قال:
وهو عجييبٌ؛ فاجتنبه، انتهى.
قوله: (فَدُفِعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ):
(دُفِعَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و (النَّبيُّ): مَرْفوعٌ نائب مناب
الفاعل، و (الدَّفع): الانبعاث.
قوله: (فَأُكْفِئَتْ): أي: قُلِبت، وهو [2] مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ): (نَدَّ): بفتح النون، وتشديد الدال المُهْمَلة؛
أي: شَرَدَ ونَفَر.
قوله: (فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ): هذا الرجل: في هذا الحديثِ ما يرشد
إلى أنَّه راوي الحديث نفسُه، وهو رافع بن خديج، ويشهد لذلك مكانان من الحديث
نفسِه، انتهى، وفي «مسلم» في (الصَّحابة [3]) من حديث رافع بن خَدِيج: (فرميناه
بالنَّبل حتَّى وهصناه)، فمقتضى هذا أن يكون رافعٌ ممَّن رماه، والله أعلم.
قوله: (أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ): (أَوابِد): بفتح الهمزة، وكسر الموحَّدة
بعد الألف، ثُمَّ دال مهملة؛ أي: نوافر، يقال: أَبَدَتْ تَأْبِدُ وتأْبُدُ، فهي
آبدةٌ؛ إذا توحَّشَتْ.
قوله: (وَقَالَ جَدِّي): القائل: (وقال جدِّي): هو عباية بن رفاعة، وجدُّه رافع بن
خَدِيج، الصَّحابيُّ راوي هذا الحديثِ.
(1/9987)
قوله: (مُدًى): تَقَدَّمَ أنَّها
السكاكين.
قوله: (ما أَنْهَرَ الدَّمَ): أي: أَسَالَه، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْهُ): هذا مدرجٌ في الحديث، وقد قَدَّمْتُ الكلام عليه
في (كتاب الشركة)؛ فانظره.
(1/9988)
[باب ما ذبح على النصب والأصنام]
قوله: (بَابُ ما ذُبِحَ على النُّصُبِ وَالْأَصْنَامِ): ساق ابن المُنَيِّر ما
ذكره البُخاريُّ من حديث ابن عمر: (أنَّه عليه السلام لقي زيدَ بن عمرو بن نُفيل
بأسفل بلدح .. )؛ الحديث، ثُمَّ قال: قلت: النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
قُدِّم إليه هذا الطعام فأباه، وقدَّمه لزيدٍ فأباه زيدٌ، وأقبل على أصحاب الطعام
فقال قوله هذا، والله أعلم، انتهى، ويعني بـ (قوله هذا): (إنِّي لا آكل ممَّا
تذبحون على أنصابكم ... )؛ الحديث، وما قاله ابن المُنَيِّر هذا الإمامُ يحتاج إلى
أن يكون منقولًا، وقد ذكر ابن الأثير في (نصب) حديثًا من عند أبي موسى المدينيِّ،
وهو ينافي ما قاله ابن المُنَيِّر، وأجاب عنه الحربيُّ بوجهين؛ فانظر ذلك من
«النهاية» لابن الأثير،
[ج 2 ص 496]
وقد قَدَّمْتُ المسألةَ، وذكرتُ فيها حديثًا من «مسند أحمدَ»، وذكرت كلام
السُّهَيليِّ وجوابَه عنه بوجهين، وذكرت هناك كلام ابن المُنَيِّر مُطَوَّلًا؛
كلُّ ذلك في (باب حديث زيد بن عمرو [1] بن نفيل)، وذكرتُ وفاة زيدٍ وبعض ترجمته
رحمه الله تعالى.
قوله: (على النُّصُبِ): تَقَدَّمَ أنَّه بِضَمِّ النون والصاد وتُسَكَّن، وهو
حَجَرٌ كانوا ينصبونه في الجاهليَّة، ويتَّخذونه صنمًا، فيعبدونه، والجمع: أنصاب،
وقيل: هو حَجَرٌ كانوا ينصبونه ويذبحون عليه.
==========
[1] في (أ): (عمر)، وليس بصحيح.
(1/9989)
[حديث: إني لا آكل مما تذبحون على
أنصابكم]
5499# قوله: (أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ): تَقَدَّمَ
الكلام عليه في (باب حديثه)، كما قدَّمته أعلاه.
قوله: (بِأَسْفَلِ بَلْدَح): تَقَدَّمَ ضبطه، وضبط (بلدح) في المكان المشار إليه
أعلاه، وأنَّ (بلدح): وادٍ قبل مكَّة من جهة الغرب، كذا قاله ابن قُرقُول، ولابن
الأثير نحوُه، وفي «القاموس»: وادٍ قبل مكة، أو جبل بطريق جدَّة، وفي «الصحاح»:
(بلدح: موضعٌ، وهو غير مصروفٍ؛ للعلميَّة ووزن الفعل)، وكذا هو غير مصروفٍ في
أصلنا في المكان المذكور، وهنا صرفه ومنع صرفه بالقلم أيضًا، و (أسفلِ) هنا:
مجرورٌ.
قوله: (قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى النَّبِيِّ [1] صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْوَحْيُ): (يُنزَل): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً):
تَقَدَّمَ ما (السُّفْرَة).
قوله: (ثُمَّ قَالَ: إنِّي لا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أنْصَابِكُمْ ... )؛
الحديث: تَقَدَّمَ كلام ابن المُنَيِّر، وما ذكره ابنُ الأثير في (نُصُب) أشرت
إليه، وتَقَدَّمَ كلام السهيليِّ وجواباه؛ كلُّ ذلك في (باب حديث زيد بن عمرو بن
نفيل)، مُطَوَّلًا؛ فانظره.
(1/9990)
[باب قول النبي: «فليذبح على اسم
الله»]
قوله: (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلْيَذْبَحْ
عَلَى اسْمِ اللهِ»): ساق ابن المُنَيِّر حديث الباب _وفيه: فلمَّا رآهم النَّبيُّ
صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّهم قد ذبحوا قبل الصلاة؛ فقال: «مَن ذبح قبل الصلاة؛
فليذبح مكانها أخرى، ومَن لم يذبح حتَّى صلَّينا؛ فليذبح على اسم الله» _ بلا
إسناد على قاعدته، ثُمَّ قال: فائدة هذه الترجمة بعد تَقَدُّمَ الترجمة على
التسمية: التنبيه على أنَّ الناسيَ ذبح على اسم الله؛ لأنَّه لم يقل في هذا
الحديث: (فَلْيُسَمِّ)، وإنَّما جعل أصل ذبح المسلم على اسم الله من صفة فعله
ولوازمه؛ كما ورد: «ذِكْرُ اللهِ على قلبِ كُلِّ مسلمٍ سمَّى أو لم يُسَمِّ»،
أمَّا التعمُّد للتَّرك؛ فملتحق بالمتهاون باسم الله، وذلك كالضدِّ الخاصِّ للتسمية،
والله أعلم، انتهى.
==========
[ج 2 ص 497]
(1/9991)
[حديث: من ذبح قبل الصلاة فليذبح
مكانها أخرى]
5500# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا مرارًا أنَّه
الوضَّاح بن عبد الله، و (جُنْدبُ ابْنُ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ): بِضَمِّ الدال
وفتحها؛ لُغَتان، صَحَابيٌّ، وهو جندب بن عبد الله بن سفيان، منسوب إلى جدِّه،
صَحَابيٌّ مشهورٌ، روى عنه الحسن، وأبو عمران الجونيُّ، وعبد الملك بن عمير،
تُوُفِّيَ سنة (64 هـ)، أخرج له الجماعة، وقد تَقَدَّمَ رضي الله عنه.
قوله: (أَضْحَاةً): (الأضحية): فيها أربعُ لُغَات: أُضْحِيَةً؛ بِضَمِّ الهمزة وكسرها،
والجمع: أضاحيٌّ، وضحيَّة، والجمع: ضحايا، وأَضحاة؛ والجمع: أضحًى، وهي معروفةٌ.
(1/9992)
[باب ما أنهر الدم من القصب والمروة
والحديد]
قوله: (بَابُ مَا أَنْهَرَ الدَّمَ): أي: أساله.
قوله في التبويب: (وَالْمَرْوَةِ): (المَرْوَة): الحجارة المحدَّدة، ومنه سُمِّيَت
مروة الطواف.
==========
[ج 2 ص 497]
(1/9993)
[حديث: أن جارية لهم كانت ترعى غنمًا
بسلع ... ]
5501# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ): هو بِضَمِّ
الميم، وفتح القاف، وفتح الدال المُهْمَلة المُشَدَّدة، ثُمَّ ميم، ثُمَّ ياء
النسبة، تَقَدَّمَ أنَّ هذه نسبة إلى جدِّه مُقَدَّم؛ اسم مفعول، وهو مُحَمَّد بن
أبي بكر بن عليِّ بن عطاء بن مُقَدَّم، مولى ثقيف، تقدَّم مُتَرجَمًا، و
(مُعْتَمِرٌ) بعده: هو ابن سليمان، و (عُبَيْدُ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم
بن عمر بن الخطَّاب الفقيه، أحد الفقهاء السبعة، تَقَدَّمَ مِرارًا، و (ابْن
كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ): هو عبد الله بن كعب بن مالك، كما أخرجه المِزِّيُّ في
«أطرافه» في ترجمته عن أبيه كعب بن مالك.
قوله: (أَنَّ جَارِيَةً لَهُمْ): جارية كعب بن مالك لا أعرف اسمها.
قوله: (بِسَلْعٍ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح السين، وإسكان اللام، وبالعين،
المُهْمَلتين، جُبَيل بسوق المدينة، قال ابن قُرقُول بعد أنْ ضَبَطَه بإسكان
اللام: ووقع عند ابن سهل بفتح اللام وسكونِها، وذكر أنَّه رواه بعضُهم بغين معجمة،
قال ابن قُرقُول: وكلُّه خطأ، انتهى، وقد تَقَدَّمَ.
(1/9994)
[حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله
فكل]
5503# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) [1]: تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن
عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد، وأنَّ (عبدان) لقبه.
قوله: (لَيْسَ لَنَا مُدًى): أي سكاكِين، تَقَدَّمَ، وكذا (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ):
أي: أساله، وكذا (نَدَّ): أي: شرد، وكذا (أَوَابِدَ).
==========
[1] كذا في (أ) و (ق) بتقديم قوله: (حَدَّثَنَا عبدان ... ) على قوله: (حَدَّثَنَا
موسى ... )، وهي رواية أبي ذرٍّ، بخلاف رواية «اليونينيَّة».
[ج 2 ص 497]
(1/9995)
[حديث: أن جاريةً لكعب بن مالك ترعى
غنمًا له بالجبيل ... ]
5502# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى): تَقَدَّمَ أنَّه ابن إسماعيل التَّبُوذَكيُّ، و
(جُوَيْرِيَةُ): هو ابن أسماء، و (نَافِع): مولى ابن عمر، و (الرَّجُلُ مِنْ بَنِي
سَلِمَة): هو عبد الله بن كعب بن مالك، و (سَلِمَة)؛ بكسر اللام: قَبيلٌ من
الأنصار، تَقَدَّمَ، و (عَبْد اللهِ) المخبَر: هو ابن عمر، كما تَقَدَّمَ قبله، و
(الجَارِيَة): تَقَدَّمَ أعلاه أنِّي لا أعرف اسمها، و (الْجُبَيْلِ الَّذِي
بِالسُّوقِ): تَقَدَّمَ أنَّه سَلْع، وكذا صُرِّح به هنا أيضًا.
==========
[ج 2 ص 497]
(1/9996)
[باب ذبيحة المرأة والأمة]
(1/9997)
[حديث: أنَّ امرأة ذبحت شاة بحجر]
5504# قوله: (حَدَثَنَا صَدَقَةُ): هو صدقة بن الفضل المروزيُّ، حافظٌ ثقةٌ ثبتٌ،
تَقَدَّمَ، و (عَبْدَةُ): تَقَدَّمَ أنَّه بإسكان الموحَّدة، هو ابن سليمان، و
(عُبَيْدُ اللهِ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب
الفقيه، و (نَافِع): مولى ابن عمر، و (ابْن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ): تَقَدَّمَ أنَّه
عبد الله بن كعب، و (المَرْأَة الَّتِي ذَبَحَتْ): تَقَدَّمَ أنَّها جارية كعب،
وأنِّي لا أعرف اسمها، والحديثُ مُرْسَلٌ؛ لأنَّ ابنَ كعب بن مالك أخبرَ عن قصَّة
لم يُدرِكْها، والمعتمَدُ الحديثُ المذكورُ قبل قبله الذي فيه: (ابن كعب بن مالك
عن أبيه)، والله أعلم.
قوله: (وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ [1]: سَمِعَ رَجُلًا مِنَ
الأَنْصَارِ: يُخْبِرُ عَبْدَ اللهِ): هذا تعليقٌ مجزومٌ به، و (الليث): هو ابن
سعد، وتعليقه هذا ليس في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، قال شيخنا:
أسنده الإسماعيليُّ فقال: أخبرنا ابن شريك: حدَّثنا أحمد _يعني: ابن يونس_:
حدَّثنا الليث بن سعد به، و (نافع): مولى ابن عمر، كما تَقَدَّمَ، و (الرَّجُلُ
مِنَ الأَنْصَارِ): هو عبد الله بن كعب بن مالك، و (عبد الله) المخبَر: هو ابن عمر
بن الخطَّاب، وكلُّه ظاهرٌ، والله أعلم.
[ج 2 ص 497]
قوله: (أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبٍ بِهَذَا): تَقَدَّمَ أنَّ الجارية لا أعرف اسمها.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (أنَّه).
(1/9998)
[حديث: أن جارية لكعب بن مالك كانت
ترعى غنمًا بسلع ... ]
5505# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه إسماعيل بن أبي
أويسٍ عبدِ الله، وأنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ، و (نَافِع): مولى ابن عمر، و
(الرَّجُلُ مِنَ الأَنْصَارِ): هو عبد الله بن كعب بن مالك، و (مُعَاذ بْن سَعْدٍ،
أَوْ سَعْد بْن مُعَاذٍ): كذا بالشكِّ في «الصَّحيح»، قال الذَّهَبيُّ: معاذ بن
سعد أو سعد بن معاذ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الذَّكاة بحَجَر، قاله
مالكٌ عن نافعٍ عن رجلٍ عنه، انتهى، ولم يزد على هذا، ورقم عليه (خ)، وكذا قاله
نحوَه في «تجريد الصَّحابة» ونحوَه في «الكاشف»، ولا أعلم معاذًا هذا بأكثرَ مِن
هذا، وقد أخرجه المِزِّيُّ في «أطرافه» في سعد بن معاذ فقال: (في «مسند كعب بن
مالك»)؛ يعني: الحديث مذكورًا في (مسند كعب بن مالك)، وقد راجعت (مسند كعب)،
فرأيته فيه، ولم يَزِد على قوله: (عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ)، وقد ذكره في
(معاذ بن سعد)، فأشار إلى أنَّه تَقَدَّمَ في (سعد)، وكذا هو، والله أعلم، و (سعد
بن معاذ): سيِّد الأوس، بدريٌّ مشهورٌ، تُوُفِّيَ عقيب بني قريظة مِن رمية رُمِيَها
بالخندق، وقد اهتزَّ لموته عرشُ الرحمن، وهو فردٌ مشهورٌ، و (جَارِيَة لِكَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ): تَقَدَّمَ أنِّي لا أعرفها، وتَقَدَّمَ (سَلْع): أنَّه جُبَيل بسوق
المدينة، وضبطُه.
==========
[ج 2 ص 498]
(1/9999)
[باب: لا يذكى بالسن والعظم والظفر]
(1/10000)
[حديث: كل ما أنهر الدم إلا السن
والظفر]
5506# قوله: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح القاف، وكسر
الموحَّدة، وأنَّه ابن عقبة السُّوائيُّ، و (سُفْيَانُ) بعده: هو الثَّوريُّ،
سفيان بن سعيد بن مسروق، و (أَبُوهُ) سعيدٌ: تَقَدَّمَ، و (رَافِع بْن خَدِيجٍ):
بفتح الخاء المُعْجَمة، وكسر الدال المُهْمَلة، تَقَدَّمَ مِرارًا.
قوله: (مَا أَنْهَرَ): أي: أسال، تَقَدَّمَ.
==========
[ج 2 ص 498]
(1/10001)
[باب ذبيحة الأعراب ونحوهم]
قوله: (بَابُ ذَبِيحَةِ الأَعْرَابِ وَنَحْوِهِمْ): كذا في أصلنا، وفي الهامش
نسخة: (ونحرهم)، قال ابن قُرقُول: (ونحرهم) كذا للقابسيِّ، ولغيره: (ونحوِهم)،
والأوَّل أشبه، انتهى.
==========
[ج 2 ص 498]
(1/10002)
[حديث: سموا عليه أنتم وكلوه]
5507# قوله: (أَنَّ قَوْمًا): لا أعرف هؤلاء القوم مسمَّين.
قوله: (تَابَعَهُ عَلِيٌّ عن الدَّرَاوَرْدِيِّ): أمَّا (عليٌّ)؛ فهو إنْ كان ابن
خشرم المروزيَّ الحافظ؛ فهذا لا أعلم روى عنه البُخاريُّ شيئًا، إنَّما روى له
مسلمٌ، والتِّرْمِذيُّ، وابن ماجه، وأيضًا لم يعلِّق له شيئًا، وإنَّما هو عليُّ
بن حُجْر؛ بِضَمِّ الحاء المُهْمَلة وإسكان الجيم، السعديُّ، حافظ مرو، وهو شيخ
البُخاريِّ، فالظاهر أنَّ (عليًّا) هو ابن حُجْر، وكلاهما روى عن الدراورديِّ [1]،
وهو عبد العزيز بن مُحَمَّد، وقد تَقَدَّمَ أنَّ (دراورد) قريةٌ بخراسان، وقيل:
بفارس، جدُّه منها، وهو روى هذا الحديثَ عن هشام بن عروة، والضمير في (تابعه) يعود
على أسامة بن حفص الذي رواه عن هشام، وأسامة بن حفص: صدوقٌ، ضعَّفه أبو الفتح
الأزديُّ بلا حجَّة، وقال اللالكائيُّ: مجهول، قال الذَّهَبيُّ: قلت: روى عنه
أربعة، انتهى، روى له البُخاريُّ حديثًا بمتابعة جماعةٍ له، فتابعه عليه _كما هنا_
الطُّفَاوِيُّ وأبو خالد الأحمرُ والدراورديُّ؛ فاعلمه.
قوله: (وَتَابَعَهُ أبو خَالِدٍ وَالطُّفَاوِيُّ): أمَّا (أبو خالد)؛ فهو الأحمر،
واسمه سليمان بن حَيَّانَ؛ بالمُثَنَّاة تحت المُشَدَّدة، الأزديُّ الكوفيُّ،
صدوقٌ إمامٌ، قال ابن معين: ليس بحجَّة، وهو من رجال السِّتَّة، مكثرٌ يَهِمُ؛
كغيره، تَقَدَّمَ الكلام عليه، ومتابعته أخرجها البُخاريُّ في (التوحيد) عن يوسف
بن موسى عن أبي خالد عن هشام به، وأخرجها أبو داود في (الذبائح) عن يوسف بن موسى.
تنبيهٌ: قد رُويَ هذا الحديثُ عن هشام بن عروة عن أبيه مُرْسَلًا.
و (الطُّفَاويُّ): بِضَمِّ الطاء المُهْمَلة، وتخفيف الفاء، و (طفاوة): حيٌّ من
قيس عَيلان، و (الطُّفَاوة) أيضًا: دارة الشمس، والظاهر نسبته إلى الأوَّل، واسمه
مُحَمَّد بن عبد الرحمن، أبو المنذر البصريُّ، رواه أيضاًعن هشام بن عروة به،
ومتابعته رواها البُخاريُّ في (البيوع) عن أبي الأشعث أحمدَ بنِ المقدام، عن
الطُّفَاويِّ، عن هشام به، والضمير في (تَابَعَهُ) يعود على أسامة بن حفص، والله
أعلم.
==========
[1] في (أ): (الدراودي)، وهو تحريف.
[ج 2 ص 498]
(1/10003)
[باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل
الحرب وغيرهم]
قوله: (وقال الزُّهْرِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.
قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ نَحْوُهُ): (يُذكَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، و (نحوُه): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل، وهذه صيغةُ تضعيفٍ، فكأنَّه لم
يصحَّ عنده على شرطه، قال شيخنا: وذكر الطبريُّ عن عليٍّ في نصارى بني تغلبَ خلافَ
ما ذكره البُخاريُّ: روى ابن سيرين عن عَبِيدة عن عليٍّ سأله عن ذبائح نصارى
العرب، فقال: (لا نأكل ذبائحهم؛ فإنِّهم لم يتمسَّكوا من دينهم إلَّا بشرب الخمر)،
قال: وهو قول ابن سيرين والنَّخَعيِّ، وقال مكحولٌ: لا تأكلوا ذبائحَ بني تَغْلِبَ،
وكلوا ذبائحَ تنوخ وبهراء وسَلِيح، فنهى عن أكل ذبائحهم، فيجب على مذهبه أن يُنهَى
عن نكاح نسائهم، انتهى، سَلِيح: قبيلةٌ من اليمن، ولم يعزُ شيخُنا أَثَرَ عليٍّ
الذي ذكره البُخاريُّ هنا، والله أعلم.
قوله: (وقال الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ): أمَّا (الحسن)؛ فهو ابن أبي الحسن
البصريُّ المشهور، وأمَّا (إبراهيم)؛ فهو ابن يزيد النَّخَعيُّ المشهور.
قوله: (لَا بَأْسَ بِذَبِيحَةِ الْأَقْلَفِ): هو بفتح الهمزة، وسكون القاف، ثُمَّ
لام مفتوحة، ثُمَّ فاء، قال ابن قُرقُول: ورواه بعضهم: (الأغلف)، وهما بمعنى مَن
لم يختَتِن، وقال في (الغين): (وفي ذبيحة الأغلف)، كذا رواه ابن السكن، ولغيره: (الأقلف)؛
وهما بمعنًى؛ وهو الذي لم يختتن.
(1/10004)
[حديث: كنا محاصرين قصر خيبر فرمى
إنسان بجراب فيه شحم ... ]
5508# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هشام بن عبد
الملك الطيالسيُّ، و (عَبْد اللهِ بْن مُغَفَّلٍ): تَقَدَّمَ ضبط والده مرارًا،
وأنَّه صَحَابيٌّ أيضًا، وهذا الحديثُ تَقَدَّمَ سندًا ومتنًا في (الخمس)، وقلَّ
أنْ يجيءَ مثلُه، وقد ذكرت شيئًا من ذلك قبل هذا؛ أحاديث كرَّرها سندًا ومتنًا،
ذكرتُها في (كتاب الحجِّ)، والله أعلم.
قوله: (فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فيه شَحْمٌ): هذا الإنسان لا أعرف اسمه، و
(الجراب): فيه لغتان: الكسرُ؛ وهو أعرفهما، والفتح؛ وهو غريبٌ.
قوله: (فَنَزَوْتُ): هو بالنون والزاي؛ أي: وَثَبْتُ.
قوله: (فَإِذَا رَسُولُ اللهِ [1] صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ): تَقَدَّمَ في (غزوة خيبر) ماذا جرى له حين استحيا في
غزوة خيبر.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (النَّبيُّ).
[ج 2 ص 498]
(1/10005)
[باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة
الوحش]
قوله: (مَا نَدَّ مِنَ الْبَهَائِمِ؛ فَهْوَ بِمَنْزِلَةِ الْوَحْشِ): ساق ابن
المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: فهم البُخاريُّ من الحديث _ يعني:
حديث رافع: (إنَّا لاقو العدوِّ غدًا ... )؛ الحديث_ الاقتصارَ في إباحة البعير
على السهم الذي حبسه، والأمر محتملٌ لأنْ يكون احتبس ولم ينفذ مقاتله حتَّى
ذُكِّيَ، وهي واقعة عينٍ، وتشبيه النعم الشاردة بالوحش ليس في الحكم، ولكن في صفة
الوجود؛ إذ قد تنفر كالوحش، انتهى.
قوله في التبويب: (ما نَدَّ): تَقَدَّمَ معنى (ندَّ)، وأنَّه شَرَدَ ونَفَرَ.
[ج 2 ص 498]
قوله: (فَهْوَ بِمَنْزِلَةِ الْوَحْشِ): كذا في أصلنا، وكذا أحفظه، وفي أصلنا
الدِّمَشْقيِّ: (الوَكْرِ) في الأصل، وفي الهامش: (الوحش)، وعلى (الوحش) علامة
نسخة، و (الوَكْر): له معنًى، وهو بفتح الواو، ووَكْر الطائر: عشُّه، وجمعه: وكور
وأوكار، قال أبو يوسف: سمعت أبا عمرو الشيبانيَّ يقول: الوَكر: العشُّ حيثما كان
في جبل أو شجر، وقد وَكر الطائر يكرُ وَكرًا؛ أي: دخل وَكْرَه، والله أعلم.
قوله: (وَفِي بَعِيرٍ تَرَدَّى): أي: سقط، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
قوله: (قَدَرْتَ عَلَيْهِ): هو بفتح الدال، وهذا ظاهِرٌ أيضًا.
(1/10006)
[حديث: اعجل أو أرن ما أنهر الدم وذكر
اسم الله فكل]
5509# قوله: (حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
الفَلَّاس الحافظ، و (يَحْيَى) بعده: هو ابن سعيد القَطَّان، و (سُفْيَانُ) بعده:
هو الثَّوريُّ، و (أَبُوهُ): سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، تَقَدَّمَ، و (رَافِع بْن
خَدِيجٍ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الخاء المُعْجَمة، وكسر الدال المُهْمَلة.
قوله: (مُدًى): أي سكاكِين، تَقَدَّمَ مِرارًا.
قوله: (اعْجَلْ أَوْ أَرِنْ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (قال الخَطَّابيُّ: صوابه:
«ائْرَنْ»؛ على وزن «اعْجَلْ» وبمعناها، وهو من النشاط؛ أي: خِفَّ لئلَّا تموتَ
الذبيحةُ خنقًا؛ لأنَّ الذبح إذا كان بغير حديد؛ خُشِيَ عليها الخنقُ، وقال غيره:
وقد يكون (أَرِنْ) على وزن (أَطِعْ)؛ أي: أهلِكْها ذبحًا، ويكون (أَرْنِ) على وزن
(أعْطِ)، و (أَرْنِي)؛ بمعنى: هاتِ، وفي هذه اللفظة أوجهٌ أُخَرُ، والصواب ما
قدَّمناه)، انتهى، وقد ذكر المحبُّ الطبريُّ هذه اللفظةَ من عند ابن الأثير ثُمَّ
قال: قوله: (اعْجَلْ)؛ بفتح الجيم، وسكون اللام على الأمر، ومعنى (أو) في الحديث:
الشكُّ من الراوي، ويجوز أنْ تكون (أو) من لفظه عليه السلام بمعنى الواو، فإنْ
جعلنا (أَرِنْ) بمعنى: (اعجل)؛ كان التكرار للتوكيد، وإنْ جعلناه بمعنًى آخرَ؛ كان
مأمورًا بهما، انتهى ملخَّصًا، وقد قال غير واحد: إنَّ (أو) شكّ من الراوي، وقد
قَدَّمْتُ الكلام على ذلك مُطَوَّلًا في (الشركة)؛ فانظره.
قوله: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ): أي: أساله، تَقَدَّمَ مِرارًا، وقد تَقَدَّمَ أنَّ
إسالةَ الدم ليس بشرطٍ على الصَّحيح، بل الشرط الحركة الشديدة وحدها، ولا يُشتَرَط
خروج دم الذبيحة، والله أعلم.
قوله: (وَأَصَبْنَا نَهْبَ إِبِلٍ): (النَّهْب): بفتح النون بلا خلاف، وكذا
قَيَّدهُ جماعةٌ؛ منهم: النَّوَويُّ في «شرح مسلم»، ورأيت بعض الطَّلبة بالقاهرة
يقولها بالكسر، وهذا شيءٌ لا أعرفه، وقد ذكرت ذلك مُطَوَّلًا في أواخر «الصَّحيح».
قوله: (فَنَدَّ): تَقَدَّمَ أنَّ معناه: شَرَدَ، و (الرَّجُلُ الَّذِي رَمَاهُ
بالسَّهْمِ): تَقَدَّمَ، وكذا الكلام على (الأَوَابِد)؛ وهي النوافر.
(1/10007)
[باب النحر والذبح]
قوله: (وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز
بن جُرَيج.
قوله: (عَنْ عَطَاءٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي رَباح المَكِّيُّ الإمام،
أحد الأعلام.
قوله: (أَيَجْزِي؟): هو ثُلاثيٌّ معتلٌّ، ويجوز رُبَاعيٌّ مهموزٌ، وقد تَقَدَّمَ
في (العيدين).
قوله: (مَا يُذْبَحُ أَنْ يُنْحَرَ [1]): (يُذبَح) و (يُنحَر): مبنيَّان لِما لمْ
يُسَمَّ فاعِلُهما، وهذا ظاهِرٌ، وكذا (يُنْحَرُ) الثانية.
قوله: (وَالذَّبْحُ: قَطْعُ الأَوْدَاجِ): هذا ممَّا استُنكِر؛ لأنَّهما وَدَجَان
فقط، وأُجيب: بأنَّ كلَّ قِطْعَة منهما وَدَجَ، والله أعلم.
قوله: (فَيُخَلَّفُ الأَوْدَاجُ [2]): (يُخَلَّف): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، و (الأوداجُ): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
قوله: (حَتَّى يُقْطَعَ النِّخَاعُ [3]): (يُقطَع): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، و (النخاعُ): مَرْفوعٌ قائمٌ مقام الفاعل، و (النِّخاع): مثلَّث النون،
قال الجوهريُّ: قال الكِسائيُّ: مِن العرب من يقول: قطعتُ نخاعه ونخاعه، وناسٌ من
أهل الحجاز يقولون: هو مقطوع النُّخاع؛ وهو الخيط الأبيض الذي في جوف الفقار،
انتهى.
قوله: (لَا إخَالُ): تَقَدَّمَ الكلام [عليها] بلُغَتَيها، ومعناه: أظنُّ.
قوله: (وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَهَى عَنِ النَّخْعِ): قائل
ذلك: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج عن نافع، والله أعلم.
قوله: (نَهَى عَنِ النَّخْعِ): هو بفتح النون، وإسكان الخاء المُعْجَمة، وبالعين المُهْمَلة،
وهو قطع النخاع، وقطع النخاع مقتلٌ، و (النَّخْع) أيضًا: القتل الشديد، ونخْعُ
البهيمة: هو قطع عنقها قبل زهوق نفسها.
قوله: (وَقَالَ سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ): (سعيد) هذا: هو ابن جبير، كما في
أصلنا الدِّمَشْقيِّ، ولم يذكر المِزِّيُّ في «أطرافه» هذا التعليقَ، والله أعلم.
قوله: (إِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ [4]): (قُطِعَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، و (الرأسُ): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
(1/10008)
[حديث: نحرنا على عهد النبي فرسًا
فأكلناه]
5510# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو الثَّوريُّ سفيان بن سعيد بن مسروق؛ و
(فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ): ابن الزُّبَير بن العَوَّام بن خويلد، زوج هشام،
تَقَدَّمَتْ، و (أَسْمَاء): جدَّتها، بنت أبي بكر الصِّدِّيق، تَقَدَّمَتْ أيضًا،
وتَقَدَّمَ بعض ترجمتهما.
==========
[ج 2 ص 499]
(1/10009)
[حديث: ذبحنا على عهد رسول الله فرسًا
ونحن بالمدينة فأكلناه]
5511# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: سَمِعَ عَبْدَةَ): (إسحاق) هذا: قال
الجَيَّانيُّ: وقال _يعني: البُخاري_ في (الذبائح): (حدَّثنا إسحاق: سمع عبْدة)،
نسبه أبو عليِّ ابن السكن: (إسحاق ابن راهويه)، وذكر أبو نصر (عبْدة بن سليمان)،
وقال: روى عنه إسحاق غير منسوب، ولعلَّه ابن راهويه، انتهى، وقال المِزِّيُّ في
تطريف هذا الحديث: عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبْدة بن سليمان، انتهى، فظاهر اللفظ
أنَّه وقع له كذلك، وليس من توضيحه، انتهى، و (عبْدة) هذا: هو بإسكان الموحَّدة،
وهذا معروفٌ عند أهله.
==========
[ج 2 ص 499]
(1/10010)
[حديث: نحرنا على عهد رسول الله فرسًا
فأكلناه]
5512# قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ): هذا بفتح الجيم، وكسر الراء، وهو جرير بن عبد
الحَميد.
[ج 2 ص 499]
قوله: (تَابَعَهُ وَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ فِي النَّحْرِ): الضمير
في (تابعه) يعود على عبْدة؛ هو ابن سليمان، و (وكيع): هو ابن الجرَّاح الإمام،
أحدُ الأعلام، ومتابعة وكيع أخرجها مسلمٌ عن مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، عن
أبيه، وحفص بن غياث، ووكيع، عن هشام به، وأخرجها ابن ماجه في (الذبائح) عن أبي بكر
ابن أبي شيبة، عن وكيع به، ومتابعة ابن عيينة أخرجها البُخاريُّ عن الحُمَيديِّ،
عن هشام به، وأخرجها النَّسَائيُّ عن مُحَمَّد بن عبد الله بن يزيدَ، وفي
(الوليمة) عن قتيبة؛ كلاهما عن ابن عيينة، عن هشام به.
(1/10011)
[باب ما يكره من المثلة والمصبورة
والمجثمة]
قوله: (بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمُثْلَةِ): (يُكرَه) مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، ومراده بالكراهة: التحريم، وهذا جارٍ على طريق الأقدمين؛ يريدون
بالكراهةِ التحريمَ، وهو دليل القرآن: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئَةً عِندَ
رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38]، ولم يرد الكراهة التي يذكرها الأصوليُّون من
أنَّها راجحةُ التَّرك.
قوله: (مِنَ الْمُثْلَةِ): يقال: مَثَلْتُ بالحَيَوَان؛ إذا قطعتَ أطرافه، وشوَّهت
به، ومَثَلْتُ بالقتيل؛ إذا جدعتَ أنفه، أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئًا من أطرافه،
وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (وَالْمَصْبُورَةِ): هي بفتح الميم، وإسكان الصاد المُهْمَلة، ثُمَّ
مُوَحَّدَة مضمومة، ثُمَّ واو ساكنة، ثُمَّ راء مفتوحة، ثُمَّ تاء، و (الصبر): أن
يُمسَك شيءٌ من ذوات الروح حيًّا، ثُمَّ يُرمَى بشيءٍ حتَّى يموتَ.
قوله: (والمُجَثَّمَةِ): هي بِضَمِّ الميم، وفتح الجيم، ثُمَّ ثاء مُثَلَّثة
مشدَّدة مفتوحة، ثُمَّ ميم، ثُمَّ تاء التأنيث، وهي كلُّ حَيَوَان يُحْبَس
فيُرمَى، وهي المصْبُورة، و (الجثوم): الانتصاب على الرُّكَب، وفي «النهاية» لابن
الأثير: (هي كلُّ حَيَوَان يُنصَب ويُرمَى ليقتل، إلَّا أنَّها تكثر في الطير،
والأرانب، وأشباه ذلك ممَّا يجثم بالأرض؛ أي: يلزمها ويلصق بها، وجثم الطائر
جثومًا، وهو بمنزلة البروك للإبل).
==========
[ج 2 ص 500]
(1/10012)
[حديث: نهى النَّبيُّ أن تصبر البهائم]
5513# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هشام بن عبد
الملك الطيالسيُّ.
قوله: (عَلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ): هذا هو الحكم بن أيُّوب ابن عمِّ
الحَجَّاج، وقد روى الحكمُ بن أيُّوب عن أبي هريرة، وعنه الجُريريُّ، وهو مجهولٌ،
قاله الذَّهَبيُّ، وقد ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وما ذَكر عنه راويًا إلَّا
الجُريريَّ، وذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» فقال: روى عن أبي هريرة: (لا
صلاة إلَّا بقراءة)، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهولٌ، لا يُدرى مَن هو،
انتهى، وقال شيخنا: (ابن عمِّ الحَجَّاج بن يوسف الثقفيِّ، وزوج أخته زينبَ التي
كان يشبِّبُ بها النُّمَيريُّ، وكان الحَجَّاج استعمله على البصرة، انتهى.
قوله: (نَصَبُوا دَجَاجَةً): (الدّجاجة): للذكر وللأنثى، وهي مُثَلَّثة الدال، وقد
تَقَدَّمَ.
قوله: (أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ): (تُصْبَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، و (البهائمُ): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل، وقد تَقَدَّمَ معنى (الصَّبر)
أعلاه.
==========
[ج 2 ص 500]
(1/10013)
[حديث: ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا
الطير ... ]
5514# قوله: (أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي
يَحْيَى رَابِطٌ دَجَاجَةً): لم أرَ مَن نصَّ على (يحيى بن سعيد) هذا، ويحتمل أن
يكون يحيى بن سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أُمَيَّة الأَمويَّ، أخو عمرٍو
الأشدقِ، وعنبسةَ، وأبان، وعبدِ الله، فإنَّه في هذه الطبقة، وقد روى عن أبيه،
وعثمان، وعائشة، وعنه: الزُّهريُّ وغيرُه، وقد لحق بعد قتل أخيه الأشدقِ بابن
الزُّبَير، ثُمَّ خرج بالأمان، وَثَّقَهُ النَّسَائيُّ، وقد قدَّمته، أخرج له
مسلمٌ، والله أعلم، وأمَّا (الغلام)؛ فسمَّاه بعض حفَّاظ العصر من المصريِّين
سعيدًا.
قوله: (أَنْ يَصْبُرَ [1] هَذَا الطَّيْرَ): تَقَدَّمَ ما (الصبر) أعلاه.
قوله: (أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ): (تُصْبَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
و (بهيمةٌ): مَرْفوعٌ منوَّنٌ نائبٌ مناب الفاعل، وتَقَدَّمَ معنى (الصبر) أعلاه.
قوله: (أَوْ غَيْرُهَا): هو مَرْفوعٌ معطوفٌ على (بهيمةٌ) القائمِ مقامَ الفاعل.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (يصبِر).
[ج 2 ص 500]
(1/10014)
[حديث: كنت عند ابن عمر فمروا بفتية
نصبوا دجاجة يرمونها ... ]
5515# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد
بن الفضل عارم، و (أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد
الله، و (أَبُو بِشْرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بكسر الموحَّدة، وإسكان الشين
المُعْجَمة، وأنَّ اسمه جعفر بن أبي وحشيَّة إياسٍ.
قوله: (تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ عَنْ شُعْبَةَ): (سليمان) هذا: هو ابن داود بن
الجارود، أبو داود الطيالسيُّ، تَقَدَّمَ الكلام عليه، وأنَّه علَّق له البُخاريُّ
كهذا، وروى [له] مسلمٌ والأربعة، وهو إمامٌ كبيرٌ، قال: أسردُ ثلاثين ألفَ حديثٍ
ولا فخر، ومع ثِقَتِه فقال إبراهيم بن سعيد الجوهريُّ: أخطأ في ألف حديثٍ، كذا
قال، تَقَدَّمَتْ ترجمته، وله ترجمةٌ في «الميزان».
ومتابعته عن شعبة عن المنهال عن سعيد به لم أرَها في شيء من الكُتُب السِّتَّة
إلَّا ما هنا، قال شيخنا: أسندها أبو نعيم الحافظ، فقال: حدَّثنا إسحاق بن حمزة
وأبو أحمد قالا: حدَّثنا أبو خليفة: حدَّثنا أبو داود الطيالسيُّ سليمان بن داود:
حدَّثنا شعبة، قال بعض الحفَّاظ المتأخِّرين: هذا غلطٌ من شيخِنا _يعني: ابن الملقِّن_؛
فإنَّ أبا خليفة لم يلحق أبا داود الطيالسيَّ، وسليمان المذكور ما أظنُّه إلَّا
ابن حرب، وقد وصل البَيْهَقيُّ في «السنن الكبرى» هذا الحديثَ من طريق سليمان بن حرب
عن شعبة به، انتهى.
قوله: (حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ عَنْ سَعِيدٍ): ابن جُبَيْرٍ، وهذا هو المنهال بن
عمرو الأسَديُّ، تَقَدَّمَتْ ترجمته، وأنَّ شعبة تركه؛ لأنَّه سمع من داره صوت
قراءةٍ بالتطريب، كذا قال ابن أبي حاتم، وقال وَهْبُ بن جرير عن شعبة: إنَّه سمع من
داره صوت الطُّنبور، قال: فرجعت ولم أسألْه، قلت: فهل سألتَه؟ عسى كان لا يعلم،
وقد تَقَدَّمَ بعض ترجمته، أخرج له البُخاريُّ والأربعةُ، والله أعلم.
قوله: (مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ): (مثَّل): بتشديد الثاء في أصلنا، وقد
قَدَّمْتُ أنَّه يُقال: مثَلْتُ بالحَيَوَان أمثل به مَثْلًا؛ إذا قطعتَ أطرافه،
وشوَّهت به، ومثَلْتُ بالقتيل؛ إذا جدعتَ أنفه، أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئًا من
أطرافه، والاسم: المُثْلَة، فأمَّا (مثَّل) _بتشديد الثاء_؛ فهو للمبالغة، والله
أعلم.
(1/10015)
قوله: (وَقَالَ عَدِيٌّ) [1]: هو عديُّ
بن ثابت المذكورُ قبله، (عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ)، وتعليق عديٍّ أخرجه
مسلم عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن عديٍّ به، وأخرجه النَّسَائيُّ
عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن شعبة، عن عديٍّ، وعن مُحَمَّد بن عبيد
الكوفيِّ، عن عليِّ بن هاشم، عن العلاء بن صالح، عن عديٍّ به.
==========
[1] قول عديٍّ جاء في «اليونينيَّة» متقدِّمًا على حديث الحجَّاج (5516)، وعليه في
(ق) علامة تقديمٍ وتأخير، وتأخيره رواية أبي ذرٍّ.
[ج 2 ص 500]
(1/10016)
[حديث: نهى النبي عن النهبة والمثلة]
5516# قوله: (سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): هو عبد الله بن يزيد بن زيد بن حُصين بن عمرو، أبو موسى
الأوسيُّ الخطميُّ، شهد الحديبية وهو ابن سبعَ عشرةَ سنةً، وشهد مع عليٍّ حروبه،
ووُلِّيَ إمرة الكوفة، وبعضُهم ينكر صحبةَ عبد الله هذا، قال ابن معين: له رؤية،
وقال مصعب الزُّبَيريُّ: ليس له صحبةٌ، وقال أبو حاتم: (كان صغيرًا، فإن صحَّت
روايته؛ فله)؛ يعني: صحبة، انتهى، ترجمته معروفةٌ، أخرج له الجماعة، وأحمد في
«المسند»، قال الذَّهَبيُّ في «تجريده»: تُوُفِّيَ قبل ابن الزُّبَير، وفي
«الكاشف»: مات بُعَيد السبعين.
==========
[ج 2 ص 500]
(1/10017)
[باب الدجاج]
قوله: (باب الدَّجَاجِ): تَقَدَّمَ أنَّ (الدّجاج) مثلَّث الدال؛ كالمفرد.
==========
[ج 2 ص 500]
(1/10018)
[حديث: رأيت النبي يأكل دجاجًا]
5517# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ): تَقَدَّمَ الكلام على
(يحيى) هذا في (سورة الأعراف)، وقال شيخنا بعد ذكر القولين فيه: وذكر أبو نعيم
أنَّه ابن جعفر، انتهى، وهو أحد القولين فيه، والله أعلم، و (سُفْيَان): هو
الثَّوريُّ، و (أَيُّوب): هو ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيُّ، و (أَبُو قِلَابَةَ):
تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بكسر القاف، وتخفيف اللام، وبعد الألف مُوَحَّدَة، ثُمَّ
تاء التأنيث، وأنَّ اسمه عبد الله بن زيد الجَرْميُّ، و (زَهْدَم): بالدال
المُهْمَلة، و (الْجَرْمِيُّ): بفتح الجيم، وإسكان الراء، و (أَبُو مُوسَى): عبد
الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار الأشعريُّ، تقدَّموا.
[ج 2 ص 500]
(1/10019)
[حديث: إن الله هو حملكم إني والله لا
أحلف على يمين ... ]
5518# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الميمَين،
بينهما عين ساكنة، وتَقَدَّمَ أنَّ اسمه عبد الله بن عمرو بن أبي الحَجَّاج، و
(عَبْدُ الْوَارِثِ) بعده: تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان،
أبو عُبيدة الحافظ، و (أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ): هو السَّخْتيَانيُّ، و
(القَاسِم [1]): هو ابن عاصم الكلينيُّ، يروي عن رافع بن خَدِيج، وزَهْدَم، وابن
المُسَيّب، وعنه: أيُّوب، وحُمَيد، وخالدٌ الحَذَّاء، ذكره ابن حِبَّان في
«الثِّقات»، أخرج له البُخاريُّ، ومسلمٌ، والنَّسَائيُّ، و (زَهْدَم): تَقَدَّمَ،
وأنَّه بالدال المُهْمَلة، و (أَبُو مُوسَى): عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن
حَضَّار الأشعريُّ.
قوله: (فَأُتِيَ بِطَعَامٍ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ): تَقَدَّمَ أنَّه مثلَّث الدال في الجمع والإفراد.
قوله: (وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ أَحْمَرُ): هذا الرجل تَقَدَّمَ، لا أعرف
اسمه.
قوله: (فَقَذِرْتُهُ): تَقَدَّمَ أنَّ الماضي بالكسر، والمستقبل بالفتح.
قوله: (فَاسْتَحْمَلْنَاهُ): أي: طلبنا منه ما نركب عليه.
قوله: (ثُمَّ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أُتِيَ):
مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و (رسولُ): مَرْفوعٌ نائبُ مناب الفاعل.
قوله: (بِنَهْبٍ مِنْ إِبِلٍ): هو بفتح النون، ولا يجوز كسرها، وقد نصَّ على الفتح
جماعةٌ سأذكرهم في آخر «الصَّحيح»؛ ومنهم النَّوَويُّ في «شرح مسلم».
(1/10020)
قوله: (خَمْسَ ذَوْدٍ): تَقَدَّمَ
الكلام على (الذَّوْد)، و (ذَوْد) مضافٌ إلى (خمس)، كذا نحفظه ونقرؤه، وقال بعضهم
عن أبي البقاء: والصواب: تنوين (خمس)، ولو أُضِيفَت؛ لتغيَّر المعنى؛ لأنَّ المضاف
يجرُّ المضاف إليه، فيلزم أن يكون (خمسَ ذودٍ) خمسةَ عشرَ بعيرًا؛ لأنَّ إبلَ
الذود ثلاثةُ أَبْعِرَةٍ، انتهى، وهو كلامٌ حسنٌ، عن ابن قُرقُول قال: والذود من
الثلاث إلى التسع في الإبل، وإنَّ ذلك يختصُّ بالإناث، قاله أبو عبيد، وقال
الأصمعيُّ: ما بين الثلاث إلى العشر، وقال غيرُ واحد: ومقتضى لفظ الأحاديث
انطلاقُه على الواحد، وليس فيه دليلٌ على ما قالوه، وإنَّما هو لفظٌ للجميع؛ كما
قالوا: ثلاثةُ رَهْطٍ ونَفَرٍ ونسوةٍ، ولم يقولوه لواحدٍ منها، وذكر ابن عَبْدِ
البَرِّ أنَّ بعض الشيوخ رواه: (في خمسٍ ذَوْدٍ)؛ على البدل، لا على الإضافة، وهذا
إن تُصُوِّر له ههنا، فلا يُتصَوَّر له في قوله: (أعطانا خمس ذود) في (باب ليس
فيما دون خمسة أوسق صدقة)، انتهى، وقد تَقَدَّمَ كلام أبي البقاء في (الزكاة)،
وكلام ابن قُرقُول.
قوله: (غُرّ الذُّرَى): يجوز في (غُرّ) الجرُّ والنصب؛ أي: بيض الأعالي، وأراد
أنَّها بيضٌ، فعبَّر ببياض أعاليها عن جملتها.
قوله: (لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَمِينَهُ): أي: تحيَّنا غفلته، و (يمينَه): بدل اشتمال، أو مفعولٌ ثانٍ؛ وهذا
أقرب.
(1/10021)
[باب لحوم الخيل]
(1/10022)
[حديث: نحرنا فرسًا على عهد رسول الله
فأكلناه]
5519# قوله: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن
الزُّبَير، وتَقَدَّمَ الكلام على نسبته هذه لماذا هي، وتَقَدَّمَ أنَّه أوَّل
شيخٍ حدَّث عنه البُخاريُّ في هذا «الصَّحيح»، و (سُفْيَانُ): بعده تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه ابن عيينة، و (هِشَامٌ): هو ابن عروة، و (فَاطِمَة): هي بنت المنذر
بن الزُّبَير بن العَوَّام بن خويلد [1]، زوجة هشامٍ المشارِ إليه، و (أَسْمَاء):
هي بنت أبي بكرٍ عبدِ الله بن عثمان الصِّدِّيق، جدَّة فاطمة، تقدَّموا كلُّهم.
==========
[1] في (أ): (خولد)، ولعلَّه تحريف.
[ج 2 ص 501]
(1/10023)
[حديث: نهى النبي يوم خيبر عن لحوم
الحمر ورخص ... ]
5520# قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ): هو مُحَمَّد بن عليِّ بن الحسين بن
عليِّ بن أبي طالب الهاشميُّ، أبو جعفر الباقر تَقَدَّمَ.
قوله: (يَوْمَ خَيْبَرَ): تَقَدَّمَ متى كانت غزوة خيبر غيرَ مَرَّةٍ، فقيل: في
آخر سنة ستٍّ، ويُقال: في أوَّل سنة سبع، وتَقَدَّمَ مدرك القولَين.
(1/10024)
[باب لحوم الحمر الإنسية]
قوله: (بَابُ لُحُومِ الْحُمُرِ الإنسِيَّةِ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب على
عادته، ثُمَّ قال: ذكر البُخاريُّ طريقَين في الحديث؛ إحداهما: النَّهْي عنها
مطلقًا وإلقاء القُدُور، والأخرى: أنَّه سمع أنَّهم أكلوها، ولم يبادر النَّهْي في
الأُولى والثانية، فلمَّا قيل في الثالث: (أُفْنِيَت الحُمُر)؛ نهى، فأفهم أنَّ
النَّهْيَ خوف فناء الظهر، وإلَّا؛ كانت المسارعة للنهي متعيِّنة، فمِن ههنا نشأ
الخلاف المذكور بين الصَّحابة فيها، والله أعلم، انتهى، وقد قَدَّمْتُ الخلاف في
علَّة التحريم في (خيبر)، وأنَّ الصَّحيحَ العلةُ التي علَّل بها رسولُ الله صلَّى
الله عليه وسلَّم؛ وهي أنَّها رِجْسٌ.
قوله: (الإنسِيَّةِ): تَقَدَّمَ أنَّ فيها لُغَتَين غيرَ مَرَّةٍ.
==========
[ج 2 ص 501]
(1/10025)
[حديث: نهى النبي عن لحوم الحمر
الأهلية يوم خيبر]
5521# قوله: (حَدَّثَنَا صَدَقَةُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه صدقة بن الفضل
المروزيُّ، و (عَبْدَةُ) بعده: تَقَدَّمَ أنَّه بإسكان الموحَّدة، وأنَّه ابن
سليمان، و (عُبَيْد اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب،
الفقيه، أحد الفقهاء السبعة، تَقَدَّمَ مِرارًا، و (سَالِم): هو ابن عبد الله بن
عمر، و (نَافِع): مولى ابن عمر.
(1/10026)
[حديث: نهى النبي عن لحوم الحمر
الأهلية]
5522# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ (يحيى) بعد (مسدَّد):
هو يحيى بن سعيد القَطَّان، شيخ الحُفَّاظ، و (عُبَيْد اللهِ): تَقَدَّمَ أعلاه
أنَّه ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، و (عَبْد اللهِ): هو ابن عمر،
وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (تَابَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): الضمير في (تابعه)
يعود على يحيى بن سعيد القَطَّان، و (ابن المبارك): هو عبد الله، شيخ خراسان،
ومتابعة ابن المبارك عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أخرجها البُخاريُّ في
(المغازي) عن مُحَمَّد بن مقاتل عنه به.
قوله: (وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ): (أبو أسامة):
هو حمَّاد بن أسامة، ومتابعة حمَّاد بن أسامة أخرجها البُخاريُّ في (المغازي) عن
عُبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة به، والله أعلم.
(1/10027)
[حديث: نهى رسول الله عن المتعة عام
خيبر ولحوم حمر الإنسية]
5523# قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن
عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهريُّ.
قوله: (عَنِ الْمُتْعَةِ عَامَ خَيْبَرَ): تَقَدَّمَ ما في ذلك في (غزوة خيبر).
==========
[ج 2 ص 501]
(1/10028)
[حديث: نهى النبي يوم خيبر عن لحوم
الحمر ورخص.]
5524# قوله (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ): هو ابن زيد، تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ أنَّ حمَّادًا
إذا لم يُنسَب؛ فإن كان قد أطلقه سليمان بن حرب كهذا، أو عارم مُحَمَّد بن الفضل؛
فإنَّه يكون ابنَ زيد، وإنْ أطلقه موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكيُّ، أو عَفَّانُ،
أو حجَّاج بن منهال؛ فهو ابن سلمة، وكذا إذا أطلقه هدبة بن خالد، والله أعلم، وقد
تَقَدَّمَ أنَّ حمَّاد بن سلمة لم يخرِّج له البُخاريُّ في الأصول، وإنَّما علَّق
له.
قوله: (عَنْ عَمْرٍو): هو ابن دينار، و (مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ): هو أبو جعفرٍ
الباقرُ.
==========
[ج 2 ص 501]
(1/10029)
[حديث البراء وابن أبي أوفى: نهى النبي
عن لحوم الحمر]
5525# 5526# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ (يحيى) بعد
(مسدَّد): هو ابن سعيد القَطَّان، شيخ الحُفَّاظ، و (عَدِيٌّ) بعد (شعبة): هو
عديُّ بن ثابت الأنصاريُّ، و (الْبَرَاء): هو ابن عازب، صَحَابيٌّ ابن صَحَابيٍّ،
و (ابْن أَبِي أَوْفَى): عبد الله بن أبي أوفى، صَحَابيٌّ ابن صَحَابيٍّ،
تقدَّموا.
(1/10030)
[حديث: حرم رسول الله لحوم الحمر
الأهلية]
5527# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا [1] يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ):
(إسحاق) هذا: تَقَدَّمَ الكلام عليه في آخر (كتاب الأنبياء) قُبَيل (باب ما ذُكِر
في بني إسرائيل)، و (صَالِح): هو ابن كيسان، و (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ
مُحَمَّد بن مسلم، و (أَبُو إِدْرِيسَ): تَقَدَّمَ أنَّه الخولانيُّ عائذ الله بن
عبد الله، و (أَبُو ثَعْلَبَةَ): جرثوم بن ناشر، وقد تَقَدَّمَ الاختلاف في اسمه
واسم أبيه مُطَوَّلًا.
قوله: (تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَعُقَيْلٌ عَن الزُّهْرِيِّ): الضمير في (تابعه)
يعود على صالح؛ هو ابن كيسان، و (الزُّبَيديُّ): بِضَمِّ الزاي، وفتح الموحَّدة،
قال
[ج 2 ص 501]
الدِّمْيَاطيُّ: الزُّبَيديُّ: مُحَمَّد بن الوليد الشاميُّ، من بني عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، انتهى، كذا قال الناقل من حواشي الدِّمْيَاطيِّ،
وقد خلط الناقل من حواشيه ترجمةً بترجمةٍ، وصوابه: الزبيديُّ: مُحَمَّد بن الوليد
الشاميُّ، وقوله: (من بني عبد العزيز) ليس بصحيحٍ، بل هو غلطٌ، وهذا لا يقع
للدِّمياطيِّ، ولكنَّ بعدَه ذِكْرٌ للماجشون، وهذا الكلام في الماجشون،
(وَالْمَاجِشُونُ): هو يوسف، كما صرَّح به مسلمٌ في «صحيحه»، وكذا المِزِّيُّ في
«أطرافه»، وهو يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة، وقد تَقَدَّمَ الكلام على (الماجشون) ما
هو، وأمَّا (عُقَيل)؛ فهو بِضَمِّ العين، وفتح القاف، وهو ابن خالد، و
(الزُّهريُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.
قوله: (وَقَالَ مَالِكٌ، وَمَعْمَرٌ، وَالْمَاجِشُونُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ
إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ): أمَّا (مالك)؛ فلا يُسأَل عنه، ذاك النَّجم
المجتهدُ أحدُ الأعلام، و (مَعْمَر)؛ بفتح الميمَين، وإسكان العين، وهو ابن راشد،
و (الماجشون): تَقَدَّمَ أعلاه مَن هو، و (يونس): هو ابن يزيد الأيليُّ، و (ابن
إسحاق): مُحَمَّد بن إسحاق بن يسار، إمامُ أهل المغازي، و (الزُّهري): مُحَمَّد بن
مسلم، والله أعلم، ومتابعة (الزُّبيديِّ) لم أرها في الكُتُب السِّتَّة إلَّا في
«النَّسَائيِّ» أخرجها عن عمرو بن عثمان، عن بقيَّة، عن الزُّبيديِّ، عن
الزُّهريِّ، ومتابعة عقيل لم أرها في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا.
(1/10031)
قوله: (وَقَالَ مَالِكٌ، وَمَعْمَرٌ،
وَالْمَاجِشُونُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: نَهَى
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ
السِّبَاعِ): وتعليق مالك عن الزُّهريِّ أخرجه البُخاريُّ في (الذَّبائح) عن عبد
الله بن يوسف عن مالك، وأخرجه مسلم عن أبي الطَّاهر، عن ابن وهب، عن مالك، وأخرجه
أبو داود في (الأطعمة) عن القعنبيِّ عن مالك، وأخرجه التِّرْمِذيُّ عن أحمد بن
الحسن التِّرمذيِّ، عن القعنبيِّ به، وأمَّا تعليق مَعْمَر؛ فأخرجه مسلم عن
مُحَمَّد بن رافع وعبد بن حميد؛ كلاهما عن عبد الرَّزَّاق عن معمر به، وأمَّا
تعليق الماجشون؛ فأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن يوسف بن الماجشون، وأمَّا تعليق
يونس؛ فأخرجه مسلم عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس به، وأخرجه أيضًا عن أبي
الطَّاهر، عن ابن وهب، عن مالك، وابن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، ويونس، وغيرهم؛
يعني: عن الزُّهريِّ، وأمَّا تعليق ابن إسحاق؛ فلم أره في شيء مِن الكُتُب
السِّتَّة إلَّا ما هنا، والله أعلم، وذكر بعض الحُفَّاظ المُتأخِّرين، فقال:
التعليق عن مُحَمَّد بن إسحاق وصله إسحاق ابن راهويه في «مسنده».
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أَخْبَرَنَا).
(1/10032)
[حديث: إن الله ورسوله ينهيانكم عن
لحوم الحمر الأهلية ... ]
5528# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [بنُ] سَلَامٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ
(سلامًا) الأصحُّ فيه: التَّخفيف، مُطَوَّلًا، وتَقَدَّمَ ما هو فاصل للنِّزاع، و
(أَيُّوب): هو ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيُّ، و (مُحَمَّد): هو ابن سيرين.
قوله: (جَاءَهُ جَاءٍ فَقَالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ): هذا (الجائي) لا أعرف اسمه.
قوله: (أُكِلَتِ الْحُمُرُ): (أُكِلَت): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و
(الحُمُرُ): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل، وكذا الثانية.
قوله: (ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ): هذا (الجائي) الآخر لا أعرف اسمه.
قوله: (ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ): هذا (الجائي) الثَّالث لا أعرف اسمه.
قوله: (أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ): (أُفنِيَت): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و
(الحُمُرُ): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
قوله: (فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ): هذا (المنادي): تَقَدَّمَ في
(غزوة خيبر) أنَّه عبد الرحمن بن عوف، كما في «النَّسَائيِّ» وفي «مسلم» وغيره
أنَّه أبو طلحة، ولعلَّ عليه السلام أمرهما، فناديا، والله أعلم، وقد تَقَدَّمَ
أنَّ الإمام الرَّافعيَّ قال في «الشرح الكبير»: إنَّ المنادي خالد بن الوليد،
وهذا غلط، خالد لم يكن أسلم إذ ذاك، والله أعلم.
قوله: (إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ): (إنَّ): في نسختنا كانت مُدلَّسة، وقد عُمِل
تحتها كسرةٌ، وتَقَدَّمَ في (غزوة خيبر) أنَّها بالفتح في أصلنا، وقد ذكرت هناك
أنَّها بالكسر؛ لأنَّها ابتدائيَّة، ومن حيث العربيَّةُ يجوز فيها الوجهان؛ مثل:
{فَنَادَتْهُ المَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المِحْرَابِ أَنَّ اللهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} [آل عمران: 39]، ففيها في السَّبع الكسرُ والفتحُ.
قوله: (فَإِنَّهَا رِجْسٌ): تَقَدَّمَ الكلام على العلَّة في تحريمها، وأنَّ هذه
العلَّة هي الصواب التي علَّل بها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مُطَوَّلًا
في (خيبر).
قوله: (فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ): (أُكفِئَت): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
وهو بهمزة [1] مفتوحة بعد الفاء، وفي نسخة في هامش أصلنا: (فكُفِئَت)، وهما لغتان،
كفأتُ القدور وأكفأتُها: قلبتها.
==========
[1] في (أ): (بهمز)، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.
[ج 2 ص 502]
(1/10033)
[حديث: أن رسول الله نهى عن حمر
الأهلية؟]
5529# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ (سفيان) بعد (عليِّ
ابن المدينيِّ): هو ابن عيينة، و (عَمْرٌو) هو ابن دينار، و (جَابِر بْن زَيْد):
هو أبو الشَّعثاء الأزديُّ، الإمام، صاحب ابن عَبَّاس، وعنه: قتادة، وأيُّوب،
وخلقٌ، تَقَدَّمَ.
قوله: (كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا
بِالْبَصْرَةِ): (الحكم) هذا: هو الحكم بن عمرو بن مُجدَّع، وقيل: مُجدَّح، ويقال
له: الحكم بن الأقرع الغفاريُّ، أخو رافع، لهما صحبة، نزل البصرة، وعنه: سوادة بن
عاصم، وأبو الشَّعثاء، والحسن، ووُلِّي خراسان، مات بمرو سنة (45 هـ)، وقيل: سنة
(50 هـ)، أخرج له البُخاريُّ والأربعة رضي الله عنه.
قوله: (الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ): تَقَدَّمَ الكلام في أوَّل مَن سمَّاه (البحر)؛
فانظره.
==========
[ج 2 ص 502]
(1/10034)
[باب أكل كل ذى ناب من السباع]
(1/10035)
[حديث: أن رسول الله نهى عن أكل كل ذي
ناب من السباع]
5530# قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد
بن مسلم، و (أَبُو إِدْرِيْس الْخَوْلَانِيُّ): عائذ الله، و (أَبُو ثَعْلَبَةَ):
جرثوم بن ناشر، وقد تَقَدَّمَ الاختلافُ في اسمِه واسمِ أبيه.
قوله: (تَابَعَهُ يُونُسُ، وَمَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالْمَاجِشُونُ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ): الضمير في (تابعه): راجع على مالك، و (يونس): هو ابن يزيد
الأيليُّ، و (مَعْمَر): تَقَدَّمَ ضبطه مرارًا، وأنَّه ابن راشد، و (ابن عيينة):
سفيانُ، مشهورٌ، و (الماجشون): هو يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، أبو سلمة،
تَقَدَّمَ، أمَّا متابعة (يونس)؛ فأخرجها مسلم عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن
يونس، عن الزُّهريِّ، وكذا متابعة مَعْمَر، أخرجها مسلم عن مُحَمَّد بن رافع وعبد
بن حميد؛ كلاهما عن عبد الرَّزَّاق عن معمر)، ومتابعة (ابن عيينة): أخرجها مسلم:
عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر؛ ثلاثتهم عن ابن عيينة
عن الزُّهريِّ، وأمَّا متابعة (الماجشون)؛ فأخرجها مسلم عن يحيى بن يحيى، عن يوسف
بن الماجشون، عن الزُّهريِّ به، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 502]
(1/10036)
[باب جلود الميتة]
(1/10037)
[حديث: هل لا استمتعتم بإهابها؟!]
5531# قوله: (عَنْ صَالِحٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن كيسان، و (ابْنُ
شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، و (عُبَيْد الله بْن عَبْدِ اللهِ): هو
ابن عتبة بن مسعود، تَقَدَّمَ.
قوله: (إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا) (حَرُم)؛ بفتح الحاء، وضمِّ الرَّاء [1]، و
(أكلُها): مَرْفوعٌ فاعل.
(1/10038)
[حديث: ما على أهلها لو انتفعوا
بإهابها؟!]
5532# قوله: (حَدَّثَنَا خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (أبو عمرو
الفوزيُّ الحمصيُّ، روى عنه البُخاريُّ، وروى النَّسَائيُّ عن رجل عنه)، انتهى، هو
خطَّاب بن عثمان الطَّائيُّ الفوزيُّ_وفوزُ مِن قرى حمص_ الحمصيُّ، أبو عُمر،
ويقال: أبو عمرٍو، عن إسماعيل بن عيَّاش، وعيسى بن يونس، وبقيَّة، ومُحَمَّد بن
حِمْيَر، ووكيع، وجماعة، وعنه: البُخاريُّ، وابن ابن أخيه سلمة بن أحمد الفوزيُّ،
وعمران بن بكَّار، وجماعة، يُعدُّ مِن الأبدال، أخرج له البُخاريُّ والنَّسَائيُّ.
[ج 2 ص 502]
قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ): هو بكسر الحاء المُهْمَلة، وإسكان
الميم، ثُمَّ مثنَّاة تحت مفتوحة، ثُمَّ راء، مصروفٌ، قال الدِّمْيَاطيُّ: (أبو
عبد الله الحمصي انفرد به البُخاريُّ)، انتهى، فقوله: (انفرد به البُخاريُّ) يعني:
عن مسلم.
قوله: (عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (أبو عبد الله
الأنصاريُّ الحمصيُّ انفرد به البُخاريُّ)، انتهى، فقوله: (انفرد به البُخاريُّ)
يعني: عن مسلم.
قوله: (مَرَّ [1] بِعَنْزٍ مَيْتَةٍ): وقد تَقَدَّمَ (مرَّ بشاة ميتة)، اختُلِف في
صاحبة الشَّاة؛ فقيل: ميمونة، وقيل: سودة، وفي رواية في مسلم: (أنَّها لمولاة
لميمونة)، والله أعلم.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
(1/10039)
[باب المسك]
قوله: (بَابُ الْمِسْكِ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال:
(وجْه الاستدلال مِن الحديث الأوَّل _يعني: حديث أبي هريرة «ما مِن مكلوم يُكلَم
في سبيل الله ... »؛ الحديث_ على طهارة المِسكِ، وأنَّه مِن الطَّيِّبات شرعًا:
تشبيهُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم دمَ الشَّهيدِ به في سياق التَّعظيم، فلو
كان ميتة نجسًا؛ لكان مِن الخبيثات، وكذلك الحديث الثاني)، انتهى، والحديث الثاني:
«مَثَلُ الجليس الصالح .. »؛ الحديث.
تنبيهٌ: المسك فارسيٌّ مُعرَّب، وكانتِ العرب تسمِّيه المشموم، قاله الجوهريُّ،
وقد تَقَدَّمَ.
(1/10040)
[حديث: ما من مكلوم يكلم في الله إلا
جاء يوم القيامة وكلمه يدمى]
5533# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ): هذا هو عبد الواحد بن زياد، قد تجنَّب
أصحابُ «الصَّحيح» ما يُنكَر مِن حديثه، وتَقَدَّمَ مُترجَمًا، و (عُمَارَةُ بْنُ
الْقَعْقَاعِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بِضَمِّ العين، وتخفيف الميم، و (أَبُو
زُرْعَةَ) تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هرم، وقبل ذلك (ابْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ):
هو بن عبد الله البجليُّ، و (أَبُو هُرَيْرَة): عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ
مِن نحو ثلاثين قولًا.
قوله: (مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيْلِ اللهِ) (المكلوم): المجروح، و
(يُكلَم): يُجرَح.
==========
[ج 2 ص 503]
(1/10041)
[حديث: مثل جليس الصالح والسوء كحامل
المسك ونافخ الكير]
5534# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه حمَّاد بن
أسامة، و (بُرَيْد): بِضَمِّ الموحَّدة، وفتح الرَّاء، و (أَبُو بُرْدَةَ):
تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحارث، أو عامر القاضي، و (أَبُو مُوسَى): هو الأشعريُّ
عبد الله بن قيس بن سُليم بن حضَّار.
قوله: (وَنَافِخِ الْكِيرِ): هو بكسر الكاف، وإسكان المُثَنَّاة تحت، قال ابن
الأثير: (كيرُ الحدَّاد، وهو المَبْنيُّ من الطِّين، وقيل: الزِّقُّ الذي يُنفَخ
فيه النَّار، والمَبْنيُّ: الكور، وقد تَقَدَّمَ في (الحجِّ).
قوله: (إِمَّا أَنْ): (إمَّا): هو بكسر الهمزة، وتشديد الميم.
قوله: (يُحْذِيَكَ): هو بِضَمِّ أوَّله، وإسكان الحاء المُهْمَلة، ثُمَّ ذال معجمة
مكسورة، ثُمَّ مثنَّاة تحت؛ أي: يعطيك، يقال: أحذيتُه أُحذيه إحذاءً.
قوله: (وَنَافِخُ الْكِيرِ): تَقَدَّمَ ما (الكيرُ) أعلاه، وفي (الحجِّ) أيضًا.
==========
[ج 2 ص 503]
(1/10042)
[باب الأرنب]
(1/10043)
[حديث: أنفجنا أرنبًا ونحن بمر
الظهران]
5535# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هشام بن عبد
الملك الطَّيالسيُّ الحافظ.
قوله: (أَنْفَجْنَا): تَقَدَّمَ الكلام عليه.
قوله: (بِمَرِّ الظَّهْرَانِ): تَقَدَّمَ، وأنَّه الذي تسمِّيه العامَّة بطنَ
مروَ، وكذا (فَلَغبُوا): وأنَّه بفتح الغين والكسر؛ أي: أعيوا، وكلُّوا، وأنَّ
بعضهم أنكر الكسرَ.
==========
[ج 2 ص 503]
(1/10044)
[باب الضب]
قوله: (بَابُ الضَّبِّ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الضَّاد، وتشديد الموحَّدة،
دُوَيبَّة معروفةٌ مُختَلفٌ في أكلها بين العلماء، وقد جوَّزت السُّنَّةُ أكلَها.
==========
[ج 2 ص 503]
(1/10045)
[حديث: لا ولكن لم يكن بأرض قومي
فأجدني أعافه ... ]
5537# قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مُحَمَّد بن مسلم
الزُّهريُّ، أحد الأعلام وحفَّاظ الإسلام، و (أَبُو أُمَامَةَ بْن سَهْل):
تَقَدَّمَ أنَّ اسمه أسعد بن سهل بن حُنَيف، وتَقَدَّمَ مُترجَمًا، وأنَّه وُلِد
زمن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
قوله: (بَيْتَ مَيْمُونَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّها ميمونة بنت الحارث بن حَزن
الهلاليَّة، أمُّ المؤمنين، خالة ابن عَبَّاس وخالد بن الوليد رضي الله عنهم.
قوله: (فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ): (أُتِي): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
و (الضَّبُّ): تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا، وكذا تَقَدَّمَ (محنوذ).
قوله: (فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ): تَقَدَّمَ [أنَّ] القائلة هي ميمونةُ؛ كما
رواه مسلم وغيرُه.
قوله: (أَعَافُهُ): أي: أكرهه، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (فَاجْتَرَرْتُهُ): هو بالجيم والراء، كذا أحفظه، وكذا رأيتُه مضبوطًا، وقال
بعضهم: ويروى: بالحاء المُهْمَلة، والزَّاي، انتهى.
==========
[ج 2 ص 503]
(1/10046)
[باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد
أو الذائب]
قوله: (بَابٌ إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِي السَّمْنِ الْجَامِدِ أَوِ
الذَّائِبِ): اعلم أنَّ البُخاريُّ عنده لا فرق بين أن يكون الذي وقعت فيه الفأرة
جامدًا أو ذائبًا، والحديث الذي ساقه هو الصَّحيح الذي أخرجه البُخاريُّ، وأبو
داود، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ، قال التِّرْمِذيُّ: (حسن صحيح، قال: ورُوِي
عن الزُّهريِّ، عن عُبيد الله، عن ابن عَبَّاس، ولم يذكروا ميمونة، والصَّحيح:
حديث ابن عَبَّاس عن ميمونة، قال: وروى معمرٌ عن الزُّهريِّ، عن سعيد، عن أبي
هريرة نحوه، وهو غير محفوظ، سمعت مُحَمَّدًا يقول: حديث معمر في هذا خطأ،
والصَّحيح: حديث الزُّهريِّ، عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاس، عن ميمونة)، انتهى،
وأمَّا حديث التَّفصيل؛ فهو الذي رواه مَعمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن سعيد بن
المُسَيّب، عن أبي هريرة، وسيأتي أنَّ أبا داود أخرجه، قال ابن القَيِّم في «معاليم
الموقِّعين» في (فصل: وسُئِل عنِ الوضوء بماء البحر) ما لفظه: (وسُئِل عن فأرة
سقطت في سمن، فقال: «ألقوها وما حولها، وكلوا سمنكم»؛ ذكره البُخاريُّ، ولم يصحَّ
عنده التَّفصيل بين الجامد والمائع)، انتهى،
[ج 2 ص 503]
وأمَّا حديث التَّفصيل؛ فأخرجه أبو داود في (الأطعمة) عن أحمد بن صالح والحسن بن
عليٍّ؛ كلاهما عن عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن الزُّهريِّ، عن سعيد، عن أبي هريرة،
قال عبد الرَّزَّاق: (ربَّما حدَّث به معمر عن الزُّهريِّ، عن عُبيد الله، عن ابن
عَبَّاس، عن ميمونة، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم)، انتهى، قال
التِّرْمِذيُّ لمَّا أخرج حديث ميمونة وقال: حسن صحيح؛ قال: (وقد روى عن
الزُّهريِّ، عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاس، ولم يذكروا ميمونة، والصَّحيح حديث ابن
عَبَّاس عن ميمونة)، قال: (وروى معمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن سعيد، عن أبي هريرة
نحوه، وهو غير محفوظ، سمعت مُحَمَّدًا يقول: حديث معمر في هذا خطأ، والصَّحيح:
حديث الزُّهريُّ عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاس، عن ميمونة)، انتهى، وقد أخرجه
الطَّبَرانيُّ في «الأوسط» من رواية ابن عمر مرفوعًا؛ أعني: التَّفصيل، وقد ذكره
بنحوه الذَّهَبيُّ في «ميزانه» في ترجمة عبد الجبَّار بن عمر المذكور في سند
الطَّبَرانيِّ.
(1/10047)
[حديث: ألقوها وما حولها وكلوه]
5538# [قوله]: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن
الزُّبَير، وتَقَدَّمَ الكلام على نسبته هذه لماذا، وهو أوَّل شيخ روى عنه
البُخاريُّ في هذا «الصَّحيح»، و (سُفْيَانُ) بعده: هو ابن عيينة، و
(الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.
قوله: (أَنَّ فَأْرَةً): تَقَدَّمَ أنَّها تُهمَز ولا تُهمَز.
قوله: (أَلْقُوهَا): هو بفتح الهمزة، رُبَاعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
قوله: (قَيلَ لِسُفْيَانَ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن عيينة في أوَّل السَّند، و
(مَعْمَر): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الميمَين، وإسكان العين، وهو ابن راشد، و
(الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، و (سَعِيد بْن المُسَيّب): تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه بفتح الياء وكسرها، وأنَّ غيره ممَّن اسمه المُسَيَّب لا يجوز فيه
إلَّا الفتح.
==========
[ج 2 ص 504]
(1/10048)
[حديث: بلغنا أن رسول الله أمر بفأرة
ماتت في سمن ... ]
5539# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن عثمان
بن جَبَلَة بن أبي روَّاد، وأنَّ (عبدان) لقبُه، و (عَبْدُ اللهِ) بعده: تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه ابن المبارك شيخ خراسان، و (يُونُس): هو ابن يزيد الأيليُّ، و
(الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم.
قوله: (الْفَأْرَةِ): تَقَدَّمَ أعلاه، وقبله أنَّها تُهمَز ولا تُهمَز.
قوله: (فَطُرِحَ، ثُمَّ أُكِلَ): (طُرِح): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
وكذا (أُكِل)، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 504]
(1/10049)
[باب الوسم والعلم في الصورة]
(1/10050)
[حديث: نهى النبي أن تضرب الصورة]
5541# قوله: (عَنْ حَنْظَلَةَ): هو ابن أبي سفيان القرشيُّ، تقدَّم مُتَرجَمًا في
(غزوة أُحُد) وغيرها.
قوله: (أَنْ تُعْلَمَ الصُّورَةُ): هو بِضَمِّ أوَّله، وإسكان ثانيه، مَبْنيٌّ
لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، و (الصُّورة): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
قوله: (أَنْ تُضْرَبَ): هو مَبْنيٌّ أيضًا لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا الْعَنْقَزِيُّ عَنْ حَنْظَلَةَ وَقَالَ:
تُضْرَبُ الصُّورَةُ): (قتيبة): هو ابن سعيد، تَقَدَّمَ، وهو شيخ البُخاريِّ، وقد
أخذ ذلك عنه فيما يظهر، و (العَنْقَزيُّ) بفتح العين المُهْمَلة، ثُمَّ نون ساكنة،
ثُمَّ قاف مفتوحة، ثُمَّ زاي، ثُمَّ ياء النِّسبة، قال أبو عليٍّ الغسَّانيُّ: (إنَّه
نُسِب إلى العنقز المرزنجوش، ويقال له: الرَّيحان، وأنشد بيتًا للأخطل)، انتهى،
وقال ابن قُرقُول: (منسوب إلى العنقز؛ نوع من الرَّياحين يقال: هو المرزنجوش)،
انتهى، واسمه: عمرو بن مُحَمَّد العنقزيُّ، أبو سعيد، القرشيُّ مولاهم، الكوفيُّ،
كان يبيع العنقز المرزنجوش، قال بعضُهم: ويزرعُه، عن أبي حنيفة، وعيسى بن طهمان،
وحنظلة بن أبي سفيان، ويونس بن أبي إسحاق، وأسباط بن نَصْر، وطائفة، وعنه: ابن
راهويه، وقتيبة، وآخرون، وَثَّقَهُ أحمد والنَّسَائيُّ، تُوُفِّيَ سنة تسع وتسعين
ومئة، علَّق له البُخاريُّ، وأخرج له مسلم، والأربعة، و (حنظلة): هو ابن أبي سفيان
القرشيُّ، تقدَّم مُتَرجَمًا في (أُحُد) وغيرها، وتعليق (حنظلة) لم أره في شيء من
الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجه شيخنا.
قوله: (تُضْرَبُ الصُّورَةُ): (تُضرَب): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وهو
مَنْصوبٌ، فإنَّ المذكور في الحديث المُختَصر هذا منه، وكذا ذكر المِزِّيُّ هذه
المتابعة بلفظ: (أن تضرب)، والله أعلم.
(1/10051)
[حديث: دخلت على النبي بأخ لي يحنكه]
5542# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه هشام بن عبد
الملك الطَّيالسيُّ الحافظ.
قوله: (بِأَخٍ لِي يُحَنِّكُهُ): (أخو أنس) هذا: هو لأمِّه، وهو عبد الله بن أبي
طلحة زيد بن سهل، كما صُرِّح به في مكان غير هذا في هذا «الصَّحيح»، وهو مِن أمِّه
أمِّ سُلَيم.
قوله: (وَهْوَ فِي مِرْبَدٍ): هو بكسر الميم، وإسكان الرَّاء، ثُمَّ مُوَحَّدَة
مفتوحة، ثُمَّ دال مهملة، وهو الموضع الذي تُحبَس فيه الإبل والغنم، من (ربد
بالمكان)؛ إذا أقام به، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا): هذا الحسبان: الظاهر أنَّه من قول شعبة؛
إذ في هذا الصَّحيح أيضًا: (قال شعبة: وأكبر علمي أنَّه قال: في آذانها).
==========
[ج 2 ص 504]
(1/10052)
[باب: إذا أصاب قوم غنيمةً فذبح بعضهم
غنمًا أو إبلًا بغير أمر ... ]
قوله: (بَابٌ: إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ غَنِيمَةً، فَذَبَحَ بَعْضُهُمْ غَنَمًا أَوْ
إِبِلًا بِغَيْرِ أَمْرِ أَصْحَابِهِمْ؛ لَمْ تُؤْكَلْ): هذا التَّبويب والاستدلال
صريحٌ في أنَّ البُخاريَّ رحمه الله يختار ذلك، وقد اختلف العلماء في ذبح المغصوب؛
فنصَّ أحمد على أنَّه ذكيٌّ، وكذا مذهب الشَّافِعيِّ، وفيه حديث رافع بن خديج في
ذبح الغنم المنهوبة، والحديث الآخر في المرأة التي أضافت النَّبيَّ صلَّى الله
عليه وسلَّم، فذبحتْ له شاة أخذتَها بغير إذن أهلها، قال: أطعموها الأسارى، وفيه
دليل على أنَّ المذبوح بدون إذن أهله يُمنَع مِن أكله المذبوحُ له دون غيره؛
كالصَّيد إذا ذبحه الحلالُ لحرام؛ حرم على الحرام دون الحلال، وقد نقل صالح عن
أبيه فيمن سرق شاة فذبحها: لا يحلُّ أكلها؛ يعني: له، قلت لأبي: فإن ردَّها على
صاحبها؟ قال: تُؤكَل، فهذه الرواية قد يُؤخَذ منها أنَّها حرام على الذَّابح
مطلقًا؛ لأنَّ أحمد لو قصد التَّحريم مِن جهة أنَّ المالك لم يأذن في الأكل؛ لم يخصَّ
الذَّابح بالتحريم، ومسألة المحرم: إذا أصاب الصيد فقتله؛ فهو ميتة، على الصَّحيح
عنه الشَّافِعيَّة، وقد نقل البُخاريُّ في هذا الباب عن طاووس وعكرمة في ذبيحة
السارق: اطرحوه، فيجتمع في المسألة ثلاثةُ أقوال؛ الحلُّ مطلقًا، التَّحريم
مطلقًا، التَّفصيل بين السَّارق والغاصب وغيرهما، وقد نقل شيخنا عن ابن بَطَّال
أنَّه قال: (لا أعلم مَن تابع طاووسًا وعكرمة على كراهة أكلها غير إسحاق ابن
راهويه، وجماعة الفقهاء على إجازتها) انتهى، وقد اختُلِف في الذَّابح بآلة مغصوبة،
وفيه عن أحمد روايتان.
[ج 2 ص 504]
(1/10053)
[حديث: ما أنهر الدم وذكر اسم الله
فكلوا]
5543# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الهمزة،
ثُمَّ حاء ساكنة، ثُمَّ واو مفتوحة، ثُمَّ صاد مهملتين، وتَقَدَّمَ أنَّ اسمه
سلَّام _بتشديد اللَّام_ ابنُ سُلَيم؛ بِضَمِّ السين وفتح اللَّام، و (رَافِع بْن
خَدِيجٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الخاء المُعْجَمة، وكسر الدال المُهْمَلة.
قوله: (وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى): تَقَدَّمَ أنَّها السَّكاكين، وتَقَدَّمَ أنَّ
(أَنْهَرَ): أسال، وأنَّ قوله: (وَسَأُحَدِّثُكُمْ [1]) من قول رافع مدرجٌ.
قوله: (سَرَعَانُ): تَقَدَّمَ ضبطه، وأنَّهم المُستعجِلون منهم، وأنَّه بفتح السِّين
والرَّاء، وهو قول الكِسائيِّ، وهو الوجه، وضبطه بعضُهم بسكون الرَّاء، وله وجه،
[وضبَطَه الأصيليُّ وبعضُهم: «سُرْعان»] [2]، والأوَّل أوجه، لكن يكون جمع (سريع)
مثل: (قَفِيز وقُفْزَان)، وحكى الخَطَّابيُّ أنَّ بعضهم يقول: سِرْعان، قال: (وهو
خطأ)، قاله ابن قُرقُول، وفي «النِّهاية»: (السَّرَعان؛ بفتح السين والرَّاء:
أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشَّيء ويُقبِلون عليه، ويجوز تسكين الرَّاء)،
انتهى.
قوله: (فَأُكْفِئَتْ): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وهو بهمزة مفتوحة
بعد الفاء المكسورة، ويقال: كفأْتُ الإناء وأكفأْته؛ إذا قَلَبْتَه، وكذا
تَقَدَّمَ (فَنَدَّ [3])، وكذا تَقَدَّمَ أنَّ (الرَّجلَ الذِي رَمَاهُ) لا أعرف
اسمه، وكذا (أَوَابِد).
(1/10054)
[باب: إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم
بسهم فقتله فأراد إصلاحهم ... ]
قوله في التَّبويب: (فَأَرَادَ إِصْلَاحَهُمْ): قال شيخنا: (قال المُهلَّب: يعني:
إذا علم مرادَهم، فأراد حبسه على أربابه، ولم يُرِد إفسادَه عليهم.
==========
[ج 2 ص 505]
(1/10055)
[حديث: إن لها أوابد كأوابد الوحش]
5544# قوله: (حَدَّثَنِي [1] مُحَمَّد بْن سَلَام): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ
(سلامًا) بتخفيف اللَّام، على الصَّحيح، وقد قدَّمته مُطَوَّلًا في أوائل هذا
التَّعليق، وما يفصل النِّزاع.
قوله: (فِي سَفَرٍ): تَقَدَّمَ أنَّهم كانوا بذي الحليفة مِن تهامة، وكذا
تَقَدَّمَ (فَنَدَّ)، وكذا (الرَّجُل الذي رَمَاهُ)، وكذا (الأَوَابِدُ)، وكذا
(المُدَى): السَّكاكين، وكذا (أَرِنْ [2]): تَقَدَّمَ الكلام عليها مُطَوَّلًا
ومُختَصرًا، وكذا (أَنْهَرَ): أي: أسال، ووقع هنا: (ما أنهر أو نهر)، ولمَّا ذكر
ابن قُرقُول: أَنهَرَ الدَّم؛ قال: (أساله، كذا في الأمَّهات، ووقع للأصيليِّ:
«نهر الدمَ»، وليس بشيء، والصَّواب: ما ندَّ لغيره، وجاء في «باب إذا ندَّ بعيرٌ»:
«نَهَر أو أنهر»؛ على الشكِّ)، انتهى، وأنَّ قوله: (فَإِنَّ السِّنَّ عَظْمٌ ... )
إلى آخره: مدرج في الحديث.
قوله: ({فِي مَخْمَصَةٍ}) [المائدة: 3]: أي: مجاعة.
قوله: (مُهراقًا): يجوز في الهاء الفتح والسكون.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» وهامش (ق)
مُصحَّحًا عليه: (حدَّثنا).
[2] في (أ) من نسخة: (أَرِنِي)، وهي رواية أبي ذرٍّ.
[ج 2 ص 505]
(1/10056)
((73)) (كِتَابُ الأَضَاحِي) ... إلى (كِتَاب الأَشْرِبَة)
(1/10057)
[باب سنة الأضحية]
في (الأضحية) أربعُ لغات: أُضحية وإِضحية؛ بِضَمِّ الهمزة وكسرها، والجمع:
أضاحِيُّ، وضَحِيَّة على (فعيلة)، والجمع: ضحايا، وأضحاة، والجمع: أضحًى؛ كما
يقال: أَرطاة، وأرطًى، وقد تَقَدَّمَ، وقد ذكر شيخنا فيها عن اللِّحيانيِّ في
«نوادره» بكسر الضَّاد قال: وجمعها: ضحايا، فجمَع «ضَحيَّة»؛ بفتحها، زاد ابن
التيانيِّ: «وإِضحًى؛ بكسر الهمزة»، وقال صاحب «الدَّلائل»: «أُضْحِيَة؛ بِضَمِّ
الهمزة، وتخفيف الياء»)، انتهى.
قوله: (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هِيَ سُنَّةٌ وَمَعْرُوفٌ): تنبيهٌ: قال أبو
مُحَمَّد ابن حزم الحافظ: (لا يصحُّ عن أحد من الصَّحابة أنَّ الأضحية واجبةٌ،
وصحَّ أنَّها ليست واجبةً عن ابن المُسَيّب، والشَّعْبيِّ، وابن جُبَير، وعطاء،
والحسن، وطاووس، وأبي الشَّعثاء، ورُوي أيضًا عن علقمة، وهو قول الثَّوريِّ، وعبيد
بن الحسن، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي سُليمان) انتهى، وهذا (ابن عمر) من الصَّحابة
قد نقل عنه البُخاريُّ: أنَّها سنَّة ومعروف بصيغة جزم، فهو صحيح عنه، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 505]
(1/10058)
[حديث: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا
أن نصلي ثم نرجع فننحر]
5545# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح
الموحَّدة، وتشديد الشين المُعْجَمة، وأنَّ لقب (مُحَمَّد) بُنْدَار، وتَقَدَّمَ
ما معنى (البُنْدَار)، و (غُنْدر): تَقَدَّمَ ضبطه، وأنَّه مُحَمَّد بن جعفر، و
(زُبَيْد): هو أنَّه بِضَمِّ الزَّاء، وفتح المُوحَّدة، وتَقَدَّمَ الكلام على (الإِيَامِي)،
و (الشَّعْبِي): عامر بن شراحيل، و (الْبَرَاء): هو ابن عازب، تَقَدَّمَ، وأنَّ
(عازبًا) صَحَابيٌّ أيضًا.
قوله: (فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ): تَقَدَّمَ، وأنَّه هانئ، ويقال:
الحارث، وقيل: مالك، عقبيٌّ بدريٌّ، روى عنه ابن أخته البراء بن عازب وجابرٌ، مات
عام الجماعة سنة إحدى وأربعين، ويقال: سنة اثنتين وأربعين، أخرج له الجماعة رضي
الله عنه.
قوله: (إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً): يعني: مِن المعز، كما في طريق أخرى يأتي قريبًا،
وأصل الجذع من أسنان الدَّوابِّ: وهو ما كان منها شابًّا قويًّا فتيًّا، وهو مِن
الإبل: ما دخل في السَّنة الخامسة، ومن البقر والمعز: ما دخل في السَّنة الثانية،
وقيل: في البقر في الثالثة، ومِن الضأن: ما تمَّت له سنةٌ، وقيل: أقلُّ منها،
ومنهم مَن يخالف بعض هذا التقدير، قاله في «النهاية»، وفي «المطالع»: (و «الجذع»:
ما لم يُثنِّ، وقبل ذلك بسنة، ومنه: «الجذع من الضأن»، و «عندي جذعة من المعز»، و
«لن تجزيَ جذعةٌ»، و «أصابني جذع»، وقد قيل: إنَّ الجذع مِن الغنم ابن سنة، وقيل:
ابن ثمانية أشهر، وقيل: ابن سنة، وقيل: ابن عشرة، وهو لا يجزئ إلَّا من الضأن، لا
من المعز، قال الحربيُّ: لأنَّه [1] ينزو من الضَّأن ويلقح، ولا ينزو إذا [2] كان
من المعز؛ فلا يجزئ حتَّى يكون ثنيًّا) انتهى، وعند الشَّافِعيَّة: أنَّه يشترط في
الإبل أن يكون طعن في السَّنة السَّادسة ولو لحظة، والبقر والمعز أن يطعن في السنة
الثالثة ولو لحظة، وفي الضأن أن يطعن في الثانية ولو لحظة، على الصَّحيح في
الكلِّ، والله أعلم.
(1/10059)
قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ
بَعْدَكَ): ثُلاثيٌّ؛ أي: تقضي، ويجوز فيه الرُّبَاعيُّ، نَقل اللُّغتَين في هذا
الحديث الجوهريُّ في «صحاحه»، وكذا غيره نقل اللُّغتين، والظاهر أنَّ أبا بردة بن
نيار هو آخر الثلاثة الذين رُخِّص لهم في ذلك، وقد قدَّمتهم في (العيدين)، وعقبة بن
عامر في «البُخاريِّ» و «مسلم»، وزيد بن خالد في «أبي داود»، والله أعلم.
قوله: (قَالَ مُطَرِّفٌ عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ): (مُطرِّف) هذا: هو ابن
طريف الحارثيُّ، وقيل: الخارفيُّ، الكوفيُّ، أبو بكر، عن عبد الرَّحمن ابن أبي
ليلى، والشَّعْبيِّ، والحكم، وحبيب بن أبي ثابت، وجماعة، وعنه: السُّفيانان، وجرير
بن عبد الحميد، وداود ابن عُلَيَّةَ، وخلق كثير، وَثَّقَهُ أحمد
[ج 2 ص 505]
وأبو حاتم، وغيرهما، قال الفَلَّاس وغيره: تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وأربعين ومئة،
وقيل: سنة إحدى أو اثنتين [وأربعين] ومئة، أخرج له الجماعة، وتعليقه هذا يأتي
قريبًا مسندًا، و (عامر): هو ابن شراحيل الشَّعْبيُّ، وأخرجه أيضًا مسلم عن يحيى
بن يحيى، عن خالد، عن مُطرِّف به.
==========
[1] في (أ): (لا)، والمثبت من مصدره.
[2] في (أ): (وإذا)، والمثبت من مصدره.
(1/10060)
[حديث: من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح
لنفسه]
5546# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): هذا هو إسماعيل بن إبراهيم، أحد الأعلام،
ابن عُلَيَّةَ، تَقَدَّمَ، و (أَيُّوب): هو ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيّ، و
(مُحَمَّد): هو ابن سيرين، أحد الأعلام.
==========
[ج 2 ص 506]
(1/10061)
[باب قسمة الإمام الأضاحي بين الناس]
قوله: (بَابُ قِسْمَةِ الإِمَامِ الأَضَاحِيَّ بَيْنَ النَّاسِ): (الأضاحيُّ)؛
بتشديد الياء وتخفيفٍ، تَقَدَّمَ أوَّل الباب الكلام عليها وقبله، وهو مَنْصوبٌ؛
لأنَّه مفعول المصدر، وهو (قسمة).
==========
[ج 2 ص 506]
(1/10062)
[حديث: قسم النبي بين أصحابه ضحايا]
5547# قوله: (حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح
الفاء، وهذا لا خلاف فيه، و (هِشَامٌ) بعده: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائيُّ،
تَقَدَّمَ، و (يَحْيَى) بعده: هو يحيى بن أبي كثير، و (بَعْجَةَ الْجُهَنِي): هو بعجة
بن عبد الله بن بدر الجهنيُّ، عن أبيه وأبي هريرة، وعنه: ابناه، ويحيى بن أبي
كثير، وعِدَّة، ثقة أخرج له البُخاريُّ، ومسلم، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ،
وابن ماجه، وَثَّقَهُ النَّسَائيُّ، مات قبل القاسم بن مُحَمَّد، ومات القاسم سنة
(107 هـ).
قوله: (فَصَارَتْ لِعُقْبَةَ جَذَعَةٌ): تَقَدَّمَ قريبًا ما (الجذعة).
==========
[ج 2 ص 506]
(1/10063)
[باب الأضحية للمسافر والنساء]
قوله: (بَابُ الأُضْحِيَّةِ لِلْمُسَافِرِ وَالنِّسَاءِ): في هذا التبويب ردٌّ على
مَن قال: لا تُشرَع الأضحية للمسافر، وقد قال النَّخعيُّ: هي واجبة على الموسر
إلَّا الحاجِّ بمنًى، وقال مُحَمَّد بن الحسن: واجبة على المقيم بالأمصار،
والمشهور عن أبي حنيفة أنَّه أوجبها على مُقيمٍ يملك نصابًا، والله أعلم، قيل: ليس
هو من الأضحية، وإنَّما المراد: ذبحها ضحًى، ولذلك سُمِّيت أضحية؛ لأنَّ الحاجَّ
لا أضحية عليه، وإنَّما منًى موضع هدايا، ومذهب الشَّافِعيِّ أنَّها سُنَّةٌ على
جميع الناس، وعلى الحاجِّ بمنًى، وبه قال أبو ثور، و (الأضحية): تَقَدَّمَ في
أوَّل الباب أنَّه يقال فيها بِضَمِّ الهمزة وكسرها.
==========
[ج 2 ص 506]
(1/10064)
[حديث: إن هذا أمر كتبه الله على بنات
آدم]
5548# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو سفيان بن عيينة.
قوله: (بِسَرِفَ): تَقَدَّمَ ضبط (سرف)، وكم هي على ميل من مكَّة.
قوله: (أَنفِسْتِ؟): تَقَدَّمَ أنَّ النُّون مفتوحةٌ ومضمومة أيضًا، يُقال بهما في
الحيض والنِّفاس، نقله غير واحدٍ.
قوله: (أُتِيتُ بِلَحْمِ): (أُتِيتُ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وفي
آخره تاء المُتكلِّم المضمومة.
==========
[ج 2 ص 506]
(1/10065)
[باب ما يشتهى من اللحم يوم النحر]
قوله: (بَابُ مَا يُشْتَهَى مِنَ اللَّحْمِ يَوْمَ النَّحْرِ): ساق ابن المُنَيِّر
ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: (غرض الترجمة أنَّ شهوة اللَّحم في الأضحى
عادةٌ مشروعةٌ، وليس مِن قبيل ما نُقِل عن عمر رضي الله عنه أنَّه قال لجابر وقد
رأى معه حمَّالًا ولحمًا بدرهم، فقال عمر: ما هذا؟ قال: قَرِمْنَا إلى اللَّحم،
فقال عمر رضي الله عنه: أين تذهب عن قوله: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ}؛ الآية
[الأحقاف: 20]) انتهى.
==========
[ج 2 ص 506]
(1/10066)
[حديث: من كان ذبح قبل الصلاة فليعد]
5549# قوله: (حَدَّثَنَا صَدَقَةُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ هذا صدقة بن الفضل، و
(ابْنُ عُلَيَّةَ): إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَيَّةَ، أحد الأعلام، و (أَيُّوب):
هو ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيُّ، و (ابْن سِيرِين): هو مُحَمَّد بن سيرين، وقد
قَدَّمْتُ عدد بني سيرين في أوَّل هذا التعليق وبناته.
قوله: (فَلْيُعِدْ): هو بِضَمِّ أوَّله؛ لأنَّه رُبَاعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ ... )؛ الحديث: هذا (الرَّجل):
هو أبو بردة بن نيار، وقد قَدَّمْتُ قريبًا الاختلافَ في اسمه، عقبيٌّ بدريٌّ رضي
الله عنه.
قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): تَقَدَّمَ قريبًا ما (الجذعة).
قوله: (ثُمَّ انْكَفَأَ): هو بهمزة مفتوحة في آخره؛ أي: انقلب.
قوله: (إِلَى غُنَيْمَةٍ): هي مُصغَّرة؛ لأنَّه أراد جماعة الغنم، أو قطعةً منها.
قوله: (فَتَجَزَّعُوهَا): هو بالجيم والزَّاي؛ أي: اقتسموها، وأصله: من الجزع؛ وهو
القطع.
(1/10067)
[باب من قال الأضحى يوم النحر]
قوله: (بَابُ مَنْ قَالَ: الأَضْحَى يَوْمُ [1] النَّحْرِ): اعلم أنَّ العلماء
اختلفوا في أيَّام الأضحى بعد اتِّفاقهم _كما قال ابن عَبْدِ البَرِّ في
«استذكاره» _ أَنْ لا أضحى بعد انسلاخ الحجَّة على أقوال؛ أحدها: يوم النَّحر
ويومان بعده، وهو قول جماعة، الثاني: كذلك وزيادة يومٍ آخرَ، فصارت أربعة، وهو قول
جماعة أيضًا، ثالثها: يوم واحد، وهو يوم النَّحر، وهو قول ابن سيرين، وعليه ترجم
شيخ الإسلام البُخاريُّ، وحكى ابنُ حزم عن حميد بن عبد الرَّحمن أنَّه كان لا يرى
النَّحر إلَّا يوم النحر، وهو قول أبي سليمان، انتهى؛ يعني: داود بن عليِّ بن خلف
إمام أهل الظاهر، ونقل الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ: (أنَّ داود قال: تجوز
الأضحية يوم العيد وثلاثة بعده، ولم يُحكَ عنه غيره)، انتهى، رابعُها: يوم واحد في
الأمصار، وفي منًى ثلاثة أيَّام، وهو قول ابن جبير، وجابر بن زيد، الخامس: يوم
النَّحر وستَّة أيَّام بعده، وهو قول قتادة، سادسها: عشرة أيَّام؛ حكاه ابن
التِّين، كما قاله شيخنا، سابعها: وهو أغربها أنَّه إلى آخر يوم من ذي الحجَّة
رُوي عن الحسن البصريِّ، قال شيخنا: قال ابن التِّين: ويُؤثَر عن عمر بن عبد
العزيز أيضًا، ونقله ابن حزم عن سليمان بن يسار، وأبي سلمة بن عبد الرَّحمن، وكلُّ
هذه الأقوال غير القولين الأوَّلين شاذَّةٌ، ونقل شيخنا عن ابن بَطَّال: أنَّها لا
أصل لها في السُّنَّة، ولا في أقوال العلماء، ثُمَّ نقل شيخنا بعد ذلك عن ابن حزم:
(أنَّ الضَّحيَّة جائزة مِن طلوع الشمس يوم النحر إلى أن يهلَّ هلال المحرَّم
ليلًا ونهارًا، ثُمَّ نقل ابن حزم عن مالك أنَّ الأضحى إلى آخر يوم من ذي الحجَّة)
انتهى، غالبه من كلام شيخنا.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (يومَ)؛
بالنَّصب.
[ج 2 ص 506]
(1/10068)
[حديث: الزمان قد استدار كهيئته يوم
خلق الله السموات والأرض]
5550# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بتخفيف
اللَّام على الصَّحيح مُطَوَّلًا، وذكرتُ فيه ما يَفصل النِّزاع، وأنَّه بالتخفيف،
و (عَبْدُ الْوَهَّابِ): تَقَدَّمَ أنَّه عبد الوهَّاب بن عبد المجيد بن عبيد الله
بن الحكم بن أبي العاصي، الثَّقفيُّ، الحافظ، و (أَيُّوبُ): هو ابن أبي تميمة
السَّخْتيَانيُّ، و (مُحَمَّد): هو ابن سيرين، و (ابْن أَبِي بَكْرَةَ): هو عبد
الرَّحمن بن أبي بكرة، و (أَبُو بَكْرَةَ): نفيع بن الحارث، تقدَّموا.
[ج 2 ص 506]
قوله: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ): يقال: دار يدور، واستدار يستدير؛ بمعنى: إذا
طاف حول الشيء، وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأَ منه، ومعنى الحديث: أنَّ العرب
كانوا يُؤخِّرون المحرَّمَ إلى صفر، وهو النَّسيء؛ ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك سنة
بعد سنة، فينتقل المُحرَّم مِن شهر إلى شهر حتَّى يجعلوه في جميع شهور السَّنة،
فلمَّا كانت تلك السَّنة؛ كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النَّقل، ودارت
السَّنة كهيئتها الأولى، قاله في «النِّهاية»، وقال ابن قُرقُول: («استدار
الزَّمان»: دار حتَّى وافقَ وقت الحجَّة في ذي الحجَّة مِن أجل ما كانت العرب
تغيِّره في تنقُّل أسماء الشُّهور، تزيد شهرًا في كلِّ أربعة أشهر؛ ليتَّفق [1]
الأزمان) انتهى.
قوله: (السَّنَةُ اثْنَي [2] عَشَرَ شَهْرًا): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (اثنا)،
وهذه الجادَّة، والذي في الأصل على تقدير: أعني أو نحوها.
قوله: (ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ): تَقَدَّمَ أنَّ في (القعدة) لغتين؛
الفتح والكسر، وكذا (الحجَّة).
قوله: (وَرَجَبُ مُضَرَ): تَقَدَّمَ الكلام عليه.
قوله: (قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ): (مُحَمَّد) هذا:
هو ابن سيرين، كما قدَّمته في السَّند.
قوله: (وَأَعْرَاضَكُمْ): (الأعراض): جمع (عِرْض)؛ وهو موضع المدح والذَّمِّ مِن
الإنسان سواء أكان في نفسه، أو في سلفه، أو من يلزمه أمره، وقيل: هو جانبه الذي
يصونه مِن نفسه وحسبه، ويحامي عنه أن يُنتقَص، أو يُثلَب، وقال ابن قتيبة: (عرض
الرجل: نفسه وبدنه لا غير).
قوله: (يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ): تَقَدَّمَ أنَّه مَرْفوعٌ في أوائل
هذا التعليق.
(1/10069)
قوله: (أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ
سَمِعَهُ): (أوعى)؛ بالواو، قال ابن قُرقُول: في (الراء مع العين): («أرعى»؛ كذا
للأصيليِّ _أي: أحفظ له_ وأقوم، وللمستملي مثله، ولغيرهما: «أوعى»؛ أي: أكثر
تحصيلًا، وتقييدًا، وحفظًا، وهو الأكثر والأشهر، وقال في (الواو مع العين): («أوعى
له من بعضٍ»، وهو وَهَمٌ، ومَساقُ الحديث يدلُّ على الرِّواية الأولى)، انتهى،
وقال شيخنا: («أوعى» في رواية، وفي رواية: «أرعى»، قيل: وهو الأشبه؛ لأنَّ المقصود
الرِّعايةُ له والامتثال، ويحتمل أن يريد بـ «أوعى»: أحفظ للقيام بحدوده عاملًا
به)، انتهى.
قوله: (وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ): تَقَدَّمَ أنَّه مُحَمَّد بن سيرين،
وهو ظاهِرٌ عند أهله.
(1/10070)
[باب الأضحى والمنحر بالمصلى]
قوله: (بَابُ الأَضْحَى وَالْمَنْحَرِ بِالْمُصَلَّى): كذا في أصلنا، وفي غيره:
(والنَّحر) عوض (المنحر)، قال شيخنا: (إنَّما هذا مِن سنَّة الإمام خاصَّة أن
تُذبَح أضحيته، أو تُنحَر بالمصلَّى، وعلى ذلك: جرى العملُ في أمصار المسلمين،
فكان ابن عمر يذبح أضحيته بالمصلَّى، ولم ير ذلك مالك لغير الإمام) انتهى.
==========
[ج 2 ص 507]
(1/10071)
[حديث: كان عبد الله ينحر في المنحر]
5551# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ): تَقَدَّمَ
ضبط (المقدَّميِّ)، وأنَّه منسوب إلى جدِّه مُقدَّم؛ اسم مفعول، و (عُبَيْدُ
اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العمريُّ الفقيه، أحد
الفقهاء السبعة، تَقَدَّمَ مِرارًا.
==========
[ج 2 ص 507]
(1/10072)
[حديث: كان رسول الله يذبح وينحر
بالمصلى]
5552# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه يحيى
بن عبد الله بن بُكَيْر، نُسِب إلى جدِّه، و (بُكَيْر)؛ بِضَمِّ الموحَّدة، وفتح
الكاف، و (اللَّيْثُ): هو ابن سعد الإمام، أحد الأعلام، و (كَثِير بْن فَرْقَدٍ):
بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة، معروفٌ عند أهله.
==========
[ج 2 ص 507]
(1/10073)
[باب في أضحية النبي بكبشين أقرنين
ويذكر سمينين]
قوله: (بَابٌ: فِي أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):
تَقَدَّمَ الكلام على (الأضحية) في أوَّل (كتاب الأضاحي) وغيره.
قوله: (وَيُذْكَرُ سَمِينَيْنِ): (يُذكَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
وهذه صيغة تمريض، قال بعض حفَّاظ العصر: (وصله أبو عوانة في «صحيحه» من حديث أنسٍ،
وأحمد من حديث أبي رافع) انتهى.
قوله: (وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ):
(يحيى بن سعيد) هذا: هو الأنصاريُّ القاضي، و (أبو أمامة [1]): تَقَدَّمَ أنَّ
اسمه أسعدُ بن سهل بن حُنَيف، وُلِد في حياته عليه السَّلام، تَقَدَّمَ بعض
ترجمته.
==========
[1] في (أ): (أسامة)، وليس بصحيح.
[ج 2 ص 507]
(1/10074)
[حديث: أن رسول الله انكفأ إلى كبشين
أقرنين أملحين فذبحهما بيده]
5554# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا أنَّه عبد
الوهَّاب بن عبد المجيد بن الصَّلت بن عبيد الله بن الحكم، الثقفيُّ، الحافظ، و
(أَيُّوبَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيُّ، أحد الأعلام،
و (أَبُو قِلَابَةَ): تَقَدَّمَ ضبطه مرارًا، وأنَّه بكسر القاف، وتخفيف اللَّام،
وبعد الألف مُوَحَّدَة، ثُمَّ تاء التَّأنيث، وأنَّ اسمه عبدُ الله بن زيد
الجَرْميُّ.
قوله: (انْكَفَأَ): تَقَدَّمَ أنَّه بهمزة مفتوحة في آخره؛ أي: انقلب، وتَقَدَّمَ
ما (الأَمْلَح).
قوله: (وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَحَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ عَنْ أَيُّوبَ): أمَّا
(إسماعيل)؛ فهو ابن إبراهيم ابن عُلَيَّةَ، أحد الأعلام، و (أيُّوب): هو
السَّخْتيَانيُّ، و (ابْن سِيرِين): مُحَمَّد بن سيرين، أمَّا تعليق (إسماعيل)؛
فأخرجه البُخاريُّ في (صلاة العيد)، وفي (الأضاحي): عن مُسدَّد، وفي (الأضاحي)
أيضًا: عن عليِّ بن عبد الله، وصدقة بن الفضل فرَّقهم؛ ثلاثتهم عن إسماعيل ابن
عُلَيَّةَ، وأخرجه مسلم في (الذَّبائح) عن يحيى بن أيُّوب، وزهير بن حرب، وعمرو
الناقد؛ ثلاثتهم عن ابن عُلَيَّةَ، وأخرجه النَّسَائيُّ في (الصَّلاة) وفي (الأضاحي)
عن يعقوب بن إبراهيم الدَّورقيِّ، عن إسماعيل ابن عُلَيَّةَ، وأخرجه ابن ماجه في
(الأضاحي) عن عثمان ابن أبي شيبة عن إسماعيل ابن عُلَيَّةَ مختصرًا: (أنَّ رجلًا
ذبح يوم النَّحر قبل الصلاة، فأمره النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُعِيد)،
وتعليق (حاتم) أخرجه مسلم عن زياد بن يحيى الحسَّانيِّ عن حاتم بن وردان به،
وأخرجه النَّسَائيُّ عن إسماعيل بن مسعود، عن حاتم بن وردان.
قوله: (تَابَعَهُ وُهيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ): الضَّمير في (تابعه): يعود على (عبد
الوهَّاب) الثَّقفيُّ، ومتابعة (وهيب) قال شيخنا: أخرجها الإسماعيليُّ، وساق سنده
به إلى أيُّوب، عن أبي قلابة، و (وهيب): هو ابن خالد الحافظ.
==========
[ج 2 ص 507]
(1/10075)
[حديث: أن النبي أعطاه غنمًا يقسمها
على صحابته ضحايا]
5555# قوله: (عَنْ يَزِيدَ): هذا هو يَزيدُ بن أبي حبيب، و (أَبُو الخَيْر):
تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه مرثد بن عبد الله اليزنيُّ.
قوله: (فَبَقِيَ عَتُودٌ): هو بفتح العين المُهْمَلة، وضمِّ المُثَنَّاة فوق،
ثُمَّ واو ساكنة، ثُمَّ دال مهملة، هو الصَّغير مِن أولاد المعز؛ إذا قوي ورعى
وأتى عليه حولٌ، والجمع: أعتدة، وعدَّان، وعتدان، وقد تَقَدَّمَ أنَّ الشَّافِعيَّة
يشترطون في المعز أن يكون طعن في الثَّالثة ولو لحظة على الصَّحيح؛ فهذا لأبي
بردة، وقد جاء ذلك لغيره، وجملتهم ثلاثة، تقدَّموا قريبًا وفي (العيدين)؛ أبو
بردة، وعقبة بن عامر في «البُخاريِّ» و «مسلم»، وزيد بن خالد في «أبي داود»، والله
أعلم.
==========
[ج 2 ص 507]
(1/10076)
[باب قول النبي لأبى بردة: ضح بالجذع
... ]
قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ): تَقَدَّمَ أنَّ (تجزي) ثُلاثيٌّ، ورُبَاعيٌّ؛ ذكرهما غير
واحد، وذكره الجوهريُّ في هذا الحديث نفسه.
[ج 2 ص 507]
(1/10077)
[حديث: من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح
لنفسه]
5556# قوله: (حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه مُطرِّف بن طريف،
وتَقَدَّمَ بعض ترجمته، و (عَامِر): هو ابن شراحيل الشَّعْبيُّ، و (أَبُو
بُرْدَةَ): تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا.
قوله: (دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ الْمَعَزِ): تَقَدَّمَ ما (الدَّاجن)، وكذا
(الجذعة).
قوله: (تَابَعَهُ عُبَيْدَةُ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ): أمَّا الضمير في
(تابعه)؛ يعود على مُطرِّف؛ هو بن طريف، و (عُبَيدة)؛ بِضَمِّ العين، وفتح
الموحَّدة، وهو عبيدة بن مُعتِّب _بكسر التَّاء فوق المُشَدَّدة_ أبو عبد الكريم،
الضَّبِّيُّ، الكوفيُّ، عن إبراهيم بن يزيد النَّخعيِّ، والشَّعْبيِّ، وأبي وائل،
وجماعة، وعنه: شعبة، وهُشَيم، ووكيع، وطائفة، قال شعبة: أخبرني عبيدة قبل أن
يتغيَّر، وقال أحمد: ترك النَّاسُ حديثَه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن
عديٍّ: مع ضعفه يُكتَب حديثه، أخرج له البُخاريُّ تعليقًا، والتِّرْمِذيُّ، وأبو
داود، وابن ماجه، وله ترجمة في «الميزان»، وقد حسَّن التِّرْمِذيُّ في «جامعه» في
(قضاء الحائض الصِّيام دون الصلاة) حديثًا في سنده: عُبيدة بن معتِّب، ومتابعة
عبيدة لم أرَها في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجه شيخنا، و
(الشَّعْبيُّ): عامر بن شراحيل، و (إبراهيم): هو ابن يزيد النَّخعيُّ.
قوله: (وَتَابَعَهُ وَكِيعٌ عَنْ حُرَيْثٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ): الضَّمير في
(تابعه) يعود على مُطرِّف، و (وكيع): هو ابن الجرَّاح، أحد الأعلام، و (حُرَيث):
هو حريث بن أبي مطر عمرٍو، الفزاريُّ الكوفيُّ الحنَّاط _بالنون_ أبو عمرٍو، عن
الشَّعْبيِّ، وسلمة بن كهيل، وجماعة، وعنه: شريك، ووكيع، وطائفة، ضعَّفه غير واحد،
وتركه النَّسَائيُّ، علَّق له البُخاريُّ، كما ترى، وروى له التِّرْمِذيُّ وابن
ماجه، له ترجمة في «الميزان»، قال فيها البُخاريُّ: (ليس بالقويِّ عندهم)، وقال
مرَّة: (فيه نظر)، و (الشَّعْبيُّ): عامر بن شراحيل، ومتابعة وكيع، عن حريث، عن
الشَّعْبيِّ لم أرَه في شيء من الكُتُب السِّتَّة، ولم يُخرِّجه شيخنا، قال بعض
الحُفَّاظ المتأخِّرين: (أخرجها أبو الشيخ بن حيَّان في كتاب «الأضاحي» له من
طريقه)، انتهى.
(1/10078)
قوله: (وَقَالَ عَاصِمٌ وَدَاوُدُ عَنِ
الشَّعْبِيِّ): أمَّا (عاصم)؛ فهو ابن سليمان الأحول، و (داود): هو ابن أبي هند، و
(الشَّعْبي): عامر بن شراحيل، وتعليق (عاصم) أخرجه مسلم عن أبي النُّعمان مُحَمَّد
بن الفضل، عن عبد الواحد بن زياد، عن عاصم عنه به، وأمَّا تعليق (داود)؛ فأخرجه
مسلم في (الذبائح) عن يحيى بن يحيى عن هشيم، وعن مُحَمَّد بن الُمثنَّى، عن ابن
أبي عديٍّ؛ كلاهما عن داود بن أبي هند، وأخرجه التِّرْمِذيُّ عن عليِّ بن حُجْر،
عن إسماعيل بن إبراهيم، عن داود، قال التِّرْمِذيُّ: (حسن صحيح)، وأخرجه
النَّسَائيُّ في (الصَّلاة) عن عثمان بن عبد الله، عن عَفَّانَ، عن شعبة، عن منصور
وداود وابنِ عون ومجالد وزبيد؛ خمستهم عن الشَّعبيِّ به.
قوله: (وَقَالَ زُبَيْدٌ وَفِرَاسٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ): أمَّا (زُبَيد)؛ فقد
تَقَدَّمَ أنَّه بِضَمِّ الزَّاي، وبالموحَّدة، وهو ابن الحارث الياميُّ، وأمَّا
(فراس)؛ فهو ابن يحيى الهمدانيُّ الكوفيُّ، المكتب عن الشَّعْبيِّ وأبي صالح،
وعنه: شعبة وأبو عوانة، مات سنة (129 هـ)، أخرج له الجماعة، وَثَّقَهُ أحمد، وابن
معين، والنَّسَائيُّ، قال القَطَّان: ما أنكرت مِن حديثه إلَّا حديث الاستبراء،
ذكره [1] الذَّهَبيِّ في «ميزانه» شبه التَّمييز، وقد وَثَّقَهُ ابن حِبَّان
أيضًا، و (الشَّعْبيُّ): عامر بن شراحيل، وتعليق (زُبَيد عن الشَّعْبيِّ) أخرجه
النَّسَائيُّ عن مُحَمَّد بن عثمان بن أبي صفوان، عن بهز بن أسد، عن شعبة، عن
زُبَيد، وأمَّا تعليق (فراس عن الشَّعْبيِّ)؛ فأخرجه البُخاريُّ في (الأضاحي) عن
موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن فراس عنه به، وأخرجه مسلم عن مُحَمَّد بن عبد
الله بن نمير، عن أبيه، عن زكريَّاء بن أبي زائدة، عن فراس بن يحيى، وأخرجه
النَّسَائيُّ عن هنَّاد، عن يحيى بن زكريَّاء بن أبي زائدة، عن أبيه، عن فراس، عن
عامر.
قوله: (وَقَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ: عَنَاقٌ جَذَعَةٌ):
تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالحاء والصاد المُهْمَلتين، وأنَّ اسمه: سلَّام _بتشديد
اللَّام_ ابن سُلَيم؛ بِضَمِّ السين وفتح اللَّام، و (منصور): هو ابن المُعتمِر،
وتعليق (أبي الأحوص، عن منصور) أخرجه البُخاريُّ عن مُسدَّد، عن أبي الأحوص، عن
منصور، وأخرجه مسلم عن هنَّاد وقتيبة؛ كلاهما عن أبي الأحوص به.
(1/10079)
قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ): يعني:
عن الشَّعْبيِّ، تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن عون بن أرطبان، لا ابن عون
ابنِ أمير مصر، وتعليق ابن عون، عن الشَّعْبيِّ أخرجه النَّسَائيُّ في (الصَّلاة)
عن عثمان بن عبد الله، عن عفَّان، عن شعبة، عن منصور، وداود، وابن عون، ومجالد،
وزُبَيد؛ خمستهم عن الشَّعْبيِّ به.
==========
[1] زيد في (أ): (في)، ولا يستقيم.
[ج 2 ص 508]
(1/10080)
[حديث: اجعلها مكانها ولن تجزي عن أحد
بعدك]
5557# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح
الموحَّدة، وتشديد الشين المُعْجَمة، و (مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) بعده: هو
غُنْدر، و (سَلَمَة) بعده: هو ابن كُهَيل، و (أَبُو جُحَيْفَةَ): تَقَدَّمَ ضبطه
مرارًا، وأنَّه وهب بن عبد الله السُّوائيُّ الصَّحابيُّ، و (الْبَرَاء): هو ابن
عازب، و (أَبُو بُرْدَةَ): هو ابن نيار، تَقَدَّمَ.
قوله: (أَبْدِلْهَا): هو بقطع الهمزة وكسر الدَّال، رُبَاعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ): تَقَدَّمَ أنَّه ثُلاثيٌّ ورُبَاعيٌّ مَرَّاتٍ.
قوله: (وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ): وتعليق (حاتم) هذا: أخرجه مسلم عن زياد
بن يحيى الحسَّانيِّ، عن حاتم بن وردان، عن أيُّوب به، وأخرجه النَّسَائيُّ في
(الصَّلاة) و (الأضاحي) عن إسماعيل بن مسعود، عن حاتم به.
قوله: (وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ عَنْ أَيُّوبَ): هو ابن أبي تميمة، و
(مُحَمَّد) بعده: هو ابن سيرين.
==========
[ج 2 ص 508]
(1/10081)
[باب من ذبح الأضاحي بيده]
(1/10082)
[حديث: ضحى النبي بكبشين أملحين]
5558# قوله: (أَمْلَحَيْنِ): تَقَدَّمَ ما (الأملح)، وكذا تَقَدَّمَ الكلام على
(الصَّفَائِح)، وهي جمع (صفحة)؛ وهي جانب العُنُق.
==========
[ج 2 ص 508]
(1/10083)
[باب من ذبح ضحية غيره]
قوله: (بَابُ مَنْ ذَبَحَ ضَحِيَّةَ غَيْرِهِ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب
على عادته، ثُمَّ قال: (التَّرجمة غير مُطابقةٍ لحديث ابن عُمر)؛ يعني: قوله:
(وأعان رجل ابن عمر في بدنته)، قال ابن المُنَيِّر: (لأنَّه ذكر الإعانة، فلعلَّه
عقلها، وذبح ابنُ عمرَ، ولكنَّه رأى أنَّ الاستعانة إذا شُرِعت؛ التحقتْ بها
الاستنابة، وأمَّا حديث أزواجه صلَّى الله عليه وسلَّم)؛ يعني: قوله: (وضحَّى رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن نسائه بالبقر)، قال: (فيحتمل أن يكون صلَّى الله
عليه وسلَّم هو المُضحِّي مِن ماله عن أهل بيته، فهنَّ فيها تبع، ويحتمل أن يكون
مِن أموالهنَّ، فيطابق الترجمة)، انتهى.
قوله: (وَأَعَانَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فِي بَدَنَتِهِ): هذا (الرَّجل) لا أعرفه.
قوله: (وَأَمَرَ أَبُو مُوسَى بَنَاتِهِ): (بناتُ أبي موسى) لا أعرف أسماءهنَّ.
(1/10084)
[حديث: هذا أمر كتبه الله على بنات آدم
اقضي ما يقضي الحاج ... ]
5559# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو سفيان بن عيينة، تَقَدَّمَ.
قوله: (بِسَرِفَ): تَقَدَّمَ ضبطها، وكم هي على ميل مِن مكَّة، وكذا تَقَدَّمَ
(أَنفِسْتِ): وأنَّه بِضَمِّ النون وفتحها في الحيض والنِّفاس، ذكرهما غير واحد.
قوله: (مَا يَقْضِ [1] الحَاجُّ): كذا في أصلنا بغير ياء، وهذا اجتزاء بكسر ما
قبلها منها، مثل ما كُتِبت في المصحف: {يقضِ الحقَّ} [الأنعام: 57] على قراءة
الضَّاد المُعْجَمة، وفي نسخة خارج الأصل: (اقضي)، وهذا على الجادَّة، والله أعلم.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة» وهامش (ق) من نسخة: (يقضي).
[ج 2 ص 508]
(1/10085)
[باب الذبح بعد الصلاة]
(1/10086)
[حديث: إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن
نصلي]
5560# قوله: (أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بِضَمِّ الزاي
وبالموحَّدة، وهو ابن الحارث الإياميُّ، و (الشَّعْبِي): عامر بن شَرَاحيل، و
(الْبَرَاء): ابن عازب.
قوله: (فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن نيار خال البراء، وتَقَدَّمَ
الاختلاف في اسمه، وأنَّه بدريٌّ، واسمه: هانئ، وقيل: الحارث، وقيل: مالك.
قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): تَقَدَّمَ قريبًا، وبعيدًا ما (الجذعة)، وأنَّها كانت
مِن المعز؛ بدليل الرواية السابقة قريبًا.
قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ): تَقَدَّمَ أنَّه ثُلاثيٌّ ورُبَاعيٌّ غيرَ مَرَّةٍ.
(1/10087)
[باب من ذبح قبل الصلاة أعاد]
(1/10088)
[حديث: من ذبح قبل الصلاة فليعد فقال
رجل]
5561# قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن المدينيِّ، و
(إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ): هو ابن عُلَيَّةَ، أحد الأعلام، و (أَيُّوب):
هو ابن أبي تميمة السَّخْتيَانيُّ، و (مُحَمَّد): هو ابن سيرين.
قوله: (فَلْيُعِدْ): هو بِضَمِّ أوَّله وكسر ثانيه، رُبَاعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ): تَقَدَّمَ أنَّه
أبو بردة بن نِيار، وقد قَدَّمْتُ الاختلاف في اسمه أعلاه وقبله.
قوله: (وَذَكَرَ مِنْ جِيرَانِهِ): كذا في أصلنا، وفي نسخة في هامش أصلنا بعد
(جيرانه): (هَنَة) [1]: وهي بفتح الهاء، وتخفيف النُّون المفتوحة، ثُمَّ تاء، قال
ابن قُرقُول: (أي: حاجة وفاقة)، وقال الخليل: هَنٌ [2]: كلمة يكنى بها عن الشيء،
والأنثى: هَنَةٌ، وحكى الهرويُّ عن بعضهم شدَّ النون، وفي «النهاية»: (ذكر هَنَة
من جيرانه)؛ أي: حاجة، ويُعَبَّر بها عن كلِّ شيء، انتهى.
قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): تَقَدَّمَ ما (الجذعة) قريبًا وبعيدًا.
[ج 2 ص 508]
قوله: (ثُمَّ انْكَفَأَ): هو بهمزة مفتوحة في آخره، وقد تَقَدَّمَ، وكذا تَقَدَّمَ
(غُنَيْمَةٍ) قريبًا.
==========
[1] جاءت النسخة في (ق) قبل: (من جيرانه).
[2] في (أ): (هي)، والمثبت من مصدره.
(1/10089)
[حديث: من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا
فلا يذبح حتى ينصرف]
5563# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الوضَّاح بن
عبد الله، وتَقَدَّمَ (فِرَاس): أنَّه ابن يحيى الهمْدانيُّ، وتَقَدَّمَ قريبًا
مترجمًا، و (عَامِر): هو الشَّعْبيُّ عامر بن شَراحيل، و (أَبُو بُرْدَة بْنُ
نِيَارٍ): تَقَدَّمَ الاختلاف في اسمه رضي الله عنه، وأنَّه خال البراء بن عازب.
قوله: (جَذَعَةً): تَقَدَّمَ ما (الجَذَعة).
قوله: (خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّتَيْنِ): قال الداوديُّ: هي التي بدَّلت أسنانها، وهي
الثنيَّة، واختُلِف في سنِّها في البقر؛ فقيل: ابنة ثلاث ودخلت في رابعة، وقيل:
التي دخلت في الثالثة، قاله ابن قُرقُول.
قوله: (آذْبَحُهَا؟): هو بمدِّ الهمزة همزةِ الاستفهام، و (تَجْزِي): تَقَدَّمَ
مِرارًا أنَّه ثُلاثيٌّ ورُبَاعيٌّ.
قوله: (قَالَ عَامِرٌ): هو عامر بن شَراحيل الشَّعْبيُّ المذكورُ في السند.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10090)
[باب وضع القدم على صفح الذبيحة]
قوله: (عَلَى صَفْحِ الذَّبِيحَةِ): (الصَّفْح)؛ بفتح الصاد، وإسكان الفاء،
وبالحاء، المُهْمَلَتَين: جانب العنق، تَقَدَّمَ.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10091)
[حديث: أن النبي كان يضحي بكبشين أملحين
أقرنين]
5564# قوله: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ): هذا هو همَّام بن يحيى العَوْذيُّ، تَقَدَّمَ
مِرارًا، ومرَّة مترجمًا.
قوله: (أَمْلَحَيْنِ): تَقَدَّمَ ما (الأملح)، و (صَفْحَتِهِمَا): تَقَدَّمَ أعلاه
وقبله أنَّ (الصَّفْحَة): جانب العُنق.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10092)
[باب التكبير عند الذبح]
(1/10093)
[حديث: ضحى النبي بكبشين أملحين
أقرنين]
5565# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الوضَّاح بن
عبد الله.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10094)
[باب: إذا بعث بهديه ليذبح لم يحرم
عليه شيء]
قوله: (بَابٌ: إِذَا بَعَثَ بِهَدْيِهِ لِيُذْبَحَ؛ لَمْ يَحْرُمْ عَلَيْهِ
شَيْءٌ): في الحديث الذي ذكره ردٌّ على ابن عُمر وابن عَبَّاس رضي الله عنهم، وهو
قول عطاء بن أبي رَباح، وأئمَّة الفتوى على خلافِ هذا القول، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10095)
[حديث: إن رجلًا يبعث بالهدي إلى
الكعبة ويجلس في المصر]
5566# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): قال
الجَيَّانيُّ: وقال _يعني: البُخاري_ في مواضعَ من الكتاب: (حدَّثنا أحمد بن
مُحَمَّد عن ابن المبارك)، قال أبو عبد الله النيسابوريُّ: هو أحمد بن مُحَمَّد بن
موسى المروزيُّ، يُكنَى أبا العَبَّاس، ويُلقَّب مردويه، وقال الدارقطنيُّ: أحمد
بن مُحَمَّد عن ابن المبارك: هو أحمد بن مُحَمَّد بن ثابت، يُعرَف بابن شبويه)
انتهى، والمِزِّيُّ لم يزد على (أحمد بن مُحَمَّد) في «أطرافه»، و (عبد الله): هو
ابن المبارك، كما تَقَدَّمَ، و (إِسْمَاعِيلُ): هو ابن أبي خالد، و
(الشَّعْبِيُّ): عامر بن شَراحيل.
قوله: (إِنَّ رَجُلًا يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ إِلَى الْكَعْبَةِ ... ) إلى آخره:
الرجل في حفظي أنَّه ابن عَبَّاس، وقد ذكرته عنه أعلاه وعن غيره، وقال بعض
الحُفَّاظ المصريِّين في هذا المكان: (هو زياد بن أبيه، وذكر أنَّه أخذ ذلك عن ابن
عَبَّاس) انتهى، وفي «صحيح مسلم»: أنَّ ابن زياد كتب إلى عائشة أنَّ ابن عَبَّاس
قال: (مَن أهدى هديًا؛ حرم عليه ما يحرم على الحاجِّ حتَّى يُنحَرَ الهديُ ... )؛
الحديث، صوابه ما قاله أبو عليٍّ الغسَّانيُّ وجميع المتكلِّمِين على مسلمٍ: إنَّ
هذا غلطٌ _أعني: قوله: (ابن زياد) _، وإنَّ صوابه: أنَّ زياد بن أبي سفيان، وهو
المعروف بزياد بن أبيه، وكذا وقع على الصواب في «البُخاريِّ»، و «المُوطَّأ»، و
«أبي داود»، وغيرِها من الكتب المعتمدة، ولأنَّ ابنَ زياد عبيدَ الله لم يلقَ
عائشةَ، والله أعلم، ففيما ذكرته ردٌّ على بعض حفَّاظ المصريِّين، وفيه تنبيهٌ على
وَهَمٍ وَقَع في «مسلم»، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10096)
[باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما
يتزود منها]
قوله: (مِنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ): هو بتشديد الياء وتخفيفها.
قوله: (وَمَا يُتَزَوَّدُ مِنْهَا): (يُتزَوَّد): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، ويُعرَف ذلك من قوله: (مَا يُؤْكَلُ)، والله أعلم.
(1/10097)
[حديث: كنا نتزود لحوم الأضاحي على عهد
النبي ... ]
5567# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ (سفيان) بعد (عليِّ
ابن المدينيِّ): هو ابن عيينة، و (عَمْرٌو): هو ابن دينار المَكِّيُّ الإمام، و
(عَطَاءٌ): هو ابن أبي رَباح، أحد الأعلام.
(1/10098)
[حديث أبي سعيد أنه كان غائبًا فقدم
فقدم إليه لحم ... ]
5568# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي أويسٍ
عبدِ الله، وأنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ المجتهدِ، و (سُلَيْمَانُ): تَقَدَّمَ
أنَّه ابن بلال، و (يَحْيَى بْن سَعِيدٍ): هو الأنصاريُّ، و (الْقَاسِم): هو ابن
مُحَمَّد بن أبي بكر الصِّدِّيق، و (ابْن خَبَّابٍ): بفتح الخاء المُعْجَمة،
وتشديد الموحَّدة، وفي آخره مُوَحَّدَة أخرى، واسمه عبد الله بن خَبَّاب
الأنصاريُّ النَّجَّاريُّ مولاهم، المدنيُّ، عن أبي سعيد، وعنه: القاسم بن
مُحَمَّد مع تقدُّمه، وبُكَيْر بن الأشجِّ، ويزيد بن الهادي، وابن إسحاق، وجماعةٌ،
وَثَّقَهُ أبو حاتم وغيره، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه،
وهو غير عبد الله بن خبَّاب بن الأرتِّ، ابن الأرتِّ ليس له شيءٌ في «البُخاريِّ»
و «مسلم»، إنَّما له في «التِّرْمِذيِّ» و «النَّسَائيِّ»، والله أعلم، و (أَبُو
سَعِيْدٍ): سعد بن مالك بن سنان الخُدْريُّ.
قوله: (فَقُدِّمَ إِلَيْهِ لَحْمٌ): (قُدِّم): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه،
و (لحمٌ): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
قوله: (حَتَّى آتِيَ أَخِي [1] قَتَادَةَ): هو قتادة بن النعمان الظَّفَرِيُّ،
بدريٌّ، عنه أخوة لأمِّه أبو سعيدٍ الخُدْريُّ ومحمود بن لَبيد، مات سنة (23 هـ)،
أخرج له البُخاريُّ، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ، وابن ماجه، رضي الله عنه،
أمُّ أبي سعيد أو أمُّه أنيسةُ بنتُ أبي حارثة لم أرَ لها ذكرًا في الصَّحابيَّات،
وقد قَدَّمْتُ ذلك أيضًا.
(1/10099)
[حديث: من ضحى منكم فلا يصبحن بعد
ثالثة وفي بيته منه شيء]
5569# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن
مَخْلَد النَّبيلُ.
==========
[ج 2 ص 509]
(1/10100)
[حديث: لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام]
5570# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّمَ مِرارًا
أنَّه ابن أبي أويسٍ، ابن أخت مالكٍ، و (أَخُوهُ): هو عبد الحميد بن عبد الله أبي
أويسٍ، وتَقَدَّمَ مترجمًا، ولا عبرة بما قال الأزديُّ فيه، و (سُلَيْمَان): هو
ابن بلال، و (يَحْيَى بْن سَعِيْدٍ) بعده: هو الأنصاريُّ، و (عَمْرَة بِنْت عَبْدِ
الرَّحْمَنِ): تَقَدَّمَتْ، وأنَّ أفضلَ النساء التابعيَّات ثلاثٌ: عَمْرة هذه،
وحفصة بنت سيرين، وأمُّ الدرداء هجيمة بنت حييٍّ الأوصابيَّة.
قوله: (أَرَادَ أَنْ يُطْعَمَ [1] مِنْهُ): (يُطعَم)؛ بِضَمِّ أوَّله، وفتح العين:
مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
==========
[1] في «اليونينيَّة»: (يُطعِم)؛ مبنيًّا للفاعل.
[ج 2 ص 509]
(1/10101)
[حديث: يا أيها الناس إن رسول الله قد
نهاكم عن صيام .. ]
5571# 5572# 5573# قوله: (حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى): تَقَدَّمَ مِرارًا
أنَّه بكسر الحاء، وتشديد الموحَّدة، ومثله: حِبَّان بن عَطيَّة، وحِبَّان ابن
العَرِقَة، وابن عَطيَّة له ذكرٌ في «البُخاريِّ»، وابن العَرِقَة كافرٌ هلك على
كفره، له ذكرٌ في «البُخاريِّ» و «مسلم»، و (ابن موسى): روى عنه البُخاريُّ ومسلمٌ
في «صحيحَيهما»، و (عَبْدُ اللهِ): هو ابن المبارك، و (يُونُسُ): هو ابن يزيد
الأيليُّ، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، و (أَبُو عُبَيْدٍ
مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ): اسمه سعد بن عبيد، أبو عبيد الزُّهريُّ المدنيُّ، مولى
عبد الرحمن بن أزهر، عن عمر، وعثمان، وعليٍّ، وأبي هريرة، وعنه: الزُّهريُّ وسعيد
بن خالد، قال ابن سعد: كان من القرَّاء وأهلِ
[ج 2 ص 509]
الفقه، ثقةٌ، مات سنة ثمانٍ وتسعين، أخرج له الجماعة.
قوله: (قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ): تَقَدَّمَ الكلام عليه قبله فيما يليه، وكذا قوله:
(قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ).
قوله: (وَعَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [1] نَحْوَهُ): الذي ظهر لي أنَّ قوله:
(وعن معمر) معطوفٌ على السند الذي قبله، فيكون رواه البُخاريُّ عن حِبَّان بن
موسى، عن عبد الله _هو ابن المبارك_ عن معمر، والأوَّل رواه ابن المبارك عن يونس،
والمِزِّيُّ في «أطرافه» لم يوضِّح هذا المقصودَ، بل كلامه في قوَّة أنَّه يكون
تعليقًا، ولكن راجعتُ كلام شيخنا في (الصوم)، فقال ما لفظه: قال الطرقيُّ: طريق
معمر هذه معطوفٌ على طريق يونس، انتهى، قال شيخنا: فتكون على هذا القول متَّصلةً
غيرَ معلَّقة، انتهى، وهذا الذي قلته أنا، وفي قوَّة كلام شيخنا متابعة المِزِّيِّ،
والله أعلم، فإنَّ عبارته كعبارة المِزِّيِّ، فيكون على ما فهمت من كلام
المِزِّيِّ وشيخِنا (نحوُه) بالرفع، وعلى ما قاله الطرقيُّ وأنا؛ فيكون منصوبًا،
والله أعلم.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ).
(1/10102)
[حديث: كلوا من الأضاحي ثلاثًا]
5574# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ): هذا أبو يحيى الحافظ
صاعقة، تَقَدَّمَ، و (ابْن أَخِي ابْن شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه مُحَمَّد
بن عبد الله بن مسلم، ابن أخي الزُّهريِّ، تقدَّم مُتَرجَمًا، و (عَمُّه ابْنُ
شِهَابٍ): هو الزهريُّ مُحَمَّد مسلم بن عُبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهريُّ،
أحدُ الأعلامِ وحفَّاظِ الإسلام.
قوله: (كُلُوا مِنَ الأَضَاحِيِّ): تَقَدَّمَ أنَّه يُقال بتخفيف الياء وتشديدها؛
لُغَتَان.
قوله: (وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَأْكُلُ بِالزَّيْتِ): هو عبد الله بن عمر بن
الخطَّاب رضي الله عنهما، راوي الحديث.
==========
[ج 2 ص 510]
(1/10103)
((74)) (كِتَابُ الأَشْرِبَة) ... إلى
(كِتَاب المَرْضَى)
فائدةٌ: قال الجوهريُّ بعد أن ذكر (المِزر _ بالكسر_: ضربٌ من الأشربة)، ما لفظه:
وذكر أبو عبيد أنَّ ابن عمر رضي الله عنهما قد فسَّر الأنبذة، فقال: البِتْع:
نبيذُ العسلِ، والجِعَةُ: نيبذُ الشَّعِير، والمِزْرُ: من الذُّرَة، والسَّكَر: من
التمر، والخَمْرُ: من العِنَب، وأمَّا السُّكُرْكَة _بتسكينٍ_؛ فخمر الحبش، قال
أبو موسى الأشعريُّ: هي من الذُّرَة، ويُقال لها: السُّقُرْقُعُ أيضًا، كأنَّه
معرَّب سُكُرْكَة، وهي بالحبشيَّة، انتهى.
فائدةٌ ثانيةٌ: الخمر حُرِّمَت في غزوة بني النضير، كما ذكره ابن سَيِّد النَّاسِ
في «سيرته»، وغزوة بني النضير عند ابن إسحاقَ في ربيع الأوَّل على رأس خمسةِ أشهرٍ
من وقعة أُحُد، وقال البُخاريُّ عن الزُّهريِّ: كانت على رأس ستَّة أشهرٍ من وقعة
بدر قبل أُحُد، انتهى، وكلام الزُّهريِّ فيه نظرٌ، وقد تَقَدَّمَ، وفي كلام ابن
سَيِّد النَّاسِ أيضًا في «سيرته» في (الحوادث): أنَّها حُرِّمَت سنةَ أربعٍ،
انتهى، وقال بعض العلماء عن أبي مُحَمَّد ابن حزم الظاهريِّ: في ربيع الأوَّل، وفي
«سيرة الحافظ علاء الدين مغلطاي» عقب غزوة أُحُد في حمراء الأسد ما لفظه:
وحُرِّمَت الخمر في شوَّال؛ يعني: من الثالثة، قال: ويُقال: سنة أربع، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 510]
(1/10104)
[وقول الله تعالى: {إنما الخمر والميسر
والأنصاب والأزلام رجس}]
قوله في الآية التي تلاها: ({وَالْمَيْسِرِ} [المائدة: 90]): هو القمار.
قوله: ({وَالأَنصَابُ}): تقدَّم الكلام عليها، وهي التي كانوا يذبحون عندها.
قوله: ({وَالأَزْلامُ}): تقدَّم الكلام عليها، وتَقَدَّمَ الكلام على واحدها
ولُغَتَيه [خ¦1601]، وهي التي كانوا يستقسمون بها.
قوله: ({رِجْسٌ}): أي: نجسٌ خبيثٌ.
==========
[ج 2 ص 510]
(1/10105)
[حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم
يتب منها حرمها في الآخرة]
5575# قوله: (حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ): هو بِضَمِّ الحاء، وكسر الراء، مَبْنيٌّ
لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، سأذكر فيه كلامًا في (اللباس) في قوله: (لن يلبسه في
الآخرة)، والجمع بين هذا وبين قوله تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج:
23] إن شاء الله تعالى.
==========
[ج 2 ص 510]
(1/10106)
[حديث: الحمد لله الذي هداك للفطرة ...
]
5576# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحكم بن
نافع، و (شُعَيْبٌ): هو ابن أبي حمزة، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم، و
(سَعِيدُ بْنُ المُسَيّب): بفتح ياء أبيه وكسرها، وغير أبيه لا يجوز في يائه إلَّا
الفتح، و (أَبُو هُرَيْرَة): عبد الرحمن بن صخرٍ، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.
قوله: (أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، وكذا (أُسْرِيَ): مَبْنيٌّ أيضًا، و (ليلةَ): مَنْصوبٌ على الظرف.
قوله: (بِإِيلِيَاءَ): تَقَدَّمَ الكلام عليها، وأنَّها قيل: إنَّ معناها
بالسُّريانيَّة: بيتُ الله، وهي بيت المقدس.
قوله: (بِقَدَحَيْنِ): تَقَدَّمَ الكلام على هذه الرواية مع رواية: «أُتِيتُ
بِثَلَاثة أَقْدَاحٍ»، والله أعلم.
قوله: (لِلْفِطْرَةِ): تَقَدَّمَ أنَّها الاستقامة هنا.
قوله: (غَوَتْ أُمَّتُكَ): أي: انهمكت في الشرِّ، تَقَدَّمَ.
قوله: (تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، وَابْنُ الهَادِي، والزُّبَيْدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ
عُمَرَ [1]، عَنِ الزُّهْرِيِّ): الضمير في (تابعه) يعود على شعيب؛ هو ابن أبي
حمزة، و (مَعْمَر): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن راشد، ومتابعة معمر عن الزُّهريِّ
أخرجها البُخاريُّ في موضعين من (أحاديث الأنبياء) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن
يوسف، وعن محمود بن غيلان، عن عبد الرَّزَّاق؛ كلاهما عن معمر به، وأخرجها مسلم في
(الإيمان) عن مُحَمَّد بن رافع، وعبد بن حُمَيد؛ كلاهما عن عبد الرَّزَّاق عن معمر
به، وأخرجها التِّرْمِذيُّ في (التفسير) عن محمود بن غيلان به، وقال: حسنٌ صحيحٌ.
(1/10107)
وأمَّا (ابن الهادي)؛ فقد تَقَدَّمَ
غيرَ مَرَّةٍ أنَّ الصَّحيحَ إثباتُ الياء في آخره، وتَقَدَّمَ أنَّ اسمه يزيدُ بن
عبد الله بن أسامة بن الهادي، وتَقَدَّمَ مترجمًا، ومتابعتُه لم أرَها في شيء من
الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، وقال المِزِّيُّ في «أطرافه»: قال الحاكم: أراد
حديث ابن الهادي عن عبد الوهَّاب بن بُخت، عن الزُّهريِّ، قال شيخنا: قلتُ: وهي في
«النَّسَائيِّ» كذا قال، وأنا لم أرَها في «أطراف المِزِّيِّ»، لكن رأيته ذكر ذلك
في عبد الوهَّاب بن أبي بكر عن الزُّهريِّ، لا في ترجمة عبد الوهَّاب بن بخت؛
فاعلمه، وشيخُنا انتقل نظرُه حال الكتابة من ترجمةٍ إلى ترجمةٍ لابن عبد الوهَّاب
بن بُخت في «أطراف المِزِّيِّ» قبل ترجمة عبد الوهَّاب بن أبي بكر عن الزُّهريِّ،
والله أعلم.
وقوله: (وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ): قال المِزِّيُّ عطفًا على قول الحاكم قبله:
وعثمان بن عمر عن يونس، عن الزُّهريِّ، انتهى، وهذه بهذا الطريق: عثمان بن عمر، عن
يونس، عن الزُّهريِّ لم أرَها في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة، وشيخُنا لم يخرِّجها،
وقال بعض الحُفَّاظ من المصريِّين: وعثمان بن عمر: هو ابن موسى بن عبيد بن معمر
التيميُّ، ووَهِمَ مَن قال: هو عثمان بن عمر بن فارس، انتهى، وأمَّا حديث (يونس بن
يزيد عن الزُّهري)؛ فأخرجه البُخاريُّ في (التفسير) عن أحمد بن صالح، عن عنبسة بن
صالح، وفيه وفي (الأشربة) عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك، وأخرجها مسلم في
(الأشربة) عن زهير بن حرب ومُحَمَّد بن عباد؛ كلاهما عن أبي صفوان الأمويِّ،
والنَّسَائيُّ عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك؛ ثلاثتهم عن يونس بن يزيد
به، قال المِزِّيُّ: وقال البُخاريُّ في (الأشربة) عقيب حديث شعيب بن أبي حمزة
_يعني: هذا المكان_: تابعه عثمان بن عمر؛ يعني: عن يونس، انتهى، والله أعلم.
وأمَّا متابعة الزُّبيديِّ، عن الزُّهريِّ؛ فأخرجها النَّسَائيُّ في (الرُّؤيا) عن
كثير بن عبيد المذحجيِّ ومُحَمَّد بن صدقة الجيلانيِّ؛ كلاهما عن مُحَمَّد بن حرب،
عن الزبيديِّ به، والله أعلم.
[ج 2 ص 510]
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (وَعُثْمَانُ
بْنُ عُمَرَ، والزُّبَيْدِيُّ).
(1/10108)
[حديث: من أشراط الساعة أن يظهر الجهل]
5577# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ هذا
هو الفراهيديُّ الحافظ، و (هِشَامٌ) بعده: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائيُّ.
قوله: (يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمُهُنَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ): تَقَدَّمَ
الكلام عليه.
(1/10109)
[حديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو
مؤمن.]
5578# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن وهب،
أحدُ الأعلام، و (يُونُسُ): هو ابن يزيد الأيليُّ، و (ابْن شِهَابٍ): مُحَمَّد بن
مسلم الزُّهريُّ، و (أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): عبد الله _وقيل:
إسماعيل_ ابن عبد الرحمن بن عوف، أحد الفقهاء السبعة على قول الأكثر، و (ابْن
المُسَيّب): هو سعيدٌ، و (المُسَيّب): بفتح الياء وكسرها، وأمَّا غيره ممَّن اسمه
(المُسَيَّب) فإنَّه لا يجوز فيه إلَّا الفتح.
قوله: (لَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ): تَقَدَّمَ الكلام عليه في
(كتاب الإيمان).
قوله: (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ): هذا بالسند الذي ساقه
قبله (عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب)، و (عبد الملك) هذا:
يروي عن أبيه وخارجة بن زيد، وعنه: الزُّهريُّ وابن جُرَيج، ثقة شريف، أخرج له
الجماعة، وَثَّقَهُ النَّسَائيُّ وغيرُه، قال ابن سعد: كان سخيًّا سريًّا، مات في
أوَّل خلافة هشام.
قوله: (ذَاتَ شَرَفٍ): هو بفتح الشين المُعْجَمة والراء، وبالفاء، قال في
«المطالع»: ذات قَدْرٍ كبير، وقيل: يستشرف لها الناس؛ كما جاء في الرواية: «يرفع
الناسُ إليه فيها أبصارَهم»، وقد رُوِيَ بالسين المُهْمَلة، وفُسِّر بذات القدر
الكبير، وقال في (السين المُهْمَلة): («ذات سَرَف»: أمَّا روايتينا في «الصَّحيح»؛
فبالشين المُعْجَمة، وغيرهما [1] بالمُهْمَلة؛ ذكرها الحربيُّ وفسَّرها بذات
قَدْرٍ كبير، وقد قيَّده بعضُهم في «مسلم» بالمُهْمَلة، وبها فسَّر أيضًا المُعْجَمة،
وكلاهما بمعنًى، وقيل: ذات شرف؛ أي: تستشرف الناس؛ كما قال: «يرفع الناسُ إليها
أبصارَهم»، وهذا يحتمل الوجهين، انتهى، ولم يذكر ابنُ الأثير فيها إلَّا الإعجامَ،
والله أعلم.
==========
[1] في مصدره: (وغيرها).
[ج 2 ص 511]
(1/10110)
[باب الخمر من العنب]
قوله: (بَابٌ: الْخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على
عادته، ثُمَّ قال: غرضُه الردُّ على الكوفيِّين؛ إذ فرَّقوا بين ماء العِنَب
وغيرِه، فلم يُحَرِّموا من غيره إلَّا القَدْرَ المُسْكِر خاصَّةً، وزعموا أنَّ
الخمرَ ماءُ العِنَب خاصَّةً، انتهى، و (الخمر): هل هو حقيقةٌ في عصير العِنَبِ
مجازٌ في غيره؟ أو حقيقةٌ في جميع الأنبذة؟ قولان مشهوران شهرةً كبيرةً، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 511]
(1/10111)
[حديث: لقد حرمت الخمر وما بالمدينة
منها شيء]
5579# قوله: (حَدَّثَنَا مَالِكٌ هُوَ ابنُ مِغْوَلٍ): (مِغْوَل)؛ بكسر الميم،
وإسكان الغين المُعْجَمة، وفتح الواو، وباللَّام، وهو معروفٌ عند أهله،
وتَقَدَّمَ.
قوله: (حُرِّمَتِ الْخَمْرُ): هو بِضَمِّ الحاء، وكسر الرَّاء المُشَدَّدة،
مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
==========
[ج 2 ص 511]
(1/10112)
[حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت وما
نجد خمر الأعناب ... ]
5580# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه أحمد
بن عبد الله بن يونس، نُسِب إلى جدِّه، و (يُونُس) قبل (ثابت البنانيِّ) الرَّواي
عنه: هو يونس بن عُبيد، أبو عبد الله، البصريُّ، عن الحسن، وابن سيرين، وإبراهيم
التَّيميِّ، وعطاء بن أبي رَباح، وعكرمة، وطائفة، وعنه: شعبة، والحمَّادان،
وسفيان، ووهيب، وهشيم، وخلق، وَثَّقَهُ أحمد والجماعة، تُوُفِّيَ سنة (139 هـ)،
وقال ابن سعد: سنة (140 هـ)، أخرج له الجماعة.
تنبيهٌ: صاحب التَّرجمة غيرُ يونس بن عُبَيد الكوفيِّ، هذا الثاني حدَّث عن البراء
بن عازب لا يُدرَى مَن هو، وقد ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وحديثه: (كانت
راية النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم سوداء مُربَّعة مِن نمرة)، أخرج له أبو
داود، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ، تَقَدَّمَ، والله أعلم.
قوله: (حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ): (حُرِّمت): بِضَمِّ الحاء، وكسر الرَّاء
المُشَدَّدة، و (الخمر): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
==========
[ج 2 ص 511]
(1/10113)
[حديث: أما بعد نزل تحريم الخمر وهي من
خمسة العنب والتمر ... ]
5581# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): (يحيى) هذا بعد (مُسَدَّد): تَقَدَّمَ مِرارًا
أنَّه يحيى بن سعيد القَطَّان، و (أَبُو حَيَّان) بعده: بفتح الحاء المُهْمَلة،
وتشديد المُثَنَّاة تحت، واسمه: يحيى بن سعيد بن حَيَّانَ التَّيميُّ، إمامٌ
ثبْتٌ، أخرج له الجماعة، تُوُفِّيَ سنة (145 هـ)، و (عَامِرٌ) بعده: هو
الشَّعْبيُّ عامر بن شَراحيل، تَقَدَّمَ.
قوله: (أَمَّا بَعْدُ): تَقَدَّمَ الكلام على إعرابها والاختلاف في أوَّل مَن
قالها في أوَّل هذا التعليق.
قوله: (مَا خَامَرَ الْعَقْلَ): أي: خالطه، وقد تَقَدَّمَ.
==========
[ج 2 ص 511]
(1/10114)
[باب: نزل تحريم الخمر وهي من البسر
والتمر]
قوله: (وَهْيَ مِنَ الْبُسْرِ): (البُسْر)، بِضَمِّ الموحَّدة، وأوَّله: طَلْعٌ،
ثُمَّ خَلالٌ، ثُمَّ بَلَح، ثُمَّ بُسْر، ثُمَّ رُطَبٌ، ثُمَّ تمر، الواحدة:
بُسْرة وبُسَرة، وبُسرات، وبُسْر، والله أعلم.
==========
[ج 2 ص 511]
(1/10115)
[حديث: كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة]
5582# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ): هذا ابن أبي أويس [1]
ابن أخت مالك المجتهدِ، تَقَدَّمَ مِرارًا.
قوله: (كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ ... ) إلى آخره: تَقَدَّمَ في (سورة
المائدة) أنَّه اجتمع من روايات حديث أنس هذا جماعةٌ ذكرتُهم هناك، وذكرتُ أيضًا
أنَّ عند أحمد ابن حنبل في «المسند»: أنَّهم كانوا أحد عشر رجلًا، والله أعلم.
قوله: (مِنْ فَضِيخِ زَهْوٍ وَتَمْرٍ): (الفَضِيْخ): بفتح الفاء، وكسر الضاد
المُعْجَمة، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ خاء معجمة أيضًا تَقَدَّمَ الكلام
عليه في (المائدة).
قوله: (زَهْوٍ): هو بفتح الزَّاي وتُضمُّ، وسكون الهاء، قال الجوهريُّ: البُسر
الملوَّن، يقال: إذا ظهرت الحمرة والصُّفرة في النَّخل؛ فقد ظهر فيه الزَّهْوُ،
وأهل الحجاز يقولون: الزُّهو؛ بالضَّمِّ، وقد زها النَّخل زهوًا، وأزهَى أيضًا لغة
حكاها أبو زيد، ولم يعرفها الأصمعيُّ.
قوله: (فَجَاءَهُمْ آتٍ): تَقَدَّمَ أنَّ هذا الآتي الذي جاءهم بتحريم الخمر لا
أعرف اسمه.
[ج 2 ص 511]
قوله: (فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه زيد بن سهل زوج أمِّ
سُلَيم أمِّ أنس، بدريٌّ نقيبٌ، تقدَّم مُتَرجَمًا رضي الله عنه.
(1/10116)
[حديث: حرمت الخمر فقالوا: أكفئها]
5583# قوله: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ): هو المعتمر بن سليمان بن طرخان
التَّيميُّ، نزل فيهم، تقدَّما.
قوله: (أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي): تَقَدَّمَ في (سورة المائدة) مَن كانوا، وفيهم
مَن ليس أنصاريًّا، ولكنَّ غالبهم أنصاريٌّ، فلهذا قال: (عمومتي).
قوله: (الْفَضِيخَ): تَقَدَّمَ قريبًا ضبطه، وتَقَدَّمَ في (المائدة) ما هو.
قوله: (حُرِّمَتِ الْخَمْرُ): تَقَدَّمَ أنَّ (حُرِّمت): بِضَمِّ الحاء، وكسر
الراء المُشَدَّدة، و (الخمر): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
قوله: (أَكْفِئْهَا): تَقَدَّمَ أنَّه يقال: كَفَأَ وأكفأَ، ثُلاثيٌّ ورُبَاعيٌّ،
مهموز الآخر فيهما، فصرِّفْ أنت الأمرَ عليهما.
قوله: (قَلْتُ لأَنَسٍ): قائل ذلك هو ابن أخيه لأمِّه إسحاقُ بن عبد الله بن أبي
طلحة الرَّاوي عنه هنا، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (قَالَ [1] أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ): هو أبو بكر بن أنس بن مالك
الأنصاريُّ، يروي عن أبيه، وزيد بن أرقم، وعتبان بن مالك، وغيرهم، وعنه: ابنه عبيد
الله، وقتادة، وابن جدعان، ويونس بن عبيد، وَثَّقَهُ العِجْليُّ، أخرج له مسلمٌ
فقط.
قوله: (وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْن مَالِكٍ): قائل
ذلك هو سليمان بن طرخان التيميُّ الرَّاوي في هذا الحديث عن أنس، وقد بيَّن ذلك
مسلمٌ في روايته، فقال: وقال ابن عبد الأعلى: حدَّثنا المعتمر عن أبيه: حدَّثني
بعضُ مَن كان معي أنَّه سمع أنسًا يقول: كانت خمرهم يومئذٍ، و (بعض أصحابِ سليمان)
لا أعرفه.
(1/10117)
[حديث: أن الخمر حرمت والخمر يومئذ
البسر والتمر]
5584# قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ): تَقَدَّمَ
أنَّ (المقدمي): بِضَمِّ الميم، وفتح الدَّال المُشَدَّدة، وأنَّه نسبه إلى جدِّه
(مُقدَّم)؛ اسم مفعول، و (يُوسُفُ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ): بفتح الموحَّدة،
وتشديد الرَّاء، ممدود، وهو الذي يبري النِّشاب، وهو يوسف بن يزيد العطَّار.
==========
[ج 2 ص 512]
(1/10118)
[باب: الخمر من العسل وهو البتع]
قوله: (بَابٌ: الْخَمْرُ مِنَ الْعَسَلِ، وَهْوَ الْبِتْعُ): إن قلت: ما وجه إدخال
حديث أنس في الباب، وليس فيه إلَّا النَّهْي عن الانتباذ؟ قال شيخنا: (أجاب عنه
المُهلَّب، فقال: هو موافق للتبويب، وذلك أنَّ الخمر مِن العسل لا يكون إلَّا
منبذًا في الأواني بالماء الأيَّام حتَّى يصير خمرًا، وأنَّه عليه السَّلام إنَّما
نهى عن الانتباذ في الظُّروف المذكورة؛ لسرعة كون ما يُنبَذ فيها خمرًا من كلِّ ما
يُنبَذ فيها.
قوله: (وَهْوَ الْبِتْعُ): هو بكسر الموحَّدة، وإسكان المُثَنَّاة فوق _قال ابن
قُرقُول: (وبعض أهل اللُّغة يفتحها) [1]_ ثُمَّ عين مهملة، وقد فسَّره بأنَّه نبيذ
العسل.
قوله: (وَقَالَ مَعْنٌ: سَأَلْتُ مَالِكًا [2] عَنِ الْفُقَّاعِ): هذا هو معن بن
عيسى المدنيُّ، أخرج له الجماعة، وكان ثقة ثبتًا مأمونًا، تُوُفِّيَ سنة (197 هـ)،
وقد تَقَدَّمَ.
تنبيهٌ: وقال شيخنا في (معن) هذا هنا: (معنى هذا: أخذُه عن معنٍ مذاكرةً)، انتهى،
وهذا غلط صريح، وقد ذكرت لك متى تُوُفِّيَ معنٌ، والبُخاريُّ وُلِد بعد صلاة
الجمعة ليلة ثلاث عشرة خلت مِن شوَّال سنة أربع وتسعين، فانظر كم كان عمره لمَّا
تُوُفِّيَ معن، ولم يأخذ عن معنٍ نفسِه، وهذا غلط؛ فاعلمْه واجتنبْه، وكلُّ هذا
مِن السُّرعة.
قوله: (وَقَالَ ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ): الظَّاهر أنَّه عبد العزيز بن مُحَمَّد
بن عبيد الدَّراورديِّ، أبو مُحَمَّد، المدنيُّ، مولى جُهَينة، وقيل: مولى قضاعة،
ودراورد: قرية بخراسان، وقيل: بفارس، جدُّه منها تقدَّم مُتَرجَمًا، فيقال له:
الدَّراورديُّ، والظاهر أنَّه يقال له: ابن الدَّراورديِّ؛ نسبةً إلى جدِّه؛ لأنَّ
جدَّه الدَّراورديُّ، ولا أعرف له ولدًا، وإن كانت كنيته أبا مُحَمَّد؛ فإنَّي لا
أعلم له ولدًا يقال له: مُحَمَّدٌ مُترجَمًا، والله أعلم.
==========
[1] كُتِب في (أ) فوق قول ابن قرقول: (يُحرَّر هذا الكلام مِن نسخةٍ صحيحةٍ)،
وكلام «المطالع» موافقٌ للمنقول.
[2] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (مالكَ بنَ أنسٍ).
[ج 2 ص 512]
(1/10119)
[حديث عائشة: كل شراب أسكر فهو حرام]
5585# قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد
بن مسلم، و (أَبُو سَلَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد
الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف.
قوله: (عَنِ الْبِتْعِ): تَقَدَّمَ أعلاه ضبطُه، وأنَّه نبيذُ العسل.
==========
[ج 2 ص 512]
(1/10120)
[حديث: سئل رسول الله عن البتع وهو
نبيذ العسل]
5586# 5587# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحكم
بن نافع، و (شُعَيْبٌ): هو ابن أبي حمزة، و (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم، و
(أَبُو سَلَمَةَ): تَقَدَّمَ أعلاه أيضًا.
قوله: (وَعَنِ الزُّهْرِيِّ [1]: حَدَّثَنِي أَنَسُ): هو معطوف على السَّند الذي
قبله، وقد رواه البُخاريُّ عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزُّهريِّ، عن أنس، وليس
تعليقًا.
قوله: (لَا تَنْتَبِذُوا فِي الدُّبَّاءِ ... ) إلى آخره: تَقَدَّمَ الكلام عليه
وعلى الانتباذ في هذه الأواني، وأنَّه كان مُحرَّمًا، ثُمَّ نُسِخ، وقيل: النَّهْي
باقٍ، في أوائل هذا التَّعليق.
قوله: (وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُلْحِقُ): هو بِضَمِّ أوَّله، وكسر الحاء،
رُبَاعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (الْحَنْتَمَ وَالنَّقِيرَ): تَقَدَّمَ الكلام على (الحَنْتَم والنَّقير) ما
هما، في أوَّل هذا التعليق.
(1/10121)
[باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل
من الشراب]
قوله: (مَا خَامَرَ الْعَقْلَ): تَقَدَّمَ أنَّ معنى (خامر): خالط.
==========
[ج 2 ص 512]
(1/10122)
[حديث: إنه قد نزل تحريم الخمر وهي من
خمسة أشياء ... ]
5588# قوله: (حَدَّثَنِي [1] يَحْيَى): هذا هو ابن سعيد القَطَّان الحافظ، شيخ
الحُفَّاظ، و (أَبُو حَيَّان): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه بفتح الحاء، وتشديد
المُثَنَّاة تحت، وأنَّه يحيى بن سعيد بن حَيَّانَ، و (الشَّعْبِي): تَقَدَّمَ مِرارًا
أنَّه عامر بن شَراحيل.
قوله: (وَدِدْتُ): هو بكسر الدَّال الأولى، تَقَدَّمَ، وهو ظاهِرٌ.
قوله: (الْجَدُّ): هو بفتح الجيم، وهو أبو الأب، وقد اختلف الصَّحابة والفقهاء فيه
اختلافًا كثيرًا، قال شيخنا: (فرُوِي عن عَبِيدةَ أنَّه قال: حفظتُ عن عمر في
الجَدِّ سبعين قضيَّة؛ كلُّها تخالف بعضها بعضًا، وعن عمر: أنَّه جمع الصَّحابة؛
ليجتمعوا في الجَدِّ على قول، فسقطت حيَّةٌ مِن السقف، فتفرَّقوا، فقال عمر رضي
الله عنه: أبى الله إلَّا أن تختلفوا في الجَدِّ، وقال عليٌّ: مَن أراد أن يقتحم
جراثيم جهنَّم؛ فليقض في الجَدِّ؛ يريد: أصولها، والجُرثومة: الأصل)، انتهى.
قوله: (وَالْكَلَالَةُ): تَقَدَّمَ الكلام عليها.
[ج 2 ص 512]
قوله: (وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا): هذه (الأبواب) لا أعرفها بعينها،
وأبواب الرِّبا كثيرةٌ.
قوله: (قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو): قائل ذلك هو أبو حَيَّانَ التيميُّ، و
(أبو عمرو): هو عامر بن شَراحيل الشَّعْبيُّ، كنيته أبو عمرو.
قوله: (مِنَ الرُّزِّ): هو لغة في (الأرز)، وفيه ستُّ لغات: أَرُزٌّ؛ بفتح الهمزة،
وأُرُزٌّ؛ بضمِّها إتباعًا، وأُرْزٌ وأُرُزٌ؛ مثل: (رُسْل ورُسُل)، وزُرٌّ،
ورُنْز، وهذه لغة عبد القيس، حبٌّ معروفٌ، وقد تَقَدَّمَ.
تنبيهٌ: في الأرز حديثان باطلان موضوعان على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛
أحدهما: (أنَّه لو كان رجلًا؛ لكان حليمًا)، والثاني: (أنَّ كلَّ شيء أخرجته
الأرض، ففيه داءٌ وشفاءٌ إلَّا الأرز، فإنَّه شفاءٌ لا داءَ فيه)؛ ذكرتُهما؛
تحذيرًا من نسبتهما إليه عليه السَّلام.
(1/10123)
قوله: (وَقَالَ حَجَّاجُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ): أمَّا (حجَّاج)؛ فهو ابنُ المنهال شيخُ البُخاريِّ، و (حمَّاد): هو ابن سلمة، وقد تَقَدَّمَ أنَّ حجَّاج بنَ منهال إذا أطلق حمَّادًا؛ فهو ابن سلمة، وكذا التَّبُوذَكيُّ موسى بن إسماعيل أو عَفَّان، وكذا هَدَّابٌ، وأنَّ حمَّادًا إذا أطلقه سليمان بن حرب أو عارم مُحَمَّد بن الفضل؛ فإنَّه يكون ابنَ زيد، وتَقَدَّمَ أنَّ البُخاريَّ علَّق لابن سلمة، و (أبو حَيَّانَ): تَقَدَّمَ قريبًا جدًّا، وقد تَقَدَّمَ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلان)، و (فلان) المُسنَد إليه القولُ شيخُه _ كهذا_؛ فإنَّه كـ (حدَّثنا) غير أنَّ الغالبَ أَخْذُه عنه في حال المذاكرة، وأنَّ هذا وأمثالَه يجعله المِزِّيُّ وكذا الذَّهَبيُّ تعليقًا، والله أعلم.
(1/10124)
[حديث: الخمر يصنع من خمسة من الزبيب والتمر]
5589# قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ): تَقَدَّمَ غيرَ مَرَّةٍ
أنَّ الكنى: بالفتح، وأنَّ الأسماء: بالسُّكون، وأنَّ بعضَ المغاربة قال في هذا
_والد (عبد الله) سعيد بن يُحمَد_ بالسُّكون، و (الشَّعْبي): بفتح الشين، عامر بن
شَراحيل، تَقَدَّمَ مِرارًا.
==========
[ج 2 ص 513]
(1/10125)
[باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه]
(1/10126)
قوله: (بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ): ساق ابن المُنَيِّر حديث الباب بسند البُخاريِّ، ثُمَّ قال: (الحديث مطابق للترجمة إلَّا قوله: «ويسمِّيه بغير اسمه»، وإن كان قد ورد مُبيَّنًا في غير هذه الطَّريق، لكنَّه لمَّا لم توافق شرط البُخاريِّ تلك الزِّيادة؛ ترجم عليها، وقنع في الاستدلال عليها بقوله: «مِن أمَّتي»، فإنَّ كونهم مِن الأمَّة يبعدُ معه أن يستحلُّوها بغير تأويل ولا تحريف، وإنَّ ذلك مجاهرةٌ بالخروج عن الأمَّة؛ إذ تحريم الخمر معلوم ضرورةً، فهذا هو سرُّ مطابقة الترجمة لهذه الزيادة)، انتهى، والذي أشار إليه ابن المُنَيِّر هو ما رواه ابن أبي شيبة قال: حدَّثنا زيد بن الخبَّاب عن معاوية بن صالح: حدَّثنا حاتم بن حُرَيث عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم: حدَّثني أبو مالك الأشعريُّ: أنَّه سمع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «يشرب ناس مِن أمَّتي الخمر يسمُّونها بغير اسمها، يُضرَب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرضَ، ويجعل منهم القردة، والخنازير»، وروى ابن أبي عاصم: حدَّثنا دحيم: حدَّثنا مُحَمَّد بن شعيب عن أبي حفص القاصِّ، عن معاوية بن حاتم، عن أبي غنم، عن أبي مُسلِم [1] الأشعريِّ، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «سيكون قوم يستحلُّون الخمر يُسَمُّونها بغير اسمها»، وقال ابن وهب: حدَّثني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال، عن مُحَمَّد بن عبد الله: أنَّ أبا مسلم الخولانيَّ حجَّ، فدخل على عائشة رضي الله عنها زوجِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: فجعلتْ تسألني عن الشَّام، وعن بَرْدِهَا، فقال: يا أمَّ المؤمنين؛ إنَّهم يشربون شرابًا لهم يقال له: الطِّلاءُ، فقالت: صدق الله، وبلَّغ حبيبي، سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «إنَّ ناسًا مِن أمَّتي يشربون الخمر يُسمُّونها بغير اسمها»، وروى ابن أبي شيبة مِن حديث ابن محيريز عن ثابت بن السمط، عن عبادة مرفوعًا: «ليستحلَّنَّ [2] آخر أمَّتي الخمر يسمُّونها بغير اسمها»، وأخرجه النَّسَائيُّ مِن حديث ابن محيريز عن رجل مِن أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فذكره، ولحديث عائشة رضي الله عنها طريقٌ آخرُ أخرجه ابن أبي عاصم، وثالث أخرجه أيضًا، وفي ذلك أيضًا عن ابن عمر أخرجه ابن أبي عاصم، وعن أبي أمامة أخرجه ابن ماجه، وعن سعيد بن أبي راشد أخرجه
(1/10127)
ابن قانع، وهذا كلُّه مِن «شرح شيخنا»؛ فاعلمْه، والله أعلم.
(1/10128)
[حديث: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون
الحر والحرير]
5590# قوله: (وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ... ) إلى آخره: تَقَدَّمَ الكلام على
ما إذا قال البُخاريُّ: (قال فلان) وفلان المعزوُّ إليه القول شيخُه _ كهذا_؛
أنَّه كـ (حدَّثنا)، غير أنَّ الغالب أخذُه عنه ذلك في حال المذاكرة، و (هشام):
شيخ البُخاريِّ حدَّث عنه بأحاديثَ، وخالف الحافظُ أبو مُحَمَّد ابن حزم الظاهريُّ
في ذلك، فقال في «المُحلَّى» وقد ذكر هذا المكان: «ليكوننَّ مِن أمَّتي أقوام ...
» إلى آخره: هذا حديث مُنقطِعٌ لم يتَّصل ما بين البُخاريِّ وصدقة بن خالد، ولا
يصحُّ في هذا الباب شيءٌ أبدًا، وكلُّ ما فيه؛ فموضوعٌ، قال الحافظ أبو عمرو بن
الصَّلاح: ولا التفاتَ إليه في ردِّه ذلك مِن وجوه، قال: والحديث صحيحٌ معروف
الاتِّصال بشرط «الصَّحيح»، قال: والبُخاريُّ قد يفعل ذلك؛ لكون الحديث معروفًا
مِن جهة الثِّقات عن الشخص الذي علَّق عنه، أو لكونه ذكره في موضعٍ آخرَ مِن كتابه
متَّصلًا، أو لغير ذلك مِن الأسباب التي لا يصحبها خللُ الانقطاع)، انتهى، والحديث
المذكور متَّصل مِن طرقٍ؛ طريق هشام وغيره، قال الإسماعيليُّ في «المستخرج»:
حدَّثنا الحسن _وهو ابن سفيان النَّسويُّ الإمام_: حدَّثنا هشام بن عمَّار، ثُمَّ
قال: وحدَّثنا الحسن أيضًا: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم: حدَّثنا بشر: حدَّثنا
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وقال: وأبو عامر، ولم يشكَّ، ووصله أيضًا أبو نعيم
أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ، فقال: حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة:
حدَّثنا عبْدان: حدَّثنا هشام، قال: وحدَّثنا الحسن بن مُحَمَّد: حدَّثنا مُحَمَّد
بن مُحَمَّد بن سليمان: حدَّثنا هشام بن عمَّار ... ؛ فذكره، وقال أبو داود أيضًا:
(حدَّثنا عبد الوهَّاب بن نجدة عن بشر بن بكر: حدَّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
... )؛ فذكره، وهذا على شرط «الصَّحيح»، قال بعض الحُفَّاظ العصريِّين: (ليس في
سياق أبي داود والنَّسَائيِّ هذا الوجه المقصود)، وقال الطَّبَرانيُّ في «مسند الشَّاميِّين»:
حدَّثنا مُحَمَّد بن يزيد بن عبد الصَّمد: حدَّثنا هشام بن عمَّار ... ؛ فذكره،
قال بعض حفَّاظ العصر: (وعزوُه لـ «مسند الشاميِّين» قصورٌ، كأنَّه في «المعجم
الكبير» عن جعفر بن مُحَمَّد الفِرْيابيِّ، عن هشام)، انتهى.
(1/10129)
وقول ابن حزم: (لم يتَّصل ما بين
البُخاريِّ وصدقةَ) كان ينبغي أن يقول: ما بين البُخاريِّ وهشام، والله أعلم، وقال
شيخنا: (وليته _يعني: ليت ابن حزم_ أعلَّه بصدقة، فإنَّ يحيى قال فيه: «ليس بشيء»،
رواه ابن الجنيد عنه، وروى المِروذيُّ عن أحمد: (ليس بمستقيم)، ولم يرضَه، لكن
تابعه عليه بشرُ بن بكر)، قال شيخنا: (وأغرب المُهلَّب، فضعَّفه مِن وجهٍ آخرَ غير
جيِّد، فقال: (هذا الحديث لم يسنده البُخاريُّ مِن أجل شكِّ المُحدِّث في
الصَّاحب، فقال: «أبو عامر، أو أبو مالك»، أو لمعنًى آخرَ لا أعلمه، فأغفل أنَّ
الاختلاف في الصَّحابيِّ لا يضرُّ)، انتهى؛ لأنَّ الصَّحابة كلُّهم عدولٌ، انتهى،
وسأذكر قريبًا ترجمة الاثنين.
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ): أسلم (عبد
الرحمن) هذا في زمنه عليه السلام، وصحب معاذًا، وقال بعضهم: قدم مع جعفر؛ إذ هاجر
إلى الحبشة، وقد حمَّر عليه الذَّهَبيُّ، فالصَّحيح: أنَّه عنده تابعيٌّ، وقال في
«التَّذهيب»: (يقال: له صحبة).
تنبيهٌ: عدَّ عبدَ الرَّحمن هذا صحابيًّا
[ج 2 ص 513]
مُحَمَّدُ بنُ الرَّبيع الجيزيُّ فيمَن دخل مصر مِن الصَّحابة، وهو وَهَم منه، على
أنَّ أحمد بن مُحَمَّد بن حنبل قد أخرج حديثه في «المسند»، وذكر ابن يونس أنَّ له
صحبةً، وكذا حكى ابن منده عن يحيى ابن بُكَيْر، عن اللَّيث وابن لهيعة، وأمَّا ابن
عَبْدِ البَرِّ في «استيعابه»؛ فصرَّح بأنَّه لم يَفِدْ ولم يروِ، والله أعلم،
ترجمته معروفة، وقد رُقِم عليه: (خت، 4).
(1/10130)
قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ _أَوْ
أَبُو مَالِكٍ [1]_ الأَشْعَرِيُّ): أمَّا (أبو عامر)؛ فقد اختُلِف في اسمه، فقيل:
عبد الله بن هانئ، وقيل: عبد الله بن وهب، وقيل: عُبَيد بن وهب، سكن الشام، وليس
بعمِّ أبي موسى الأشعريِّ، ذاك قُتِل يوم أوطاس في حياته صلَّى الله عليه وسلَّم،
واسمه: عبيد بن سُلَيم بن حضَّار رضي الله عنه، وهذا بقي إلى زمن عبد الملك بن
مروان، وهو صَحَابيٌّ معروف، وأمَّا ابن عساكر؛ فلم يجعل هذا إلَّا عمَّ أبي موسى
الأشعريِّ، وهو غلط، أمَّا (أبو مالك الأشعريُّ)؛ فقد اختُلِف في اسمه، فقيل:
الحارث بن الحارث، وقيل: عُبَيد، وقيل: عَمرٌو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: عُبَيد
الله، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم، وهو صَحَابيٌّ قَدِم
في السَّفينين، نزل الشام، روى عنه جابر بن عبد الله، وعبد الرَّحمن بن غنم، وعبد
الله بن معانق، وشهر بن حَوْشَب، وشريح بن عبيد، وجماعة، وبعض هؤلاء روايتُهم عنه
مُرسلَةٌ، قال ابن سعد وغيره: ذكروا موته في خلافة عمر رضي الله عنه، وقال شهر بن
حَوْشَب، عن عبد الرحمن بن غنم قال: (طُعِن معاذ بن جبل، وأبو عُبيدة، وأبو مالك
الأشعريُّ، وشرحبيل ابن حسنة في يوم واحد، والله أعلم).
تنبيهٌ: لا يضرُّ الشَّكُّ في عين الصَّحابيِّ؛ لأنَّهم كلُّهم عدولٌ على
الصَّحيح.
قوله: (وَاللهِ مَا كَذَبَنِي): هو بفتح الكاف، وتخفيف الذَّال المُعْجَمة
المفتوحة؛ أي: ما حدَّثني حديثَ كذبٍ.
(1/10131)
قوله: (يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ): هو
بكسر الحاء المُهْمَلة، وتخفيف الراء، وكذا هو في أصلنا مُصحَّح عليه، وعلى
الرَّاء: (خف)، قال ابن قُرقُول: («ويُستحلُّ الحِرُ»؛ مخفَّف الرَّاء: اسم لفرج
المرأة، ورواه بعضهم بشدِّ الرَّاء، والأوَّل أصوب، وقيل: أصله بالتَّاء بعد الرَّاء؛
فحُذِفت)، انتهى، وقال ابن الأثير في (حرر): (يُستحَلُّ الحِرُ والحرير، هكذا ذكره
أبو موسى في «حرف الحاء والرَّاء»، وقال: الحِرُ؛ بتخفيف الرَّاء: الفرج، وأصله:
حِرْج؛ بكسر الحاء وسكون الراء، وجمعه: أحراج، ومنهم مَن يُشدِّد الراء، وليس
بجيِّد، فعلى التَّخفيف؛ يكون في «حرج»، لا في «حرر»، والمشهور في رواية الحديث
على اختلاف طرقه «يستحلُّون الخز»؛ بالخاء المُعْجَمة والزاي، وهو ضرب مِن نبات
الإبريسم معروف، وكذا جاء في «كتاب البُخاريِّ» و «أبي داود»، ولعلَّه حديثٌ آخرُ،
كما ذكره أبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشَرَحَ، ولا يُتَّهم، والله أعلم)،
انتهى، وفي ذلك كلامٌ كثيرٌ للنَّاس اقتصرتُ أنا على بعضه بغير تطويل، ومعنى (يستحلُّون
الحر)؛ أي: الزِّنى.
قوله: (وَالْمَعَازِفَ): هي بفتح الميم، وبالعين المُهْمَلة، وبعد الألف زايٌ
مكسورةٌ، ثُمَّ فاء، قال ابن قُرقُول: (المزاهر؛ وهي عيدان الغناء، «تعزفان»:
تغنِّيان)، انتهى، وقال ابن الأثير: («العزف»: اللَّعب بالمعازف، وهي الدُّفوف وغيرها
ممَّا يُضرَب، وقيل: إنَّ كلَّ لعبٍ عزفٌ)، انتهى، وفي «صحاح الجوهريِّ»:
(«المعازف»: الملاهي)، وكذا عن «العُباب» للصغانيِّ، وعن «العين»: (المعازف: جمع
«معزفة»؛ وهي [2] آلة اللَّهو).
قوله: (إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ): هو بفتح العين واللَّام، وهو الحبل.
قوله: (فَيُبَيِّتُهُمُ اللهُ): أي: يأخذهم في اللَّيل على غفلة.
قوله: (بِسَارِحَةٍ): (السَّارحة): الماشية.
قوله: (وَيَضَعُ الْعَلَمَ): تَقَدَّمَ أعلاه ما (العَلَمُ)، ومعنى (يضعه الله):
يهدِمُه ويُلْصِقُه بالأرض، وقال شيخنا: (أي: يرمي بالحبل أو يخسف به، وقال ابن بَطَّال:
إن كان العَلَمُ بناءً؛ فيهدمه، وإن كان جبلًا؛ فيدكدكه، وهكذا إن كان غيره)،
انتهى.
(1/10132)
قوله: (وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً
وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة): يعني: ممَّن لم يُهلكهم في البياتِ، قال
شيخنا: (والمسخ في حكم الجواز في هذه الأمَّة إن لم يأتِ خبرٌ يرفع جوازَهُ، وقد
رُوِيَتْ أحاديثُ ليِّنة الأسانيد: (أنَّه سيكون في أمَّتي خسف ومسخ) عن رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يأتِ ما يرفع ذلك، وقال بعضُ العلماء: إنَّ معناه:
مسخ القلوب حتَّى لا تعرف معروفًا ولا تُنكِر مُنكَرًا، وقد نقل شيخنا في هذه
المسألة كلامَ ابن بَطَّال، والخَطَّابيِّ، والدَّاوديِّ، وأنَّه يكون في هذه
الأمَّة مسخٌ وخسفٌ، وذكر شيخنا أحاديثَ مَعزوَّةً لكتبها في ذلك؛ فانظر ذلك إن
أردته، والله أعلم.
==========
[1] في هامش (ق): (عبد الرحمن بن غنم له صحبة، انفرد به البخاريُّ، مات سنة ثمان
وسبعين وكان بالشام، وأبو مالك الأشعريُّ الشاميُّ أيضًا، قيل: اسمه عمرو، وقيل:
عبيد، وقيل: كعب بن مالك، روى له مسلم أيضًا، تُوفِّي في زمن عمر بن الخطَّاب).
[2] في (أ): (وهو).
(1/10133)
[باب الانتباذ في الأوعية والتور]
قوله: (وَالتَّوْرِ): تَقَدَّمَ ما هو، وأنَّه بمثنَّاةٍ فوقُ.
(1/10134)
[حديث: أتى أبو أسيد الساعدي فدعا رسول
الله في عرسه]
5591# قوله: (عَنْ أَبِي حَازِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالحاء المُهْمَلة،
وأنَّه سلمة بن دينار، و (أَبُو أُسَيْدٍ): تَقَدَّمَ أنَّ الصَّواب فيه ضمُّ
الهمزة، وتَقَدَّمَ الكلام عليه، وبعض ترجمته، وأنَّ اسمه مالكُ بن ربيعة أو هلال
بن ربيعة، ومالكٌ أشهرُ، خزرجيٌّ، بدريٌّ، مشهور، قيل: هو آخر البدريِّين وفاةً
رضي الله عنهم.
قوله: (فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ): امرأة أبي أُسَيد معدودةٌ [1] في
الصَّحابيَّات، وتَقَدَّمَ الكلام على اسمها في أوائل (النِّكاح)، واسمُها سلامة
بنت وهب.
قوله: (وَهْيَ الْعَرُوسُ): تَقَدَّمَ [أنَّ] (العروس) يَشترك فيه الذَّكر
والأنثى، و (أَنْقَعْتُ لَهُ): هو بِضَمِّ تاء المُتكلِّم.
==========
[1] في (أ): (معدود)، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[ج 2 ص 514]
(1/10135)
[باب ترخيص النبي في الأوعية والظروف بعد النهي]
(1/10136)
[حديث: نهى رسول الله عن الظروف]
5592# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو سفيان الثَّوريُّ فيما يظهر، وذلك
لأنَّ الحافظ عبد الغنيِّ في «الكمال» ذكر الثَّوريَّ في مشايخ الزُّبيريِّ، ولم
يذكرِ ابنَ عيينة، وكذلك الذَّهَبيُّ في «تذهيبه»، لكن ذكر في «التذهيب» أنَّه روى
عن منصور السُّفيانان، وقبلَه الكلاباذيُّ وابن طاهر، ولم يعيِّن ابن طاهر في أيِّ
الكتابَين رَوَيَا عنه، والله أعلم [1]، و (مَنْصُور): هو ابن المُعتمِر، و
(سَالِم): هو ابن أبي الجعد.
قوله: (نَهَى النَّبيُّ [2] صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنِ الظُّرُوفِ): كذا
في أصلنا، وسأذكر الكلام على ذلك قريبًا.
قوله: (وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): (خليفة) هذا:
تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه خليفة بن خيَّاط شَبابٌ العُصفريُّ، الحافظ، وتَقَدَّمَ
ما إذا قال البُخاريُّ: (قال فلان: كذا)، ويكون المُسنَدُ إليه القولُ شيخَه _
كهذا_؛ أنَّه كـ (حدَّثنا)، غير أنَّ الغالب أنَّه أخذ ذلك عنه في حال المذاكرة، و
(يحيى بن سعيد): هو القَطَّان، و (سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ أنَّ الظاهر أنَّه
الثَّوريُّ قريبًا، و (مَنْصُور): هو ابن المُعتمَر، والله أعلم.
[ج 2 ص 514]
==========
[1] زيد في (أ): (والله أعلم)، وهو تكرارٌ.
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (رسول الله).
(1/10137)
[حديث: لما نهى النبي عن الأسقية قيل
للنبي ... ]
5593# قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ [1]): هذا هو عليُّ بن عبد الله ابن المدينيِّ،
الحافظ، الجِهبذ، و (سُفْيَانُ) بعده: هو ابن عيينة، و (أَبُو عِيَاض): قال
الدِّمْيَاطيُّ: (واسمه: عَمرو بن الأسود، وقيل: قيس بن ثعلبة الكوفيُّ، انفرد به
البُخاريُّ، كان حيًّا في ولاية معاوية)، انتهى، عمرو بن الأسود العنسيُّ، ويقال:
الهمْدانيُّ، أبو عياض، وقيل: أبو عبد الرحمن، الدِّمَشْقيُّ، الدَّارانيُّ،
ويقال: الحمصيُّ، أحد زُهَّاد الشَّام الكبار، وهو عُمَير بن الأسود، ترجمته
معروفة، فلا نُطوِّل بها.
قوله: (لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ
الأَسْقِيَةِ): هذا وَهَم في الرِّواية، وإنَّما هو: (عن الأوعية)، كما سيأتي مِن
رواية ابن عيينة، قال في «المطالع»: (لأنَّه لم ينهَ عن الأسقية؛ إنَّما نهى عن
الظُّروف، وأباح الانتباذ في الأسقية، فقيل له: «ليس كلُّ النَّاس يجد سقاء»،
وكذلك قال لوفد عبد القيس حين قالوا: فيمَ نشرب؟ قال: «في أسقية الأدم»، وقد جاء
«نهى عن النَّبيّذ إلَّا في الأسقية»، على هذا كذلك، إلَّا أنَّه سقطت (إلَّا) من
الرواي لفظًا أو خطًّا، ومعنى ذلك: أنَّ الأسقية يتخلَّلها الهواء مِن مسامِّها،
فلا يُسرِع إليها الفسادُ مثل ما يُسرِع إلى الظُّروف المنهيِّ عنها، وأيضًا فإنَّ
التغيُّر يَظهَر فيها؛ إمَّا بانتفاخها أو انشقاقها)، انتهى، قاله ابن قُرقُول،
ولشيخنا فيه كلام، قال شيخنا: «عن الأسقية»: يريد: عن الظُّروف إلَّا الأسقية،
يُوضِّحه باقي الحديث؛ إذ قيل له: «ليس كلُّ النَّاس تجد سقاء»، فرخَّص لهم في
الجَرِّ غير الُمزفَّت؛ أي: عن المطليِّ بالزفت، وهذا أحسن مِن التوهيم، والله
أعلم، واعلم أنَّ مسلمًا روى هذا الحديث، فقال: (نهى رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم عن الأوعية قالوا: ليس كلُّ النَّاس يجدُ، فأرخص لهم في الجَرِّ غير
المُزفَّت)، فهذا هو الصَّواب، والله أعلم.
قوله: (فِي الْجَرِّ): هو بفتح الجيم، وتشديد الرَّاء، قال الجوهريُّ في «صحاحه»:
(الجرَّة مِن الخَزَف، والجمع: جرٌّ وجِرانٌ).
(1/10138)
قوله: (حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو فيما يظهر أبو بكر ابن أبي شيبة عبدُ الله بن مُحَمَّد، وقد رواه مسلم عنه عن سفيان: هو ابن عيينة، ويحتمل أن يكون المسنديَّ، فإنَّه روى أيضًا عن ابن عيينة، لكنَّ الذي يترجَّح في فهمي أنَّه أبو بكر ابن أبي شيبة؛ لرواية مسلم عنه عن سفيان ذلك، وقد أخرج هذا الحديث البُخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، والنَّسَائيُّ، ولم يروه أحدٌ منهم عن المسنديِّ، وإنَّما رواه مسلم عن ابن أبي شيبة، فالظَّاهر أنَّه عبد الله بن مُحَمَّد في «البُخاريِّ»، والله أعلم، وقال بعض حفَّاظ العصر: (الظاهر أنَّه المسنديُّ)، وقد تَقَدَّمَ كلامه مُطَوَّلًا في (الجمعة).
(1/10139)
[حديث: نهى النبي عن الدباء والمزفت]
5594# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ يحيى بعد (مُسدَّد): هو
ابن سعيد القَطَّان الحافظ، و (سُفْيَان) هذا: يحتمل أن يكون ابنَ عيينة وأن يكون
الثَّوريَّ، فإنَّ القَطَّان روى عنهما، وهما رويا عن الأعمش، والله أعلم، و
(سُلَيْمَان) بعده: هو سليمان بن مِهْرَان الأعمش، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ.
قوله: (عَنِ الدُّبَّاءِ): تَقَدَّمَ أنَّه بالمدِّ والقصر؛ والمعنى: عن الانتباذ
في الدُّبَّاء، وقد تَقَدَّمَ الكلام على الانتباذ في الأواني الأربعة، وهل هو
منسوخ _كما قاله الجمهور_ بحديث بُريدة في «مسلم» أم لا؟ مُطَوَّلًا في أوائل هذا
التَّعليق.
==========
[ج 2 ص 515]
(1/10140)
[حديث: نهانا في ذلك أهل البيت أن
ننتبذ في الدباء والمزفت]
5595# قوله: (حَدَّثَنِي عُثْمَانُ): الظاهر أنَّه عثمان ابن أبي شيبة، أخو الحافظ
الكبير أبي بكر، وهو أسنُّ من أبي بكر أخيه، تَقَدَّمَ، و (جَرِيرٌ)؛ بفتح الجيم،
وكسر الرَّاء: هو ابن عبد الحميد، و (مَنْصُور): هو ابن المعتمر، و (إِبْرَاهِيم):
هو ابن يزيد النَّخعيُّ، و (الأَسْوَد): هو ابن يزيد النَّخعيُّ.
قوله: (عَمَّا يُكْرَهُ): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ): (يُنتَبذ [1]): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه، وكذا بعدها (يُنتبَذ): مَبْنيٌّ أيضًا.
قوله: (أَمَا ذَكَرْتِ الْجَرَّ): (ذكرتِ): في آخره تاء التأنيث الساكنة، وكُسِرت
في الوصل؛ لالتقاء السَّاكنَين، و (الجَرَّ): تَقَدَّمَ الكلام عليها قريبًا،
وأنَّها الجرار.
قوله: (وَالْحَنْتَمَ): تَقَدَّمَ [2] ضبطها، والكلام عليها في أوائل هذا التعليق.
==========
[1] في (أ): (يُنبَذ)، وهو تحريفٌ.
[2] في الأصل: (تقد).
[ج 2 ص 515]
(1/10141)
[حديث: نهى النبي عن الجر الأخضر]
5596# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
التَّبُوذَكيُّ، الحافظ، وتَقَدَّمَ الكلام على نسبته هذه لماذا، و (عَبْدُ
الْوَاحِدِ) بعده: هو ابن زياد، و (الشَّيْبَانِيُّ): بالشين المُعْجَمة، وهو أبو
إسحاق سليمان بن فيروز، و (عَبْدَ الله ابْن أَبِي أَوْفَى): صَحَابيٌّ، وأبوه
(أبو أوفى): علقمة بن خالد، تَقَدَّمَ نسبه، صَحَابيٌّ أيضًا رضي الله عنه.
قوله: (عَنِ الْجَرِّ الأَخْضَرِ): تَقَدَّمَ أنَّ (الجرَّ): هو الجرار.
قوله: (أَيُشْرَبُ [1]؟): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وقبله همزة
الاستفهام.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (أَنَشْرَبُ).
[ج 2 ص 515]
(1/10142)
[باب نقيع التمر ما لم يسكر]
قوله: (مَا لَمْ يُسْكِرْ): هو بِضَمِّ أوَّله وكسر الكاف، رُبَاعيٌّ، وهذا
ظاهِرٌ.
(1/10143)
[حديث: ما تدرون ما أنقعت لرسول الله
أنقعت له تمرات من .. ]
5597# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه يحيى
بن عبد الله بن بُكَيْر؛ بِضَمِّ الموحَّدة، وفتح الكاف، و (يَعْقُوبُ): بعده
القاريُّ؛ بتشديد الياء؛ منسوبٌ إلى القارة القبيلة المعروفة، لا إلى القراءة، و
(أَبُو حَازِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالحاء المُهْمَلة سلمة بن دينار، و
(أَبُو أُسَيد): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ الصواب ضمُّ همزته وفتح السين، وتَقَدَّمَ
الاختلاف في اسمه، وتَقَدَّمَ اسم (امْرَأَته): أمُّ أُسيد، وأنَّها سلامة بنت
وهب.
قوله: (وَهْيَ الْعَرُوسُ): تَقَدَّمَ أنَّ (العروس): اسم يشترك فيه الرَّجل
والمرأة.
قوله: (مَا أَنْقَعْتُ): هو بِضَمِّ تاء المُتكلِّم في آخره، وكذا الثَّانية:
(أَنْقَعْتُ لَهُ)، قال بعضهم: يقال: نقع وأنقع؛ لغتان، وتَقَدَّمَ ضبط (التَّور)
وما هو.
==========
[ج 2 ص 515]
(1/10144)
[باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من
الأشربة]
قوله: (بَابُ الْبَاذَقِ): هو بالباء الموحَّدة، وبعد الألف ذالٌ معجمةٌ مفتوحةٌ،
كذا قَيَّدهُ بفتحها ابن قُرقُول وابنُ الأثير، قال الدِّمْيَاطيُّ: (المطبوخ من
عصير العنب كان أوَّل مَن صنعه وسمَّاه بنو أُمَيَّة؛ لينقلوه عن اسم الخمر، وكلُّ
مُسكِر، فهو خمرٌ؛ لأنَّ الاسم لا ينقله عن معناه الموجود فيه)، انتهى، وما قاله
هو نحو لفظ ابن قُرقُول في «مطالعه»، وكأنَّه أخذه منه أو من القاضي عياض وغيَّره
قليلًا جدًّا، وفي «النِّهاية»: (الباذَق): هو بفتح الذال _يعني: المُعْجَمة_:
الخمرُ، تعريب (باذه)؛ وهو اسم الخمر بالفارسيَّة، وقَيَّدهُ شيخنا أيضًا بفتح
الذال المُعْجَمة، ثُمَّ قال: (وما ذكرتُه مِن فتح الذَّال هو ما قال ابن التِّين
[ج 2 ص 515]
أنَّه ضبطه به، ونقل عن الشيخ أبي الحسن عن بعض الحُذَّاق أنَّه اسمٌ حَدَثَ بعد
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يكن قديمًا في العرب، وسُئِل عن فتح
الذَّال، فقال: ما وقفناهم عليه، ولكن الذي [1] قرؤوا بكسرها)، انتهى.
قوله: (وَرَأَى عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ شُرْبَ الطِّلَاءِ): أمَّا
(عمر)؛ فهو ابن الخطَّاب الفاروق، و (أبو عُبَيدة): عامر بن عبد الله بن الجرَّاح،
أمين الأمَّة، تَقَدَّمَ، وأحد العشرة، و (معاذ): هو ابن جبل، تَقَدَّمَ أيضًا.
قوله: (شُرْبَ الطِّلَاءِ عَلَى الثُّلُثِ): (الطِّلاء)؛ بكسر الطاء المُهْمَلة،
وبالمدِّ في آخره، قال الجوهريُّ: (ما طُبِخ مِن عصير العنب حتَّى ذهب ثلثاه،
وتُسمِّيه العجم: المِنْبَخْتُّجَّ، وبعض العرب تُسمِّي الخمرَ الطِّلاء؛ يريد
بذلك تحسين اسمها، لا أنَّها الطِّلاءُ بعينها).
قوله: (وَشَرِبَ الْبَرَاءُ وَأَبُو جُحَيْفَةَ): (البراء): هو ابن عازب، وعازب
صَحَابيٌّ أيضًا، [و (أبو جحيفة)]: تَقَدَّمَ ضبطه غيرَ مَرَّةٍ، وأنَّه وهب بن
عبد الله السُّوائيُّ، وتَقَدَّمَ الخلاف في اسمه واسم أبيه.
(1/10145)
قوله: (وَقَالَ عُمَرُ [2] رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ: وَجَدْتُ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ رِيحَ شَرَابٍ): (عبيد الله) هذا: هو
ولده، وفي «النَّسَائيِّ»: عن السَّائب بن يزيد، عن عمر رضي الله عنه أنَّه خرج
عليهم، فقال: (إنَّي وجدت مِن فلان ريحَ شرابٍ، فزعم أنَّه الطِّلاء، وإنِّي سائل
عمَّا شَرِب، فإن كان يُسكِر؛ جلدتُه)، فجلده عمرُ الحدَّ تامَّا، (فلان): هو عبيد
الله المشار إليه، وقد عزا ابن بشكوال تعيينه لحديث الزَّعفرانيِّ، وفي «جامع
معمر» انتهى.
تنبيهٌ: عبد الرحمن بن عمر الأوسط: هو أبو شحمة، وهو الذي ضربه عمرو بن العاصي بمصر
في الخمر، ثُمَّ حمله إلى المدينة، فضربه أبوه أدبَ الوالد، ثُمَّ مرض، ومات بعد
شهر، هكذا يرويه معمر، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن أبيه، وأمَّا أهل العراق؛
فيقولون: إنَّه مات تحت السِّياط، وذلك غلط، وقال الزُّبَير: (أقام عليه عمرُ حدَّ
الشَّرابِ، فمرض فمات) انتهى.
تنبيهٌ: القصَّة التي يذكرها القُصَّاص في المساجد والجوامع وتحت القلعة للعوامِّ
في ضرب أبي شحمة في إقامة الحدِّ عليه بالزِّنى، ذكره ابن الجوزيِّ في أواخر
«الموضوعات» في (الموضوع على الصَّحابة) بطوله، ثُمَّ قال: (حديثٌ موضوعٌ، كيف
رُوِي؟ ومن أيِّ طريق نقل؟! وضعه جهَّال القُصَّاص؛ ليكون سببًا في تبكية
العَوامِّ والنِّساء، ولقد أبدعوا فيه، وأتَوا بكلِّ قبيح، ونسبوا عمرَ إلى ما لا
يليق، ونسبوا الصَّحابة إلى ما لا يليق بهم، وكلماته الرَّكيكة تدلُّ على وضعه،
وبُعْدُهُ عَن أحكام الشَّرع يدلُّ على سوء فهم واضعِه)، ثُمَّ ذكر ما فيه مُخالفٌ
للشَّرع ... إلى آخر كلامه، وهو كلام حسن؛ انظرْه إن أردتَه، والله أعلم.
(1/10146)
[حديث: ليس بعد الحلال الطيب إلا
الحرام الخبيث]
5598# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح
الكاف، وكسر المُثلَّثة، و (سُفْيَانُ) بعده: هو _فيما يظهر_ الثَّوريُّ؛ وذلك
لأنَّ الحافظ عبد الغنيِّ ذكر في ترجمة (مُحَمَّد بن كثير) في مشايخه الثَّوريَّ،
ولم يذكرِ ابنَ عيينة، وأمَّا الذَّهَبيُّ؛ فقال: (روى عن سفيان)، وأطلق، فحملتُ
المُطلَق على المُقيَّد، ونظرت في ترجمة أبي الجويرية، واسمه: حطَّان بن خُفاف
الجَرْميُّ، فرأيتُه قد روى عنه السُّفيانان، ثُمَّ نظرت في أطراف الحديث، فوجدت
الحديث قد رواه البُخاريُّ والنَّسَائيُّ، فرواه البُخاريُّ عن مُحَمَّد بن كثير،
عن سفيان، ورواه النَّسَائيُّ في (الأشربة) عن قتيبة، عن أبي عوانة وسفيان بن
عيينة فرَّقهما؛ كلاهما عن أبي الجويرية مُختَصَرًا، وأعاد حديث ابن عيينة في
(الوليمة)، فيحتَمل أن يكون ابنَ عيينة إن كان روى عنه مُحَمَّد بن كثير، والله
أعلم، و (أَبُو الجُوَيْرِيَة): حِطَّان بن خُفاف يروي عن ابن عَبَّاس، ومعن بن
يزيد الأسلميِّ، وغيرهما، وعنه: شعبة، والسُّفيانان، وإسرائيل، وزهيرٌ، وأبو
عوانة، وجماعة، وَثَّقَهُ أبو حاتم وغيره، أخرج له البُخاريّ وأبو داود،
والنَّسَائيُّ، والله أعلم.
قوله: (فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ [1] الْبَاذَقَ): (مُحَمَّد): مَرْفوعٌ فاعلٌ،
وهو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، و (الباذَقَ): تَقَدَّمَ ما هو، وهو
مَنْصوبٌ هنا مفعول، ومعنى هذا الكلام: أنَّ الباذَقَ لم يكن في زمن مُحَمَّد
صلَّى الله عليه وسلَّم، أو سبق قولُه فيه وفي غيره مِن جنسه، قاله ابن الأثير،
وفي هامش أصلنا ما لفظه: (قال الحافظ أبو ذرٍّ: يعني: أنَّ الاسم حدث بعد
الإسلام)، انتهى، وكذا نقل بعضهم عن أبي ذرٍّ، وهو القولُ الأوَّل مِن قَوْلَي
ابنِ الأثير.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
[ج 2 ص 516]
(1/10147)
[حديث: كان النبي يحب الحلواء والعسل]
5599# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه حمَّاد بن
أسامة.
قوله: (يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ): تَقَدَّمَ الكلام على (الحلواء) غيرَ
مَرَّةٍ، وأنَّها بالمدِّ والقصر، وإنَّما أخرج هذا الحديث هنا؛ لأنَّ (الحلواء)
اختُلِف فيها، فقيل: نقيع التَّمر، وقيل غير ذلك، وسيأتي الكلام عليها في (باب شرب
الحلواء) قريبًا.
(1/10148)
[باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر
إذا كان مسكرًا ... ]
قوله: (بَابُ مَنْ رَأَى أَلَّا يَخْلِطَ الْبُسْرَ وَالتَّمْرَ إِذَا كَانَ
مُسْكِرًا ... ) إلى آخر الترجمة: ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ
قال: وَهَّمَ الشَّارحُ البُخاريَّ في قوله: «إذا كان مُسكِرًا»، وقال: إنَّ
النَّهْي عن الخليطين عامٌّ وإن لم يسكر كثيرها؛ لسرعة سريان الإسكار إليهما من
حيث لا يشعر به، ولا يلزم البُخاريَّ ذلك، إمَّا لأنَّه يرى جواز الخليطَين قبل
الإسكار، وإمَّا لأنَّه ترجم على ما يطابق الحديث الأوَّل _أعني: حديث أنس_) ويعني
بحديث أنس: (إنَّي لأسقي أبا طلحة وأبا دجانة وسهيل بن بيضاء خليط بُسر وتمر ...
)؛ الحديث، قال ابن المُنَيِّر: (ولا شكَّ أنَّ الذي كان يسقيه حينئذٍ القومَ
مُسكِرٌ، ولهذا دخل عندهم في عموم التحريم للخمر، وقال أنس: إنَّا لنعدُّها يومئذٍ
الخمر، دلَّ على أنَّه كان مُسكِرًا، وأمَّا قوله: «وألَّا يجعل إدامين في إدام»،
فيطابق حديث جابر وأبي قتادة)، ويعني بحديث جابر: «نهى النَّبيُّ صلَّى الله عليه
وسلَّم عن الزبيب، والتمر، والبُسر، والرُّطب)، وبحديث أبي قتادة: (نهى النَّبيُّ
صلَّى الله عليه وسلَّم أن يجمع بين التمر والزهو، والتَّمر والزَّبيب، وليُنبَذ
كلُّ واحد منهما على حدة)، قال ابن المُنَيِّر: (ويكون النَّهْي مُعلَّلًا بعلل
مُستقلَّة؛ إمَّا تَحقُّق إسكار الكثير، وإمَّا توقُّع الإسكار بالاختلاط سريعًا،
وإمَّا الإسرافُ والشَّره، والتَّعليلُ بالإسراف مُبيَّن في حديث النَّهْي عن قران
التَّمر هذا، والتَّمرتان نوعٌ واحدٌ، فكيف بالمُتعدِّد؟!) انتهى.
قوله: (أَلَّا يَخْلِطَ): هو مَبْنيٌّ للفاعل، و (البُسر): إذن مَنْصوبٌ مفعول، و
(التمر): معطوف عليه، وكذا (يَجْعَلَ): مَبْنيٌّ للفاعل أيضًا، والله أعلم.
(1/10149)
[حديث أنس: إني لأسقي أبا طلحة وأبا
دجانة وسهيل بن البيضاء ... ]
5600# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): هو ابن إبراهيم، الفراهيديُّ، الحافظ،
تَقَدَّمَ الكلام عليه، و (هِشَامٌ) بعده: هو هشام بن أبي عبد الله الدَّستوائيُّ،
تَقَدَّمَ.
قوله: (إِنِّي لأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ ... ) إلى آخره: تَقَدَّمَ الجماعة الذين
كان يسقِيهم أنسٌ في (سورة المائدة)، وأنَّ في «مسند أحمد»: (أنَّهم كانوا أحد عشر
رجلًا).
قوله: (حُرِّمَتِ الْخَمْرُ): هو بِضَمِّ الحاء، وكسر الرَّاء المُشَدَّدة، و
(الخمر): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.
[ج 2 ص 516]
قوله: (قَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: سَمِعَ أَنَسًا):
وهذا تعليق مجزوم به، وهو عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله، أبو أُمَيَّة،
المصريُّ، الفقيه، المقرئ، أحد الأعلام، تَقَدَّمَ مِرارًا، وإنَّما أتى بهذا
التَّعليق؛ لأنَّ في الَّسند الأوَّل قتادةَ عنعن عن أنسٍ، وهو مُدَلِّس، فبيَّن
بهذا تصريح قتادة بالسَّماع مِن أنسٍ، والله أعلم، قال شيخنا: (وقد أسنده أبو نعيم
الحافظ ... )؛ فذكره.
(1/10150)
[حديث: نهى النبي عن الزبيب والتمر
والبسر والرطب]
5601# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن
مَخْلَد، النَّبيّلُ، و (ابْن جُرَيْجٍ): عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج، و
(عَطَاءٌ): هو ابن رَباح، أحد الأعلام، و (جَابِر): هو ابن عبد الله بن عمرو بن
حرام الأنصاريُّ.
قوله: (نَهَى [1] عَنِ الزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ، وَالرُّطَبِ): يعني:
أن يُنبَذا جميعًا، وكذا ذكر في الحديث: «وليُنبذْ كلُّ واحد منهما على حدة».
تنبيهٌ: اعلم أنَّ أصحاب الشَّافِعيِّ وغيرَهم مِن العلماء قالوا: سبب الكراهة:
أنَّ الإسكار يُسرِع إليه بسبب الخليط قَبلَ أن يتغيَّر طعمُه، فيظنُّ الشَّارب
أنَّه ليس مُسكِرًا، قال الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ: (ومذهب الشَّافِعيِّ
والجمهور: أنَّ النَّهْي؛ لكراهة التنزيه، ولا يحرم ذلك ما لم يَصِرْ مُسكِرًا،
وبهذا قال جماهير العلماء، وقال بعضُ المالكيَّة: هو حرام، وقال أبو حنيفة وأبو
يوسف في رواية عنه: لا كراهةَ فيه، ولا بأسَ به؛ لأنَّ ما حلَّ مُفرَدًا حلَّ
مخلوطًا، وأنكر عليه الجمهور، والأحاديث الصَّحيحة الصَّريحة قاضية عليه في
النَّهْي عنه، فإن لم يكن حرامًا؛ كان مكروهًا، واختلف أصحابُ مالك في النَّهْي:
هل يختصُّ بالشُّرب أم يعمُّه وغيره؟ والأصحُّ التَّعميمُ)، انتهى، وقال الإمام
أبو سليمان حمْد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الخَطَّابيُّ البُستيُّ في «معالمه»: (ذهب
غير واحد من العلماء إلى تحريم الخليطَين وإن لم يكن الشراب المُتَّخذ منهما مُسكِرًا؛
على ظاهر الحديث، ولم يجعلوه معلولًا بالإسكار، وبه قال عطاء، وطاووس، ومالك،
وأحمد، وإسحاق، وعامَّة أهل الحديث، وهو غالبُ مذهب الشَّافِعيِّ، وقال: مَنْ شرب
الخليطَين قبل حدوث الشِّدَّة؛ فهو آثمٌ مِن جهة واحدة، وإن شرب بعد حدوث
الشِّدَّة؛ كان آثمًا مِن جهتَين؛ إحداهما: شرب الخليطَين، والأخرى: شرب المُسكِر،
ورخَّص فيه سفيان، وأهل الرَّأي، وقال اللَّيث: (إنَّما جاءتِ الكراهة أن يُنبَذا
جميعًا؛ لأنَّ أحدهما يُسنِد صاحبه)، انتهى لفظ الخَطَّابيِّ، والله أعلم، وقد نقل
شيخُنا عن الشَّافِعيِّ: (أنَّه سُئِل عن رجل شرب خليطَين مُسكِرًا؟ فقال: هذا
بمنزلة أكل لحم خِنزير ميِّت، فهو حرام من وجهين؛ الخِنزيرُ حرامٌ، والمُسكِرُ
حرامٌ)، انتهى.
==========
(1/10151)
[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق):
(النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
[ج 2 ص 517]
(1/10152)
[حديث: نهى النبي أن يجمع بين التمر
والزهو]
5602# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن إبراهيم،
الفراهيديُّ، الحافظ، و (هِشَامٌ) بعده: تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه الدَّستوائيُّ، و
(يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة،
و (أَبُو قَتَادَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الحارث_وقيل غيره_ ابن ربعيٍّ
الأنصاريُّ.
قوله: (أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ): (يُجمَع): مَبْنيٌّ لِما لمْ
يُسَمَّ فاعِلُه، وكذا (وَلْيُنْبَذْ): مَبْنيٌّ أيضًا.
==========
[ج 2 ص 517]
(1/10153)
[باب شرب اللبن ... ]
قوله: (بَابُ شُرْبِ اللَّبَنِ): ساق ابن المُنَيِّر أحاديثَ البابِ بلا إسناد
مُختصَرةً، ثُمَّ قال: (أطال في هذه الترجمة النَّفَس؛ ليردَّ قولَ مَن تخيَّلَ
أنَّ اللَّبن يُسكِر كثيرُه، فردَّ هذا الفقه البعيد بالنَّصِّ، ثُمَّ هو غيرُ
مستقيم؛ لأنَّ اللَّبن بمجرَّده لا يُسكِر مُطلَقًا، وإنَّما يتَّفق ذلك فيه
نادرًا والصِّفة تحدث)، انتهى.
==========
[ج 2 ص 517]
(1/10154)
[حديث: أتي رسول الله ليلة أسري به
بقدح لبن وقدح خمر]
5603# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن عثمان
بن جَبَلَة بن أبي روَّاد، وأنَّ (عبدان) لقبه، و (عَبْدُ اللهِ) بعده: هو ابن
المبارك شيخ خراسان، و (يُونُسُ): هو ابن يزيد الأيليُّ، و (الزُّهْرِي): مُحَمَّد
بن مسلم ابن شهاب، و (سَعِيْد بْن المُسَيّب): بفتح ياء أبيه وكسرها، وغير أبيه لا
يجوز فيه إلَّا الفتح، و (أَبُو هُرَيْرَة): عبد الرحمن بن صخر، على الأصحِّ من
نحو ثلاثين قولًا.
قوله: (لَيْلَةَ): هو مَنْصوبٌ على الظَّرف.
قوله: (أُسْرِيَ بِهِ): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
(1/10155)
[حديث: شك الناس في صيام رسول الله يوم
عرفة]
5604# قوله: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بِضَمِّ الحاء
وفتح الميم، وأنَّه عبد الله بن الزُّبَير، وتَقَدَّمَ الكلام على هذه النِّسبة
لماذا؟ في أوَّل هذا التعليق، و (سُفْيَان) بعده: تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن
عيينة، و (سَالِم): أبو النَّضر، تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالضاد المُعْجَمة،
وأنَّه لا يحتاج إلى تقييد؛ لأنَّ (النَّضر) _ بالمُعْجَمة_ لا يأتي إلَّا بالألف
واللَّام؛ بخلاف (نصر)؛ بالمُهْمَلة، فإنَّه لا يأتي بهما، و (أُمُّ الْفَضْلِ):
هي أمُّ بني العَبَّاس السِّتَّة النُّجباء لُبابة بنت الحارث بن حزن الكبرى،
أوَّل امرأة أسلمت بعد خديجة، ويقال: أوَّل امرأة أسلمت بعد خديجة فاطمة بنت الخطَّاب.
قوله: (وَكَانَ سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن عيينة.
قوله: (فَإِذَا وُقِّفَ عَلَيْهِ): هو مُشدَّد في أصلنا بالقلم، مَبْنيٌّ لِما لمْ
يُسَمَّ فاعِلُه، وفي نسخة في هامش أصلنا: (وُقِف): مَبْنيٌّ مُخفَّف، مَبْنيٌّ
لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، قال الجوهريُّ: (يقال: وقفتِ الدَّابةُ تقِفُ وقوفًا،
ووقفتُها أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى، ووقَفْته على دَينه؛ أي: أطلعتُه عليه، ولم أر
أنا وقَّفته؛ بالتَّشديد، اللَّهمَّ؛ إلَّا أن يكون شُدِّد؛ للمبالغة، والله
أعلم).
(1/10156)
[حديث: ألا خمرته ولو أن تعرض عليه
عودًا]
5605# قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ): هو بفتح الجيم وكسر الرَّاء، هو ابن عبد
الحميد، و (الأَعْمَش): سليمان بن مِهْرَان، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئُ، و
(أَبُو صَالِحٍ): ذكوان السَّمَّان الزَّيَّات، و (أَبُو سُفْيَان): هو طلحة بن
نافع، الواسطيُّ _ويقال: المَكِّيُّ_ الإسكافُ، مولى قريش، عن أبي أيُّوب
الأنصاريِّ، وابن
[ج 2 ص 517]
عَبَّاس، وجابر، وابن الزُّبَير، وأنس، وغيرِهم، وعنه: الأعمشُ _فأكثر_، وحصين بن
عبد الرَّحمن، وجعفر بن أبي وحشيَّة، وحجَّاج بن أرطاة، وآخرون، قال أحمد: ليس به
بأس، وقال سعيد: حديثه عن جابر صحيفة، أخرج له الجماعة؛ البُخاريُّ مقرونًا بغيره،
كما هنا، فإنَّه قرنه بأبي صالح، ولأبي سفيان ترجمة في «الميزان».
قوله: (جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ): هو أبو حميد الساعديُّ، قال الدِّمْيَاطيُّ: (عبد
الرحمن بن عَمرٍو)، انتهى، وهو عبد الرحمن بن عمرو بن سعد، وقيل: ابن المنذر بن
سعد، الخزرجيُّ المدنيُّ، تُوُفِّيَ في آخر خلافة معاوية، روى عنه جماعةٌ، ترجمته
معروفة، أخرج له الجماعة، وأحمد في «المسند» وبقيٌّ أيضًا، وهو فرد في الصَّحابة؛
أعني: في الكنية، والله أعلم.
(1/10157)
قوله: (بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنَ
النَّقِيعِ): هو بالنون المفتوحة، قال الدِّمْيَاطيُّ: («النَّقيع»: موضعٌ حماهُ
عمرُ رضي الله [عنه] لنَعَم الفيء، وخيل المجاهدين، فلا يرعاه غيرها، وهو موضع
قريب من المدينة كان يستنقع فيه الماء؛ أي: يجتمع فيه الناقع المجتمع)، انتهى،
وقال ابن قُرقُول في (النُّون): («النَّقيع»: هو الذي حماه رسول الله صلَّى الله
عليه وسلَّم والخلفاء، وهو صدر وادي العقيق)، وقال في (الموحَّدة): (وأمَّا
«النَّقيع» الذي حماه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثُمَّ عمر، وهو الذي يضاف
إليه، في الحديث: «وغرز [1] النَّقيع»، وفي الحديث الآخر: «بقدح من النَّقيع»، و
«حمى النَّقيع»: وهو على عشرين فرسخًا مِن المدينة، ومساحته ميل في بريد، وفيه
شجر، ويستجمُّ حتَّى يغيب فيه الرَّاكبُ، واختلف الرواة في ضبطِه؛ فمنهم من
قَيَّدهُ بالنون؛ منهم النَّسفيُّ، وأبو ذرٍّ، والقابسيُّ، وكذلك قيَّدناه في
«مسلم» عن الصَّدفيِّ وغيره، وكذلك لابن ماهان، وكذلك ذكره الهرويُّ
والخَطَّابيُّ، قال الخَطَّابيُّ: وقد صحَّفه بعض أصحاب الحديث بالباء قال:
وإنَّما الذي بالباء؛ فهو مَدفِن أهل المدينة، ووقع في كتاب الأصيليِّ في موضع بالفاء
مع النُّون، وهو تصحيف، وإنَّما هو بالنُّون والقاف، وقال البكريُّ أبو عُبيد:
بالباء؛ مثل: بقيع الغرقد، و «النَّقيع» في الأصل: كلُّ موضع يستنقع فيه الماء، وبه
سُمِّي هذا)، انتهى، ولم يذكرِ ابن الأثير في (النقيع)؛ الحمى غيرَ النُّون، وقال
النَّوَويُّ في «شرح مسلم» بعد أن حكى الاختلاف: (والصَّحيح الأشهر الذي قاله
الخَطَّابيُّ والأكثرون: بالنُّون، وهو موضع بوادي العقيق، وهو الذي حماه عليه
السَّلام).
قوله: (أَلَا خَمَّرْتَهُ): أي: غطَّيته.
(1/10158)
قوله: (وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا): (تعرُض): قال ابن قُرقُول: («ولو بعُود يعرُضُه»؛ فبضمِّ الرَّاء كذا رويناه، وكذا قاله الأصمعيُّ، ورواه أبو عبيد بفتح التَّاء مع كسر الرَّاء، والأوَّل أشهر، وهو أن تضعَهُ عليه عرضًا [كأنَّه جعلَه بعرْضِه ومدِّه هناك؛ إذ لم يجِد ما يخمِّرُه أجمع، ومثلُه: «كان يُعرِّضُ رَاحِلَته ويُصلِّي إليها»؛ أي: يُنيخُها عَرضًا] [2] في قبلته، كذا ضبطناه، وكذا قَيَّدهُ الأصيليُّ، وقَيَّدهُ بعضُهم: «تعرض»، والأوَّل أوجه)، انتهى، ولم يتعرَّض ابن الأثير للرَّاء، ولفظه: («ولو بعود يعرضه عليه»؛ أي: يضعه عليه بالعرض)، وفي «الصِّحاح»: (وعرض العودَ على الإناء والسَّيفَ على فخذه يعرِضه ويعرُضه أيضًا، فهذه وحدها بالضَّمِّ).
(1/10159)
[حديث: ألا خمرته، ولو أن تعرض عليه
عودًا]
5606# قوله: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ [1]: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ): كذا في
أصلنا، وهو خطأ، سقط منه ([حدَّثنا] أبي)، وهو غياث، وقد تَقَدَّمَ ضبطه مرارًا، و
(الأعمش): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه سليمان بن مِهْرَان، و (أَبُو صَالِحٍ): ذكوان
السَّمَّان الزَّيَّات، تَقَدَّمَ مِرارًا.
قوله: (أُرَاهُ): هو بِضَمِّ الهمزة؛ أي: أظنُّه، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ): تَقَدَّمَ الكلام عليه أعلاه.
قوله: (مِنَ النَّقِيعِ): تَقَدَّمَ أعلاه الكلام عليه، وكذا (أَلَا خَمَّرْتَهُ)؛
أي: غطَّيتَه، تَقَدَّمَ، وكذا (تَعْرُضَ): تَقَدَّمَ أعلاه.
قوله: (وَحَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ): قائل ذلك هو الأعمش، وقد تَقَدَّمَ الكلام على
(أبي سفيان) أعلاه، وفي الصَّفحة قبل هذه، واسمه طلحةُ بن نافع.
(1/10160)
[حديث: قدم النبي من مكة وأبو بكر معه
قال أبو بكر مررنا براع]
5607# قوله: (حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه محمود بن غيلان، و
(النَّضْرُ): هو ابن شميل الإمامُ، و (أَبُو إِسْحَاق): عمرو بن عبد الله
السَّبِيعيُّ، و (الْبَرَاء): ابن عازب.
قوله: (مَرَرْنَا بِرَاعٍ): هذا (الراعي) لا أعرف اسمه.
قوله: (فَحَلَبْتُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ): تَقَدَّمَ الجمع بين هذا وبين الرواية
الأخرى أنَّه أَمَرَ الرَّاعي، فحلب، في حديث الهجرة، والله أعلم.
قوله: (كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ): (الكُثْبَة)؛ بِضَمِّ الكاف، ثُمَّ ثاء مُثَلَّثة
ساكنة، ثُمَّ مُوَحَّدَة مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، وهي الشيء القليل، وقد
تَقَدَّمَ.
قوله: (وَأَتَاهُ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ): تَقَدَّمَ الكلام عليه، وضبط جدِّه
(جعشم)، وهو سراقة بن مالك بن جعشم المُدْلِجيُّ رضي الله عنه.
==========
[ج 2 ص 518]
(1/10161)
[حديث: نعم الصدقة اللقحة الصفي منحةً]
5608# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ اسمه الحكم بن
نافع، و (شُعَيْبٌ): هو ابن أبي حمزة، و (أَبُو الزِّنَادِ)؛ بالنُّون: عبد الله
بن ذكوان، و (الأَعْرَج [1]): عبد الرَّحمن بن هرمز، و (أَبُو هُرَيْرَة): عبد
الرحمن بن صخر، على الأصحِّ مِن نحو ثلاثين قولًا.
قوله: (اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ): (اللِّقحة)؛ بكسر اللَّام، وقد يقال: بفتحها،
وجمعها: لِقاح، وهي ذوات الدَّرِّ مِن الإبل، يقال لها ذلك بعد الولادة بشهر،
وشهرين، وثلاثة، ثُمَّ هي لبون، و (اللِّقحة): اسم لها في تلك الحال، لا صفة، فلا
يقال: ناقة لِقحة، ولكن يقال: هذه لقحة، فإن أرادوا الوصف؛ قالوا: ناقة لقوح
ولاقح، وقد يقال لها ذلك وهنَّ حوامل لم يضعن بعدُ، وقد جاء في الحديث: (اللِّقحة
في البقر والغنم)، كما جاءت في الإبل، قاله ابن قُرقُول، وقد تَقَدَّمَ في
(المنحة).
قوله: (الصَّفِيُّ): هو بفتح الصاد المُهْمَلة، وكسر الفاء، وتشديد الياء، وهي
الكريمة، الغزيرةُ اللَّبن، وقد تَقَدَّمَ في (المنحة).
[ج 2 ص 518]
قوله: (مِنْحَةً): هو مَنْصوبٌ مُنوَّن، وهذا ظاهِرٌ، وكذا بعده: (وَالشَّاةُ
الصَّفِيُّ مِنْحَةً).
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (عبد الرَّحمن).
(1/10162)
[حديث: أن رسول الله شرب لبنًا فمضمض.]
5609# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن
مَخْلَد، النَّبيلُ، و (الأَوْزَاعِي): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الرحمن بن
عمرو، أبو عمرو، وتَقَدَّمَ الكلام على نسبته هذه لماذا، و (ابْن شِهَابٍ): هو
الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، و (عُبَيْد اللهِ بْن عَبْدِ اللهِ): هو ابن عتبة بن
مسعود.
(1/10163)
[معلق ابن طهمان: رفعت إلى السدرة فإذا
أربعة أنهار]
5610# قوله: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ شُعْبَةَ ... ) إلى آخره:
هذا تعليق مجزوم به، و (إبراهيم بن طهمان): ثقة مشهور، وكان مِن أئمَّة الإسلام
على إرجاء فيه، تَقَدَّمَ، تُوُفِّيَ سنة بضع وستِّين ومئة، أخرج له الجماعة، قال
شيخنا: تعليق (إبراهيم) وصله الإسماعيليُّ، وكذا وصله أبو نعيم، وساق سند كلِّ
واحدٍ منهما.
قوله: (رُفِعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ): (رُفِعْتُ)؛ بِضَمِّ الراء، وكسر الفاء، وفي
آخره تاء المُتكلِّم المضمومة، و (إلى السِّدرة): جارٌّ ومجرور.
قوله: (وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ؛ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ): تَقَدَّمَ أنَّ
الشيخ محيي الدين النَّوَويَّ قال: (مقاتل: هما السَّلسبيل والكوثر)، وقال شيخنا:
(عن ابن عَبَّاس ذلك).
قوله: (وَأُتِيتُ بِثَلَاثَةِ أَقْدَاحٍ): تَقَدَّمَ الجمع بين رواية (ثلاثة
أقداح)، ورواية: (بقدحَين)، و (أُتِيتُ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، وتاء
المُتكلِّم مضمومةٌ في آخره.
قوله: (أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ): تَقَدَّمَ أنَّ (الفطرة) هنا: الاستقامة،
وتَقَدَّمَ الكلام على (غَوَتْ أُمَّتُكَ)؛ أي: انهمكت في الشَّرِّ.
قوله: (وَقَالَ [1] هِشَامٌ وَسَعِيدٌ وَهَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ... ) إلى آخره: أمَّا (هشام)؛ فهو
ابن أبي عبد الله الدَّسوائيُّ، تَقَدَّمَ، وأمَّا (سعيد)؛ فهو ابن أبي عَرُوبة،
تَقَدَّمَ، وتَقَدَّمَ ما قاله شيخنا فيه في «القاموس»، وأمَّا (همَّام)؛ فهو ابن
يحيى، والتَّعاليق الثَّلاثة أخرجها البُخاريُّ في «صحيحه» مسندةً، وتعليق (هشام)
أخرجه أيضًا مسلم عن أبي موسى، عن معاذ بن هشام، عن أبيه به، وأمَّا تعليق (سعيد)؛
فأخرجه البُخاريُّ وقد ذكرتُه قُبَيل هذا، وأخرجه مسلم في (الإيمان) عن أبي موسى،
عن ابن أبي عديٍّ، عن سعيد به بطوله، وأخرجه التِّرْمِذيُّ في (التَّفسير) عن
مُحَمَّد بن بَشَّار، عن غُنْدُر وابن أبي عديٍّ؛ كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة به
ببعضه، وأمَّا تعليق (همَّام عن قتادة)؛ فأخرجه البُخاريُّ، كما قدَّمتُه.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (قال).
[ج 2 ص 519]
(1/10164)
[باب استعذاب الماء]
قوله: (بَابُ اسْتِعْذَابِ الْمَاءِ): ذكر ابن المُنَيِّر حديث الباب _وهو: (كان
أبو طلحة أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالًا مِن نخل) _ مُختصَرًا بغير إسناد، ثُمَّ
قال: (غرض الترجمة أنَّ التماس الماء العذب الطَّيِّب دون غيره ليس منافيًا
للزُّهدِ، ولا داخلًا في التَّرفُّه والتَّرف المكروه، بخلاف تطييب الماء بالمسك
وماء الورد ونحوه، فهو مكروه عند مالك، وقد نصَّ على كراهة الماء المُطيَّب بالكافور
للمُحرِم والحَلال، قال: لأنَّه مِن ناحية السَّرَف، والله أعلم)، انتهى.
==========
[ج 2 ص 519]
(1/10165)
[حديث: كان أبو طلحة أكثر أنصاري
بالمدينة مالًا ... ]
5611# قوله: (كَانَ أَبُو طَلْحَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه زيد بن سهل، نقيبٌ
بدريٌّ جليلٌ رضي الله عنه، وكذا تَقَدَّمَ (بيْرحَاء)، ولغاته، وتَقَدَّمَ أنَّ
الحديقة تُعرَف اليوم بالنُّوريَّة، وأنَّها اشترتها امرأة من النُّوريِّين؛ قضاةِ
مكَّة، ووقفتها على الفقراء والمساكين، و (مُسْتَقْبِلَة الْمَسْجِدِ): تَقَدَّمَ
أنَّها بكسر الموحَّدة، وكذا تَقَدَّمَ الكلام على (بَخٍ) لفظًا ومعنًى، وعلى
(رَابِح)؛ بالموحَّدة، (أَوْ رَايِح)؛ بالمُثَنَّاة تحت، كذا هنا بالشَّكِّ، و
(عبد الله): هو الشَّاكُّ، كما هنا، وهو عبد الله بن مسلمة القعنبيُّ، الإمامُ،
صاحبُ «المُوطَّأ»، سمعناه عاليًا بحلبَ، و (أَفْعَلُ): فعلٌ مُستقبَلٌ مَرْفوعٌ.
قوله: (وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى: رَايِحٌ): (إسماعيل): هو ابن
أبي أُوَيس عبدِ الله، وقد تَقَدَّمَ أنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ، وأمَّا (يحيى
بن يحيى)؛ فهو أبو بكر التَّميميُّ، أبو زكريَّا النيسابوريُّ، أحد الأعلام، لا
يحيى بن يحيى اللَّيثيُّ، عالمُ الأندلس، راوي «المُوطَّأ»، هذا الثاني ليس له في
الكُتُب السِّتَّة شيء، و (رايح)؛ بالمُثَنَّاة تحت، وهذان لم يشكَّا، بل جزما
بالمُثَنَّاة تحت، والله أعلم، وحديث إسماعيل عن مالك أخرجه البُخاريُّ في (التفسير)،
وحديث يحيى بن يحيى أخرجه البُخاريُّ في (الوكالة) عن يحيى بن يحيى، عن مالك،
وأخرجه مسلم في (الزَّكاة) عن يحيى بن يحيى، عن مالك.
(1/10166)
[باب شوب اللبن بالماء]
قوله: (بَابُ شَوْبِ اللَّبَنِ بِالْمَاءِ): (الشوب)؛ بالواو: الخلط، قال ابن
المُنَيِّر بعد أن ساق ما في الباب على عادته: (ترجم لحديث جابر: «باب الكرع في
الحوض»، وفيه: «فقال: يا رسول الله؛ بأبي أنت وأمِّي، وهي ساعة حارَّة»: شوب
اللَّبن بالماء، هو أصل في نفسه، وليس من باب الخليطين في شيء)، انتهى.
==========
[ج 2 ص 519]
(1/10167)
[حديث أنس: الأيمن فالأيمن]
5612# [قوله]: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن عثمان
بن جَبَلَة بن أبي روَّاد، ولقبه عبدان، و (عَبْدُ اللهِ) بعده: هو ابن المبارك،
شيخ خراسان، و (يُونُسُ): هو ابن يزيد الأيليُّ، و (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن
مسلم.
قوله: (فَحلبْتُ [1] شَاة): (حلبتُ)؛ بالتَّاء المضمومة؛ تاء المُتكلِّم، و (شاة):
مَنْصوبٌ مُنوَّن مفعول.
قوله: (فَشُبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الْبِئْرِ): (شُبْت)؛ بِضَمِّ الشين المُعْجَمة، وإسكان الموحَّدة، ثُمَّ [تاء]
المُتكلِّم المضمومة؛ أي: خَلطتُ.
قوله: (وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ): قال شيخنا: (إنَّه خالد بن الوليد، كما
سلف)، انتهى، وفي هذا نظر، وذلك لأنَّ خالدًا ليس أعرابيًّا، بل هو مِن أهل
الحاضرة، وقد قَدَّمْتُ ذلك، وقد أنكر ذلك أيضًا ابن شيخنا البلقينيِّ، كما
أنكرته، والله أعلم، ونقل بعضهم عن ابن عَبْدِ البَرِّ في «التمهيد» إنكارَه.
قوله: (الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ): هما منصوبان على الإغراء؛ أي: عليك الأيمنَ، أو
بإضمار: (أعطِ)، وقال النَّوَويُّ في «شرح مسلم»: (ضُبِط بالنَّصب والرَّفع، وهما
صحيحان، النَّصب على تقدير: أعطِ، والرَّفع على تقدير: الأيمن أحقُّ أو نحوُ ذلك)،
ثُمَّ قال النَّوَويُّ في «الشَّرح» المشار إليه: (وفي الرواية الأخرى: «الأيمنون»،
وهو يرجِّح الرَّفع)، انتهى، وقال المُحِبُّ الطَّبريُّ في (الأيمن فالأيمن): (في
إعرابه وجهان؛ أحدهما: نصبُ النُّون)، ثُمَّ ذكر ما ذكرتُه، ثُمَّ قال:
(والثَّاني: الرَّفع على معنى الابتداء؛ أي: الأيمن أولى)، انتهى.
==========
[1] كذا ضُبِطَتْ بالمبنيِّ للمفعول بالقلم في (أ)، وهي نسخة في هامش (ق).
[ج 2 ص 519]
(1/10168)
[حديث: إن كان عندك ماء بات هذه الليلة
في شنة وإلا كرعنا]
5613# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): الظاهر أنَّه المسنديُّ؛
وذلك لأنَّ الحافظ عبد الغنيِّ ذكر في «الكمال» أنَّ المسنديَّ روى عن أبي عامر
العَقَديِّ، ولم يذكر في ترجمة العقديِّ راويًا اسمه عبد الله بن مُحَمَّد عنه سوى
المسنديِّ، والله أعلم، و (أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ [1]): تَقَدَّمَ مِرارًا
أنَّه عبد الملك بن عَمرو، وتَقَدَّمَ مُترجَمًا، والكلام على نسبته هذه، و
(فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بِضَمِّ الفاء وفتح
اللَّام.
[ج 2 ص 519]
قوله: (دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ): قال ابن شيخنا البلقينيِّ: (وقع في
هذا المعنى قضيَّتان لأنصاريَّين؛ أحدهما: أبو الهيثم بن التَّيِّهان، وفيه:
«أنَّه جاء إليه، ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما»، الثانية: أبو أيُّوب
الأنصاريُّ، وفيه أيضًا: «أنَّ معه أبا بكر وعمرَ»، والأوَّل في «مسلم»، والثاني
في «الطَّبَرانيِّ» ... ) إلى أن قال: (فيحتمل أن يكون لثالث) انتهى مُلخَّصًا، وجزم
بعض الحُفَّاظ المعاصرين بأنَّه أبو الهيثم بن التَّيِّهان.
قوله: (وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ): الضمير في (معه) و (له): راجع إلى النَّبيِّ صلَّى
الله عليه وسلَّم، لا إلى الأنصاريِّ؛ بدليل قوله في آخر الحديث: (ثُمَّ شرب الرجل
الذي جاء معه)، وسيجيء الحديث، وفيه: (فسلَّم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
وصاحبُه، فردَّ الرَّجلُ)، وقال في آخره أيضًا: (فشربَ الرَّجلُ الذي جاء معه)،
والظاهر أنَّ الرجل الذي جاء معه عليه السَّلام إمَّا أبو بكر، وإمَّا عمر، والله
أعلم؛ بدليل ما ذكرتُه أعلاه، وجزم بعض الحُفَّاظ المصريِّين بأنَّه أبو بكر رضي
الله عنه.
قوله: (فِي شَنَّةٍ): (الشَّنَّة): تَقَدَّمَتْ أنَّها القربة البالية، و (في
شنَّة): جارٌّ ومجرور، وليس فيها ضميرٌ، وكذا هو في أصلنا.
قوله: (كَرَعْنَا): (الكَرْع)؛ بفتح الكاف، وإسكان الرَّاء، وبالعين المُهْمَلة،
والكرع في الماء: الشرب منه بالفم، وقال ابن دريد: لا يكون الكَرْع إلَّا إذا خاض
الماء بقدمَيه، فشرب منه بفيه، يقال: كرع في الماء يَكرَعُ كرعًا وكُروعًا، و
(الكرَع)؛ بفتح الرّضاء: الماء الذي تخوضه الماشية بأكارِعها، فتشرب منه، وقال
غيره: (الكَرَع): ماء السَّماء، وأكرع القومُ؛ إذا وجدوه فوردوه، قاله في
«المطالع»، والله أعلم.
(1/10169)
قوله: (وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ
الْمَاءَ): (الرَّجل): تَقَدَّمَ الكلام عليه أعلاه.
قوله: (فِي حَائِطِهِ): تَقَدَّمَ ما (الحائطُ) مَرَّاتٍ.
قوله: (فَانْطَلِقْ إِلَى الْعَرِيشِ [2]): تَقَدَّمَ ما (العريش)، و (انطلقْ):
فعلُ أمرٍ ساكنُ الآخِر.
قوله: (فَانْطَلَقَ بِهِمَا): (انطلقَ): فعل ماضٍ، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (مِنْ دَاجِنٍ): تَقَدَّمَ غيرَ مَرَّةٍ أنَّ (الدَّاجن): الشَّاة التي تألف
البيت، ولا تخرج إلى المرعَى.
==========
[1] (العَقَدِيُّ): ليس في «اليونينيَّة» و (ق).
[2] في هامش (ق): (كذا في نسخة مقروءة).
(1/10170)
[باب شراب الحلواء والعسل]
قوله: (شِرْبُ [1] الْحَلْوَاءِ): تَقَدَّمَ ما (الحلواء)، وأنَّها بالمدِّ والقصر،
قال ابن قُرقُول: («الحلواء»: ممدودةٌ عند أكثرهم، والأصمعيُّ يقصرُها، وحكى أبو
عليٍّ الوجهين، وقال اللَّيث: الحلواءُ؛ ممدودة، وهو كلُّ شيء حُلو يُؤكَل، وقال
شيخنا: («الحلواء»: فيها ثلاثة أقوال؛ قول الخَطَّابيِّ: إنَّها ما يُصنَع مِن
العسل ونحوِه، وقال الدَّاوديُّ: هو النَّقيع الحُلْو، وعليه يدلُّ تبويبُ
البُخاريِّ: «شِرْب الحلواء»، وقال أيضًا: «هو التمر ونحوه مِن الثمار» ... ) إلى
أن قال: (وعبارة ابن بَطَّال: «كلُّ شيء حُلْوٍ») انتهى.
(1/10171)
قوله: (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ؛ لأَنَّهُ رِجْسٌ): أمَّا (الزُّهريُّ)؛ فقد تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه أحد الأعلام، مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهريُّ، وأمَّا كلامه؛ فيُستثنَى منه بولُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد يخرُجُ مِن كلامه من قوله: (لأنَّه رجس)؛ وذلك لأنَّ بولَه صلَّى الله عليه وسلَّم شفاءٌ وبركةٌ، وقد شربت أمُّ أيمن بركةُ حاضنةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بولَهُ، وقيل: إنَّ التي شربت بولَه بركةُ جاريةُ أمِّ حبيبة، فقال: «إذن لا ينجعُ [2] بطنُك بعدَه أبدًا»؛ رواه الحاكم في «مستدركه» في ترجمة أمِّ أيمن بركةَ حاضةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جارِيَتِه، وعن الدارقطنيِّ: أنَّ حديث المرأة التي شربت بولَه حديثٌ صحيحٌ، وعن «العلل» له: أنَّه مضطرب، وأنَّ الاضطراب جاء من جهة أبي مالكٍ النَّخَعيِّ، وأنَّه ضعيفٌ، وأبو مالك هذا في رواية الحاكم، واسمه عبد الملك بن حسين، أبو مالك النَّخَعيُّ الكوفيُّ، له ترجمة في «الميزان»، وقد أخرج له ابن ماجه، وقد شرب بولَه أيضًا صلَّى الله عليه وسلَّم امرأةٌ أخرى يُقال لها: أمُّ يوسف، واسمها أيضًا بركةُ، ذكره شيخُنا البلقينيُّ، والكلام في فَضَلاتِه صلَّى الله عليه وسلَّم عند الشَّافِعيَّة معروفٌ، وقد شرب دَمَه جماعةٌ؛ منهم: سَفينة، كما رواه البَيْهَقيُّ، وأبو طيبة الحجَّام، ومالك بن سنان الخُدْريُّ يوم أُحُد؛ ذكره أهلُ السِّيَر، وهو في «المستدرك»، وتعقَّبه الذَّهَبيُّ، وشَرِبَ دمَه أيضًا عبدُ الله بن الزُّبَير، وشرب أيضًا دمَه عليُّ بن أبي طالب، ذكره الرافعيُّ في «الشرح الكبير»، ولم يرَه شيخُنا مخرِّجُ أحاديثِ «الرافعيِّ» شارحُ هذا الكتاب، فهؤلاء جماعةٌ أيضًا، وشخصٌ آخَرُ حجَّامٌ اسمه سالمٌ، شَرِبَ دَمَه.
(1/10172)
قوله: (وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي
السَّكَرِ): هو بفتح السين والكاف المخفَّفة، قال الجوهريُّ: (السَّكَر)؛ بالفتح:
نبيذ التمر، وفي التنزيل: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} [النحل: 67]) انتهى، و
(السَّكَر) في الآية: فيه أقوال: قال شيخنا: وقد اختُلِف في (السَّكَر)؛ فقيل: هو
الخمر، وبه جزم الدِّمْيَاطيُّ، وقيل: ما كان شربُه حلالًا؛ كالنَّبيذ والخلِّ،
وقيل: هو النَّبيذ، ثُمَّ نقل كلام الجوهريِّ، انتهى، وأمَّا قول ابن مسعود:
(إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ)؛ هو هنا
موقوفٌ على ابن مسعود من قوله، وقد رواه البَيْهَقيُّ من حديث أمِّ سلمة، وصحَّحه
ابن حِبَّان، وقد روى مسلم في «صحيحه» من حديث طارق بن سُوَيد الجعفيِّ: «إنَّه
ليس بدواءٍ، ولكنَّه [3] داءٌ»، وفي «أبي داود» و «ابن ماجه»: «إنَّما ذلك داء،
وليس بشفاء»، والله أعلم، وأمَّا التداوي بالأشياء النجسة؛ فمذهب الشَّافِعيِّ:
جوازُه إلَّا الخمرَ بشرطَين، وسأذكر ذلك في (كتاب الطبِّ)، والله أعلم، وقد
ذكرتُهما في أوائل هذا التعليق أيضًا.
==========
[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (شراب).
[2] في (أ): (يبجع)؛ فليراجع.
[3] في (أ): (ولكنَّها)، والمثبت من مصدره.
[ج 2 ص 520]
(1/10173)
[حديث: كان النبي يعجبه الحلواء
والعسل]
5614# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): هو حمَّاد بن أسامة، تَقَدَّمَ
مِرارًا، و (هِشَامٌ): هو ابن عروة بن الزُّبَير، وهذا معروفٌ ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ): تَقَدَّمَ الكلام على (الحلواء)
أعلاه ما هو.
==========
[ج 2 ص 520]
(1/10174)
[باب الشرب قائمًا]
(1/10175)
[حديث: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب
وهو قائم]
5615# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الفضل بن
دُكَين الحافظ، و (مِسْعَرٌ): تَقَدَّمَ أنَّه بكسر الميم، وإسكان السين وفتح
العين المُهْمَلتين، ثُمَّ راء، وهو ابن كدام، أبو سلمة الهلاليُّ، العَلَم
المشهور، و (النَّزَّالِ): بفتح النون، وتشديد الزاي، وهو ابن سبرة.
قوله: (بَابِ الرَّحْبَةِ): هي رحبة الكوفة، كما سيأتي في الحديث بعده، وهي بإسكان
الحاء، وهي محِلَّة منها، وقال شيخُنا: بإسكان الحاء ... إلى أن قال: فعلى هذا؛
نقرَأُ ما في الأصل بالسكون ... إلى أن قال: فتُقرَأ بالتحريك، قال ابن التين:
وهذا هو البيِّن، انتهى، فحاصل كلامه: أنَّه يُقال بالإسكان والتحريك [1]، والله
أعلم.
==========
[1] وهي رواية «اليونينيَّة» و (ق).
[ج 2 ص 520]
(1/10176)
[حديث علي: أنه صلى الظهر ثم قعد في
حوائج الناس في رحبة ... ]
5616# قوله: (ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه.
==========
[ج 2 ص 520]
(1/10177)
[حديث: شرب النبي قائمًا من زمزم]
5617# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تَقَدَّمَ قريبًا اسمُه واسمُ أبيه،
وتَقَدَّمَ قبل ذلك مرارًا، و (سُفْيَانُ): بعده هو الثَّوريُّ، و (الشَّعْبِيُّ):
[ج 2 ص 520]
تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل.
(1/10178)
[باب من شرب وهو واقف على بعيره]
(1/10179)
[حديث أم الفضل: أنها أرسلت إلى النبي
بقدح لبن]
5618# قوله: (حَدَّثَنَا [1] أَبُو النَّضْرِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالضاد
المُعْجَمة، وأنَّه لا يشتبه بـ (نصر) _بالمُهْمَلة_؛ لأنَّ (نصرًا) _
بالمُهْمَلة_ لا يأتي بالألف واللام، بخلاف (النضر) _ بالمُعْجَمة_، فإنَّه لا
يأتي إلَّا بهما، واسم هذا: سالم بن أبي أُمَيَّة، و (أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ
الْحَارِثِ): تَقَدَّمَ أنَّها لبابة الكبرى، زوجُ العَبَّاس وأمُّ بنيه
السِّتَّةِ النُّجَباء، وأنَّها أوَّلُ امرأةٍ أسلمت بعد خديجة، ويُقال: إنَّ
أوَّل امرأة أسلمت بعد خديجة فاطمةُ بنت الخطَّاب.
قوله: (زَادَ مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ): (مالك): هو الإمام المجتهد، و (أَبُو
النَّضْر): سيأتي قريبًا جدًّا أنَّه سالم، وحديث مالك رواه البُخاريُّ في (الحج)
عن القعنبيِّ، وفي (الصوم) عن عبد الله بن يوسف، وعن مسدَّد عن يحيى؛ ثلاثتهم عن
مالكٍ، عن أبي النضر، وأخرجه مسلم في (الصوم) عن يحيى بن يحيى، عن مالك به، وأبو
داود عن القعنبيِّ به.
(1/10180)
[باب الأيمن فالأيمن في الشرب]
قوله: (بَابُ الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ فِي الشُّرْبِ): ذكر ابن المُنَيِّر حديث
الباب على عادته، ثُمَّ قال: الحديث مطابقٌ للترجمة، والتيامنُ وإن كان مستحبًّا
في كلِّ شيء إلَّا أنَّ المنقولَ عن مالكٍ البُداءة في الماء خاصَّةً، فلعلَّ
البُخاريَّ احترز من هذا، فخصَّ الترجمة بالشرب؛ موافقةً للواقعة، والقياس أنَّ
مناولةَ الطعام أيضًا كذلك، ويلحقُ به كلُّ ما يُقسَم على هذا الوجه مطلقًا،
انتهى، ونقل شيخُنا عن بعضهم أنَّه قال: ما رُوِيَ عن مالك: أنَّه قال ذلك في
الماء خاصَّةً؛ فلا أعلم أحدًا قاله غيره ... إلى أن قال: قال ابن عَبْدِ البَرِّ:
لا يصحُّ ذلك عن مالك، قال ابن العربيِّ: وهي روايةٌ أنكرها قومٌ، ثُمَّ ذكر
وجهها، انتهى.
قوله في الترجمة: (بابُ: الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ): يجوز فيه الجرُّ والرفعُ
والنصبُ، هذا إذا لم تُنَوِّن (بابٌ)، فإن نوَّنتَه؛ يجِئ فيه الرفع والنصب، والله
أعلم.
(1/10181)
[حديث أنس: الأيمن فالأيمن.]
5619# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي أويسٍ
عبدِ الله، وأنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ المجتهدِ، و (ابْن شِهَاب): مُحَمَّد بن
مسلم الزُّهريُّ.
قوله: (أُتِيَ بِلَبَنٍ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ): أي: خُلِطَ.
قوله: (وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ): هذا الأعرابيُّ لا أعرف اسمه، وتَقَدَّمَ
قريبًا ردُّ كلامِ مَن قال: إنَّه خالد بن الوليد.
قوله: (الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ): هما منصوبان؛ أي: أعطوا، أو نحو ذلك، وقد
تَقَدَّمَ ما قاله النَّوَويُّ والمحبُّ الطبريُّ: (إنَّه يجوز الرفع والنصب)
قريبًا.
==========
[ج 2 ص 521]
(1/10182)
[باب: هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب ليعطى الأكبر؟]
(1/10183)
[حديث سهل: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟]
5620# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ أعلاه، و (أَبُو حَازِمٍ):
بالحاء المُهْمَلة، وتَقَدَّمَ أنَّ اسمه سلمة بن دينار.
قوله: (أُتِيَ بِشَرَابٍ): (أُتِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
قوله: (وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ): هذا هو عبد الله بن عَبَّاس، كذا جاء في بعض
طرقه، قال ابن بشكوال: («الغلام»: عبد الله بن عَبَّاس، وكان عن يساره خالدُ بن
الوليد، وكان ذلك في بيت ميمونة خالتِهما، وساق له شاهدًا من «مسند الحُميديِّ»)،
انتهى، وقد قرأت بعض «مسند الحميديِّ» بالقاهرة، والباقي إجازةً عاليًا، وفي
«مبهمات» الإمام الحافظ وليِّ الدين أبي زرعة ابن شيخِنا الحافظِ الجِهْبِذ
العراقيِّ: («الغلام»: عبد الله بن عَبَّاس، وعن يساره خالد بن الوليد، كما في
«مسند الحميديِّ»، وذلك في بيت ميمونة، وفي «المُوطَّأ» حديثٌ آخَرُ من رواية ابن
شهاب: أنَّ أبا بكر كان عن يساره، انتهى، فاستفدنا من كلامه رواية «المُوطَّأ»،
وقد قَدَّمْتُ في (الشرب) قولةً: إنَّه كان عن يمينه الفضل بن عَبَّاس، والله
أعلم، ولمَّا ذكر هذا الحديثَ بعضُ الحُفَّاظ المتأخِّرين؛ جزم بأنَّه ابنُ
العَبَّاس عبدُ الله، ثُمَّ قال: وفي «مسند أحمد» من حديث عبد الله بن أبي حبيبة
الأنصاريِّ شيءٌ يدلُّ على أنَّه عبد الله بن أبي حبيبة المذكورُ، انتهى.
قوله: (وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ): تَقَدَّمَ أنَّ خالد بن الوليد كان عن
يساره، وقيل: أبو بكر، وقد اقتصر شيخنا على أنَّه خالدٌ، وذكر من عند الحميديِّ
_يعني به: عبد الله بن الزُّبَير_ الحديثَ بذلك، والله أعلم.
قوله: (فَتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ):
(تَلَّه): بفتح التاء المُثَنَّاة فوق، وتشديد اللام، ثُمَّ هاء الضمير؛ أي: دفعه
إليه وبَرِئ منه.
==========
[ج 2 ص 521]
(1/10184)
[باب الكرع في الحوض]
قوله: (بَابُ الْكَرْعِ فِي الْحَوْضِ): تَقَدَّمَ قريبًا ما (الكراع)، والاختلاف
فيه.
==========
[ج 2 ص 521]
(1/10185)
[حديث: إن كان عندك ماء بات في شنة
وإلا كرعنا]
5621# قوله: (حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ
(فُلَيحًا) بِضَمِّ الفاء، وفتح اللام، وهذا معروفٌ عند أهله.
قوله: (دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ): تَقَدَّمَ الكلام قريبًا على هذا
الرجل الأنصاريِّ مَن هو، وتَقَدَّمَ الكلام على (صَاحِب) النَّبيِّ صلَّى الله
عليه وسلَّم.
قوله: (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي): تَقَدَّمَ الكلام على التفدية بالأب والأمِّ في
(أُحُد) وقبل ذلك، وأنَّها جائزةٌ، سواءٌ أكان الأبوان مؤمنَين أم كافرَين، أو
أحدهما مؤمنٌ، والله أعلم.
قوله: (فِي حَائِطٍ): تَقَدَّمَ ما (الحائط)، وكذا تَقَدَّمَ (فِي شَنَّةٍ): أنَّه
جارٌّ ومجرورٌ، وتَقَدَّمَ ما (الشَنَّة)، وتَقَدَّمَ (الكَرْع) ما هو، وكذا قوله:
(فَانْطَلِقْ [1]): أنَّه فعل أمر ساكن الآخر، وتَقَدَّمَ الكلام على (الْعَرِيشِ)
ما هو، وعلى (الدَّاجِن).
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة» وهامش (ق) من نسخة: (فانْطَلَقَ).
[ج 2 ص 521]
(1/10186)
[باب خدمة الصغار الكبار]
قوله: (بَابُ خِدْمَةِ الصِّغَارِ الْكِبَارَ): (الكبارَ): مَنْصوبٌ مفعولُ
المصدرِ؛ وهو (خدمةُ)، وهذا ظاهِرٌ.
(1/10187)
[حديث: كنت قائمًا على الحي أسقيهم
الفضيخ]
5622# قوله: (أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي): تَقَدَّمَ مَن حضرني منهم في (سورة
المائدة)، وقَدَّمْتُ هناك وغيرَه أنَّ في «مسند أحمد»: أنَّهم كانوا أحدَ عشرَ
رجلًا، وتَقَدَّمَ أنَّ في قول أنس: (عمومتي) مجازٌ؛ لأنَّ فيهم مَن ليس
أنصاريًّا.
قوله: (الْفَضِيخَ): تَقَدَّمَ ضبطه، وما هو، و (حُرِّمَتِ): تَقَدَّمَ أنَّه
بِضَمِّ الحاء، وكسر الراء المُشَدَّدة، وفي آخره تاء التأنيث الساكنة، وكُسِرت؛
لالتقاء الساكنين في الدَّرْج.
قوله: (اكْفَأْهَا [1]): تَقَدَّمَ أنَّه يُقال: كفأْت الإناء وأكفأْته؛ لُغَتان،
بهمزةٍ ساكنة بعد الفاء، فصرِّفْ أنتَ الأمرَ على هاتين اللُّغَتَين، وتَقَدَّمَ
الكلام على (البُسْر) ما هو.
قوله: (فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ): هو أبو بكر بن أنس بن مالك الأنصاريُّ،
يروي عن أبيه، وزيد بن أرقم، وعتبان بن مالك، وغيرِهم، وعنه: ابنه عبيد الله،
وقتادة، وابن جُدعان، ويونس بن عُبيد، وَثَّقَهُ العِجْليُّ، وأخرج له مسلمٌ فقط،
وقد قدَّمتُه غيرَ بعيد جدًّا.
قوله: (وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتْ
خَمْرَهُمْ): تَقَدَّمَ أنَّ قائل ذلك هو سليمان التيميُّ والدُ المعتمر، وأنَّ
(بعض أصحابه) لا أعرفه، وقال بعض حفَّاظ العصر: إنَّه قتادة، انتهى.
==========
[1] كذا في (أ) و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (أَكْفِئْهَا).
[ج 2 ص 521]
(1/10188)
[باب تغطية الإناء]
(1/10189)
[حديث: إذا كان جنح الليل فكفوا
صبيانكم فإن الشياطين.]
5623# قوله: (أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ): تَقَدَّمَ أنَّ (رَوحًا) بفتح
الراء، وأنَّ بعضهم قال: وبضمِّها، و (عُبَادَةَ): بِضَمِّ العين، وتخفيف
الموحَّدة، و (ابْنُ جُرَيْجٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيزز
بن جُرَيج، و (عَطَاءٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي رَباح، أحد الأعلام،
المَكِّيُّ.
[ج 2 ص 521]
قوله: (إِذَا كَانَ جنْحُ اللَّيْلِ): (الجنح)؛ بكسر الجيم وضمِّها: أوَّله، وقيل:
قطعة منه نحو النصف، والأوَّل أشبه بمراد الحديث، والله أعلم.
قوله: (فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ): تَقَدَّمَ ما الحكمة في كفِّ الصبيان من عند ابن
الجوزيِّ في (صفة إبليس).
قوله: (فَحُلُّوهُمْ): هو في أصلنا بالحاء المُهْمَلة، وفي نسخة في هامش أصلنا
بالخاء المُعْجَمة، قال ابن قُرقُول: بحاء مهملة للحمُّوي، وللكافَّة بالخاء.
قوله: (وَأَغْلِقُوا [1]): هو بهمزة قطعٍ مفتوحة؛ لأنَّه رُبَاعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ
جدًّا.
قوله: (وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ): هو بهمزة قطع، وضمِّ الكاف، رُبَاعيٌّ، وهو
معتلٌّ، ووقع في أصلنا بقطع الهمزة، وكسر الكاف، مهموزٌ، وهذا لا أعرفه، والظاهر
أنَّه خطأ، والله أعلم، يُقال: أوكيت السِّقاء أُوكِيه إيكاءً، فهو مُوكًى، وقد
ذكره غير واحدٍ في المعتلِّ، ولم أرَ مَن ذكره في المهموز، ومعنى الحديث: شُدُّوا
رؤوس القِرب بالوكاء؛ لئلَّا يدخلها حَيَوَانٌ، أو يسقط فيها شيءٌ، والله أعلم.
قوله: (وَلَوْ أَنْ تَعْرضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا): تَقَدَّمَ الكلام على (تعرض)
قريبًا؛ فانظره.
قوله: (وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ): هو بقطع الهمزة، ثُمَّ طاء ساكنة، ثُمَّ فاء
مكسورة، ثُمَّ همزة مضمومة، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
(1/10190)
[حديث: أطفئوا المصابيح إذا رقدتم
وغلقوا الأبواب]
5624# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
التَّبُوذَكيُّ الحافظ، و (هَمَّامٌ) بعده: هو همَّام بن يحيى العَوْذيُّ،
تَقَدَّمَ مِرارًا، و (عَطَاء): هو ابن أبي رَباح، و (جَابِر): هو ابن عبد الله بن
عمرو بن حرام.
قوله: (أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ): تَقَدَّمَ الكلام على (أَطْفِئُوا): أنَّه
بالقطع، وكسر الفاء، ثُمَّ همزة مضمومة، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (وَأَوْكُوا): تَقَدَّمَ الكلام عليه أعلاه، وأنَّه معتلٌّ، وهو هنا أيضًا
في أصلنا مهموزٌ، والظاهر أنَّه خطأ، والله أعلم.
قوله: (وَخَمِّرُوا): هو بتشديد الميم؛ أي: غطُّوا، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (تَعْرُضُهُ): تَقَدَّمَ الكلام عليه قريبًا غير بعيد.
(1/10191)
[باب اختناث الأسقية]
قوله: (بَابُ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ): هو بالخاء المُعْجَمة الساكنة، ثُمَّ
مثنَّاة فوق مكسورة، ثُمَّ نون، وفي آخره ثاء مُثَلَّثة، و (اختناثها) وكذا
(انخناثها): هو ثَنْيُ أفواهها إلى خارج؛ ليُشرَب منها، يُقال: خنثتُ السقاء؛ إذا
ثنيتَ فمه إلى خارجٍ وشربتَ منه، وأقبعتُه؛ إذا ثنيتَ فمه إلى داخلٍ، وقد فُسِّر
(الاختناث) في الحديث _وسأذكر مِن كلام مَن هو_ فقال: يعني: أن تُكسَر أفواهها، فيُشرَب
منها، وإنَّما نهى عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّه يُنتنها، وأنَّ
إدامة الشرب هكذا ممَّا يغيِّر ريحها، وقيل: لا يُؤمَن أن يكون فيها هامَّة، وقيل:
لئلَّا يترشَّش الماء على الشارب؛ لسعة فم القِربة، وقد جاء في حديثٍ آخَرَ
إباحتُه، ويحتمل أن يكون النَّهْيُ خاصًّا بالسقاء الكبير دون الإداوة، والله أعلم
بمراد رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.
==========
[ج 2 ص 522]
(1/10192)
[حديث: نهى رسول الله عن اختناث
الأسقية]
5625# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): قال الدِّمْيَاطيُّ: مُحَمَّد بن
عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، أبو الحارث، فقيه أهل المدينة، ممَّن كان يأمر
بالمعروف، انتهى، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، و (أَبُو سَعِيْد
الخُدْرِيُّ): سعد بن مالك بن سنان الخُدْريُّ.
قوله: (يَعْنِي: أَنْ تُكْسَرَ أَفْوَاهُهَا، فَيُشْرَبَ مِنْهَا): قال شيخنا: قال
الخَطَّابيُّ: أحسبُ هذا التفسيرَ عن الزُّهريِّ، انتهى، وهو الذي يظهر؛ لأنَّ
الزُّهريَّ يصنع ذلك كثيرًا، وهذه عادتُه رحمة الله عليه.
(1/10193)
[حديث: سمعت رسول الله ينهى عن اختناث
الأسقية]
5626# قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الله بن
المبارك، و (يُونُسُ): هو ابن يزيد الأيليُّ، و (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّد بن مسلم،
تقدَّموا، و (عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ): هو ابن عتبة بن مسعود، كما
تَقَدَّمَ نسبُه إلى جدِّه الأدنى أعلاه في الحديث الذي قبله، و (أَبُو سَعِيْد
الخُدْرِيُّ): تَقَدَّمَ أعلاه.
قوله: (يَنْهَى عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ): تَقَدَّمَ أعلاه الكلام عليه.
قوله: (قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ مَعْمَرٌ أَوْ غَيْرُهُ: هُوَ الشُّرْبُ مِنْ
أَفْوَاهِهَا): أمَّا (عبد الله)؛ فهو ابن المبارك، كما قدَّمته أعلاه، وأمَّا
(مَعْمَر)؛ فقد تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الميمين، وإسكان العين، وأنَّه ابن راشد، و
(عبد الله) شكَّ في قائل التفسير، والظاهر أنَّه الزُّهريُّ الذي فسَّر
(الاختناث)، كما تَقَدَّمَ، ويحتمل أن يكون الراوي عنه (مَعْمَر)، فإنَّه تلميذه،
والله أعلم.
(1/10194)
[باب الشرب من فم السقاء]
قوله: (بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب
مختصرًا، ثُمَّ قال: لم يستغنِ بالترجمة التي قبلها _وهي قوله: (باب اختناث
الأسقية) _ عنها؛ لاحتمال أن يُظَنَّ النَّهْيُ عن صورة اختناثها، فبيَّن بالترجمة
الثانية أنَّ النَّهْيَ مُطلَقٌ ممَّا يُختَنَث، وممَّا لا يُختَنَث؛ كالفخَّار
مثلًا، انتهى.
==========
[ج 2 ص 522]
(1/10195)
[حديث: نهى رسول الله عن الشرب من فم
القربة أو السقاء]
5627# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ سفيان بعد (ابن
المدينيِّ عليٍّ): هو ابن عيينة، و (أَيُّوبُ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن أبي تميمة
السَّخْتيَانيُّ.
قوله: (خَشَبَهُ فِي دَارِهِ [1]): تَقَدَّمَ الكلام عليها أنَّها بالإفراد
والجمع.
==========
[1] في (أ) من نسخة: (جداره)، وهي رواية أبي ذرٍّ.
[ج 2 ص 522]
(1/10196)
[حديث: نهى النبي أن يشرب من في
السقاء]
5628# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): هذا هو إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَيَّةَ،
أحد الأعلام، و (أَيُّوبُ): تَقَدَّمَ أعلاه.
قوله: (أَنْ يُشْرَبَ): هو بِضَمِّ أوَّله، وفتح الراء، مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ
فاعِلُه.
==========
[ج 2 ص 522]
(1/10197)
[حديث: نهى النبي عن الشرب من في
السقاء]
5629# قوله: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ): (خالد): هو خالد بن مِهْرَان
الحَذَّاء، تَقَدَّمَ.
==========
[ج 2 ص 522]
(1/10198)
[باب التنفس في الإناء]
(1/10199)
[حديث: إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في
الإناء ... ]
5630# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الفضل بن
دُكَين الحافظ، و (شَيْبَانُ) بعده: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوِيُّ؛ إلى القبيلة،
لا إلى صناعة النحو، تَقَدَّمَ مِرارًا، وتَقَدَّمَ أنَّ ابن أبي داود وغيرَه
قالوا: إنَّ المنسوب إلى القبيلة يزيد بن أبي سعيد النَّحْويُّ، لا شيبان
النَّحْوِيُّ، والله أعلم، و (يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، و (أَبُو قَتَادَةَ):
الحارث بن رِبْعِيٍّ، وقد تَقَدَّمَ الاختلاف في اسمه رضي الله عنه.
==========
[ج 2 ص 522]
(1/10200)
[باب الشرب بنفسين أو ثلاثة]
[ج 2 ص 522]
قوله: (بَابُ الشُّرْبِ بِنَفَسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ): ساق ابن المُنَيِّر حديث
الباب على عادته، ثُمَّ قال: أورد الشارح سؤالَ التعارض بين هذا الحديث وبين
النَّهْي عن التنفُّس في الإناء؛ وهو الحديث المتقدم على هذه الترجمة، وأجاب
بالجمع بينهما، ولقد أغنى البُخاريُّ عن ذلك، فإنَّه ترجم على الأولى: (باب
التنفُّس في الإناء)، فجعل (الإناء) ظرفًا للتنفُّس، وهي النَّهْيُ [1] عنه، فجعل
(الشُّرْب) مقرونًا بـ (نَفَسَين)؛ أي: لا يشرب في نَفَسٍ واحدٍ؛ خوفَ الرَّبْوِ،
بل يفصل بين الشُّربَين بنَفَسٍ أو أكثر، انتهى.
(1/10201)
[حديث: كان أنس يتنفس في الإناء مرتين
أو ثلاثًا]
5631# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ): أمَّا (أبو عاصم)؛ فهو
الضَّحَّاك بن مَخْلَد النَّبيلُ، وأمَّا (أبو نُعَيم)؛ فهو الفضل بن دكين الحافظ،
و (عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ): بفتح العين المُهْمَلة، وإسكان الزاي، ثُمَّ راء
مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث.
قوله: (كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ): أي: يتنفَّس خارجَ الإناء، وكذا
قوله في رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (كَانَ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا)، وقال
ابن قرقول: (يتنفَّس في الإناء ثلاثًا)؛ أي: يزيله عن فِيه ويتنفَّس)، انتهى،
والمعنى واحدٌ، وفي «النهاية»: (أنَّه نهى عن التنفُّس في الإناء)، وفي حديث
آخَرَ: (أنَّه كان يتنفَّس في الإناء ثلاثًا)؛ يعني: في الشُّرب، الحديثان صحيحان،
وهما باختلاف تقديرين؛ أحدهما: أن يشرب وهو يتنفَّس في الإناء من غير أن يُبينَه
عن فِيه، وهو مكروهٌ، والآخر: أن يشرب من الإناء بثلاثة أنفاسٍ يفصل فيها فاه عن
الإناء، يقال: أكرع في الإناء نَفَسًا أو نَفَسَين؛ أي: جرعة أو جرعَتَين، انتهى.
==========
[ج 2 ص 523]
(1/10202)
[باب الشرب في آنية الذهب]
(1/10203)
[حديث: هن لهم في الدنيا وهي لكم في
الآخرة]
5632# قوله: (عَنِ الْحَكَمِ): هو ابن عُتيبة القاضي، و (ابْن أَبِي لَيْلَى): عبد
الرحمن بن أبي ليلى الأنصاريُّ الأوسيُّ الكوفيُّ، تَقَدَّمَ، و (حُذَيْفَةُ): هو
ابن اليماني.
قوله: (بِالْمَدَايِنِ): هي مدائن كسرى.
قوله: (فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ [1]): (الدّهقان): بكسر الدال المُهْمَلة وضمِّها، كذا
قاله ابن قُرقُول، وحكى الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ في «شرح مسلم» عن نسخ
«الصحاح» للجوهريِّ أو بعضها: أنَّه بفتح الدال، واستغربه، وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ،
وهو زعيم فلَّاحي العجم، ورئيس الإقليم، سُمُّوا بذلك من الدَّهْقَنَة
والدَّهْقَمَة؛ وهي تليين الطعام؛ لترفُّههم وسِعَة عيشهم، والمعروف: (الدَّهْقَنَة)؛
بالنون، قال الجوهريُّ: الدهقان معرَّبٌ إن جعلتَ النون أصليَّة _من قولهم: تدهقن
الرجل، وله دهقنةُ موضعِ كذا_؛ صرفتَه؛ لأنَّه «فُعلان»، وإن جعلتَه من الدَّهْقِ؛
لم تصرفه؛ لأنَّه «فِعلان»، والله أعلم.
قوله: (وَالدِّيبَاجِ): تَقَدَّمَ الكلام عليه.
==========
[1] في هامش (ق): (قال الجوهريُّ: الدِّهْقَان: هو معرَّب إن جعلت نونه أصليَّة،
من قولهم: تدهقن الرَّجلُ، وله دهقنة موضع كذا؛ صرفته؛ لأنَّه فِعْلَالٌ، وإن
جعلته من الدَّهق؛ لم تصرفه؛ لأنَّه فَعْلان).
[ج 2 ص 523]
(1/10204)
[باب آنية الفضة]
(1/10205)
[حديث: لا تشربوا في آنية الذهب
والفضة]
5633# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ): هو مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي
عَديٍّ السُّلَميُّ مولاهم، البصريُّ القسمليُّ؛ لأنَّه نزل في القساملة، ترجمته
معروفة، و (ابْن عَوْن): هو عبد الله بن عون بن أرطبان، لا عبد الله بن عون ابنِ
أمير مصر، هذا ليس له في «البُخاريِّ» شيءٌ؛ إنَّما روى له مسلمٌ والنَّسَائيُّ، و
(ابْن أَبِي لَيْلَى): تَقَدَّمَ أعلاه، و (حُذَيْفَة): هو ابن اليماني.
قوله: (وَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (النَّبيَّ):
مَنْصوبٌ مفعول، والفاعل: (هو)؛ راجعٌ على (حذيفة)، وهذا ظاهِرٌ.
(1/10206)
[حديث: الذي يشرب في إناء الفضة إنما
يجرجر في بطنه نار جهنم]
5634# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن أبي أويسٍ
عبدِ الله، وأنَّه ابن أخت مالكٍ الإمامِ أحدِ الأعلام، و (أُمُّ سَلَمَةَ):
تَقَدَّمَتْ مرارًا أنَّ اسمها هند بنت أبي أُمَيَّة حذيفةَ المخزوميَّة،
وتَقَدَّمَ بعض ترجمتها، وأنَّها آخر الزوجات وفاةً، تُوُفِّيَت بعد مقتل الحسين
رضي الله عنهما.
قوله: (إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ): قال الشيخ محيي الدين
النَّوَويُّ: اتَّفق العلماء من أهل الحديث والغريب واللُّغَةِ وغيرِهم على كسر
الجيم الثانية من (يجرجِر) انتهى، لكنِّي رأيت في بعض تعاليق بعض فضلاء
الشَّافِعيَّة من أهل بلدنا عن بعض تعاليق بعض الحمويِّين _ وسمَّاه_: أنَّه
فتحها، انتهى، وغالب ظنِّي أنَّه عزاه لابن أبي الدَّم، قال الشيخ محيي الدين:
واختلفوا في الراء من (النار)، فنقلوا فيها النصبَ والرفعَ، وهما مشهوران، النصب
هو الصَّحيح الذي جزم به غيرُ واحد، ورجَّحه غير واحد، وتؤيِّده الروايةُ الأخرى:
«يجرجر في بطنه نارًا من نارِ جهنَّم»، كذا هو في «مسلم»، وكذا هو في «مسند أبي
عوانة» وغيرِه من رواية عائشة رضي الله عنها: «إنَّما يجرجِر في بطنه نارًا»؛ بحذف
(جهنَّم)، وأمَّا معناه؛ فعلى رواية نصب (النار)؛ فالفاعل _هو الشارب_ مضمرٌ في
(يجرجر)؛ أي: يلقيها في بطنه بجَرْعٍ متتابعٍ يُسْمَع له جرجرة _وهي الصوت_؛
لتردُّده في حلقه، وعلى رواية رفع (النار)؛ تكون النار فاعله، ومعناه: تصوِّت
النَّارُ في جوفه، و (الجرجرة): التصويت، وسُمِّيَ المشروب نارًا؛ لأنَّه يَؤُول
إليها؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء:
10]، والله أعلم.
(1/10207)
[حديث: أمرنا رسول الله بسبع ونهانا عن
سبع]
5635# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه الوضَّاح بن
عبد الله، و (أَشْعَثُ بْنُ سُلَيم): بالثاء المثلَّثة في آخره، وأمَّا (أشعب) _
بالموحَّدة_ الطامعُ؛ فذاك فردٌ، و (سُلَيْم): بِضَمِّ السين، وفتح اللام، و
(مُعَاوِيَة بْن سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ): بتشديد الراء المكسورة.
قوله: (وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ): تَقَدَّمَ أنَّ (التشميت) بالمُعْجَمة
والمُهْمَلة، وهو الدعاء للعاطس بقولك: يرحمك الله، ولـ (التشميت) و (التسميت)
كلماتٌ أخواتٌ تُقال بالمُعْجَمة والمُهْمَلة تنيفُ على تسعين كلمةً أفردها شيخُنا
العلَّامة الأستاذ مجدُ الدين مؤلِّف «القاموس» في مؤلَّف سمَّاه: «تحبير الموشين
في التعبير بالسين والشين»، وقد قرأتُه عليه بالقاهرة.
قوله: (وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ): هو بالشين المُعْجَمة، وهو إظهاره وإذاعته، وهذا
معروفٌ.
قوله: (وَعَنِ الْمَيَاثِرِ): تَقَدَّمَ الكلام عليها، وكذا (الدِّيبَاجِ)، وكذا
(الإِسْتَبْرَقِ).
[ج 2 ص 523]
(1/10208)
[باب الشرب في الأقداح]
(1/10209)
[حديث أم الفضل: أنهم شكوا في صوم
النبي يوم عرفة]
5636# قوله: (حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه
بموحَّدة، وسين مهملة، وأنَّه ليس لهم في الكُتُب السِّتَّة عمرو بن عيَّاش؛
بالمُثَنَّاة تحت، والشين المُعْجَمة، و (عَبْدُ الرَّحْمَنِ) بعده: هو ابن
مهديٍّ، و (سُفْيَانُ) بعده: هو الثَّوريُّ سفيان بن سعيد بن مسروق، و (سَالِمٌ
أَبُو النَّضْرِ): بالضاد المُعْجَمة، و (أُمُّ الفَضْلِ): لبابة بنت الحارث بن
حَزْن الهلاليَّة، زوجُ العَبّ