مجلد5. و6. التلقيح لفهم قارئ الصحيح (التلقيح على الجامع الصحيح) المؤلف: برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الشهير بسبط ابن العجمي (753 - 841 هـ)
مجلد5. التلقيح لفهم قارئ الصحيح (التلقيح على الجامع
الصحيح) برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل
الشهير بسبط ابن العجمي (753 - 841 هـ)
عبد
الرَّزَّاق، انتهى، وقد دُخِل في الكتاب في الأماكن التي قال فيها البخاريُّ:
حدَّثنا عبد الله بن مُحَمَّد، فأصلحتُها على ما قاله هذا الحافظ أنَّه
المُسنديُّ؛ فليُعلَم [5] ذلك، وكنت قد قلت في بعضها أنَّه ابن أبي شيبة،
فقلَّدتُه في ذلك، والله أعلم [6]] [7].
قوله: (حَدَّثَنَا شَبَابَةُ): هو بفتح الشين المعجمة، ثمَّ مُوَحَّدة مخفَّفة،
وبعد الألف مُوَحَّدة أخرى، ثمَّ تاء، (قيل: إنَّ اسمَه مروانُ، قاله في «الكمال»)
[8]، وهو ابن سوَّار _بتشديد الواو_ الفزاريُّ مولاهم، أبو عمر المدائنيُّ، وليس
في الكتب السِّتَّة راوٍ اسمُه شَبَابة سواه، ولهم (شَبَاب)، ذاك لقبُ الحافظِ
خليفة بن خيَّاط العصفريِّ، انفرد به البخاريُّ، يروي (شَبَابة) صاحب التَّرجمة عن
يونس بن أبي إسحاق وحَرِيز بن عثمان، وعنه: أحمد وعبَّاس [9] الدّوريُّ، وكان
مُرجِئًا صدوقًا، قال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به، تُوُفِّيَ سنة (206 هـ)، أخرج له
الجماعة، وله ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه.
قوله: (حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ): هو بفتح الواو، ثمَّ راءٍ ساكنةٍ، ثمَّ قافٍ، وفي
آخره مدَّةٌ، وهو ابن عمر اليشكريُّ أبو بشر، عن عمرو بن دينار وابن المنكدر،
وعنه: الفريابيُّ ويحيى بن آدم، صدوق صالح، وثَّقه أحمد وغيره، له ترجمة في
«الميزان».
[ج 1 ص 268]
==========
[1] في (ب): (أطرافه).
[2] ما بين قوسين سقط من (ب).
[3] في (ب): (محلًّا).
[4] في (ب): (عنها).
[5] في (ب): (والله أعلم).
[6] (والله أعلم): سقط من (ب).
[7] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[8] ما بين قوسين سقط من (ج).
[9] في (ب): (عياش).
(1/1918)
[حديث:
لا تمنعوا إماء الله مساجد الله]
900# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): هو حمَّاد بن أسامة، الكوفيُّ الحافظ،
مولى بني هاشم، عالم إخباريٌّ، حجَّة، تقدَّم.
قوله: (كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاَةَ الصُّبْحِ): قال شيخنا
الشَّارح: (يحتمل أن تكون امرأة عُمر عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، أخت سعيد زوج
عبد الله بن أبي بكر الصِّدِّيق، كانت حسناءَ جميلةً، فأحبَّها حبًّا شديدًا، وله
فيها أشعارٌ، فأمره أبو بكر بطلاقها، فطلَّقها، وتتيَّم بها فَرَقَّ له أبوه،
وأمره بارتجاعها، ثمَّ أصابه سَهْم يوم الطَّائف، فمرض منه ومات، وتزوَّجها عُمر،
ثمَّ بعده الزُّبير، فرثتِ الثَّلاثة، وإنَّما ذكرتُ ما ذكرتُ احتمالًا لقرينة،
وهي أنَّها [1] كانت تقول: لأخرجنَّ إلى المسجد إلَّا أن يمنعني، وكان عمر شديد
الغيرة، فكره منعها؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكره خروجها، فذُكِر أنَّه جلس
لها في الغَلَس في طريق المسجد، فمسَّ طرف ثوبها، وهي لا تعرف، فرجعتْ، فقال لها:
ألا تخرجين، فقالت: كنَّا نخرج حين كان النَّاس ناسًا، وذُكِر أنَّه أعلمها بعد
ذلك أنَّه فاعل ذلك، فقالت: ولو، وأبت أن تخرج، والله أعلم) انتهى، وقال ابن
شيخِنا البلقينيِّ: (لعلَّها عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، فإنَّ في ترجمتها
أنَّها كانت تخرج إلى المسجد [2]، فلمَّا خطبها عمر؛ شرطت عليه ألَّا يمنعها
المسجد، فأجابها على كره منه) انتهى.
قوله: (يَكْرَهُ ذَلِكَ): هو بكسر الكاف؛ لأنَّه خطاب لمُؤنَّث.
(1/1919)
[باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر]
(1/1920)
[حديث
ابن عباس لمؤذنه في يوم مطر: إذا قلت]
901# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): هذا هو ابن عُليَّة، الإمامُ، تقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ): هو بالمُثَنَّاة تحتُ، وهذا ظاهرٌ جدًّا عند أهله.
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّد بْنِ
سِيرِينَ): [(ابن) الثَّانية: بالرَّفع؛ لأنَّه تابع لعبد الله، لا لأبيه، وهذا
ظاهرٌ عند أهله، وقوله: (ابْنُ عَمِّ مُحَمَّد بْنِ سِيرِينَ): قال الدِّمياطيُّ:
(بل ختنه على أخته أبو الوليد البصريُّ) انتهى، قال شيخنا العراقيُّ: (هو كما قال
الدِّمياطيُّ، وقد وقع هكذا في «الجمعة» من «البخاريِّ»، وقد تقدَّم عند البخاريِّ
من «الأذان» من غير ذكر كونِه ابن عم مُحَمَّد بن سيرين] [1]، وهكذا هو عند مسلم:
عبد الله بن الحارث فقط، ولم يذكر قرابته [2] لابن سيرين، ولا صهارته [3]) انتهى،
وقال المِزِّيُّ في «أطرافه»: (عبد الله بن الحارث أبو الوليد البصريُّ نسيب ابن
سيرين) انتهى، وفي «تذهيب الذَّهبيِّ» _والظَّاهر [4] أنَّه في «التَّهذيب»
للمِزِّيِّ_: (زوج أخت مُحَمَّد بن سيرين).
قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ): مُؤذِّن ابن عبَّاس لا أعرف اسمه.
قوله: (فَلاَ تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلاة، قُلْ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ [5]): تقدَّم
الكلام عليه في مكانه.
قوله: (عَزْمَةٌ): هي بإسكان الزاي؛ أي: حق واجب، وقيل: لأنَّها من شدة، ولا تراخي
فيها، وقد تقدَّم.
قوله: (وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ): تقدَّم الكلام فيه في مكانه.
قوله: (وَالدَّحْضِ): هو بفتح الدَّال، والحاء المهملتين، وبالضَّاد المعجمة،
ويجوز سكون الحاء أيضًا، قال الجوهريُّ: (مكانٌ دحْضٌ ودَحَضٌ أيضًا؛ بالتَّحريك؛
أي: زَلَق)، قال في «المطالع»: (فتمشون في الدَّحض والطِّين، كذا للكافَّة، وعند
القابسيِّ: «الرحض»؛ بالرَّاء، وفسَّره بما يجري من البيوت من الرحاضة، وهو بعيد؛
إنَّما الرَّحض: الغسل، والمرحاض: خشبة يُضرَب بها الثَّوب عند الغسل) انتهى، وقد
تقدَّم في مكانه.
(1/1921)
[باب:
من أين تؤتى الجمعة؟]
قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي رَباح، مفتي أهل مكَّة،
الإمام مشهور، وقد تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (وَكَانَ أَنَسٌ [1] فِي قَصْرِهِ): قصر أنس رضي الله عنه خارج المدينة
المشرَّفة بالزاوية [2]، على فرسخين منها، كما هنا، و (الزَّاوية): موضع بالمدينة
فيه قصر أنس بن مالك على فرسخين منها كما هنا، وكما قاله ابن قُرقُول، انتهى، وهذا
معروفٌ، وقد تُوُفِّيَ أنسٌ بالبصرة خارجها على نحو فرسخ ونصف، ودُفِن هناك في
موضع يُعرَف بقصر أنس، وليس هذا المراد، والله أعلم.
قوله: (عَلَى فَرْسَخَيْنِ): اعلم أنَّ (الفرسخ) ثلاثةُ أميال، وسيأتي الكلام على
البَرَيد، والفَرسخ، والمِيْل، في (تقصير الصَّلاة) إن شاء الله تعالى.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (رضي الله عنه).
[2] في (ب) و (ج): (بلا نقط).
[ج 1 ص 269]
(1/1922)
[حديث:
لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا]
902# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [1]: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ):
ذكرتُ الكلام على (أحمد عن ابن وهب) فيما (إذا قام عن يسار الإمام)؛ فانظره هناك.
قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ): هذا هو الفقيه، أبو بكر
المصريُّ، أحد الأعلام، عن الشَّعبيِّ وأقرانه، وعنه: ابن إسحاق، واللَّيثُ،
والنَّاس، مات في سنة (136 هـ) [2]، صدوق مُوثَّق، وله ترجمة في «الميزان»، أخرج
له الجماعة [3].
قوله: (يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ [4]): أي: يأتونها من بُعْد ليس بالكثير،
والنَّوب؛ بالفتح [5]: البُعد، وقيل: القرب، وقيل: كلُّ وقت يتكرَّر فيه فعلٌ.
قوله: (وَالْعَوَالِي): هي بفتح العين، وكسر اللَّام، أماكن بأعلى أرض المدينة،
وهي من المدينة [6] على أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، وذلك أدناها، وأبعدُها: ثمانية.
قوله: (فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ،
فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ): كذا في أصلنا، قال في «المطالع»: (فيأتون في
العباء [7]، ويصيبهم الغبار، فيخرج منهم الرِّيح، كذا للفارسيِّ [8]، ورواية عن
النَّسفيِّ، ولغيرهما: فيأتون في الغبار، ويصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم
العرق، وكذا رواية الفربريِّ، حكاه الأصيليُّ عن النَّسفيِّ، وهو وَهم، والأوَّل
الصَّواب).
قوله: (فَأَتَى [9] رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِنْسَانٌ): هذا
الإنسانُ لا أعرفه [10].
(1/1923)
[باب
وقت الجمعة إذا زالت الشمس]
(بَابُ صَلاَةِ الْخَوْفِ) ... إلى (بَاب فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ)
قوله: (وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
[1]، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ): كذا في أصلنا، وفي الهامش عوض (يُروَى): (يُذكَر)،
وهما مبنيَّان لما لم يُسمَّ فاعلهما، وهما بمعنًى واحد عند أهل الصناعة، قال
شيخنا الشَّارح: (إنَّما صدَّر البخاريُّ بالصَّحابة الباب؛ لأنَّه قد رُوِي عن
أبي بكر، وعُمر، وعُثمان: أنَّهم كانوا
[ج 1 ص 269]
يصلُّون الجمعة قبل الزَّوال، من طريق لا يثبت، كما قال ابن بطَّال، ثمَّ تعقَّبه
[2] ... إلى أن قال: وقد أَجمع العلماء على أَنَّ وقت الجمعة بعد الزَّوال إِلا ما
رُوِي عن مجاهد: أنَّه قال: جائزٌ فعلُها في وقت صلاة العيد؛ لأنَّها صلاة عيد،
كذا نقل الإجماع، وحكى هذه الحكاية عن مجاهدٍ ابنُ بطَّال، ثمَّ قال: وقال أَحمد: يجوز
قبل الزَّوال)، وقد أَسلفنا عن التِّرمذيِّ إِجماعَ أكثر أَهل العلم أَيضًا:
(أَنَّ وقتها بعدَ الزَّوال)، وكذا قال ابن العربيِّ: (اتَّفق العلماء عن [3]
بَكرة أَبيهم أَنَّ الجمعة لا تجب حتَّى تزول الشَّمسُ، ولا تُجزِئه قبل الزَّوال،
إِلا ما رُوِي عن أَحمد ابن حَنبل: أنَّه يجوز قبلَ الزَّوال، ونقله ابن المنذر عن
عطاء، ونقله الماورديُّ عن ابن عبَّاس في السَّادسة، قال ابن المنذر: (رُوِيَ ذلك
بإسناد لا يثبت عن أَبي بكر، وعمر، وابن مسعود، ومعاوية)، وقال ابن قدامة: (المذهب
جوازها في وقت صلاة العيد ... ) إلى آخر كلامه، وفيه الاستدلالُ لأَحمد؛ فانظره
إِن أَردته، وقال القَاضي عِياض: (ورُوِي أَنَّ في سبب هذا أشياءَ عن الصَّحابة لا
يصحُّ منها شيء إِلَّا ما عليه الجمهور).
(1/1924)
[حديث:
كان الناس مهنة أنفسهم وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة .. ]
903# قوله: (حَدَّثَنا عَبْدَانُ): تقدَّم أَنَّ اسمَهُ عبدُ الله بن عثمان بن
جَبَلَة بن أَبي رَوَّاد، وتقدَّم بعضُ ترجمته.
قوله: (أَخْبَرنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، العَالم الزَّاهد المشهور.
قوله: (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، وقد تقدَّم مِرارًا
أنَّه يحيى بن سَعيد بن قَيس بن عَمرو الأنصاريُّ، أَبو سَعيد، قَاضي السَّفاح.
قوله: (عَنِ الْغَسْلِ): تقدَّم مِرارًا بفتح الغين، ويجوز الضَّمُّ [1].
قوله: (مَهَنَةَ [2] أَنْفُسِهِمْ): هو بفتح الميم، والهاء، والنُّون؛ أي: خُدَّام
أنفسِهم، قال شَيخُنَا: (قال ابن التِّين: رُوِّيناه بفتح الميم والهاء، جمع
«ماهن»؛ وهو الخادم، وفي رواية أبي ذرٍّ: «المِهْنة»؛ بكسر الميم، وسكون الهاء:
الخدمة، يكون معناه بإِسقاط محذوفٍ؛ أَي: ذو خدمة [3] أَنفسهم) انتهى.
(1/1925)
[حديث:
أن النبي كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس]
904# قوله: (حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ): قال الدِّمياطيُّ: (هذا
بالسِّين المهملة، وشريح بن النُّعْمان _بالشين المعجمة_ تابعيٌّ، يروي عن عَليٍّ،
ليس له ذكر في «الصَّحيح») انتهى، وقد ذكرتُ لك قبلَ هذا في ترجمة أَحمد بن أَبي
سُرَيج كلَّ مَن يقال له: سُريج؛ بالمهملة [1] والجيم في «البخاريِّ» و «مسلم»،
وشريح، ونعيدهُ هُنا فنقول: (قد نظمَ شَيخُنا [2] حافظ الوقت العراقيُّ في
«مَنظومتِهِ» مَنْ يقال له: سُريج بالسِّين المهملة والجيم في «البخاريِّ» و «مسلم»،
فقال) [3]:
~…وَابْنُ أَبِي سُرَيجٍ أَحْمدُ ائْتَسَا…بولَدِ النُّعْمَانِ وابْنِ يُونُسَا
فهؤلاء الثَّلاثةُ بالمهملة والجيم؛ وهم: أَحمد بن أَبي سُرَيج، واسم أَبي سُريج
الصَّبَّاح، روى عنه البخاريُّ في «صحيحه»، وكذلك سُرَيج بن النُّعْمان، روى عنه
البخاريُّ أَيضًا، وذكر الجيَّانيُّ أَنَّ مسلمًا روى عن رجل عنه، فالله أَعلم،
وسُرَيج بن يونس حَديثُه في «البخاريِّ» و «مسلم»، والباقون: شُرَيح؛ بالشِّين
المعجمة، والحاء المهملة، وقد انضبط الباب، والله أَعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ): تقدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ الفاء،
وفتح اللَّام، وتقدَّم أَنَّ فُليحًا لقبٌ اشتُهِرَ بهِ، وأَنَّ اسمه عبد الملك،
وأَنَّه فَرْدٌ.
==========
[1] في (ج): (بالسِّين المهملة).
[2] (شيخنا): سقط من (ب).
[3] ما بين قوسين سقط من (ج).
[ج 1 ص 270]
(1/1926)
[حديث:
كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعة]
905# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم أَعلاه اسمُه ونسبُه، وقبل ذلك بعضُ
ترجمته.
قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أَعلاه أنَّه ابن المبارك، العَالم
المشهور.
قوله: (أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ): تقدَّم أَنَّ هذا هو حميد الطَّويل ابن
تير، وقيل: تيرويه، وتقدَّم أَنَّ حُمَيدًا عن أنس [1] في «البخاريِّ» اثنان،
وتقدَّم في أين يروي حميد الآخر _وهو ابن هلال_ عن أَنس في «البخاريِّ»، فانظر
ذلك.
==========
[1] (أنس): مثبت من (ج).
[ج 1 ص 270]
(1/1927)
[باب: إذا اشتد الحر يوم الجمعة]
(1/1928)
[حديث:
كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة]
906# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ): تقدَّم غيرَ
مَرَّةٍ أنَّه بضمِّ الميم، وفتح القاف، وتشديد الدَّال المهملة المفتوحة، وأَنَّه
[1] نسبة إِلى جدِّه مُقدَّم.
قوله: (حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ): تقدَّم ضبط (حرميٍّ)، وأنَّه لا [2]
كالمنسوب إِلى الحرم؛ (لأَنَّ المنسوب إِلى الحرم؛ بكسر الحاء، وإِسكان الرَّاء،
وهذا بفتح الحاء والرَّاء) [3]، وأَنَّ (عُمارة)؛ بضمِّ العين، وتخفيف الميم.
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ): هو خالد بن دينار، أَبو خلْدة؛ بإسكان
اللَّام، وهذا ظاهرٌ مشهور عند أهله، التَّميميُّ الخيَّاط، عن أَنسٍ وأَبي
العَالية، وعنه: ابن مهديٍّ ومُسلم بن إِبراهيم، وثَّقه يَزيد بن زُرَيع، وابن
مَعِين، والنَّسائيُّ، تُوُفِّيَ سنة (152 هـ).
قوله: (وَقَالَ بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ): (بشر): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين
المعجمة، مشهور بصريٌّ [4]، يروي عن موسى بن عُلَيٍّ وشعبة، وعنه: الدَّارميُّ،
والدُّوريُّ، وعددٌ، صدوق، أَخرج له ابن ماجه فقط، وقد استشهد بهِ البخاريُّ في
هذا الباب، وهذا تعليق مجزوم به، قال ابن أَبي حاتم: (سُئِل أَبي عنه، فقال:
مجهول، وقد ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وهو بزَّار، له ترجمة في «الميزان».
قوله: (صَلَّى بِنَا أَمِيرٌ الْجُمُعَةَ): هذا الأَمير لا أَعرفه، [وقال بعض
الحُفَّاظ من العصريِّين: هو الحكم بن أيُّوب الثَّقفيُّ ابن عمِّ الحَجَّاج بن
يوسف وخليفته على البصرة، بيَّن [5] ذلك عمر بن شبَّة في «أخبار البصرة»، انتهى،
وذكرهُ الذَّهبيُّ في «الميزان»، فقال: (روى عن أَبي هريرة، وروى عنه: الجريري،
مجهول) انتهى، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، ولم يذكر عنه راويًا سوى [6]
الجريري] [7].
==========
[1] في (ب): (وأن).
[2] (لا): سقط من (ج).
[3] ما بين قوسين سقط من (ج).
[4] في (ب): (بصري مشهور).
[5] في (ب): (قال).
[6] زيد في (ب): (في).
[7] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 270]
(1/1929)
[باب
المشي إلى الجمعة]
قوله: (وقَالَ عَطَاءُ: تَحْرُمُ الصِنَاعَاتُ كُلُّهَا): تقدَّم مِرارًا أَنَّ
هذا هو عطاء بن أَبي رَبَاح، العالم المشهور، مفتي مكَّة، وتقدَّم بعضُ ترجمته.
قوله: (تَحْرُمُ الصِنَاعَاتُ كُلُّهَا): هذا أَيضًا مذهب الشَّافعيِّ؛ لأَنَّ
الصِّناعاتِ والعقودَ في معنى البيع، بل الصناعات أَبلغ، وإذا ظهر الخطيب على
المنبر وشرع المُؤذِّن في الأَذان؛ حَرُم البيع، فلو باع؛ صحَّ، وهذا في حقِّ مَن
جلسَ له في غير المسجد، أَمَّا [1] إِذا سمع النَّداء فقام يقصد الجمعة، فباع في
طريقه وهو يمشي أَو قعد في الجامع وباع؛ فلا يحرم، صرَّح به صاحب «التَّتمَّة»،
وهو ظاهر، والله أَعلم.
==========
[1] في (ب): (وأمَّا).
[ج 1 ص 270]
(1/1930)
[حديث:
من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار]
907# قوله: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ): هو بالمُثَنَّاة تحت،
وبالزاي، الدِّمشقيُّ، إِمام الجامع زمن الوليد، له في «البخاريِّ» والأربعة، وهو
ثقة، ولهم بُرَيد بن أَبي مريم؛ بالمُوَحَّدة المضمومة، وبالراء، ليس له في
«البخاريِّ» و «مسلم» شيءٌ، وإِنَّما روى له أَصحاب السُّنن الأَربعة،
السَّلوليُّ، عن ابن الحَنفِيَّة، وأَنس، وعدَّةٍ، وعنه: سَلْم بن زَرير، وشعبةُ،
وعدَّةٌ، ثقة.
قوله: (أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ): هذا هو عبد الرَّحمن _وقيل: عبد الله_ ابن جبر
بن عمرو بن زيد بن جشم، الأنصاريُّ الحارثيُّ، له صحبةٌ، بدريٌّ جليلٌ، روى عنه:
ابنه زيد، وعَباية [1] بن رفاعة، وغيرُهما، قال ابن عبد البرِّ: مات سنة (34) عن
سبعين سنةً، وصلَّى عليه عثمان، وكان فيمن قتل كعب بن الأَشرف، له في «البخاريِّ»،
و «التِّرمذيِّ»، و «النَّسائيِّ» حديثٌ واحدٌ رواه أَحمد في «المسند»، وهو هذا
الحديث: «مَنِ اغبرَّت ... ».
[ج 1 ص 270]
==========
[1] في (ج): (وعبَّاس)، وليس بصحيح.
(1/1931)
[حديث:
إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون]
908# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد
الرَّحمن بن المغيرة ابن أَبي ذئب، أَحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (قَالَ الزُّهْرِيُّ): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد
الله بن شهاب، العالم المشهور.
قوله: (عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ): أَمَّا (سعيد)؛ فهو ابن المسيّب، تقدَّم
الكلام عليه مرارًا، وكذا (أبو سلمة): عبد الله، وقيل: إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن
عوف، أَحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأَكثر.
قوله: (وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع،
وتقدَّم عليه بعضُ الكلام.
قوله: (قَالَ [1] شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ): أَمَّا (شعيب)؛ فهو ابن أَبي
حمزة، و (الزُّهري): تقدَّم أَعلاه، وقد تقدَّما مرارًا.
قوله: (عَلَيْكُمُ السَّكِينَة): (السَّكينة): مرفوعةٌ ومنصوبةٌ، وإعرابهما [2]
ظاهرٌ، وقد تقدَّم [3].
==========
[1] في (ج): (وقال)، وزيد في «اليونينيَّة»: (أَخْبَرَنَا).
[2] في (ج): (وإعرابها).
[3] (وقد تقدَّم): سقط من (ج).
[ج 1 ص 271]
(1/1932)
[حديث:
لا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة]
909# قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ): هو سَلْم بن قتيبة، وسَلْم؛ بفتح
السِّين، وباللَّام الساكنة، الشَّعيريُّ [1] الخراسانيُّ، [نزل] بالبصرة، عن عيسى
بن طهمان ويونس بن أَبي إسحاق، وعنه: الذُّهليُّ وهارون بن سليمان، ثقة يَهِمُ،
أَخرج له البخاريُّ والأربعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه [2]، تُوُفِّيَ
سنة مئتين.
قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف وكسر
المُثلَّثة.
قوله: (وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَة): تقدَّم أَعلاه أَنَّها بالنَّصب والرَّفع،
وأنَّه تقدَّم [3].
==========
[1] في (ج): (السعيري)، وهو تصحيف.
[2] (وصحَّح عليه): سقط من (ب).
[3] (وأنه تقدَّم): سقط من (ج)، و (تقدَّم): سقط من (ب).
[ج 1 ص 271]
(1/1933)
[باب: لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة]
(1/1934)
[حديث
سلمان: من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طهر]
910# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم في ظاهرها [1] اسمُه ونسبُه، وقبل ذلك
[2] بعضُ [3] ترجمته.
قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أنَّه ابن المبارك، العالم المشهور.
قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم أَعلاه اسمه ونسبه.
قوله: (عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ): تقدَّم بعض ترجمته، ولماذا نُسِب، وأنَّه
بضمِّ المُوَحَّدة وفتحها وكسرها، وقد تقدَّم [4].
قوله: (عَنْ أَبِيهِ): تقدَّم اسم أَبي سعيد المقبريِّ، وأنَّه كيسان، وتقدَّم بعض
ترجمته.
تنبيهٌ: هذا الحديث كذا رواه البخاريُّ هنا بإِثبات (أبيه)، وقد رواه يعقوب بن
الوليد المدنيُّ عن ابن أَبي ذئب، ومالك بن أَنس، عن سعيد، عن عبد الله بن وديعة،
عن سلمان، وكذلك رواه عبد العزيز بن أَبي حازم عن الضَّحَّاك بن عثمان، عن سعيد
المقبريِّ، ورواه يحيى القطَّان عن مُحَمَّد بن عجلان، عن سعيد، عن أَبيه، عن عبد
الله بن وديعة، عن أبي ذرٍّ، وروى سعيد المقبريُّ عن أَبي هريرة، وقيل: عنه، عن
أَبيه، عن أَبي هريرة.
قوله: (عَنِ ابْنِ [5] وَدِيعَةَ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن وديعة؛ كواحدة
(الودائع)، في (باب الدُّهن للجمعة)، وتقدَّم [6] بعض ترجمته.
قوله: (أَنْصَتَ): تقدَّم أنَّه رُباعيٌّ، وثلاثيٌّ، و (انْتَصِتْ).
==========
[1] (في ظاهرها): سقط من (ب).
[2] (وقبل ذلك): سقط من (ج).
[3] في (ب): (وبعض).
[4] (وكسرها وقد تقدَّم): سقط من (ج).
[5] زيد في (ج): (أبي)، وليس بصحيح.
[6] في (ب): (وقد تقدَّم).
[ج 1 ص 271]
(1/1935)
[باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ويقعد في مكانه]
(1/1936)
[حديث:
نهى النبي أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه]
911# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ): كذا في
أصلنا وأصلنا الدِّمشقيِّ، قال الجيَّانيُّ في «تقييده»: (وقال _يعني: البخاري_:
في كتاب «الجمعة»، و «البيوع»، و «بدء الخلق»، وفي «ذكر الملائكة»، و «المَرضى»، و
«اللِّباس»، و «الوصايا»، وفي «باب ما يُنهى من دعوة الجاهليَّة»: «حَدَّثَنا
مُحَمَّد: حدَّثنا مخلد بن يزيد الحرَّانيُّ»، نسبه شيوخنا: مُحَمَّد بن سلَام،
وقد نسبه أَيضًا البخاريُّ كذلك في مواضعَ مِن [1] آخر الكتاب) انتهى، وقال شيخنا
في «شرحه»: (ومُحَمَّد: هو ابن سلَام البيكنديُّ)، وقد صرَّح به في بعض النُّسخ،
انتهى، [وكذا هو في نسخة على هامش أَصلنا: (هو ابن سلام)، ورقم عليها راويها] [2].
قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مِرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد
العزيز بن جريج، الإمام المشهور، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (قَالَ: الْجُمُعَة وَغَيْرهَا): يجوز رفعهما ونصبهما، وبهما ضُبِط في
أَصلنا.
(1/1937)
[باب الأذان يوم الجمعة]
(1/1938)
[حديث:
كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر]
912# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم في أوَّل الصفحة [1] اسمُه
ونسبُه، وقبل ذلك بعضُ ترجمته.
قوله: (زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ): الذي زاده عثمانُ رضي الله عنه هو النِّداء
الأوَّل الذي على المَنَاير اليوم، فإِذا خرج الإمامُ وجلس على المنبر؛ أُذِّنَ،
وهذا الأَذان هو الذي كان على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَبي بكر وعمر
رضي الله عنهما، وأَمَّا الثَّالث؛ فهو الإِقامة، وأطلق عليها الراوي أذانًا
ثالثًا؛ لأَنَّ بها يكمل ثلاثة، والله أَعلم.
قوله: (عَلَى الزَّوْرَاءِ): هو [2] بفتح الزَّاي، ثمَّ واوٍ ساكنةٍ، ثمَّ راءٍ،
ثمَّ همزةٍ ممدودةٍ، في بعض النُّسخ: (قال أَبو عبد الله: الزَّوراء: موضع
بالسُّوق بالمدينة) انتهى، وهو كذلك، وسوق المدينة بقُرب مسجدها، والله أَعلم.
==========
[1] (في أوَّل الصفحة): ضُرِب عليها في (ب).
[2] (هو): سقط من (ب).
[ج 1 ص 271]
(1/1939)
[باب المؤذن الواحد يوم الجمعة]
(1/1940)
[حديث:
أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان]
913# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين،
ودُكَين لقبٌ، واسمه عمرٌو.
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ): هو بكسر
الجيم، وبعدها شينٌ معجمةٌ، وهو مَرْفوعٌ؛ لأنَّه لقب عبد العزيز، قال الجيَّانيُّ
في «تقييده»: والماجشون؛ بالفارسيَّة: فاكهون، فعُرِّب؛ ومعناه: المُورَّد، ويقال:
الأبيض الأحمر، وهذا اللَّقب هو لقب يعقوبَ بنِ أبي سلمةَ، واسم أبي سلمة ميمون،
يقال [1]: إنَّ سُكينة بنت الحسين لقَّبته بذلك، ويعقوب هذا هو عبد العزيز بن عبد
الله بن أَبي سلمة الفقيه، وهذا اللَّقب إِنَّما حمله يعقوب بن أَبي سلمة أَخو عبد
الله بن أَبي سلمة، فجرى على بنيه وعلى بني أَخيه، وقد ذكر الجيَّانيُّ في
«تقييده» كلامًا طويلًا في ذلك؛ فانظره إِن أَردته.
[قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ): هو مُحَمَّد بن مسلم، وقد تقدَّم مرارًا.
قوله: (عَنِ سَالِم بْنِ يَزِيدَ): كذا في أصلنا، وصوابه: السَّائب بن يزيد [2]،
بلا خلاف، وما في الأصل غلطٌ صريحٌ، وليس لهم سالم بن يزيد، وإنَّما هو السَّائب
بن يزيد ابن أخت نمر، الكنديُّ صحابيٌّ، وله عن عمر، وعنه: ابنه عبد الله،
والزُّهريُّ، ويحيى بن سعيد، وروايته عنه عليه الصَّلاة والسَّلام في الكتب
السِّتَّة، وهو ترب [3] ابنِ الزُّبير عبد الله، مات سنة (91 هـ)، وقيل: سنة (86
هـ)، والله أعلم] [4].
(1/1941)
قوله:
(وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ مُؤَذِّنٍ [5]
وَاحِدٍ): يعني: للجمعة، والظَّاهر أنَّه أَراد بلالًا؛ لأنَّه كان المواظب، وقد
[6] كان له عليه الصَّلاة والسَّلام أربعةُ مُؤذِّنين؛ بلال، وعَمرو ابن أَم مكتوم
الأعمى _وتقدَّم أنَّ أمَّ مكتوم اسمها عاتكة، ولا أَعرف لها إِسلامًا_ وسعد القرظ
بن عائذ مولى عمَّار بن ياسر، وأَبو محذورة سَمُرة بن معير، وقيل: أَوس، وقد
أَذَّن له أيضًا شخص آخرُ اسمه زياد بن الحارث الصُّدائيُّ، وفي حديثه ضَعْفٌ، وقد
حُسِّن وقُوِّي، فهؤلاء خمسة رضي الله عنهم، [وقد ذكر الذَّهبيُّ في «تجريده» [7]:
(عبد العزيز بن الأصمِّ، قال روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة _هو الرَّبَذِيُّ [8]_
عن نافع، عن ابن عمر: «كان للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُؤذِّنان؛ بلالٌ
وعبدُ العزيز بن الأصمِّ») انتهى، وموسى مُتكلَّم فيه] [9].
قوله: (غَيْر مُؤَذِّنٍ وَاحِدٍ): يجوز في (غير) الرَّفع والنَّصب، وبهما ضُبِط في
أصلنا قديمًا، ثمَّ أُزِيل النَّصبُ.
==========
[1] في (ج): (ويقال).
[2] كذا هو في «اليونينيَّة» على الصَّواب.
[3] في (ب): (مؤذن).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[5] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (مُؤَذِّنٌ غَيْرَ).
[6] (قد): سقط من (ب).
[7] زيد في (ب): (أن)، وضرب عليها في (أ).
[8] في (ب): (الراوي).
[9] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 271]
(1/1942)
[باب: يؤذن الإمام على المنبر إذا سمع النداء]
(1/1943)
[حديث
أبي أمامة: سمعت معاوية وهو جالس على المنبر أذَّن المؤذن]
914# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ): هو مُحَمَّد بن مقاتل، أَبو الحسن،
المروزيُّ، رُخٌّ؛ بالرَّاء المضمومة، وبالخاء المعجمة المُشدَّدة، جاور، وروى عن
هُشَيم والدَّراورديِّ، وعنه: البخاريُّ، ومُحَمَّد بن عليٍّ الصَّائغُ، ومُحَمَّد
بن
[ج 1 ص 271]
عبد الرَّحمن الشَّاميُّ، صاحب حديث [1]، تُوُفِّيَ سنة (226 هـ)، ومات بعده
مُحَمَّد بن مقاتل العَبَّادَانِيُّ بعشر سنين، أخرج له أبو داود في المسائل [2]
التي سأل عنها [3] أحمدَ ابن حنبل، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، ومُحَمَّد بن
مقاتل الرَّازيُّ أَحد الفقهاء [4] بعشرين، حدَّث عن وكيع وطبقته، وتُكلِّم فيه،
ولم يُترَك، وقد غلط فيه ابن القيِّم في «إِغاثة اللَّهفان»، فقال: (إِنَّ
البخاريَّ والإمام أَحمد رويا عنه وهو ثقة، وليس كذلك؛ إنَّما رويا عن صاحب
التَّرجمة المروزيِّ، لا الرَّازيِّ)، والله أَعلم، أخرج لصاحب التَّرجمة
البخاريُّ فقط.
قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو عبد الله بن المبارك، العالم المشهور،
تقدَّم مرارًا، وهو شيخ خُراسان.
قوله: (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ): (أَبو أَمامة) اسمه
أَسعد، و (حُنَيف)؛ بضمِّ الحاء المهملة، وفتح النُّون، معروف ظاهر.
قوله: (فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ): اعلم أنَّ راء (أَكبر) في
الأَذان ساكنةٌ لا تُضمُّ؛ للوقف، قاله ابن الأثير، فإِذا وُصِل بكلام؛ ضُمَّ،
وقال النَّوويُّ في «شرح المهذَّب»: قال البندنيجيُّ وصاحب «البيان»: يُستحبُّ أَن
يقف المُؤذِّن على آواخر الكلمات في الأَذان؛ لأنَّه رُوِي موقوفًا)، قال
الهرويُّ: (وعوامُّ النَّاس تقول: الله أَكبرُ؛ بضمِّ الرَّاء)، وكان أَبو
العبَّاس المُبرِّد يقول: (الله أَكبرَ الله أَكبرْ)؛ الأَولى مفتوحة، والثَّانية
ساكنة، قال الأَذان سُمِع موقوفًا؛ كقوله: (حيَّ على الصَّلاةْ، حيَّ على
الفلاحْ)، وكان الأَصل أَن يقول: (الله أَكبرْ الله أَكبرْ)؛ بإِسكان الرَّاء؛
فحُرِّكت [5] فتحة الأَلف مِن اسم (الله) في اللَّفظة الثَّانية بسكون التي قبلها،
ففُتِحتْ؛ كقوله: {المَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [آل
عمران: 1 - 2]، انتهى لفظه، وقد تقدَّم [6].
(1/1944)
[باب الجلوس على المنبر عند التأذين]
(1/1945)
[حديث:
أن التأذين الثاني يوم الجمعة أمر به عثمان .. ]
915# قوله: (أَنَّ التَّأْذِينَ الثَّانِيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمَرَ بِهِ
عُثْمَانُ): اعلم أنَّ الأَذان في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَبي
بكر وعمر رضي الله عنهما إِذا جلس على المنبر، كما سبق، فلمَّا وُلِّي عثمان؛ زاد
الأوَّلَ على الزَّوراء، فأَطلق عليه الرَّاوي ثالثًا، كما تقدَّم بإِضافته إِلى
الإِقامة؛ لأنَّها أَذان، وأَطلق عليه هنا ثانيًا؛ لأنَّ الأَذان الذي في حياة
النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأَبي بكر وعمر هو أوَّلُ [1]، فزاد عثمان عليه
واحدًا؛ فهو ثانٍ وإِن كان أَوَّلًا.
فائدةٌ: في «جزء ابن أبي نَجِيح» من حديث سِمَاك قال: (رأَيت المغيرة بن شعبة
صلَّى يوم الجمعة بغير أَذان ولا إِقامة، ثمَّ خطبهم على بعيرٍ)، نقله شيخنا
الشَّارح عن خط الدِّمياطيِّ.
==========
[1] زيد في (ب): (أذان).
[ج 1 ص 272]
(1/1946)
[باب التأذين عند الخطبة]
(1/1947)
[حديث:
إن الأذان يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة]
916# قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أنَّه ابن المبارك، العالم
المشهور.
قوله: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ): تقدَّم مرارًا أَنَّ (يونس): هو
ابن يزيد الأيليُّ، وأَنَّ (الزُّهري): هو مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد
الله بن شهاب، العالم المشهور.
قوله: (كَانَ أَوَّلهُ): يجوز في (أوَّل) الرَّفع والنَّصب.
قوله: (يَوْم الْجُمُعَةِ): بالنَّصب والرَّفع، إِن رفعت (أوَّل)؛ نصبت (يوم)، وإن
عكستَ؛ عكستَ.
قوله: (بِالأَذَانِ الثَّالِثِ): تقدَّم الكلام عليه في الصَّفحة قبل هذه [1].
قوله: (فَأُذِّنَ بِهِ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
قوله: (عَلَى الزَّوْرَاءِ): تقدَّم الكلام عليه [2] قبيل هذا.
==========
[1] (في الصفحة قبل هذه): سقط من (ب).
[2] في (ج): (عليها).
[ج 1 ص 272]
(1/1948)
[باب الخطبة على المنبر]
(1/1949)
[حديث:
مري غلامك النجار أن يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن]
917# قوله في نسب يعقوب بن عبد الرَّحمن: (الْقَارِيُّ): هو بتشديد الياء، منسوب
إلى القبيلة المعروفة بالقارة، وهم [1] بنو الهُون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن
مضر، كذا صرَّح [2] به أَبو عليٍّ الجيَّانيُّ، فقال: فالقاريُّ؛ بتشديد الياء،
وهي ياء النَّسب؛ بغير همز، عبد الرَّحمن بن عبد، أَبو مُحَمَّد، القاريُّ
المدنيُّ، يُنسَب إِلى القارة، حليف بني زُهرة)، فهذا المذكور هو والد صاحب
التَّرجمة، ثمَّ قال: (ومنهم يعقوب بن عبد الرَّحمن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن
عبد القاريُّ، سكن الإِسكندريَّة)، فهذا صاحب التَّرجمة، وقوله: (الْقَارِيُّ):
تقدَّم أنَّه من القارة، وقوله: (الْقُرَشِيُّ [3]): تقدَّم أنَّه حليف بني زُهرة،
وهم من قريش.
قوله: (قَالَ [4]: أَبُو حَازِمِ): تقدَّم مرارًا، بالحَّاء والزَّاي، واسمه سلمة
بن دينار.
قوله: (وَقَدِ امْتَرَوْا): أَي: تجادلوا.
قوله: (إِلَى فُلاَنَةَ امْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا): تقدَّم أَن بعضهم سمَّاها:
عُلَاشة، وتقدَّم أنَّه تصحيف، وتقدَّم أَنَّ اسمها عائشة الأنصاريَّة، وأنَّ في
الأَنصار عوائشَ، والله أعلم.
قوله: (مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ): تقدَّم الاختلافُ في اسم الذي نجر المنبر
مُطَوَّلًا؛ فانظره.
قوله: (أَجْلِسُ): هو مَرْفوعٌ، فلا يسبق لسانُك إلى جزمه.
قوله: (فَعَمِلَهَا): أَي: الخشبة، وأَمَّا المنبر؛ فمُذكَّر.
قوله: (مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ): تقدَّم الكلام على (الطَّرفاء)، وأنَّها شجر
من شجر البادية وشطوط الأَنهار، واحدتها [5]: طَرَفة؛ مثل: (قَصَبَة وقَصباء)، وقد
تقدَّم الكلام على ذلك، وعلى (الغابة)، والخلاف في أَيِّ سنة عُمِل المنبر، وعددُ
درجاته، وما وقع فيه، وطوله، وعرضه، وماذا صُنِع به آخِرًا؛ فانظره إِن أَردته.
قوله: (ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى): هو مقصورٌ، هو الرُّجوع إلى خلف، وفي «العين»:
(الرجوع على الدُّبر)، وحكى أبو عُبيد عن أبي عمرو بن العلاء: (القهقرى:
الإِحضار)، كذا رواه ابن دريد في «المصنَّف»، وفي رواية ابن دريد: (القهقرى)، قال
أَبو عليٍّ: (هو الصَّواب)، وهو الصَّواب، قاله في «المطالِع»، و (الإِحضار) في
كلامه؛ بالحاء المهملة، والضاد المعجمة؛ هو العَدْوُ.
قوله: (وَلِتَعَلَّمُوا صَلاَتِي): هو بفتح العين، وتشديد اللَّام مفتوحة أَيضًا،
معناه معروف.
(1/1950)
[حديث:
كان جذع يقوم إليه النبي فلما وضع له]
918# قوله: (أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): الأَنْصَارِيُّ، تقدَّم قريبًا
وبعيدًا مرارًا.
قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ أَنَسٍ): اعلم أَنَّ (ابنَ أنس) هذا [1]: سيأَتي قريبًا
أنَّه حفص بن عُبيد الله بن أَنس، وقد ذكر المِزِّيُّ في «أطرافه» في ترجمة حفص بن
عُبيد الله بن أنس بن مالك الأنصاريِّ عن جابر هذا الحديثَ وطرَّفه، فقال:
(البخاريُّ في «الصَّلاة» عن سعيد بن أَبي مريم، عن مُحَمَّد بن جعفر بن أَبي
كثير، عن يحيى بن سعيد، عن ابن أَنس به)، ولم يسمِّه، قال: (وقال سليمان، عن يحيى:
«أَخْبرني حفص
[ج 1 ص 272]
بن عُبيد الله بن أَنس، وفي «علامات النُّبوَّة» عن إسماعيل بن أَبي أُويس، عن
أَخيه أَبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن
أَنس، عن جابر ... )؛ فذكر الحديث أتمَّ من الأوَّل، وذكر أَبو مسعود أَنَّ
البخاريَّ إِنَّما قال في حديث مُحَمَّد بن جعفر: عن يحيى، عن ابن أَنس، ولم
يسمِّه؛ لأَنَّ مُحَمَّد بن جعفر يقول فيه: عن يحيى، عن عبيد الله بن حفص بن أَنس،
فقال البخاريُّ: عن ابن أنس؛ ليكون أَقربَ إِلى الصَّواب، وذكر هو وخلفٌ أنَّ
سليمان الذي استشهد به في (الصَّلاة) هو ابن بلال، وذكر أَنَّ سليمان بن كثير
أَيضًا رواه: عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن أَنس، كما قال سليمانُ بن
بلال، والذي ذكر الذُّهليُّ، والدَّارقطنيُّ: (أَن سليمان بن كثير رواه عن يحيى بن
سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر)، فالله [2] أعلم) انتهى، وقد ذكر الجيَّانيُّ
هذا المكان، ثمَّ نقل كلامَ أبي مسعود الدِّمشقيِّ، فإن أردته؛ فانظره.
قوله: (سَمِعْنَا لِلْجِذْعِ): هو [3] بالذَّال المعجمة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (أَصْواتِ العِشَارِ): (العِشار): بكسر العين المهملة، وتخفيف الشين المعجمة
المخفَّفة، وفي آخره راءٌ؛ وهي النُّوق الحواملُ، ومنه: ناقةٌ عُشَراء، وهي أَحد
العِشار، قال ابن دريد: وهي النَّاقة التي أتى [4] لحملها [5] عشرةُ أشهر، وقيل:
العِشار: النُّوق التي قد وضع بعضُها، وبعضُها بعدُ لم يضعْ، وقال الدَّاوديُّ: هي
التي معها أَولادُها، والأَوَّل أَشهر.
(1/1951)
فائدةٌ:
(حنين الجذع) رواه بضعةَ عشرَ صحابيًّا؛ منهم: أُبيُّ بن كعب، وجابر بن عبد الله،
وأَنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبَّاس، وسهل بن سعد، وأَبو سعيد
الخدريُّ، وبُريدة، وأمُّ سلمة، والمطَّلب بن أَبي وداعة.
تنبيهٌ: حين حنَّ الجذعُ، واتَّفق ما اتَّفق [6] أمر به عليه الصَّلاة والسَّلام،
فدُفِن تحت المنبر، كذا في رواية [7]، وفي حديث أُبيٍّ: أنَّه أخذه أُبيٌّ، فكان
عنده إِلى أَن أَكلته الأَرضة [8]، وعاد رفاتًا، وفي حديث بُرَيدة: (فقال _يعني
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم_: «إن شئت؛ أردَّك إلى الحائط الذي كنت فيه،
تنبت لك عروقُك، ويُكمَل خلقك، ويُجدَّد لك خوصٌ [9] وثمرة، وإن شئت؛ أغرسك في
الجنَّة، فيأكل أولياء الله من ثمرتك»، ثمَّ أصغى له عليه الصَّلاة والسَّلام يسمع
ما يقول، فقال: بل تغرسني في الجنَّة، فيأكل منِّي أولياء الله، وأكون في مكانٍ لا
أبلى فيه، فسمعه مَن يليه، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «قد فعلتُ»، ثمَّ قال:
«اختار دار البقاء على دار الفناء»، وحديث بريدة في «سنن الدَّارميِّ» في أوائله
نحو ما هو هنا.
قوله: (قَالَ سُلَيمَانُ عَن يَحْيَى): أَخْبَرَنِي حَفْصُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنُ
أَنَسٍ [10]: سَمِعَ جَابِرًا): تقدَّم أعلاه الكلام عليه.
==========
[1] (هذا): سقط من (ج).
[2] في (ب) و (ج): (والله).
[3] في (ب): (وهو).
[4] (أتى): سقط من (ب).
[5] في (ب): (يحملها).
[6] في (ج): (واتفق فاتفق).
[7] في (ب): (رواته).
[8] في النُّسخ: (الأرض)، والمثبت من هامش (أ) و (ج).
[9] في (أ) و (ج): (حوص)، وهو تصحيف.
[10] زيد في «اليونينيَّة»: (أَنَّه).
(1/1952)
[حديث:
من جاء إلى الجمعة]
919# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد
الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، العالم المشهور.
قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد
الله بن شهاب، العالم، أحد الأعلام.
==========
[ج 1 ص 273]
(1/1953)
[باب
يستقبل الإمام القوم واستقبال الناس الإمام إذا خطب]
قوله: (بَابُ اسْتِقْبَالِ النَّاسِ الإِمَامَ): (الإمام): مَنْصوبٌ، ونصبه على
أنَّه مفعول المصدر، وهو (استقبال).
==========
[ج 1 ص 273]
(1/1954)
[حديث:
إن النبي جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله]
921# قوله: (حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّ (فَضالة)
بفتح الفاء، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): هو ابن أبي عبد الدَّسْتَوائِيُّ، وقد تقدَّم بعض
ترجمته، ولماذا نُسِب.
قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف وكسر
المُثلَّثة، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ): تقدَّم [1] مرارًا أنَّه سعد بن مالك
بن سنان الخدريُّ، وأنَّه بالدَّال المهملة، وتقدَّم بعض ترجمته.
==========
[1] (تقدَّم): ليس في (أ).
[ج 1 ص 273]
(1/1955)
[باب
من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد]
قوله: (بَابُ مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ: أَمَّا بَعْدُ):
فائدةٌ: روى قولَه عليه الصَّلاة والسَّلام: «أمَّا بعد» من الصَّحابة خمسةٌ
وثلاثون شخصًا، ذكرهم شيخنا الشَّارح في كتاب «الإشارات» له على كتاب «المنهاج» في
الفقه من [1] كلام الحافظ عبد القادر الرُّهاويِّ غالبُهم، وباقيهم من كلام ابن
منده، وعدَّدهم شيخنا في المؤلَّف المذكور، ولكن [2] فيهم مَنْ لم أعرفه؛ وهو زيد
بن أنس السُّلميُّ، وقد رأيت في كلام النَّوويِّ: رُزَين بن أنس السُّلميُّ، وهو
الصَّواب، وفيهم مَن الصَّحيحُ أنَّه تابعيٌّ، وقد ذكر المشار إليه في «العجالة»
له شرح «المنهاج»: أنَّه رواه اثنان وثلاثون صحابيًّا، ولم يعدِّدهم.
تنبيهٌ: تقدَّم الكلام في (أمَّا بعد)، ومَن قالها أوَّلًا، وضبطُها في أوَّل هذا
التعليق، فأغنى عن إعادته هنا.
==========
[1] في (ب): (على).
[2] في (ب): (وليس).
[ج 1 ص 273]
(1/1956)
[معلق:
ما من شيء لم أكن أريته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى .. ]
922# قوله: (وَقَالَ مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): أمَّا (محمودٌ)؛ فهو
ابن غيلان المروزيُّ، الحافظ، أبو أحمد، عن أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، والفضل بن
موسى السينانيِّ، وابن عيينة، وعنه: مَن سوى أبي داود، وابنُ خزيمة، والبغويُّ،
وثَّقه النَّسائيُّ، تُوُفِّيَ في رمضان سنة (239 هـ)، أخرج له مِن الجماعة مَن
أخذ عنه، وأمَّا (أبو [1] أسامة)؛ فحمَّاد بن أسامة الإمامُ، تقدَّم، وهو مشهور
الترجمة.
قوله: (جِدًّا): هو بكسر الجيم، وتشديد الدَّال، وانتُصِب على المصدر؛ ومعناه:
بالغ في الطول.
قوله: (حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ): أمَّا (تجلَّاني)؛ فقد قال ابن قُرقُول:
(لم أجد لهذه اللَّفظة في كتب اللُّغة ولا من كتب الشروح بيانًا، ومعناها عندي
_والله أعلم_: غشيني وغطَّاني، وأصله: يجلِّلني، وجُلُّ الشَّيءِ وجلاله: ما
غُطِّي به، ومنه: جلال السُّتور والحجال، وجلُّ الدَّابَّة، فيكون تجلَّى وتجلَّل
بمعنًى واحدٍ، كما يقال: تمطَّى وتظنَّى، وأصله: تمطَّط وتظنَّن، فيكون معنى
تجلَّاني: تجلَّلني ... ) إلى آخر كلامه، وفي آخره: وقد ذكر البخاريُّ في هذا
الحديث: «حتَّى علاني الغشي»، فيكون «تجلَّاني» بمعنى: علاني، وأمَّا «الغشِيُّ»؛
فهو بكسر الشِّين، وتشديد الياء، كذا قيَّده الأصيليُّ، ورواه بعضهم: «الغشْي»،
وهما بمعنًى واحدٍ؛ يريد: الغشاوة؛ وهو الغطاء، قال ابن قُرقُول: ورُوِّيناه عن
الفقيه أبي مُحَمَّد عن الطَّبريِّ: «العشيز؛ بعينٍ مهملةٍ، وليس بشيء، وقد
قدَّمتُ ذلك أيضًا.
قوله: (وَلَغِطَ نِسْوَةٌ): هو بفتح الغين، و (اللَّغط): اختلاط الأصوات والكلام
حتَّى لا يفهم، والماضي منه بفتح الغين، كما [2] قدَّمته، وفي أصلنا: مفتوح
[ج 1 ص 273]
ومكسورٌ بالقلم، وأمَّا أنا؛ فلا أعرف الكسر، ثمَّ رأيت شيخنا الشَّارح قال ما
لفظه بعد أن فسَّره قال: (قال ابن التِّين: ضبطه بعضهم: بفتح الغين، وبعضهم:
بكسرها، وهو بالفتح عند أهل اللُّغة) انتهى.
قوله: (فَانْكَفَأْتُ [3]): هو بهمزة ساكنة بعد الفاء [4]؛ أي: انقلبت.
قوله: (حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّار): يجوز فيهما ثلاثة أوجه: الرَّفع والنَّصب
والجرُّ، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (وإِنَّهُ قَد أُوحِيَ إِلَيَّ): هو بكسر الهمزة، وهذا ظاهرٌ، و (أُوحِي):
مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
(1/1957)
قوله:
(المَسِيْحِ الدَّجَالِ): تقدَّم الكلام عليه، وأنَّه مَن أراد الزيادة؛ فلينظر
«التذكرة» للقرطبيِّ، فإنَّه أمعن الكلام فيه، وتقدَّم ضبطُه وما قد قيل فيه،
وسيأتي الكلام فيه، ومِن [5] أين يخرج في (باب الدَّجَّال) في (كتاب الفتن) إن شاء
الله تعالى وقدَّره.
قوله: (وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ [6] الْمُرْتَابُ، شَكَّ هِشَامٌ): تقدَّم
الكلام في (كتاب العلم) في فتنة القبر، هل هي مُختصَّة بالمؤمنين والمنافقين
والكافر لا يُسأَل؛ لأنَّه معلوم الاعتقاد أو عامَّة؟ والصَّحيح التَّعميم، وهل
الوِلْدَان يسألون أم لا؟ وأنَّ فيه وجهين في مذهب أحمد: وأنَّ الصَّحيح: أنَّهم
يُسأَلون، ومذهب الشَّافعيِّ: أنَّ الصغير لا يُلقَّن في القبر، فَمِن لازمه أنَّه
لا يُسأَل، والله أعلم، وتقدَّم ما حكمُ الأمم السَّالفة قبلنا، والله أعلم.
قوله: (إِنْ كُنْتَ): هو بكسر [7] همزة [8] (إن)، وهي مخفَّفة مِن الثقيلة، وقد
تقدَّم.
قوله: (فَأَوْعَيْتُهُ): قال الدِّمياطيُّ: (الوجه: وعيته، قال [9] تعالى:
{وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]، يقال: وعيتُ العلم، وأوعيتُ المتاع)
انتهى، وقال ابن قُرقُول: (الوعي: الحفظ للشيء، ووعيت العلم وأوعيته: حفظته)
انتهى، وفي «أفعال ابن القطَّاع»: (وأوعيت العلم؛ مثل: وعيته) انتهى.
تنبيهٌ: سياق البخاريِّ هنا يؤذن بأنَّ أسماءَ روت هذا الحديث عن عائشة، وهو خلاف
ما تقدَّم ذكره في (العلم) و (الطهارة) مِن رفعه عنها، قال شيخنا الشَّارح:
(ولعلَّ الصَّواب ما هنا) انتهى، وقد راجعت «أطراف المِزِّيِّ»، فرأيته ذكره في
مسند أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.
قوله: (مَا يُغَلَّظُ [10] عَلَيْهِ): (يُغلَّظ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
(1/1958)
[حديث:
أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل]
923# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مَعْمَرٍ): هو بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ
مهملةٌ ساكنةٌ، وهو مُحَمَّد بن معمر، القيسيُّ البصريُّ، المعروف بالبحرانيِّ، عن
أبي أسامة وروح، وعنه: الجماعة، والبزَّار، وابن صاعد، تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وخمسين
ومئتين، كذا رأيت بِخَطِّ بعض فضلاء الدَّماشقة على نسخة من [1] «الكاشف»، وفي
«التذهيب»: بعد الخمسين ومئتين، ثقةٌ.
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تقدَّم أن هذا هو الضَّحَّاك بن [2] مَخْلَد،
وقد تقدَّم أنَّ البخاريَّ روى عنه وعن واحدٍ عنه.
قوله: (سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ): هو الحسن بن أبي الحسن البصريُّ [3]، العالم
المشهور.
قوله: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ): هو بمُثَنَّاة فوقُ، وبالغين المعجمة،
وهذا معروف، وهو عبديٌّ من عبد القيس، ويقال: إنَّه مِن النمر بن قاسط، يُعَدُّ في
أهل البصرة، روى [4] عنه الحسن بن أبي [5] الحسن البصريُّ، والحكم بن الأعرج، كذا
ذكر ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» [6]: أنَّه روى عنه الحكمُ بن الأعرج، يقال:
هو من جواثى.
تنبيهان: أحدُهما: قال مسلم في كتاب «الوُحْدان»: (إنَّه لم يرو عنه إلَّا الحسنُ
البصريُّ)، وكذا قال [7] الحاكم في «علومه»، وغيرُهما، قال شيخنا العراقيُّ: (لم
أر له _ أي: للحكم_ روايةً عنه في شيء من طرق أحاديث عمرو بن تغلب).
الثاني: قوله: (حدَّثنا عمرو بن تغلب) ردٌّ على الحافظ أبي الحسن عليِّ ابن
المدينيِّ في أنَّه لم يسمع من عمرو بن تغلب، وله في هذا «الصَّحيح» حديثان صرَّح
فيهما بالتحديث منه؛ هذا الحديث، وحديث: «بين يدي السَّاعة تقاتلون قومًا ينتعلون
الشَّعَرَ» في (باب علامات النُّبوَّة في الإسلام)، والله أعلم.
قوله: (فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا): هذان الفريقان لا أعرفهم بأعيانهم.
قوله: (مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ): هو بفتح الهاء واللَّام، وهو أفحش الجزع.
قوله: (حُمْرَ النَّعَمِ): هو بإسكان الميم، جمع (أحمر)، وإيَّاك أن تضمَّ الميم،
فإنِّي سمعت عن بعض المبتدئين [8] يضمُّها، و (النَّعم): الإبل، و (حُمْرُها):
أفضلها، قيل: المراد: إهداؤها أو الصَّدقة [9] بها، فيكون أجر ذلك له، وهي كلمة
يقولها العرب، وإلَّا فما كان يحبُّ أنَّ له بها الدُّنيا وما فيها.
==========
[1] (من): سقط من (ب).
[2] (بن): سقط من (ب).
(1/1959)
[3]
(البصري): سقط من (ب).
[4] في (ب): (وروى).
[5] (أبي): سقط من (ج).
[6] زيد في (ج): (بل).
[7] في (ب): (قاله).
[8] في (ج): (المتقدمين).
[9] في (ب): (تصدقه بها).
[ج 1 ص 274]
(1/1960)
[حديث:
أن رسول الله خرج ذات ليلة من جوف الليل .. ]
924# قوله: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ... ) إلى: (ابْن شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه ابنُ
سعد، وأنَّ (عُقَيلًا) بعده: بضمِّ العين، وفتح القاف، وهو ابن خالد، وأنَّ (ابن
شهاب): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، العالم المشهور.
قوله: (عَجَزَ الْمَسْجِدُ): هو بفتح الجيم في الماضي، وكسرها في المستقبل، هذه
لغة القرآن وهي الفصحى، وتقدَّم أنَّ الماضي في لغة: بكسر الجيم، والمستقبل:
بفتحها.
قوله: (تَابَعَهُ يُونُسُ): الضَّمير في (تابعه) يعود على عُقَيل، وهو يونس بن
يزيد الأيليُّ، تقدَّم بعض ترجمته؛ يعني: أنَّه رواه كذلك عن الزُّهريِّ، وقد
تابعه في قوله: (أمَّا بعد)، ومتابعة يونس أخرجها مسلم والنَّسائيُّ.
==========
[ج 1 ص 274]
(1/1961)
[حديث:
أن رسول الله قام عشية بعد الصلاة فتشهد]
925# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع،
وتقدَّم أن (شُعَيْبًا): هو ابن أبي حمزة، وتقدَّم (الزٌّهْرِي) أعلاه وقبله مرارًا.
قوله: (عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الحاء،
وفتح الميم، وأنَّ اسمه عبد الرَّحمن، وقيل: المنذر، صحابيٌّ مشهور، تقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ): تقدَّم أنَّ العَشيَّ والعشيَّة: من
صلاة المغرب إلى العتمة، وقال النَّوويُّ: العشيُّ عند العرب: ما بين زوال الشَّمس
إلى غروبها، قاله الأزهريُّ.
قوله: (تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ): الضَّمير في
(تابعه) يعود على الزُّهريِّ؛ أي: تابعا الزُّهريَّ، فروياه عن هشامٍ عن أبيه؛
يعني: عروة الذي رواه الزُّهريُّ عنه، فأمَّا (أبو معاوية)؛ فهو مُحَمَّد بن خازم
_بالخاء المعجمة وبالزَّاي_ الضَّرير، تقدَّم الكلام عليه، ومتابعته أخرجها مسلم،
وأمَّا (أبو أسامة)؛ فهو حمَّاد بن أسامة، الإمام مشهور، ومتابعته أخرجها
البخاريُّ في (الزَّكاة) عن يوسف بن موسى، وفي (ترك الحيل) عن عبيد [1] بن
إسماعيل؛ كلاهما عن أبي أسامة.
قوله: (تَابَعَهُ الْعَدَنِيُّ عَنْ سُفْيَانَ): الضَّمير في (تابعه) يعود على
شعيب؛ أي: تابع العدنيُّ _وسيأتي الكلام عليه_ شعيبًا فرواه عن سفيان بن عيينة، عن
الزُّهريِّ، كما رواه شعيب عنه، وفي «الأطراف» للمزِّيِّ: (تابعه العدنيُّ عن
سفيان عن هشام)، وقال شيخنا في «شرحه»: (ومتابعة سفيان _وهو ابن عيينة_ فذكرها
بعدُ عن الزُّهريِّ، عن عروة، عن أبي حميد، وأخرجها مسلم عن العدنيِّ عن هشام)
انتهى، وصوابه [2] عن ابن أبي عمر _وهو العدنيُّ_ عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن
عروة به [3].
(1/1962)
و
(العَدَنيُّ): هو بفتح العين، والدَّال المهملتين، إلى عدن، واسمه مُحَمَّد بن
يحيى بن أبي عمر العدنيُّ، كما قدمته قريبًا [4]، حافظ مشهور التَّرجمة، روى عن
ابن عيينة، وفضيل بن عياض، وأبي معاوية، والدَّراورديِّ، وعبد الرَّزَّاق، وخلقٍ،
وعنه: مسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، ولم يخرِّج له البخاريُّ
شيئًا في الأصول [5]، (إنَّما أخرج له في المتابعات كما ترى، وقد أخرج له مسلم،
والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه) [6]، وقد روى أبو داود في كتاب «المسائل»
التي سألها أحمد ابن حنبل عن رجل عنه، قال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا، وكان به
غفلةٌ، رأيت عنده حديثًا موضوعًا حدَّث به عن ابن عيينة، وكان صدوقًا، وقال غيره:
حجَّ سبعًا وسبعين حجَّة، وكان كثير الطَّواف، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»،
قال البخاريُّ: (مات بمكَّة لإحدى عشرةَ بقيت من ذي الحجَّة سنة «243 هـ»).
[ج 1 ص 274]
(1/1963)
[حديث:
قام رسول الله فسمعته حين تشهد يقول أما بعد]
926# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم أنَّه الحكم بن نافع، وكذا
تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن
مسلم.
قوله: (حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن [1]): هذا هو زين العابدين ابن عليِّ بن
أبي طالب، الهاشميُّ [2] رضي الله عنه، أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو
مُحَمَّد، ويقال: أبو عبد الله، أمُّه أمُّ ولد، روى عن أبيه، وعائشةَ، وأبي هريرة،
وجمعٍ، وعنه: بنوه مُحَمَّد وزيد وعمر، والزُّهريُّ، وأبو الزِّناد، وخلقٌ، قال
الزُّهريُّ: ما رأيت قرشيًّا أفضل منه، كان مع أبيه يوم قُتِل وهو ابن ثلاث وعشرين
سنة _وقيل: غير ذلك_ وهو مريضٌ، فقال عمر بن سعد: لا تعرضوا لهذا المريض، مناقبه
جمَّة جليلة، وكيف لا؟!، تُوُفِّيَ سنة (92 هـ) وقيل: سنة (93 هـ) ويقال: سنة (94
هـ)، روى له الجماعة.
قوله: (عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ): (المِسْور)؛ بكسر الميم، وإسكان
السِّين، صحابيٌّ معروفٌ صغيرٌ، وأبوه صحابيٌّ من مُسلِمة الفتح، ترجمتهما معروفة؛
فلا نُطوِّل بها [3].
قوله: (تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ): الضَّمير في (تابعه) يعود
على شعيب، و (الزُّبيديُّ)؛ بضمِّ الزاي، وهو مُحَمَّد بن الوليد، تقدَّم،
[ومتابعة الزُّبيديِّ لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، وقال
شيخنا: (لا يحضرني مَن أسندها)] [4].
==========
[1] كذا في النُّسخ وهامش (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» و (ق):
(حسين).
[2] (الهاشمي): جاء في (ب) بعد قوله: (زين العابدين)، وعليها في (أ) علامة تقديم
وتأخير.
[3] في (ب): (بهما).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 275]
(1/1964)
[حديث:
أما بعد فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس]
927# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ): وهو إسماعيل بن أبان
الورَّاق، روى عن مسعر وعدَّة، وعنه: البخاريُّ، وأبو حاتم، وخلقٌ، ثقة [1]،
تُوُفِّيَ سنة (216 هـ)، أخرج له البخاريُّ والتِّرمذيُّ، له ترجمة في «الميزان»،
وتقدَّم أنَّ أبانًا مصروفٌ على قول الأكثر في أوَّل هذا التَّعليق.
قوله: (حَدَّثَنِي [2] ابْنُ الغَسِيلِ): هو بفتح الغين المعجمة، وكسر السِّين
المهملة، واسمه عبد الرَّحمن بن سليمان ابن حنظلة الغسيل، [وإنَّما قيل له:
(الغسيل) [3]؛ لأنَّه استُشهِد بأُحُد وهو جُنُب؛ فغسلتْه الملائكةُ، وكذا جرى
لحمزة بن عبد المطَّلب، وقال ابن المنذر: إنَّ الملائكة غسلت عاصم بن ثابت بن أبي
الأقلح، ذكر ذلك بعض فضلاء الشَّافعيَّة من المصريِّين، والله أعلم] [4]، وحنظلة:
هو [5] ابن أَبي عامر عمرو بن صيفيِّ بن زيد الأنصاريُّ الأوسيُّ الضُّبَعيُّ،
يُعرَف والد حنظلة بالرَّاهب في الجاهليَّة، فسمَّاه النَّبيُّ صلَّى الله عليه
وسلَّم: الفاسق [6]، وقصَّته معروفة؛ فلا نُطوِّل بها، روى عبد الرَّحمن عن أَسِيد
بن عليٍّ، وعكرمةَ، ورأى أنسًا، وسهلًا، وعنه: إبراهيم وجُبَارة بن المُغلِّس [7]،
ويحيى الحِمَّانيُّ، صدوق، تُوُفِّيَ سنة (171 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم،
وأبو داود، وابن ماجه، وله ترجمةٌ في «الميزان».
قوله: (صَعِدَ): تقدَّم أنَّه بكسر العين في الماضي، مفتوحها في المستقبل، وهذا
ظاهرٌ.
قوله: (مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً): (المُتعطِّف): هو المُتوشِّح، كذا في «العين»،
وفي «البارع»: (شِبَه التَّوشُّح [8])، قال ابن شُمَيل: (تَردِّيك بثوبك على
مَنْكبيك كالذي يفعل النَّاس في الحرِّ)، وقال غيره: لأَنَّه يقع على عطفي
الرَّجل، وهما جانبا عنقه، قاله ابن قُرقُول، و (المِلحفة)؛ بكسر الميم، معروفةٌ.
قوله: (عَصَبَ رَأْسَهُ): هو بتخفيف الصَّاد، ويجوز تشديدها [9].
(1/1965)
قوله:
(بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ): هي بفتح الدَّال، وكسر السِّين المهملتين، قاله ابن
قُرقُول، قال: (أَي: لونها كلون الدَّسم؛ كالزَّيت وشبهه، وقيل: سوداء، وقد رويت
هكذا: «عليه عصابة سوداء»، ولم تكن دسماء بما خالطها من الدَّسم؛ بل لأَنَّ لونها
[10] لونُ الدَّسم؛ كما يقال: ثوب زيتيٌّ وجوزيٌّ ... ) إلى أَن قال: (وقال ابن
الأَنباريِّ: اللَّون الدَّسم: الأَغبر في سواد، وقال الحربيُّ: أُراها من
الدَّسم، وهو كالدُّهن ونحوه، وقد تأَوَّل على أنَّها كانت سوداء من دسم الطِّيب؛
كما جاء: كأنَّ ثوبه ثوب زيَّات؛ ممَّا يكثُر القناع؛ أي: ممَّا يغطِّي رأسه،
فيتعلَّق بثوبه طيب شعره، وعليه تتوجَّه رواية: «دسِمة»، وزعم الدَّاوديُّ: أنَّها
على ظاهرها، وأنَّها لما نالها من عرق المرض، وفي أَصلنا: (دسِمة)؛ بكسر السِّين،
وإسكانها بالقلم، وعليها: (معًا).
قوله: (فَثَابُوا): هو بالثَّاء المُثلَّثة في أوَّله؛ أي: رجعوا.
قوله [11]: (وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيْئِهِمْ [12]): يعني: إِلَّا في الحدود،
وحقوق الآدميِّين.
==========
[1] (ثقة): سقط من (ج).
[2] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (حَدَّثَنَا).
[3] (الغسيل): سقط من (ب).
[4] ما بين قوسين سقط من (ج).
[5] في (ج): (وهو حنظلة).
[6] في (أ): (العاشق)، وهو تصحيف.
[7] في (ج): (الفلس)، ولعله تحريف.
[8] في (ج): (المتوشح).
[9] (ويجوز تشديدها): سقط من (ج).
[10] في (ج): (لقربها)، وهو تحريفٌ.
[11] (قوله): سقط من (ج).
[12] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (مُسِيِّهِم)، وينظر هامشها.
[ج 1 ص 275]
(1/1966)
[باب القعدة بين الخطبتين يوم الجمعة]
(1/1967)
[حديث:
كان النبي يخطب خطبتين يقعد بينهما]
928# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ [1]): تقدَّم أنَّه بكسر
المُوَحَّدة، وبالشِّين المعجمة.
==========
[1] في (ج): (الفضل)، ولعله تحريف.
[ج 1 ص 275]
(1/1968)
[باب الاستماع إلى الخطبة]
(1/1969)
[حديث:
إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على .. ]
929# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مِرارًا قريبًا وبعيدًا أنَّه
مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، أَحد الأَعلام، وكذا تقدَّم
(الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم، العَلَم الفَرْد.
قوله: (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ [1]): هو بالغين المعجمة، وتشديد
الرَّاء، واسمه سلمان [2]، مدنيٌّ، مولى جُهَينة، روى عن أَبي هريرة، وأَبي أيُّوبَ،
وعنه: الزُّهريُّ وبُكَير بن الأَشجِّ، أَخرج له الجماعة، وجماعة، قال شعبة: كان
الأَغرُّ قاصًّا من أَهل المدينة، وكان رضًا.
قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مِرارًا كثيرة أنَّه عبد الرَّحمن بن صخر،
على الأصحِّ من ثلاثين قولًا.
قوله: (وَقَفَتِ الْمَلاَئِكَةُ): تقدَّم أنَّ هؤلاء غيرُ الحفظة، في أَوائل
(الجمعة).
قوله: (وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ): تقدَّم الكلام مِن أيِّ ساعة يكون التَّبكير
إِليها، و (المُهجِّر): المُبكِّر، ويقال: مِن وقت الهاجرة، تقدَّم.
قوله: (بَدَنَةً): تقدَّم الكلام عليها في (كتاب الجمعة).
قوله: (ثُمَّ دَجَاجَةً): تقدَّم أنَّها مُثلَّثة الدَّال، وكذا الجمع، وتقدَّم ما
جاء في «النَّسائيِّ» من بطَّةٍ وعصفور؛ فانظره في أَوائل (الجمعة).
(1/1970)
[باب إذا رأى الإمام رجلًا جاء وهو يخطب أمره أن يصلى ركعتين]
(1/1971)
[حديث:
أصليت يا فلان؟]
930# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تقدَّم مرَّاتٍ [1] مُحَمَّد بن
الفضل عارمٌ، وتقدَّم أنَّه بعيد من العرامة؛ لأنَّ العارم: الشِّرِّير أَو
الشَّرس.
قوله: (جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ
النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ): هذا الرَّجل هو سُلَيك بن عمرو الغطفانيُّ، وقيل:
سليك بن هُدْبة، روى نُعَيم عن الفريابيِّ، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن
جابر، عن سُلَيك: (أنَّه جاء المسجد ... )؛ فذكره، (وقد صرَّح مسلم [2] باسم [3]
سُلَيك، قال ابن بشكوال: هو سُلَيك، كما في «مسلم» و «مسند الحميديِّ»، وقيل: أبو
هُدْبة، قاله الخطيب البغداديُّ، وقيل: النُّعْمان بن نوفل) [4].
==========
[1] زيد في (ب): (أنَّه).
[2] (مسلم): سقط من (ب).
[3] في (ب): (بأنه).
[4] ما بين قوسين سقط من (ج).
[ج 1 ص 275]
(1/1972)
[باب من جاء والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين]
(1/1973)
[حديث:
دخل رجل يوم الجمعة والنبي يخطب]
931# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ [1]): (سفيان) هذا:
هو ابن عيينة، وكذا أخرجه المِزِّيُّ في ترجمة سفيان بن عيينة، عن عمرٍو، عن
جابرٍ، و (عمرو): هو ابن دينار، وليس في الكتب السِّتَّة للثوريِّ شيء عن عمرو بن
دينار، عن جابر؛ فاعلمه.
قوله: (دَخَلَ رَجُلٌ): تقدَّم الكلام عليه أَعلاه.
==========
[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (سمع جابرًا).
[ج 1 ص 275]
(1/1974)
[باب رفع اليدين في الخطبة]
(1/1975)
[حديث:
بينما النبي يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل ... ]
932# قوله: (وَعَنْ يُونُسَ [1]، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ): هذا معطوفٌ على
السَّند قبله، وكأنَّه قال: وحدَّثنا مُسَدِّد: حدَّثنا حمَّاد بن زيد عن يونس _هو
ابن عبيد_ عن ثابت، عن أَنس، وليس تعليقًا، فإيَّاك [2] أَن تجعله تعليقًا، والله
أعلم.
قوله: (إِذْ قَامَ رَجُلٌ): وسيأَتي (فَقَامَ [3] أَعْرَابيٌّ) [خ¦933]، وهذا لا
أَعلم أَحدًا سمَّاه، [وقال بعض حُفَّاظ العصر: (لم يُسمَّ هذا الرجل، وقد قيل: إنَّه
مُرَّة بن كعب، وقيل: العبَّاس بن عبد المطَّلب، وقيل: أَبو سفيان بن حرب، وكلُّ
ذلك غلط ممَّن قاله؛ لمغايرة كلٍّ من الأَحاديث الثلاثة للقصَّة التي ذكرها أَنسٌ،
قال: ثمَّ وجدته في «دلائل النُّبوَّة» للبيهقيِّ في رواية مُرسَلة ما يدلُّ على
أنَّه [4]: خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاريُّ أَخو عيينة بن حصن، فهذا هو
المُعتمَد، وفي رواية ابن سعد: «فقام أَعرابيٌّ»، انتهى، وهذا في «الصَّحيح»، قال
[5]: (وله: «فقام رجل أَعرابيٌّ من أَهل البدو»)، ثمَّ ذكر ما يدلُّ على أنَّه
الرَّجل الأوَّل، وخارجة بن حصن أخو عيينة أَبو أَسماء، صحابيٌّ، قدم بعد تبوك]
[6].
قوله: (هَلَكَ الْكُرَاعُ): هو بضمِّ الكاف، وتخفيف الرَّاء، وفي آخره عينٌ
مهملةٌ، قال ابن قُرقُول: (بضمِّ الكاف، وضبطه بعضهم عن الأصيليِّ: بكسرها،
[ج 1 ص 275]
وهو خطأٌ، وهو اسمٌ يَجمع الخيلَ).
(1/1976)
[باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة]
(1/1977)
[حديث:
أصابت الناس سنة على عهد النبي]
933# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو [1]): وفي نسخة الأَوزاعيِّ بعد (أَبي
عمرو): (وهو هو)، واسمه عبد الرَّحمن بن عمرو أَبو عمرو، وقد تقدَّم بعض ترجمته،
وأنَّه أَفتى في سبعين أَلف مسألة، وتقدَّم [2] لماذا نُسِب مُطَوَّلًا في أَوائل
هذا التعليق.
قوله: (سَنَةٌ): أَي: قحطٌ وجدبٌ.
قوله: (قَامَ أَعْرَابِيٌّ): تقدَّم قريبًا [3] أنِّي لا أَعرف ولا أَعلم أَحدًا
سمَّاه غير ما ذكرت لك قريبًا [4].
قوله: (قَزَعَةً): أَي: سحابة، وتقدَّم الكلام عليها، وأنَّها بفتح الزَّاي.
قوله: (وَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ): تقدَّم أَعلاه وقبله أنِّي لا أَعرفه،
(وتقدَّم قريبًا ما قاله بعض حُفَّاظ هذا [5] العصر) [6].
قوله: (مِثْلَ الْجَوْبَةِ): هي بفتح الجيم، وإسكان الواو، ثمَّ باء مُوَحَّدة،
ثمَّ تاء التَّأنيث، وهي الفجوة بين البيوت، والفجوة: المكان الفارغ المتَّسع، قال
ابن قُرقُول: (وقد رأَيت بعضهم قد صحَّف «الجوبة» بـ «الجونة»، ثمَّ فسَّره بالشمس
في سوادها حين تغيب، وقيل: صارت حولها كجيب القميص لرأسِ لابسه، وجيبه: هو طوقه
الذي يخرج منه الرأس) انتهى.
(1/1978)
قوله:
(وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ [7] شَهْرًا): قال ابن قُرقُول: (قناة وادٍ: من أَودية
المدينة، عليه حَرْثٌ ومالٌ، وقد يقال: وادي قناة) انتهى، وفي «النِّهاية» بعد أَن
ذكره قال: وقد يقال فيه: وادي قناة، وهو غير مصروف، وقال شيخنا الشَّارح:
(والقناة: مجمع الماء، وقيل: القناة: اسم الوادي، لم يصرفه؛ لأنَّه معرفة بدلٌ [8]
من معرفة، وفي أبواب (الاستسقاء): (حتَّى سال وادي قناةُ) غير مصروف أَيضًا؛ لأنَّ
«قناة» معرفةٌ، وهو اسم للبقعة لا ينصرف) انتهى، وقال النَّوويُّ في «شرح مسلم»:
(وادي قناة؛ بفتح القاف: اسم لوادٍ من أودية المدينة، وعليه زَرْعٌ لهم)، فأَضافه
هنا إِلى نفسه، وفي رواية البخاريِّ: (وسال الوادي قناة)، وهذا صحيح على البدل على
ظاهره، وعند البصريِّين: يُقدَّر فيه محذوفٌ، وفي رواية البخاريِّ: (وسال الوادي؛
وادي قناة) انتهى، وفي نسخة صحيحة: (وسال الوادي قناةُ شهرًا): (قناة) مَرْفوعٌ
غيرُ منوَّنٍ بالقلم، وقد كتب في الهامش ما صورته: (أَبو يعلى وابن الأديب:
منصوبًا: قناةً) انتهى، ويريد بـ (أبي يعلى، وابن الأديب): نسختيهما، انتهى، فإذا
جاء (وسال قناةُ)؛ فلا شكَّ أنَّ (قناة) مَرْفوعٌ غيرُ مصروف، وإِذا جاء (وادي
قناةَ)؛ فهذا مضاف إِلى نفسه، وإِذا جاء (فسال الوادي قناةُ)؛ فلا شكَّ أنَّ
(قناة) مَرْفوعٌ؛ لأنَّه بدل من (الوادي)، وهو غير مصروف، والله أعلم، وكذا هو في
أَصلنا.
قوله: (بِالْجَوْدِ): هو بفتح الجيم، ثمَّ واوٍ ساكنةٍ، ثمَّ دالٍ مهملةٍ، وهو المطر
الغزير.
==========
[1] في هامش (ق): (عبد الرَّحمن بن عمرو).
[2] في (ب): (وقد تقدَّم).
[3] في (ب): (فيها).
[4] (غير ما ذكرت لك قريبًا): سقط من (ج).
[5] (هذا): سقط من (ب).
[6] ما بين قوسين سقط من (ج).
[7] في هامش (ق): (وادي قناة قرابة من المدينة لا يجري إلا عند المطر الغزير).
[8] في (ج): (بل)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 276]
(1/1979)
[باب
الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب ... ]
قوله: (لِصَاحِبِهِ): أي: لجليسه.
قوله: (أَنْصِتْ): هو بفتح الهمزة رُباعيٌّ، وتقدَّم أنَّه يقال: رُباعيٌّ،
وثلاثيٌّ، و (انْتَصِتْ)، غيرَ مَرَّةٍ، ومعناه: اسكت.
قوله: (فَقَدْ لَغَا): أَي: تكلَّم بما لا ينبغي، وقيل: عَدَل عن الصَّواب، وقيل:
خاب، واللَّغوُ: الهدرُ من القول والباطلُ، يقال: لَغَا يَلْغُو _ كَـ (غَزا
يَغزو) _ لَغْوًا، ولَغِي يَلْغى؛ كـ (عمي يَعْمَى)، لغتان؛ الأُولى أَفصح.
قوله: (يُنْصِتُ): تقدَّم أَعلاه أنَّه رُباعيٌّ، وثلاثيٌّ، و (انْتَصِتْ).
==========
[ج 1 ص 276]
(1/1980)
[حديث:
إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت]
934# قوله: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ): تقدَّم أنَّه ابن سعد، الإِمام العالم،
وتقدَّم (عُقَيْل): وهو ابن خالد، أنَّه بضمِّ العين وفتح القاف، وتقدَّم
(الزُّهْرِيُّ [1]): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم [2]، العَلَمُ [3] المشهور.
قوله: (أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيّبِ): تقدَّم أنَّه بفتح الياء وكسرها،
وأنَّ غيره ممَّن اسمه المسيَّب لا يجوز فيه إلَّا فتح الياء مِرارًا.
(1/1981)
[باب
الساعة التي في يوم الجمعة]
(باب الساعة التي في يوم الجمعة)
==========
[ج 1 ص 276]
(1/1982)
[حديث:
فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي]
935# قوله: (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ): تقدَّم مِرارًا أنَّه بالنُّون، وأنَّ اسمه
عبد الله بن ذكوان، الإِمام.
قوله: (عَنِ الأَعْرَجِ): تقدَّم مِرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن هرمز.
قوله: (فِيهِ سَاعَةٌ ... )؛ الحديث: اعلم أنَّ النَّاس اختلفوا في هذه السَّاعة،
هل هي باقية أم رُفِعَتْ؟ على قولين حكاهما ابن عبد البرِّ، انتهى، والأَصحُّ
بقاؤها [1]، والذين قالوا: باقية لم تُرْفَع، اختلفوا؛ هل هي في وقت من اليوم
بعينه أم هي غير معينة؟ على قولين، ثمَّ اختَلَفَ مَن قال بعدم تعيينها، هل [2]
تنتقل في ساعات اليوم أو لا؟ على قولين، والذين قالوا بتعيينها اختلفوا فيه على
أَحد عشر قولًا: الأَوَّل: من بعد طلوع الفجر إِلى طلوع الشَّمس، وبعد صلاة العصر
إِلى غروب الشمس، الثاني: أنَّها عند الزَّوال، الثالث: أنَّها إِذا أَذَّن
المُؤذِّن لصلاة الجمعة، الرَّابع: أنَّها إِذا جلس الإِمام على المنبر حتَّى
يفرغ، الخامس: هي السَّاعة التي اختار الله وقتها للصَّلاة، السَّادس: قال أَبو
السِّوار العدويُّ: كانوا يرون أنَّ [3] الدُّعاء مستجاب ما بين زوال الشَّمس إِلى
أَن تدخل الصَّلاة، السَّابع: ما بين أَن تزيغ [4] الشَّمس شِبرًا إِلى ذراع،
الثَّامن: أنَّها ما بين العصر إِلى غروب الشمس، التَّاسع: أنَّها آخر ساعة بعد
العصر، العاشر: أنَّها من حين خروج الإِمام إِلى فراغ الصَّلاة، الحادي عشر:
أنَّها السَّاعة الثَّالثة من النَّهار.
قال ابن قيِّم الجوزيَّة: (والرَّاجح من هذه الأَقوال قولان تضمَّنتهما [5]
الأَحاديث الثَّابتة [6]، واختُلِف في ترجيح كلٍّ منهما على الآخر، فقيل: قول:
إنَّها ما بين أَن يجلس الإِمام إِلى أَن تُقضَى الصَّلاة، رواه مسلم في «صحيحه»)،
قال النَّوويُّ: (وهو الصحيح أَو الصَّواب) انتهى، وفي سند هذا الحديث اختلافٌ،
ذكره الدَّارقطنيُّ: (أنَّه رُوِي مرفوعًا وموقوفًا، ولكنَّ الصَّحيح أَنَّ هذه
العلَّة ليست قادحة؛ لما عُرِف في علوم الحديث، وفي المسألة [7] أَربعةُ أَقوال:
أحدها: الحكم لمَن وصل إِذا كان ثقة، والثاني: أنَّه موقوف، والثَّالث: الحكم
للأَكثر، وقيل: للأحفظ، وفيه علَّةٌ أُخرى، وهي رواية مخرمة بن بُكَير، عن أَبيه،
[ج 1 ص 276]
(1/1983)
وفي
سماعه منه ثلاثة أَقوال: لم يسمع منه مُطلَقًا، قاله أَحمد، وابن مَعِين،
والبُخاريُّ، وانتقد الدَّارقطنيُّ هذه التَّرجمة على مسلم، وله بها سبعةَ عشرَ
حديثًا في غالب ظنِّي أنِّي عددتها كلَّما [8] مرَّ بي [9] واحدٌ منها، ثانيها:
سَمِعَ منه فَرْدَ حديثٍ، قال أَبو داود: (لم يسمع من أَبيه إِلا حديثَ الوتر)،
ثالثها: سمع منه، وحكى بعضهم قولين [10] فقط، وضعَّف بُكَيرًا ابنُ مَعِين أَيضًا،
وله ترجمة في «الميزان»، والقول [11] الآخر: أَنَّها بعد العصر، وحجَّتُه: ما رواه
أَحمد في «المُسنَد» من حديث أَبي سعيد وأَبي هريرة رضي الله عنهما: أَنَّ
النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إنَّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم
يسأل اللهَ فيها خيرًا إِلا أَعطاه إِيَّاه، وهي بعد العصر»، وجاءت فيها أَحاديثُ
غير هذا، قال ابن قيِّم الجوزيَّة: (وهو قول أَكثر السَّلف، وعليه أَكثرُ
الأَحاديث)، ويليه القول بأنَّها ساعةُ الصَّلاة، قال ابن القيِّم: (وعندي أنَّ
ساعة الصَّلاة ساعة يُرجَى فيها الإِجابة أَيضًا، وكلاهما ساعة إِجابة، وإِن كانت
المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر؛ فهي ساعة [12] معيَّنةٌ من اليوم لا تتقدَّم ولا
تتأَخَّر، وأمَّا ساعة الصَّلاة؛ فتابعة للصَّلاة، تقدَّمت أو تأخَّرت؛ لأنَّ في
اجتماع المسلمين وصلاتِهم وتضرُّعِهم وابتهالهم إِلى الله تعالى تأْثيرًا في
الإِجابة، فساعة اجتماعهم ساعةٌ تُرجَى فيها الإِجابة، وعلى هذا؛ فتتَّفق
الأَحاديث، ويكون النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد حضَّ أَمَّته على الدُّعاء
والابتهال إِلى الله تعالى في هاتين السَّاعتين ... ) إِلى آخر كلامه، وقال في
«معاليم [13] المُوقِّعين» كلامًا حاصلُه: (أنَّ ساعة الإِجابة التي في يوم الجمعة
هي بعد العصر، وأنَّ ساعة الصَّلاة _يعني: صلاة الجمعة_ أَولى أَن تكون ساعةَ
إِجابةٍ، كما أَنَّ المسجد الذي أُسِّس على التَّقوى هو مسجد قباء، ومسجد الرسول
صلَّى الله عليه وسلَّم أَولى بذلك منه، وهذا أَولى مِن جمع مَن جمع بينهما
بنقلهما) انتهى، وحجَّةُ كلِّ قول، ونصب الأَدلة، وترجيح بعضها على بعض؛ طويلٌ
جدًّا، ويكفي [14] هذا، وقد ذكر شيخنا المؤلِّف فيها عشرين قولًا، وفيها شتَّى
[15] مداخلَ، قال [16]: (وقد أَفردتها قديمًا في جزء)، وقال في «شرح المنهاج»:
(أنَّه بلغها ستَّةَ عشرَ قولًا في الجزء المذكور)، والله أَعلم.
==========
(1/1984)
[1]
في (ب): (بقاؤهما).
[2] زيد في (ب): (هو).
[3] (أن): سقط من (ج).
[4] في (ج): (ترفع).
[5] في (ج): (تضمنتها)، وهو تحريفٌ.
[6] في (ج): (الثانية)، ولعله تصحيف.
[7] في (ب): (الحديث).
[8] في (ب): (المازني).
[9] (مر بي): سقط من (ب).
[10] في (ج): (قوله).
[11] في (ب): (ولا نقول).
[12] زيد في (ج): (بعد).
[13] في (ج): (معالم).
[14] في (ب): (وتلقى).
[15] في (ب) و (ج): (شيء).
[16] (قال): سقط من (ج).
(1/1985)
[باب: إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة ... ]
(1/1986)
[حديث:
بينما نحن نصلي مع النبي إذ أقبلت عير تحمل طعامًا]
936# قوله: (حَدَّثَنَا زَائِدَةُ [1]): هذا هو زائدة بن قدامة، أَبو الصلت،
الثَّقفيُّ الكوفيُّ، الحافظ، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَنْ حُصَيْنٍ): هو بضمِّ الحاء، وفتح الصَّاد المهملتين، وهو حصين بن عبد
الرَّحمن السُّلميُّ، أَبو الهذيل، الكوفيُّ، ابن عمِّ منصور، تقدَّم.
قوله: (إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ): (العِير): القافلة التي تحمل الطَّعام أَو التِّجارة
[2]، لا تُسمَّى عيرًا إِلا هكذا.
فائدة: إن قيل: لمن كانت هذه العير؟ فجوابه: أنَّ ابن بشكوالَ قال: (اختُلِف في
صاحب العير؛ فقيل: دُحْية الكلبيُّ، وقيل: عبد الرَّحمن بن عوف، وقيل: وبَرة
الكلبيُّ، وشاهد الأوَّل في «تفسير بقيٍّ»: وذكر مقاتل: «أنَّ العير لعبد الرَّحمن
بن عوف، وفي حديث ابن وهب، عن اللَّيث: أنَّ وَبَرة الكلبيَّ قدم بتجارة ... »؛
وساق الحديث) انتهى، فأَمَّا عبد الرَّحمن بن عوف، ودُحْية بن خليفة؛ فصحابيَّان
مشهوران، وأمَّا وَبَرة؛ فلا أَعلم له إِسلامًا ولا ترجمةً، [وقال بعض الحُفَّاظ
المُتأخِّرين: (ذكر ابن حِبَّان في الصَّحابة وبرَ بنَ بحيس الكلبيَّ، وقال: له
صحبة، فيحتمل) انتهى] [3]، ولعلَّ الجمعَ بين الأَقوال أنَّها كانت للثَّلاثة،
فنُسِبت في كلِّ قول إِلى واحد منهم، والله أَعلم.
قوله: (إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا): قال شيخنا: (وفي «الدَّارقطنيِّ»: «ليس معه
إِلا أَربعين رجلًا أَنا فيهم»)، ثمَّ قال: (نقله كذلك، عن عليِّ بن عاصم، عن
حُصَين، وخالفه أَصحاب حُصَين، فقالوا: «اثني عشر رجلًا»، وفي موضعٍ آخرَ قال: روى
الدَّارقطنيُّ والبيهقيُّ من حديث جابر: «انفضُّوا حتَّى لم يبق إِلا أربعون
رجلًا»، قالا: لم يقلْ: «أربعون» إِلَّا عليُّ بن عاصم، عن حُصَين، وخالفه أَصحاب
حُصَين، فقالوا: «اثنا عشر») انتهى، وعليُّ بن عاصم متروكٌ، كما قاله النَّسائيُّ،
وقال البخاريُّ: ليس بالقويِّ عندهم، يتكلَّمون فيه، وقال ابن معين: ليس بشيء.
(1/1987)
وفي
«المعاني» للفرَّاء: (إلَّا ثمانية نفر)، وفي «تفسير عبد»: (إلَّا سبعة)، وفي
«مراسيل أَبي داود»: من حديث مقاتل بن حَيَّان: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام
كان يصلِّي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين حتَّى كان يوم [4] جمعة والنَّبيُّ
صلَّى الله عليه وسلَّم يخطب وقد صلَّى الجمعة، فدخل رجلٌ، فقال: إنَّ دحية قدم
بتجارة، وكان دحية إِذا قدم؛ تلقَّاه أَهله بالدُّفوف، فخرج النَّاس لم يظنُّوا
إلَّا أنَّه ليس في ترك الخطبة شيءٌ، فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا ... }
[الجمعة: 11]؛ الآية، فقدَّم الخطبة يوم الجمعة، وهذا وإِن [5] لم يتَّصل من وجه
ثابت؛ فالظَّنُّ الجميل بالصحابة يوجب أَن يكون صحيحًا، قاله السُّهيليُّ، والقاضي
عياض بعده، قال القاضي: (وقد أَنكر بعض العلماء أَن يكون النَّبيُّ صلَّى الله
عليه وسلَّم خطب قطُّ بعد صلاة الجمعة لها) انتهى.
فائدة: جاء في «مسلم» من حديث جابر: (إلَّا اثنا عشر أَنا فيهم)، وفي «مسلم»
أَيضًا: (فيهم أَبو بكر وعمر)، وذكر السُّهيليُّ: (أنَّه جاء ذكر الباقين [6] في
حديث مُرسَلٍ رواه أَسد بن عمرو، والد موسى بن أَسد، وهم أَبو بكر، وعمر ... ؛
فذكر العشرةَ، وبلالٌ، وابنُ مسعود، [وفي روايةٍ: عمَّار بن ياسر، وأَهملَ جابرًا،
وهو في «مسلم» كما تقدَّم، وسالم مولى أَبي حذيفة، ذكره إِسماعيل بن أَبي زياد
الشَّاميُّ في تفسير ابن عبَّاس، وجاء في رواية: «فلم يبقَ معه إلَّا اثنا عشر
رجلًا وامرأة»، وفي أخرى: «وامرتان»، ذكرها إسماعيل هذا) انتهى، وفي «غرر
التِّبيان [7]» لابن جماعة بدرِ الدِّين: (أنَّهم العشرة، وبلال، وابن مسعود] [8]،
وقيل: عمَّار، وقيل: بقي ثمانية، وقيل: أَحدَ عشرَ وامرأة، وقيل: اتَّفق ذلك ثلاث
مرَّات، وقيل: كانت الخطبة بعد [9] الصَّلاة، فتوهَّموا أنَّهم قضَوا ما عليهم،
ثمَّ حُوِّلت إِلى ما قبلها) انتهى.
والحاصل من الأقوال في عددهم: العشرة، وجابر، وبلال، وابن مسعود، وعمَّار، وسالم،
وامرأتان، المجموع: خمسةَ عشرَ رجلًا وامرأتان، جملتُهم سبعةَ عشرَ شخصًا، والله
أَعلم.
==========
[1] زيد في (ب): (تقدَّم).
[2] في (ج): (والتجارة).
[3] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[4] (يوم): سقط من (ج).
[5] في (ج): (فإن).
[6] في (ج): (الفاقين).
[7] في (ج): (البيان)، وكلاهما صحيح.
[8] ما بين معقوفين سقط من (ب).
(1/1988)
[9]
في النُّسخ: (قبل)، والمثبت من هامش (ب)، ولعلَّه هو الصواب.
[ج 1 ص 277]
(1/1989)
[باب
الصلاة بعد الجمعة وقبلها]
قوله: (بَابُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَقَبْلَهَا): يعني: ما جاء فيه؛ يعني:
لم يجِئ فيه إِلا ركعتان بعدها، وجاء في «مسلم»: (أَربعٌ بعدها، وأمَّا قبلَها؛
فلا أَعلم فيه شيئًا يصحُّ)، وحديث ابن ماجه: «أصليت قبل أَن تجيْءَ؟» سنده صحيح،
وهو تصحيف من: (أَن تجلس)، قاله الحافظ المِزِّيُّ شيخ شيوخنا، والله أعلم.
==========
[ج 1 ص 277]
(1/1990)
[باب قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}]
(1/1991)
[حديث:
كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا]
938# قوله: (سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ): تقدَّم أنَّه نسبَه إِلى جدِّه، وهو
سعيد بن الحكم بن مُحَمَّد بن سالم، مولى بني جُمَح، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ): (غسَّان): يُصرَف ولا يُصرَف، واسمه مُحَمَّد
بن مُطرِّف، أَبو غسان، اللَّيثيُّ، مدنيٌّ إِمامٌ، نزل عَسقلان، عن ابن المنكدر
وزيد بن أَسلم، وعنه: آدم، وعليُّ بن الجعد، وعدَّةٌ، حدَّث [1] ببغداد، وثَّقه
أَحمد وغيره، ومات قبل السبعين والمئة، كذا أَرَّخ وفاته ابن عبد [2] الهادي في
«طبقات الحُفَّاظ» له، له ترجمةٌ في «الميزان».
قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ): تقدَّم مرارًا [3] أنَّه بالحاء المهملة،
وبالزَّاي، وتقدَّم أنَّ اسمه سلمة بن دينار.
قوله: (كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ): هذه المرأة لا أَعرف أَحدًا سمَّاها رضي الله
عنها.
قوله: (تَجْعَلُ [4] عَلَى أَرْبِعَاءَ): كذا لأَكثرهم، وعند الجرجانيِّ: (تحقل)؛
بالحاء والقاف، قال ابن قُرقُول: (وهو الصَّواب؛ أَي: تزرع على جداولَ
[ج 1 ص 277]
لها، والحقلة: المزرعة، والحقل مثله أَيضًا، وقيَّده بعضهم عن القابسيِّ وأبي زيد:
«تحفل_ بالفاء _ على أَربعاء»، وكذلك قيَّده: «فتحمله في قدر» عوضًا من «فتجعله»،
وعند الأصيليِّ: «سلقٌ»؛ بالرَّفع، ووجهه: أن يكون مفعولًا لم يُسمَّ فاعله لـ
«يُجعَل» [5] على أن تُضمَّ الياء منه، أو «تَجْعَل على أربعاء في مزرعةٍ لها
سلقٌ»، أو يكون «سلق» مبتدأ، وخبره في «لها»، ويكون الفعل «تحقل على أربعاء»، ثمَّ
استأنف، فقال: «لها سلق، فتجعله»، قال ابن قُرقُول: (قال القاضي: وكذا وجدت بعضهم قد
ضبطه: و «الأربعاء»، جمع «ربيع»؛ وهي الجداول) انتهى.
قوله: (فِي مَزْرَعَةٍ): هي [6] مُثلَّثة الرَّاء، كذا عن ابن مالك.
قوله: (قُبْضَةً): هي بضمِّ القاف: الشَّيء المقبوض، وهو ما قبضت عليه مِن شيء،
يقال: أَعطاه قبضة من سويق أو تمر؛ أَي: كفًّا منه، وربَّما جاء بالفتح، قاله
الجوهريُّ.
(1/1992)
قوله:
(عَرْقَهُ): هو بفتح العين، وإسكان الرَّاء؛ وهو العظم بما عليه من بقيَّة اللَّحم
[7]، ومعنى (عرقه): أي: لحمه، قال ابن قُرقُول: (في «الأَطعمة»، فصارت عرقه، كذا
قيَّده القابسيُّ [8] وعبدوس بعينٍ [9] مفتوحةٍ مهملةٍ، وعند أبي ذرٍّ: «عُرْقه»؛
بضمِّ العين، وسكون الرَّاء، وعند الأصيليِّ: «غَرْفه»، وعند غيره: «غُرْفه»،
وكلاهما: المرقة التي تُغْرَف، قال ابن دريد: الغُرفة والغِراف: ما اغترفته بيدك،
قلت: وقد رُوِي: «فصارت عرقةً»؛ أي: تقوم مقام اللَّحم؛ يعني: أَضلاع السِّلق) انتهى،
وذكر في «الغين المعجمة»: [(فتكون أَصول السِّلق: «غُرقَةً [10]»، وفي أخرى:
«فصارتْ عرفه»، وقد تقدَّم)] [11]، وقال ابن الأثير في (العين المهملة): (وفي حديث
الأطعمة: «فصارت عَرْقَه»؛ يعني: أنَّ أضلاع السِّلق قامت في الطَّبيخ مقام قطع
اللَّحم، هكذا جاء في رواية، وفي رواية أخرى: بالغين المعجمة، والفاء؛ يريد:
المرق، من الغرف)، وقال في (الغين المعجمة): (وفي [12] حديث أَنس: «وغرقًا فيه
دُبَّاء»، هكذا جاء في رواية، والمعروف: «مرقًا»، والغرق: المرق، قال الجوهريُّ:
الغُرقة [13]_ بالضَّمِّ_ مثل: الشربة من اللَّبن وغيره، والجمع: غُرَق [14]، ومنه
الحديث: «فيكون أصول السلق غرقةً [15]»، وفي أخرى: (فصارت عَرقة [16])، وقد رواه
بعضهم: بالفاء؛ أَي: ممَّا يُغْرَف) انتهى.
قوله: (حَدَّثَنِي [17] ابْنُ أَبِي حَازِمٍ): تقدَّم أنَّه بالحاء المهملة،
وبالزَّاي، وهو عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار الذي تقدَّم قريبًا، وعبد
العزيز يروي عن أبيه، وسهيل، والعلاء، ويزيدَ بن الهادي، وعنه: أبو مصعب، وقتيبة،
وابن حُجْر، قال أحمد: لم يكن يُعرَف بطلب الحديث، ولم يكن بالمدينة بعد ذلك أفقهُ
منه، ويقال: إنَّ كتبَ سليمان [18] بن بلال وقعت إليه ولم يسمعها [19]، وقال ابن
معين: ثقة، تُوُفِّيَ سنة (184 ه) [20]، أَخرج له الجماعة، وقد كتبه ابن سيِّد
الناس اليعمريُّ خطيب يونس جدُّ الشيخ فتح الدين ابن سيِّد الناس، وذكره قبله
العُقَيليُّ، فذكر كتب سليمان، له ترجمةٌ في «الميزان».
(1/1993)
[باب القائلة بعد الجمعة]
(1/1994)
[حديث:
كنا نبكر إلى الجمعة ثم نقيل]
940# [قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ): هو إِبراهيم بن مُحَمَّد
بن الحارث، تقدَّم]. [1]
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من (ب) و (ج).
[ج 1 ص 278]
(1/1995)
[حديث:
كنا نصلي مع النبي الجمعة ثم تكون القائلة]
941# [قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ): يُصرَف ولا يُصرَف، واسمه مُحَمَّد بن
مُطرِّف، تقدَّم.
قوله: (حَدَّثَنَا [1] أَبُو حَازِمٍ): تقدَّم قريبًا جدًّا ضبطُه، وأنَّه سلمة بن
دينار] [2].
==========
[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ب) و (ج).
[ج 1 ص 278]
(1/1996)
((12))
(كتاب صَلاَةِ الْخَوْفِ)
(بَابُ صَلاَةِ الْخَوْفِ) ... إلى (بَاب فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ)
فائدةٌ: أوَّل ما صلَّى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الخوف في السنة الرابعة،
قاله غير واحد من الحُفَّاظ، وفي «مُسنَد أَحمد» من حديث جابر: (أنَّ صلاة الخوف
كانت في السَّنة السَّابعة) انتهى، ويمكن تأويلُه، ويجتمع مع ما قالوه، والله
أَعلم.
فائدةٌ ثانيةٌ: رُوِيت صلاة الخوف على وجوهٍ كثيرةٍ، قال التِّرمذيُّ: (قال الإمام
أَحمد: قد رُوِي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم صلاة الخوف على أَوجه، وما
أَعلم في هذا الباب إِلَّا حديثًا صحيحًا)، وعنه: (لا أَعلم أنَّه رُوِي عن رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة الخوف إلَّا حديثٌ ثابتٌ، هي كلُّها صِحاحٌ
ثابتةٌ)، وقيل: أيُّ [1] حديث صلَّى منها صلاة الخوف؛ أَجزأه، وقال ابن العربيِّ:
(رُوِّيت عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة الخوف رواياتٍ كثيرةً؛
أَصحُّها: ستَّ عشرةَ روايةً مختلفةً)، وقال في «القبس»: (صلَّاها أَربعًا وعشرين
مرَّةً)، وقال أبو عمر: (المرويُّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك
ستَّةُ أَوجه)، وقال غيره: صحَّ منها سبعةٌ، وذكر ابن القصَّار: (أنَّه صلَّاها في
عشرةِ مواطنَ، وصحَّحها بعضهم في ثلاث فقط)، وقال ابن حزم: (هو مخيَّر بين أَربعةَ
عشرَ وجهًا؛ كلُّها صحَّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، هذا مُلخَّصٌ من
كلام شيخنا الشَّارح، وقال شيخنا المشار إِليه في «شرح المنهاج»: (وذكر ابن
حِبَّان في «صحيحه» منها تسعةً) انتهى، ولغير شيخنا كلامٌ في صلاة الخوف، ولكن
رأيت كلام شيخنا أَجمعَ؛ لأنَّه جمع بين أَقوالٍ.
==========
[1] في (ج): (إن).
[ج 1 ص 278]
(1/1997)
[حديث:
غزوت مع رسول الله قبل نجد فوازينا]
942# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.
قوله: (أَخْبَرَنَا [1] شُعَيْبٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أَبي حمزة، وكذا
(الزُّهْرِي): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم مرارًا، العالم الفرد.
قوله: (قِبَلَ نَجْدٍ): تقدَّم أنَّ (قِبَل)؛ بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة
مرَّات.
قوله: (فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ): أي: قربنا منه، وقابلناه، وأَصله الهمز.
قوله: (نَجْدٍ): هو بفتح النُّون؛ وهي ما بين جُرَشَ إِلى سواد الكوفة، وحدُّه [2]
من المغرب: الحجازُ، وعن يسار الكعبة: اليمنُ، ونجدٌ كلُّها مِن عمل [3] اليمامة،
ذكره في «المطالع».
==========
[1] في (ج): (حدَّثنا)، وليس بصحيح.
[2] (وحده): سقط من (ج).
[3] في (ج): (أعمال).
[ج 1 ص 278]
(1/1998)
[باب صلاة الخوف رجالًا وركبانًا]
(1/1999)
[حديث
ابن عمر: وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قيامًا وركبانًا]
943# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد
العزيز بن جريج، الإِمام العالم، تقدَّم بعض ترجمته غفر الله له.
قوله: (وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ)؛ أي: (زاد) على قول مجاهد، ولا شكَّ أنَّ صلاة الخوف
رجالًا وركبانًا إِنَّما تكون [1] إِذا اشتدَّ الخوف، واختلطوا في القتال،
[ج 1 ص 278]
وتسمَّى: صلاة المسايفة، فيصلِّي إِيماءً، وكيف تمكَّن، وممَّن قال بذلك ابنُ عمر،
وهو قول مجاهد، وطاووس، وإبراهيم، والحسن، والزُّهريِّ، وطائفةٍ من التابعين، وروى
ابن جريج عن مجاهد قال: (إذا اختلطوا؛ فإنَّما هو الذكر والإشارة بالرَّأس)، فمذهب
مجاهد: إجزاء الإِيماء عند شدَّة القتال كمذهب ابن عمر، وهو مذهب مالكٍ،
والثَّوريِّ، والشَّافعيِّ، وقول البخاريِّ: (وزاد ابن عمر ... ) إِلى آخره مراده:
أنَّه رواه، لا مِن رأيه، وكذلك قال مالكٌ، قال نافع: (ولا أَرى ذكر ذلك عبدُ الله
إِلَّا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى ما قاله شيخنا الشَّارح،
وسيأتي في (تفسير البقرة): (قال مالكٌ: قال نافعٌ: لا أُرى عبدَ الله بن عمر [2]
ذكر ذلك إلَّا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، قال البيهقيُّ كما نقله
شيخنا المؤلِّف في «شرح التَّنبيه» في الفقه: (هو [3] ثابت من جهة موسى بن عقبة عن
نافع، عن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة شدَّة الخوف)
انتهى.
(1/2000)
[باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف]
(1/2001)
[حديث:
قام النبي وقام الناس معه فكبر وكبروا معه ... ]
944# قوله: (حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ): (حَيْوةُ): بفتح الحاء المهملة،
ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ واو، ثمَّ تاء التأنيث، وهذا ظاهرٌ، وإنَّما
ضبطتُه؛ لأَنَّي سمعت مَن يقرؤه: (حياةُ)، وأمَّا (شُرَيح)؛ فبالشِّين المعجمة،
وبالحاء المهملة، وقد قدَّمتُ مَنِ اسمه سُرَيج؛ بالسِّين المهملة، وبالجيم، وهم ثلاثة
في «البخاريِّ» و «مسلم» أحمد بن أبي سُرَيج، وسُرَيج بن النُّعْمان، وسُرَيج بن
[1] يونس؛ فانظره، فإنَّه أَطولُ مِن هذا.
قوله: (عَنِ الزُّبَيْدِيِّ): تقدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّه بضمِّ الزاي، وأنَّه
مُحَمَّد بن الوليد، وأنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم.
==========
[1] زيد في (ب): (أبي)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 279]
(1/2002)
[باب
الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو]
قوله: (وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أَبو عمرو عبد الرَّحمن بن
عمرو، وتقدَّم لماذا نُسِب، وأنَّه شيخ الإسلام، وأَحد الأَعلام.
قوله: (تَهَيَّأَ): هو بهمزةٍ مفتوحةٍ في آخره، وهذا ظاهرٌ [1].
قوله: (وَبِهِ قَالَ مَكْحُولٌ): هو فقيه الشَّام، روى عن عائشة وأبي هريرة
مُرْسَلًا، وأمَّا روايته عن أَنس [2]؛ فقد قال أَبو حاتم: (سألت أَبا مُسهِر: هل
سمع مكحولٌ مِن أَحد من أَصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: ما صحَّ
عندنا إِلا أَنس بن مالك)، وقال ابن معين: سمع مكحول من واثلة بن الأسقع، ومن
فضالة بن عبيد، ومن أَنس رضي الله عنهم، ولم أَر أحدًا قال: إنَّه لم يسمع مِن
أَنس؛ فاعلمه، لكنَّه كثيرُ الإِرسال عن غيره من الصَّحابة، ورُّبمَّا دلَّس، وروى
عنه الزُّبيديُّ، والأوزاعيُّ، وسعيد بن عبد العزيز، تُوُفِّيَ سنة (112 هـ)، أخرج
له مسلم، والأَربعة، وثَّقه غيرُ واحدٍ، وله ترجمة في «الميزان».
قوله: (وَقَالَ أَنَسٌ: حَضَرْتُ [3] مُنَاهَضَةَ حِصْنِ تُسْتَرَ): هي بمثنَّاتين
فوق؛ الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، بينهما سين مهملة، مدينة مشهورة بخوزستان،
فُتِحت سنة سبعَ عشرةَ من الهجرة في خلافة عمر رضي الله عنه.
قوله: (فَلَمْ نُصَلِّ): هو بنون مضمومة، والباقي معروف.
قوله: (وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى): هو أَبو موسى الأشعريُّ، تقدَّم مرارًا [4]
أنَّه عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حضَّار رضي الله عنه.
قوله: (فَفُتِحَ لَنَا): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
==========
[1] (وهذا ظاهرٌ): سقط من (ج).
[2] زيد في (ب): (بن مالك).
[3] زيد في «اليونينيَّة» وهامش (ق) من رواية غير ابن عساكر: (عند).
[4] في (ب) و (ج): (مرَّات).
[ج 1 ص 279]
(1/2003)
[حديث: وأنا والله ما صليتها بعد]
(1/2004)
945# قوله: جعفر (حَدَّثَنَا يَحْيَى بن موسى [1]: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ): (يحيى) هذا: هو خَتٌّ _بفتح الخاء المعجمة، وتشديد المُثَنَّاة فوق_ البلخيُّ، عن ابن عيينة ووكيع، وعنه: البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، والسَّرَّاج، والحكيم التِّرمذيُّ مُحَمَّد بن عليٍّ، تُوُفِّيَ سنة (240 هـ)، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، قال أَبو عليٍّ الغسَّانيُّ: (وقال _يعني: البخاري_ في «الصَّلاة»، و «السلم»، و «الجهاد»، و «الإفك»، و «الأعراف»، و «مريم»، و «الدُّخان» في موضعين، و «النَّجم»، و {اقتربت}، و «المُدَّثر»، و «اللَّيل»، و «النِّكاح» في موضعين، و «الذَّبائح»، و «الأدب»، وفي «استتابة المُرتدِّين»، وفي «خبر الواحد»، و «التوحيد»: «حدَّثنا يحيى: حدثنا وكيع»، فنسب ابن السَّكن يحيى في أكثر هذه [2] المواضعَ: يحيى بن موسى الحدَّانيَّ، وأَهمل بعضها، وفي «البخاريِّ» في «الخوف»: «حدَّثنا يحيى: حدَّثنا وكيع»، قال أبو عليٍّ: (نسبه ابن السَّكن: يحيى بن موسى، ونسبه أبو ذَرٍّ عن أبي [3] إسحاق المستملي: يحيى بن جعفر ... ) إلى آخر كلامه، وفي آخره: (وذكر أبو نصر: أنَّ يحيى بن موسى الحدَّانيَّ _يعني: خت_ ويحيى بن جعفر البلخيَّ يرويان جميعًا عن وكيع في «الجامع») انتهى، والصَّحيح: أنَّه ختٌّ، قال شيخنا، وبخطِّ الدِّمياطيِّ: (هو ختٌّ)، انتهى، أمَّا يحيى بن موسى بن عبد ربِّه بن سالم الحُدَّانيُّ، أَبو زكريَّا الكوفيُّ، ثمَّ البلخيُّ السَّختيانيُّ، عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، والطَّبقة، وعنه: البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وغيرُهم، قال موسى بن هارون: كان من خيار المسلمين، وقال السَّرَّاج: ثقةٌ [4] مأمونٌ، قيل: مات في رمضان سنة (239 هـ)، وقيل غيرُ ذلك، وأمَّا يحيى بن جعفر بن أعين الأزديُّ، أبو زكريَّا، البخاريُّ البيكنديُّ الحافظ، عن ابن عيينة، وأبي معاوية، ووكيع، وعبد الرَّزَّاق، وطبقتهم، وعنه: البخاريُّ، وابنه الحسين بن يحيى، وخلقٌ من البخاريِّين بلده، قال ابن عَدِيٍّ: (هو الذي قال للبخاريِّ: مات عبد الرَّزَّاق، ولم يكن قد مات ذلك الوقت وكان البخاريُّ مُتوجِّهًا إلى عبد الرَّزَّاق، فانصرف، فلمَّا مات عبد الرَّزَّاق؛ سمع البخاريُّ كتب عبد الرَّزَّاق منه، قال ابن حِبَّان في «ثقاته»: [مات في شوَّال سنة (243 هـ)] [5]، والله أَعلم.
(1/2005)
قوله:
(عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه أَحد الفقهاء السَّبعة، على [6]
قول الأَكثر، وأنَّ اسمه عبد الله _وقيل [7]: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف.
قوله: (يَوْمَ الْخَنْدَقِ): تقدَّم متى كانت غزوة الخندق في شوَّال سنة خمس، وقال
ابن سعد: (في ذي القعدة)، ويقال: في سنة أربع، قاله موسى بن عقبة.
قوله: (إِلَى بُطْحَانَ): تقدَّم أنَّه وادٍ من أَودية المدينة، وأنَّه بضمِّ
المُوَحَّدة، وإسكان الطاء المهملة، كذا يقوله [8] المُحَدِّثون، وأنَّ أَهل
اللُّغة يقولونه: بفتح المُوَحَّدة وكسر الطَّاء [9].
==========
[1] (ابن موسى): ليس في «اليونينيَّة»، وفي هامشها من رواية أبي ذرٍّ عن المستملي:
(ابن جعفر) وزيد فيها: (قال).
[2] (هذه): هذه سقط من (ج).
[3] في (ج): (ابن)، وهو تحريفٌ.
[4] في (ب): (ثبت).
[5] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[6] في (ج): (في).
[7] زيد في (ب): (اسمه).
[8] في (ج): (يقولونه)، وليس بصحيح.
[9] في (ج): (المُوَحَّدة)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 279]
(1/2006)
[باب
صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً]
قوله: (بَابُ صَلاَةِ الطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ ... ) إلى آخر التَّرجمة: إِن
قلت: أَشكل على حديث ابن عمر، فليس فيه إلَّا أنَّ إحدى الطَّوائف صلَّت، ولم
يبيِّن ركبانًا أَو نزلوا، فكيف يطابق إطلاقُ الحديث خصوصَ التَّرجمة؟ قال ابن
المُنَيِّر: (قلت: أشكل ذلك على ابن بطَّال، فقدَّر الاستدلال بالقياس، فقال:
(موضع المطابقة مِن تأخير إحدى الطَّائفتين للصَّلاة إلى أن غابت الشمس، ووصلوا
بني قريظة، فلمَّا جاز لها أن تُؤخَّر عن الوقت، والصَّلاة في الوقت [1] مُفترَضة
[2]؛ فكذلك يجوز ترك إِتمام الأَركان، والانتقال إلى الإِيماء) انتهى كلامه، قال:
(والأبين عندي _ والله أعلم_ على غير ذلك، فإنَّما استدلَّ البخاريُّ بالطَّائفة
[3] التي صلَّت، فظهر له أنَّها لم تنزل؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم
إنَّما أمرهم بالاستعجال إلى بني قريظة، والنُّزولُ بها ينافي مقصودَه؛ الجدَّ في
الوصول، فمنهم مَن بنى على أنَّ النُّزول للصَّلاة معصيةٌ للأمر الخاصِّ بالجدِّ،
فتركها إلى أن فات وقتها؛ لوجود المعارض، ومنهم مَن جمع بين دليلي [4] وجوب
الصَّلاة ووجوب الإسراع في هذا السَّير، فصلَّى راكبًا، ولو فرضناها صُلِّيَت
نازلة؛ لكان ذلك مضادَّة لما أمر به صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا لا يُظنُّ بأحد
من الصَّحابة على تقوية أَفهامهم، وحسن اقتدائهم، وأمَّا صلاة المطلوب؛ فمأخوذٌ
بالقياس على الطَّالب من طريق الأولى) انتهى، وهو حَسَنٌ جدًّا، والله أَعلم.
قوله: (وَقَالَ الْوَلِيدُ: ذَكَرْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ): أمَّا الوليد بن مسلم،
الحافظ، أبو العبَّاس، عالم أَهل الشام؛ تقدَّم بعض ترجمته، وأمَّا (الأوزاعيُّ)؛ فقد
تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو، شيخ الإسلام، وتقدَّم لماذا
نُسِب.
(1/2007)
قوله:
(صَلاَةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ [5]): هو بفتح السِّين المهملة، وكسر الميم،
وقيل: بكسر السِّين، وإسكان الميم، وبالطَّاء المهملتين، الكنديُّ، مُختلَفٌ في
صحبته، عن عمر [6]، وسلمان، وعبادة بن الصَّامت، وعمرو بن عَبَسَة، وغيرِهم، وعنه:
جُبَير بن نفير، وسالم بن أبي الجعد، ومكحولٌ، وسُلَيم بن عامر الخبائريُّ [7]،
وجماعةٌ كثيرةٌ، قال البخاريُّ: (كان على حمص، وهو الذي افتتحها)، وقال النَّسائيُّ:
ثقةٌ، وقال ابن سعد: (وفد إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد شهد
القادسيَّة، ووُلِّي حمص، وهو الذي افتتحها، وقسَّمها مَنَازل)، وقال غيره: كان
أحد الفرسان المذكورين، غلب الأشعث بن قيس على شرف كندة، قال يزيد بن عبد ربِّه:
مات سنة أربعين، وقال غيره: مات بصِفِّين، وقال أحمد بن مُحَمَّد بن عيسى في
«تاريخ حمص»: (مات [بسلميَّة سنة ستٍّ وثلاثين)، أخرج له مسلم، والأربعة] [8].
[ج 1 ص 279]
قوله: (إِذَا تُخُوِّفَ الْفَوْتُ): هو بضمِّ التَّاء، وضمِّ الخاء المعجمة، وكسر
الواو المُشدَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الفوتُ): مَرْفوعٌ قائمٌ مقام
الفاعل.
قوله: (وَاحْتَجَّ الْوَلِيدُ): هو ابن مسلم العالم، تقدَّم قريبًا وبعيدًا
مُتَرْجَمًا.
(1/2008)
قوله:
(لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ): وكذا قوله في
الحديث الموصول، وفي «مسلم» و «صحيح ابن حِبَّان»: (الظُّهر)، وفي الجمع بينهما
احتمالان؛ أحدهما [9]: أنَّه كان بعد دخول وقت الظهر، وقد صلَّاها بالمدينة بعضُهم
دون بعض، فقيل للذين لم يصلُّوها: لا تصلُّوا الظُّهر إلَّا في بني قريظة، وللذين
[10] صلُّوا بالمدينة: لا تصلُّوا العصر إلَّا في بني قريظة، الثَّاني: أنَّه قيل
ذلك للجميع، ويُحتمَل ثالثًا: أنَّه قيل للذين ذهبوا أوَّلًا: لا تصلُّوا الظُّهر
إلَّا في بني قريظة، وللذين بعدهم: العصر، والله أعلم، وقال الدِّمياطيُّ ما لفظه:
(وَهِمَ مسلمٌ في قوله: «الظُّهر»، وإنَّما هي صلاة العصر، كذلك رواه البخاريُّ في
عدَّة مواضعَ عن الضُّبَعيِّ شيخ مسلم، وهو الذي أجمع عليه أهل السِّير) انتهى،
وفيه وَقفةٌ من حيث إنَّ الحديث كذلك عُزِي لابن حِبَّان، كما تقدَّم، اللَّهمَّ؛
إلَّا أن يكون مسلمٌ في طريق ابن حِبَّان، وفيه بُعدٌ، وقد راجعت «صحيح البخاريِّ»
في (صلاة الخوف)؛ فرأيته رواه عن عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء: حدَّثنا جويرية
به، كما رواه مسلم، غيرَ أنَّه قال: (العصر)، فلهذا حصر الدِّمياطيُّ الوَهَم في
مسلمٍ، قال شيخنا الشَّارح: واختلفت الرواية، هل قال: الظُّهر أو العصر؟ ففي «البخاريِّ»
عن شيخه عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء، عن جويرية: (العصر)، ووافقه أبو غسَّان
[11] عن جويرية، أخرجهما الإسماعيليُّ، ورُوِي عنه: (الظُّهر)، وكذا رواه ابن
حِبَّان في «صحيحه» من طريق أبي غسَّان عن جويرية، واختُلِف على أبي يعلى
الموصليِّ عنه، فرواه عنه الإسماعيليُّ: (العصر)، ورواه أبو نُعَيم في «مستخرجه
على البخاريِّ»: (الظُّهر)، ورواه ابن سعد عن مالك كذلك، ثمَّ ذكر كلام ابن إسحاق،
وفيه: (فلمَّا كان الظُّهر؛ أتى جبريلُ ... ) إلى أن قال: «فلا يصلِّيَنَّ العصرَ
إلَّا في بني قريظة»، فالشيخان أخرجاه من طريق جويرية بن أسماء، وقد اختُلِف عليه
فيه، لكن مسلم لم يخرِّجه من طريق أبي غسَّان عن جويرية، إنَّما أخرجه من طريق عبد
الله بن مُحَمَّد بن أسماء عنه، والله أعلم.
قوله: (إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ): قريظة والنَّضير: قبيلتان من يهود خيبر، وقد
دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى عليهما السَّلام، قاله الجوهريُّ.
==========
[1] في (ج): (الوقتية)، وليس بصحيح.
(1/2009)
[2]
في (ب): (معترضة)، وهو تصحيف.
[3] في (ج): (بالمطابقة)، وليس بصحيح.
[4] في النُّسخ: (دليلين)، وعليها في (أ): كذا، والمثبت من مصدره.
[5] في هامش (ق): (قيَّده أبو علي الجياني في «تقييد المهمل» بفتح السين، وكسر
الميم، وقال ابن المُلقِّن في «شرح البخاريّ»: وعن بعضهم بكسر السين، وإسكان
الميم).
[6] في (ج): (عمرة)، وليس بصحيح.
[7] في (ج): (الخبابري)، ولعله تحريف.
[8] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[9] في (ج): (إحداهما)، وليس بصحيح.
[10] في (ج): (والذين).
[11] في (ب): (عتبان)، وليس بصحيح.
(1/2010)
[باب في أن صلاة من لم يفوت الوقت بالإيماء أولى ممن فوتها]
(1/2011)
[حديث:
لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة]
946# قوله: (حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ): هذا هو جويرية بن أسماء، عن نافع
والزُّهريِّ، وعنه: ابن أخيه عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء، وابن أخته سعيد [1]
بن عامر الضُّبعيُّ، ومُسَدِّد، وثَّقه أحمد، وقال أحمد: صالح، تُوُفِّيَ سنة (173
هـ)، وكان مُحَدِّثًا عالمًا [2] إخباريًّا، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود،
والنَّسائيُّ، وابن ماجه.
قوله: (لَمَّا رَجَعَ مِنَ الأَحْزَابِ): هي غزوة الخندق، وقد تقدَّم تاريخها
قريبًا، ويأتي أيضًا في مكانه.
قوله: (فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمُ الْعَصْرُ): (بعضَهم): مَنْصوبٌ في أصلنا على أنَّه
مفعول، و (العصرُ): مَرْفوعٌ على أنَّه فاعل.
قوله: (لَمْ يُرَدْ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، (ويجوز أن يُقرَأ مبنيًّا
للفاعل) [3].
قوله: (فَذُكِرَ ذَلِكَ [4]): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
==========
[1] في (ج): (سعد)، وهو تحريف.
[2] في (ب): (علمًا).
[3] ما بينهما سقط من (ج).
[4] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (ذلك فذُكِرَ).
[ج 1 ص 280]
(1/2012)
[باب التبكير والغلس بالصبح والصلاة عند الإغارة والحرب]
(1/2013)
[حديث:
أن رسول الله صلى الصبح بغلس]
947# قوله: (خَرِبَتْ خَيْبَرُ): تقدَّم الكلام عليه في (باب ما يُذكَر في الفخذ).
قوله: (بِسَاحَةِ قَوْمٍ): (السَّاحة): النَّاحية والجهة، وقد تقدَّم في الباب
المشار إليه أعلاه.
قوله: (فِي السِّكَكِ): جمع (سكَّة)؛ وهي الطَّريق والزُّقاق، وأصله النَّخل
المصطفَّة، ثمَّ سُمِّيت الطَّريقُ بذلك؛ لاصطفاف المنازل بجانبيها [1].
قوله: (وَالْخَمِيسُ): تقدَّم الكلام عليه في الباب أعلاه.
قوله: (وَسَبَى الذَّرَارِيَّ): هو بتشديد الياء وتخفيفها، وكلُّ ما كان مفرده
مُشدَّدًا، فإذا جمعته؛ جاز فيه التَّشديد والتَّخفيف.
قوله: (وَصَارَتْ [2] صَفِيَّةُ): تقدَّم الكلام عليها في الباب المشار إليه
أعلاه.
قوله: (لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ): تقدَّم الكلام عليه في أوَّل هذا التعليق في
حديث هرقل.
قوله: (وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا [3]): تقدَّمت هذه المسألة في الباب المشار
إليه أعلاه.
قوله: (مَا أَمْهَرَهَا؟): وفي نسخة خارج أصلنا: (مَهَرَهَا)، قال الدِّمياطيُّ:
(يقال: مَهَرْتُ المرأةَ وأَمهرتُها: أعطيتُها الصَّداق، وأنكر أبو حاتم: أمهرت،
إلَّا في لغة ضعيفة، والحديث يردُّ عليه) انتهى، ونحوُه لابن قُرقُول.
==========
[1] في (ب): (بجانبها)، ولعله تحريف.
[2] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (فَصَارَتْ).
[3] في (ج): (وجعل عتقها صداقها).
[ج 1 ص 280]
(1/2014)
((13))
(كتاب العيدين)
(بَابٌ: فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ) ... إلى (كتاب الوِتْرِ)
فائدةٌّ: أوَّل عيد صلَّاه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عيدُ الفطر من
السَّنة الثَّانية من الهجرة، وفي «أبي داود» و «النَّسائيِّ» من حديث أنسٍ رضي
الله عنه: قدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما،
فقال: «ما هذان؟» قالوا: كنَّا نلعب في الجاهليَّة، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام:
«إنَّ الله قد أبدلكم خيرًا منهما؛ الأضحى والفطرُ»، إسناده صحيح، والله أعلم.
فائدةٌ: عن القَمُوليِّ مِن مُتأخِّري الشَّافعيَّة ما لفظه: (فائدةٌ: التَّهنئة
بالعيد والشهور والأعوام مباحٌ ليس بسُنَّة [1] ولا بدعة، قاله أبو الحسن الحافظ
المقدسيُّ) انتهى، ومراده عليُّ بن المُفضَّل بن عليٍّ المقدسيُّ الإسكندرانيُّ
المالكيُّ، والله أعلم، ثمَّ رأيت بعض مشايخي نقل ذلك، فقال ما لفظه: (فائدةٌ: نقل
المنذريُّ الحافظ عن الحافظ أبي الحسن المقدسيِّ: أنَّه سئل عن الهناء في أوَّل
الشُّهور والسِّنين أهو بدعة أم لا؟ فأجاب: بأنَّ النَّاس لم يزالوا مُختلِفين في
ذلك، والذي أراه أنَّه مباح، ليس بسُنَّة ولا بدعة) انتهى، قال شيخنا: (والعيد مثل
ذلك).
==========
[1] في (ج): (سنة).
[ج 1 ص 280]
(1/2015)
[حديث:
إنما هذه لباس من لا خلاق له]
948# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم أنَّه الحكم بن نافع، وتقدَّم
أنَّ (شُعَيْبًا): ابن أبي حمزة، وأنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.
قوله: (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ): هو ما غَلُظ من الحرير والإبريسم، وهي لفظة أعجميَّةٌ
مُعرَّبةٌ، أصلها: إستبره، وقد ذكرها الجوهريُّ في (الباء مع القاف)، على أنَّ
الهمزة والسِّين والتَّاء زوائد، وأعاد [1] ذكرَها في (السِّين مع الرَّاء)، وعن
الأزهريِّ: أنَّه ذكرها في خُمَاسيِّ اللَّفيف على أنَّ همزتَها وحدَها زائدةٌ،
وقال: (أصلها بالفارسيَّة: استفره [2])، وقال أيضًا: (إنَّها وأمثالها من الألفاظ
حروفٌ عربيَّةٌ وقع فيها وفاقٌ بين العجميَّة والعربيَّة)، وقال: (عندي هذا هو الصَّواب).
[ج 1 ص 280]
قوله: (وَالْوُفُودِ): تقدَّم أنَّه جمع (وفد)، وتقدَّم ما هو.
قوله: (مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ): (الخلاق): النَّصيب، وقد تقدَّم.
قوله: (بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ): (الدِّيباج): فارسيٌّ مُعرَّب، ويُجمَع على
(دَيابيجَ)، وإن شئت (دَبابيج) معروفٌ.
==========
[1] في (ب): (وإنما).
[2] في (ب) و (ج): (إستبره)، وهو تحريف.
(1/2016)
[باب الحراب والدرق يوم العيد]
(1/2017)
[حديث:
دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء ... ]
949# 950# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [1]: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ): تقدَّم
الكلام على (أحمدَ) هذا مُطَوَّلًا من عند الجيَّانيِّ، وفي هامش أصلنا: (ابن
عيسى) نسخةٌ، فقيل: إنَّه ابن عيسى، كما وقع في نسخة، وقيل: أحمد بن صالح.
قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ): هو عبد الله بن وهب، أحد الأعلام، تقدَّم
مرارًا.
قوله: (أَخْبَرَنَا عَمْرٌو): هو عمرو بن الحارث بن يعقوب، أبو أميَّة، الأنصاريُّ
مولاهم، المصريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم.
قوله: (أَنَّ مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ): هو يتيم عروة، مشهور.
قوله: (وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ): هاتان الجاريتان لا أعرفهما، غير أنِّي رُوِّيت
في «الأربعين» لأبي عبد الرَّحمن السُّلميِّ الصُّوفيِّ: أنَّهما لعبد الله بن
سلَام، وغير [2] أنِّي أُخبِرتُ عن العلَّامة جلال الدين ابن شيخِنا البلقينيِّ:
(أنَّ إحداهما اسمُها حمامة)، وأنَّه عزاه لكتاب «العيدين [3]» لابن أبي الدُّنيا،
انتهى، والظَّاهر أنَّهما صحابيَّتان، وأمَّا أنا؛ فلا أعرف في الصَّحابيَّات مَنِ
اسمُها حمامة إلَّا أمَّ بلال رضي الله عنهما، ثمَّ إنِّي رأيته في «مبهماته على
البخاريِّ»، وعزاه لـ «العيدين [4]» لابن أبي الدُّنيا.
(1/2018)
قوله:
(بُعَاثَ): هو بضمِّ المُوَحَّدة، ثمَّ عينٍ مهملةٍ مخفَّفةٍ، وفي آخره ثاءٌ
مُثلَّثةٌ، هذا [5] هو المشهور فيه، وحُكِي عن الخليل: بغين معجمة، وقيَّده
الأصيليُّ بالوجهين، وهو عند القابسيِّ: بغين معجمة، وآخره مُثلَّثة بلا خلاف، وهو
موضع من المدينة على ليلتين، قاله في «المطالع»، وهو غير مصروف على الأشهر، ويقال:
اسم حصن للأوس، وهو يوم كان فيه حرب بين الأوس والخزرج، وكان الظَّفر فيه للأوس
على الخزرج، قاله ابن إسحاق وغيره، ونقل شيخنا عن ابن الجوزيِّ: (أنَّه يوم كان
الأنصار [6] في الجاهليَّة اقتتلوا فيه، وقالوا فيه الأشعار، وبقيت الحرب قائمةً
بين الأوس والخزرج مئةً [7] وعشرين سنةً حتَّى جاء الإسلام) انتهى، ونقل شيخنا في
(فضائل الصَّحابة) عن «مأدبة الأدباء»: أربعين سنة، قال: (وقال ابن الأثير: سنةً)
انتهى [8]، وقد رأيت في «الاستيعاب» في ترجمة زيد بن ثابت: (يقال: إنَّه كان قدومَ
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة ابنَ إحدى عشرةَ سنةً، وكان يومَ بعاث
ابنَ ستِّ سنين، وفيها قُتِل أبوه) انتهى، ففي هذا أنَّ بين بعاث ومجيئه عليه
الصَّلاة والسَّلام المدينة خمسَ سنين، والله أعلم، ويُستدَلُّ لما قاله أبو عمر:
(أنَّهم ذكروا في ترجمة المجذر بن ذياد [9] أنَّه قتل سويد بن الصَّامت في
الجاهليَّة، فهاج قتلُه وقعةَ بُعَاث).
قوله: (مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ): (المِزمارة)؛ بكسر الميم، وجاء أيضًا:
(المُزْمُور): بضمِّ الميم الأولى، وقد تُفتَح، وأصلُه: صوتُ صفير، والزَّمير:
الصَّوت الحَسَنُ، ويُطلَق على الغناء أيضًا.
فائدةٌ: إنكار أبي بكر رضي الله عنه مُستصحِبًا لما كان عنده من تحريم اللَّهو
والغناء جملة، حتَّى ظنَّ أنَّ هذا من قبيل ما يُنكَر، فبادر إلى إنكاره قيامًا
عنه بذلك على ما ظهر، وكان عليه الصَّلاة والسَّلام (ما كان بيَّن له أنَّه عليه
السَّلام) [10] قرَّرهنَّ على ذلك بعدُ، فقال له: «دَعْهما»، وعلَّل الإباحة
بأنَّه يومُ عيد؛ يعني: يوم سرور وفرح شرعيٍّ، فلا يُنكَر فيه مثل هذا، وقيل:
إنَّما أَنْكَر كثرةَ التَّنغيم وإخراجَ الإنشاد عن وجهه إلى معنى التَّطريب
بالألحان، ألا ترى أنَّه لم ينكر الإنشادَ، وإنَّما أنكر مشابهة الزَّمير، والله
أعلم.
قوله: (فَإِمَّا سَأَلْتُ): هو بكسر همزة (إِمَّا)، وهذا ظاهرٌ إلَّا أنَّه ربَّما
انتفع به مَن لا يعرفه، وكذا (إِمَّا) الثَّانية.
(1/2019)
قوله:
(دُونَكُمْ): مَنْصوبٌ على الظَّرف [11]؛ بمعنى: الإغراء؛ وتقديره: دونَكم
اللَّعب.
قوله: (يَا بَنِي [12] أَرْفِدَةَ [13]): هو بفتح الهمزة، ثمَّ راء ساكنة، ثمَّ
فاء مكسورة _لأبي ذرٍّ، ولغيره: بفتحها، وقال بعضهم: بالكسر لا غير_ ثمَّ دالٍ
مهملةٍ، ثمَّ تاء التَّأنيث، وهو لقبٌ لهم، وقيل: اسم جدِّ الحبشة.
قوله: (إِذَا مَلِلْتُ): هو بكسر اللَّام الأولى، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (قَالَ [14]: حَسْبُكِ): أي: كافيكِ، وهو بكسر الكاف؛ لأنَّه خطاب لمُؤنَّث،
وهذا ظاهرٌ.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).
[2] في (ج): (غير).
[3] في النُّسخ: (العيد)، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[4] في (ج): (للعيد)، وسقط (للعيدين) من (ب).
[5] في (ب): (وهذا).
[6] في (ج): (للأنصار).
[7] زيد في (ب): (سنة).
[8] (انتهى): سقط من (ب).
[9] في (ج): (ذيار)، ولعله تحريف.
[10] ما بين قوسين سقط من (ب).
[11] في (ج): (الظرفيَّة).
[12] في (ج): (أنني)، وليس بصحيح.
[13] في هامش (ق): (أرفدة: لقبٌ لَهم، أو اسم أبيهم الأقدم).
[14] في (ج): (فإن)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 281]
(1/2020)
[باب الدعاء في العيد سنة العيدين لأهل الإسلام]
(1/2021)
[حديث:
إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر ... ]
951# قوله: (حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ): هذا هو الحجَّاج بن منهال الأنماطيُّ البصريُّ،
عن قُرَّةَ وشعبةَ، وعنه: البخاريُّ وعن واحدٍ عنه، وروى عنه: عبدٌ، والكجِّيُّ،
وكان دلَّالًا وَرِعًا، تقدَّم بعضُ ترجمته.
قوله: (أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ [1]): هو بضمِّ الزَّاي، وبعدها مُوَحَّدةٌ، وهو ابن
الحارث الياميُّ، تقدَّم، وهو فَرْدٌ، وليس في الكتب السِّتَّة راوٍ اسمه زُبَيدٌ
سواه، ولهم: زُيَيْد؛ بياءين مثنَّاتين تحتُ، مضموم الزَّاي وكسرها، وهو ابن
الصَّلت بن معديكرب الكنديُّ، له [2] ذكرٌ في «المُوطَّأ»، وقد ذكرت لك ذلك أيضًا.
قوله: (سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ): تقدَّم مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل، وتقدَّم بعض
ترجمته.
==========
[1] في هامش (ق): (ابن الحارث بن عبد الكريم).
[2] (له): سقط من (ج).
[ج 1 ص 281]
(1/2022)
[حديث:
يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا]
952# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن [1]
أسامة، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ): تقدَّم الكلام عليهما أعلاه [2]؛ فانظره.
قوله: (بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ [3] الأَنْصَارُ): أي: قاله بعضُهم في بعضٍ من
الشِّعر، (وسيأتي الاختلافُ في هذه اللَّفظة، وما فيها من الرِّواياتِ إن شاء الله
تعالى) [4].
قوله: (يَوْمَ بُعَاثَ): تقدَّم أعلاه [5] الكلامُ عليه.
قوله: (مَزَامِيْرُ [6] الشَّيْطَانِ؟): تقدَّم الكلام على ذلك أعلاه [7].
(1/2023)
[باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج]
(1/2024)
[حديث:
كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات]
953# قوله: (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ [1]): تقدَّم أنَّه ابن بَشِير؛ بفتح
المُوَحَّدة، وكسر الشين المعجمة، تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه فرد في الكتب
السِّتَّة ليس فيها راوٍ هُشيمٌ غيرُه.
[ج 1 ص 281]
قوله: (وَقَالَ مُرَجًّى [2] بْنُ رَجَاءٍ): (مُرجًّى): (هذا الظَّاهر أنَّه) [3]
لا يُهمَز؛ (لأنَّه من المعتلِّ، رجوتُه؛ إذا أمَّلْتَه، فـ (مرجًّى): معناه:
مُؤمَّل، اسم مفعول، والله أعلم) [4]، يشكريٌّ [5]، ويقال: عدويٌّ، كذا قال [6]
المِزِّيُّ، وتبعه الذَّهبيُّ، وتعقَّبه مغلطاي بأنَّه غاير بين النَّسبَين، ولا
مغايرةَ، ثمَّ بيَّن ذلك، كنيته أبو رجاء، بصريٌّ، روى عن أيُّوب، وحميدٍ، وحنظلة
السَّدوسيِّ، وهشام بن عروة، وطائفةٍ، وعنه: حرميُّ بن عمارة، ويعقوب بن إسحاق
الحضرميُّ، وشبابة، وطائفةٌ، قال ابن معين: ضعيفٌ، وقال أبو زُرْعة: ثقةٌ، وقال
[7] أبو داود: صالحٌ، علَّق له البخاريُّ كما ترى، وقد انفرد به، وليس له في
بقيَّة الكتب شيءٌ، وله ترجمة في «الميزان»، وتعليقه أسنده [8] الإسماعيليُّ في
«صحيحه».
==========
[1] في (ب): (هشام)، وليس بصحيح.
[2] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (مُرجَّأ)، وينظر هامشها.
[3] بدل ممَّا بين قوسين في (ج): (هو يهمز و).
[4] بدل ممَّا بين قوسين في (ج): (وهما لغتان معروفتان).
[5] زيد في (ب): (وهو).
[6] في (ج): (قاله).
[7] في (ب): (قال).
[8] في (ج): (أخرجه).
(1/2025)
[باب الأكل يوم النحر]
(1/2026)
[حديث:
من ذبح قبل الصلاة فليعد]
954# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): هو إسماعيل ابن عُليَّة، وقد تقدَّم.
قوله: (عَنْ أيُّوب): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم
المشهور.
قوله: (عَنْ مُحَمَّد): هو ابن سيرين، العالم الفَرْدُ، تقدَّم، وتقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (فَلْيُعِدْ): هو بضمِّ أوَّله، رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ): هو أبو بردة بن نِيَار، كما جاء مُصرَّحًا به في هذا
«الصحيح» في غير مكان، واسمه هانئ، وقيل: الحارث، وقيل: مالكٌ، عقبيٌّ بدريٌّ
مشهورٌ، روى عنه ابنُ أخته البراء وجابرٌ، مات عام الجماعة، أخرج له الجماعة، وعام
الجماعة هي سنة إحدى وأربعين حين اجتمع النَّاس على معاوية، ويقال: تُوُفِّيَ سنة
اثنتين وأربعين.
قوله: (يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ): (يُشتَهى): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و
(اللَّحمُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل.
قوله: (فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ): (كأنَّ):
المُشدَّدة التي هي مِن أخوات (إنَّ)، و (النَّبيَّ) بعدها: مَنْصوبٌ اسمها، و
(صدَّقه): الخبر، محلُّه الرفع.
قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): هي بالذَّال المعجمة، وهذا ظاهرٌ؛ إلَّا أنِّي سُئِلت
عن ذلك مرَّةً، و (الجذعة): ما قَوِي من الغنم قبل أن يحول عليه الحولُ، فإذا حال؛
صار ثنيًّا، ولا يجوز في الأضاحي دون الجذع من الضَّأن؛ وهو ما كمُل سنةً، وقيل
[1] غير ذلك، وكأنَّ الذي عند أبي بردة جذع من المعز، فرخَّص له فيه، ولا يُجزِئ
من المعز إلَّا الثنيُّ؛ فاعلمه.
فائدةٌ هي تنبيهٌ: اعلم أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام أرخص لاثنين من الصَّحابة
كما أرخص لأبي بردة، وهما عقبة بن عامر، وحديثه في «البخاريِّ» و «مسلم»: (فأعطاني
عناقًا جذعًا، فقلت: عناق؟ فقال: «ضحِّ به»)، وزيد بن خالد حديثه في «أبي داود»:
(قسم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أصحابه ضحايا، فأعطاني عَتُودًا [2]
جذعًا، قال: فرجعت إليه، فقلت: جذع؟ قال: «فضحِّ به»، فضحَّيت به)، والظَّاهر
_والله أعلم_ أنَّ أبا بردة بن نِيَار [3] آخر الثَّلاثة؛ لقوله: «ولن تَجزِيَ عن
أحد بعدك»، والله أعلم.
==========
[1] في (ج): (وقيد).
[2] في (ب) و (ج): (عقودًا)، ولعله تحريف.
[3] في (ج): (دينار)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 282]
(1/2027)
[حديث:
من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك]
955# قوله: (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ): هذا هو ابن أبي شيبة الحافظ، أخو الحافظ أبي
بكر وأخيه، كنيته أبو الحسن العبسيُّ مولاهم، الكوفيُّ، عن شَرِيك، وأبي الأحوص،
وجرير، وطبقتهم، وعنه: البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابنه مُحَمَّد،
وأبو يعلى، والبغويُّ، وأممٌ، مات في المحرَّم سنة (239 هـ)، أخرج له [1] مِن
الجماعة مَن روى عنه، سُئِل عنه أحمد، فقال: لا أعلم إلَّا خيرًا، وأثنى عليه،
وقال يحيى: ثقةٌ مأمونٌ، له ترجمةٌ في «الميزان».
قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ): تقدَّم أنَّه ابن عبد الحميد، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَنْ مَنْصُورٍ): تقدَّم أنَّه ابن المُعتمِر مرارًا، وتقدَّم بعض الكلام
عليه.
قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم [2] مرارًا وقريبًا أنَّه عامر بن شَراحيل.
قوله: (فَقَالَ [3] أَبُو بُرْدَةَ): تقدَّم أعلاه الاختلافُ في اسمه، وأنَّه
عَقَبِيٌّ بدريٌّ رضي الله عنه.
قوله: (فَإِنَّ عِنْدَنا عَنَاقًا): هو بفتح العين: الجذعة من المعز التي قاربتِ
الحملَ.
قوله: (أفَتَجْزِي عَنِّي؟): هو ثلاثيٌّ بفتح التَّاء؛ أي: أتقضي؟ ويجوز ضمُّها في
لغةٍ حكاها الجوهريُّ عقيب [4] حديث أبي بردة هذا.
==========
[1] (له): ليس في (ب).
[2] (تقدَّم): سقط من (ج).
[3] في (ج): (فقام)، وليس بصحيح.
[4] في (ب): (عقب).
[ج 1 ص 282]
(1/2028)
[باب الخروج إلى المصلى بغير منبر]
(1/2029)
[حديث:
كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى]
956# قوله: (حَدَّثَنا سَعِيدٌ ابنُ أبِي مَريَمَ): تقدَّم غيرَ مَرَّةٍ أنَّه
سعيد بن الحكم بن مُحَمَّد بن أبي مريم، تقدَّم مرارًا، وقد نسبه إلى جدِّه،
وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنا مُحَمَّد بنُ جَعْفَرٍ): ابن أَبِي كَثِيرٍ؛ بالمثلَّثة، وفتح
الكاف، المدنيُّ، عن زيد بن أسلم وطبقتِه، وعنه: سعيد ابن أبي مريم، والأويسيُّ،
وطائفةٌ، ثقةٌ، أخرج له الجماعة.
قوله: (أَخْبَرَنِي زَيْدٌ): تقدَّم أعلاه [1] أنَّه ابن أسلم، وكذا هو منسوب في
نسخة هي في هامش أصلنا، وهو الفقيه العمريُّ، عن أبيه، وابن عمر، وجابر، وعنه:
مالك والدَّراورديَّ، قال ابن عجلان: ما هبت أحدًا هيبتي زيد بن أسلم، تُوُفِّيَ
سنة (136 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه.
قوله: (عَنْ عِيَاضِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أَبِي سَرْحٍ): هو بالسِّين المفتوحة،
ثمَّ راء ساكنة، ثمَّ حاء مهملتين، ترجمته معروفة.
قوله: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه سعد بن مالك
بن سنان الخدريُّ؛ بالدَّال المهملة.
قوله: (وَأَوَّلُ [2] شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ): (أوَّلُ): مَرْفوعٌ مبتدأ،
و (الصَّلاةُ): خبره، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (بَعْثًا): (البَعْث)؛ بفتح المُوَحَّدة، وإسكان العين المهملة، وبالثاء
المُثلَّثة؛ وهو الجيش، والبعوث: الجيوش، وهو اسم المبعوث؛ أي: المُرسَل
والمُوجَّه، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر.
قوله: (مَعَ مَرْوَانَ): تقدَّم أنَّه ابن الحكم بن أبي العاصي بن أميَّة بن عبد
شمس، وتقدَّم أنَّه ليس بصحابيٍّ، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ): تقدَّم الكلام على (كثير)، وأنَّه بالمثلَّثة،
وفتح الكاف، ابن معديكرب، أبو عبد الله الكنديُّ، تقدَّم [3] بعض ترجمته فيما مضى.
قوله: (فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ ... )؛ الحديث: اعلم أنَّ
أوَّل مَن خطب قبل صلاة العيد مروانُ، وقيل: إنَّ أوَّل مَن فعله عثمانُ رضي الله
عنه؛
[ج 1 ص 282]
(1/2030)
ليدرك
النَّاسُ الصَّلاةَ، وقيل: عمر بن الخطَّاب، وقيل: معاوية، ولعلَّه لا يصحُّ عن
عمر ولا عن [4] عثمان، لما يجيء في (باب الخطبة بعد العيد) عن ابن عبَّاس في هذا
«الصحيح»: (شهدتَ العيد؟ قال: شهدتُ العيد مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكلُّهم كانوا يصلُّون العيدين [5] قبل الخطبة)، وروى
الشَّافعيُّ بسنده إلى عبد الله بن يزيد الخطميِّ: (أنَّه عليه الصَّلاة
والسَّلام، وأبا بكر، وعمرَ، وعثمان كانوا يبتدئون بالصَّلاة قبل الخطبة، حتَّى
قدم معاوية، فقدَّم معاويةُ الخطبةَ)، وشيخ الشَّافعيِّ في هذا الحديث إبراهيمُ بن
مُحَمَّد؛ فاعلمه، والجمع بين ذا وقول أبي سعيد: (أنَّ مروان كان أميرًا على
المدينة لمعاوية، فأمره بتقديمها)، فنسب أبو سعيد الفعل لمباشره، ونسبه عبد الله
بن يزيد الخطميُّ للآمر به، وقد ذكر النَّوويُّ الخلاف في أوَّل مَن فعل ذلك بعد
أن قال: (فهذا صريحٌ بأنَّ أوَّل مَن فعله مروانُ؛ فقيل: عثمان، وقيل: عمر، وقيل:
معاوية، وقيل: ابن الزُّبير)، وزاد في «شرح مسلم» عن القاضي عياض: (زيادًا [6])
انتهى، قال: والذي ثبت عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأبي بكر، وعمر،
وعثمان [7]، وعليٍّ تقديمُ الصَّلاة، وعليه جماعةُ الأمصار، وقد عدَّه بعضُهم
إجماعًا؛ يعني _والله أعلم_ بعدَ الخلاف، ولم [8] يُلتفَتْ إلى خلاف بني أميَّة
بعد إجماع الخلفاء والصَّدر الأوَّل، والله أعلم ... ) إلى أن قال: (وإنَّ ما
حُكِي عن عمر، وعثمان، ومعاوية لا يصحُّ، والله أعلم).
تنبيهٌ: لو خطب قبل الصَّلاة للعيد؛ أساء، ولا يُعتدُّ بها، وفيه احتمال للإمام،
ولو خطب واحدة أو ترك الخطبة؛ قال الشَّافعيُّ: أساء ولا إعادة.
(1/2031)
[باب
المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة]
قوله: (بَابُ الْمَشْيِ وَالرُّكُوبِ إِلَى الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ [1]
إِقَامَةٍ): اعلم أنَّه لا يظهر لي مطابقةُ التَّرجمة للأحاديث؛ لأنَّه ليس فيها
تعرُّضٌ لمشي ولا ركوب، لكن في «ابن ماجه»: (أنَّه [2] عليه الصَّلاة والسَّلام
كان يخرج إلى العيد ماشيًا، ويرجع ماشيًا)، حديث عبد الرَّحمن بن سعد بن عمَّار بن
سعد، عن أبيه، عن جدِّه، ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ومن حديث عليٍّ قال:
(إنَّ من السُّنَّة أن يُمشَى إلى العيد)، ونحوُه في «التِّرمذيِّ»، وفي «ابن
ماجه» أيضًا من حديث مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدِّه: (أنَّه
عليه الصَّلاة والسَّلام كان يأتي العيدَ ماشيًا)، وأحاديث ابن عمر، وسعد، وأبي
رافع ضعيفة، وحديث عليٍّ: (من السُّنَّة ... )، الحديث، حسَّنه التِّرمذيُّ، وفيه
الحارث عن عليٍّ رضي الله عنه.
تنبيهٌ: أوَّل مَن أحدث الأذان في العيد معاويةُ أو زيادٌ، _وهو الأشبه عند
القرطبيِّ_ أو هشامٌ أو مروانٌ، قاله الدَّاوديُّ، أو عبد الله بن الزُّبير، ذكره
ابن المنذر في «الإشراف»، وحكاه ابن التِّين عن أبي قِلابة؛ أقوالٌ ذكرها شيخنا،
وقال في (كتاب النِّكاح): (فقيل: عبد الله بن الزُّبير، وقيل: معاوية)، وقال ابن حبيب:
(هشام)، وقال الدَّاوديُّ: (قيل: مروان، وقيل: زياد، ذكره [3] ابن التِّين) انتهى.
==========
[1] (لا): سقط من (ج).
[2] (أنَّه): سقط من (ج).
[3] في (ب): (وذكره).
[ج 1 ص 283]
(1/2032)
[حديث:
إن النبي خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة]
958# 959# 960# 961# قوله: (أَخْبَرَنَا هِشَامٌ): هو هشام بن يوسف، أبو عبد
الرَّحمن، قاضي صنعاء، عن ابن جريج ومَعْمرٍ، وعنه: ابن مَعِين وإسحاقُ، وثَّقه
ابن مَعِين، وقال ابن أبي حاتم: ثقةٌ مُتقِنٌ، تُوُفِّيَ سنة (197 هـ)، أخرج له
البخاريُّ والأربعة، وقد تقدَّم، ولكن بَعُد العهدُ به.
قوله: (أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ [1]): تقدَّم أنَّه عبد الملك بن عبد
العزيز بن جريج الإمام، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَطَاءٌ عَنْ جَابِرِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هذا هو عطاء بن أبي رباح، شيخ
مكَّة، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ كلَّ ما في الكتب السِّتَّة: عطاء عن جابر؛ فهو
ابن أبي رباح، إلَّا حديثًا واحدًا رواه أبو داود مُنفرِدًا به: عطاء بن يسار مولى
ميمونةَ عن جابر: «إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير باللَّيل ... »؛ الحديث،
والله أعلم.
قوله: (فَبَدَأَ): هو بهمزة في آخره، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنِ [2] ابْنِ عَبَّاس): القائل ذلك هو ابن
جريج، وهو [3] معطوفٌ على السَّند الذي قبله، فكأنَّه قال: أخبرني إبراهيم بن
موسى: أخبرنا هشام: أنَّ ابن جريج أخبرهم عن عطاء، عن ابن عبَّاس؛ فذكره، وإيَّاك
أن تجعله تعليقًا، فتغلط، والله أعلم.
قوله: (أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ): هو عبد الله بن الزُّبير الصَّحابيُّ
بن الصَّحابيِّ [4] رضي الله عنهما، ترجمتُه مشهورةٌ.
قوله: (يُؤَذَّنُ): هو بضمِّ أوَّله، وفتحِ الذَّال المُشدَّدة، مبنيٌّ لما لم
يُسَمَّ فاعله، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (وأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ): تقدَّم أنَّ قائل ذلك [5] ابنُ
جريج، وهو معطوفٌ عليه، فإيَّاك [6] أن تجعله تعليقًا، وقوله: (وعَن جَابِرِ بنِ
عَبْدِ اللهِ): مثل ما قبله، فإن قيل: لِمَ لَمْ يجمعهما، فيقول: وأخبرني عطاءٌ عن
ابن عبَّاس وجابرٍ قالا الحديث؟ والذي ظهر لي فيه أنَّ عطاءً سمعه من ابن عبَّاس
في مجلسٍ، ومن جابرٍ في مجلسٍ آخرَ، فلو قال: عن ابن عبَّاس وجابرٍ؛ لأوهم كونَ
ذلك في مجلسٍ واحدٍ مَجموعَين، وقوله: (وَعَنْ جَابِرٍ): مثل ما قبله؛ فاعلمه.
قوله: (ثُمَّ خَطَبَ [7] بَعْدُ): هو مضمومٌ مقطوعٌ عن الإضافة، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (يَتَوَكَّأُ): هو مهموزُ الآخِرِ، وهذا ظاهرٌ.
(1/2033)
[باب الخطبة بعد العيد]
(1/2034)
[حديث:
شهدت العيد مع رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان]
962# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن مَخْلَد
النَّبيل، [وقد تقدَّم في أوائل (كتاب العلم) لم قيل له: النَّبيل] [1].
قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم [2] مرارًا؛ منها [3]: أنَّه عبد
الملك أعلاه.
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من: (ج).
[2] (تقدَّم): سقط من (ج).
[3] (منها): ليس في (ب).
[ج 1 ص 283]
(1/2035)
[حديث:
كان رسول الله وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة]
963# قوله: (حَدَّثَنَا [1] أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن
أسامة، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنا عُبيدُ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب
العمريُّ، تقدَّم مرارًا كثيرةً.
==========
[1] (حدثنا): ليس في (ب).
[ج 1 ص 283]
(1/2036)
[حديث:
أن النبي صلى يوم الفطر ركعتين، لم يصل قبلها ولا بعدها]
964# قوله: (خُرْصَهَا): هو بضمِّ الخاء وكسرِها، قاله الجوهريُّ وغيره؛ وهو حلقةٌ
تكون في الأُذُن، وفي «البارع [1]»: (هو القُرْط، يكون فيه حبَّةٌ واحدةٌ).
قوله: (وَسِخَابَهَا): هو بكسر السِّين المهملة، ثمَّ خاء معجمة مخفَّفة، وفي آخره
مُوَحَّدةٌ، قال البخاريُّ: (قلادة من طيب أو سُكٍّ)، وقال ابن الأنباريِّ: (هو
خيط يُنظَم [2] فيه خرزٌ، ويلبسه الصُّبيان والجواري)، وقال غيره: هو من
المُعاذَاتِ، وقال ابن دريد: (هي قلادة من قَرَنفُل أو غيره، والجمع: سُخُب)، وقال
غيره: هي قلادة من قرنفل وسُكٍّ ومَحلبٍ، ليس فيها [3] من الجوهر شيءٌ، قاله ابن
قُرقُول.
==========
[1] في (ج): (التاريخ).
[2] في (ج): (ينضم)، والمثبت موافق لما في المصادر.
[3] (ليس فيها): ليس في (ج).
[ج 1 ص 283]
(1/2037)
[حديث:
إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر]
965# قوله: (حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ): تقدَّم قريبًا أنَّه بضمِّ الزَّاي، ثمَّ
مُوَحَّدة مفتوحة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت، وهو ابن الحارث الياميُّ، وتقدَّم أنَّه
فرد في الكتب السِّتَّة، وأنَّ في «المُوطَّأ»: زييدًا؛ بضمِّ الزاي وكسرها،
وياءَين، وهو ابن الصَّلت، والله أعلم.
قوله: (سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ): تقدَّم قريبًا أنَّه عامر بن شَراحيل، الإمام
المشهور، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ): تقدَّم أنَّه أبو بردة بن نِيَار
قريبًا، ويأتي كذلك هنا، وتقدَّم الاختلاف في اسمه، وأنَّه عَقَبيٌّ بدريٌّ، خال
البراء بن عازب.
قوله: (أَوْ تَجْزِي): تقدَّم أنَّه بفتح أوَّله غير مهموز؛ ومعناه: تقضي، وتقدَّم
قريبًا أنَّه يجوز فيه الرُّباعيُّ المهموز [1]، وأنَّ الجوهريَّ ذكرهما في هذا
الحديث، وتقدَّم أنَّ ذلك جُوِّز لثلاثة أشخاص؛ أبو بردة هذا أحدهم، والثَّاني:
عقبة بن عامر، وحديثه في «البخاريِّ» و «مسلم»، وزيد بن خالد، حديثه في «أبي
داود»، والله أعلم، وأنَّ هذا _أبا بردة_ آخرُهم فيما يظهر، والله أعلم.
(1/2038)
[باب
ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم]
[ج 1 ص 283]
قوله: (فِي الْعِيدِ وَالْحَرَمِ): هو بفتح الحاء والرَّاء، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور، واسم أبي
الحسن يَسارٌ، تقدَّم، [والحسنُ تابعيٌّ مشهورٌ، وقول التابعيِّ: (أمرنا [1]
بكذا)، وكذا مثله: (أمروا بكذا) [2]، هل يكون موقوفًا أو مرسلًا مرفوعًا؟ فيه
احتمالان للغزاليِّ في «المستصفى» ولم يرجِّح واحدًا منهما، وعن ابن الصَّبَّاغ في
«العُدَّة»: أنَّه مُرسَلٌ، وحكى عنه فيما إذا قال [3] ذلك سعيدُ بن المسيّب، هل
يكون حجَّة؟ وجهين، والله أعلم] [4].
قوله: (نُهُوا أَنْ يَحْمِلُوا السِّلاَحَ): (نُهُوا): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ
فاعله.
==========
[1] في (ب): (أمرني).
[2] (مثله: أمروا بكذا): سقط من (ب).
[3] (قال) ليس في (ب).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).
(1/2039)
[حديث
ابن جبير: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح ... ]
966# قوله: (حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو السُّكَيْنِ): هو بضمِّ
السِّين المهملة، وفتح الكاف، وهذا ظاهرٌ، وهو طائيٌّ، يروي عن المحاربيِّ، وعمِّ
أبيه زُحَرَ بن حصن، وعنه: البخاريُّ وابن صاعد، ثقة، تُوُفِّيَ سنة (251 هـ)،
أخرج له البخاريُّ فقط.
قوله: (حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ): هو بضمِّ الميم، واسمه عبد الرَّحمن بن
مُحَمَّد أبو مُحَمَّد، عن الأعمش ويحيى بن سعيد، وعنه: أحمد وعليُّ بن حرب، ثقة،
وكان حافظًا يُغَرِّب، تُوُفِّيَ سنة (195 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في
«الميزان».
قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ سُوقَةَ): هو بضمِّ السِّين المهملة، ثمَّ واو
ساكنة، ثمَّ قاف مفتوحة، ثمَّ تاء التأنيث، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ): (الأخمص): المتجافي عن الأرض مِن بطنِ القدم.
قوله: (يُحْمَلُ فِيهِ) وكذا (يُدْخَلُ): هما مبنيَّان لما لم يُسمَّ فاعلهما، و
(الحَرَم) بعد (يُدخَل): مَنْصوبٌ.
(1/2040)
[باب
التبكير إلى العيد]
قوله: (وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ [1]): هو بضمِّ المُوَحَّدة، وبالسِّين
المهملة، صحابيٌّ مشهورٌ، وقد تقدَّم مَن يقال له: بسرٌ _ كهذا_ في «البخاريِّ» و
«مسلم» و «المُوطَّأ»؛ وهم: بُسر بن سعيد، وبُسر والد عبد الله هذا، وبُسر بن عبيد
الله الحضرميُّ، وبسرُ بن محجن، وفيه اختلافٌ، وابن محجن في «المُوطَّأ» فقط،
وتقدَّم ما وقع للمِزِّيِّ في بُسرٍ والد عبد الله، والله أعلم، والباقون: بِشر؛
بكسر المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة.
قوله: (وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيحِ): (حين)؛ بالرَّفع والنَّصب، وهذا ظاهرٌ، و
(التَّسبيح)؛ بالجرِّ [2]؛ أي: وقت جواز الصَّلاة، وصلاة العيد سبحة ذلك اليوم.
==========
[1] في هامش (ق): (روى أبو داود بسنده إلى زيد الرحبيِّ قال: خرج عبد الله بن بسر
صاحب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع النَّاس في يوم عيد فطر أو أضحًى، فأنكر
إبطاء الإمام، وقال: إن كنَّا فرغنا في هذه السَّاعة، وذلك حين التسبيح، مات فجأة
وهو يتوضَّأ سنة (88 هـ)، وهو آخر مَن مات مِن الصَّحابة بالشام).
[2] (بالجر): سقط من (ج).
[ج 1 ص 284]
(1/2041)
[حديث:
إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا ... ]
968# قوله: (عَنْ زُبَيْدٍ): تقدَّم أنَّه [1] ليس في الكتب السِّتَّة زُبيدٌ _
بالمُوَحَّدة_ إلَّا هذا الياميُّ، وأنَّ زُيَيدًا؛ بمثنَّاتين تحت، وهو ابن الصلت
في «المُوطَّأ»؛ فاعلمه.
قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل الإمام، وهو بفتح
الشين المعجمة.
قوله: (أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ [2]): تقدَّم أنَّ اسمه هانئٌ، وقيل: الحارث،
وقيل: مالكٌ، وأنَّه عقبيٌّ بدريٌّ رضي الله عنه، غيرَ مَرَّةٍ.
قوله: (جَذَعَةٌ): تقدَّم الكلام عليها قريبًا؛ فراجعه.
قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ): تقدَّم أنَّه ثلاثيٌّ معتلٌ، ويجوز رُباعيٌّ مهموزٌ.
(1/2042)
[باب
فضل العمل في أيام التشريق]
قوله: (فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ): أيَّام التَّشريق عند الشَّافعيِّ وجماعةٍ:
ثلاثة أيَّام بعد يوم النَّحر، وهي الأيَّام المعدودات، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّهم
يُشرِّقون فيه لحوم الأضاحي؛ أي: يقطعونها تقديدًا، وقيل: بل لأجل صلاة العيد وقت
شروق الشَّمس، فصارت هذه الأيَّام تبعًا ليوم النَّحر، وكان أبو حنيفة يقول:
التَّشريق: التَّكبير دبر الصَّلاة، قال أبو عبيد: لم أجد أحدًا يعرف أنَّ
التَّكبير يقال له: التَّشريقُ أيَّام منًى، وهي المعلومات، قاله ابن قُرقُول،
انتهى والأيَّام المعلومات: عشر الحجَّة.
قوله: (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ [1]): كذا في أصلنا، وكذا في
كثير من النُّسخ، وكذا في أصلنا الدِّمشقيِّ، والتلاوة: {مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة:
184]، واعلم أنَّ مسألة ما إذا [2] وقع في الأصل لحنٌ أو خطأ تقدَّم الكلام عليها
في أوائل هذا التعليق في قوله: «و {يَا أَهْلَ الكِتَابِ}» [آل عمران: 64]، وأغرب
ما فيه كلامُ ابن عبد السَّلام عزِّ الدِّين، والله أعلم.
قوله: (وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ): هذا هو أبو جعفر مُحَمَّد بن عليِّ بن
الحسين بن عليِّ بن أبي طالب الباقرُ، ترجمتُه معروفةٌ رضي الله عنه وعن آبائه.
(1/2043)
[حديث:
ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه]
969# قوله: (عَنْ سُلَيْمَانَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الأعمش سليمان بن مهران، أبو
مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئ.
قوله: (عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ): هو بفتح المُوَحَّدة، وكسر الطَّاء المهملة،
وهو مسلم بن عمران بن أبي عمران، أبو عبد الله الكوفيُّ، عن أبي وائل، وعليِّ بن
الحسين، وأبي عبد الرَّحمن السُّلميُّ، وعنه: الأعمش وابن عون، وثَّقه أحمد وغيره،
أخرج له الجماعة.
قوله: (فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ [1] بِشَيْءٍ): يحتمل وجهين: بشيء من ماله، أو
لا هو ولا ماله؛ بأن يرزقه الله الشَّهادةَ، والله أعلم.
==========
[1] (من ذلك): ليس في «اليونينيَّة».
[ج 1 ص 284]
(1/2044)
[باب
التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة]
قوله: (وَفِي فُسْطَاطِهِ): (الفُسطَاط): الخباءُ ونحوُه، وهو بضمِّ الفاء
وكسرِها، وبالطَّاء والثَّاء مكان الطَّاء والسِّين من غير طاءٍ ولا تاءٍ، ويكون
الفِسطاس [1] أيضًا: موضع مجتمع [2] أهل الكورة حول جامعها، ومنه: فسطاط مصر،
وأصله: عمودُ الخباء الذي تقوم عليه، قاله ابن قُرقُول، وفي «الصِّحاح»:
(الفسطاط): بيتٌ من شعر، وفيه لغات: فُسطاط، وفُستاط، وفُسَّاط، وكسر الفاء لغةٌ
فيهنَّ، والفُسطاط: مدينة مصر، وهذا [3] أظهر ممَّا قاله في «المطالع»، وهو هو.
قوله: (وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ): هي أمُّ المؤمنين ميمونةُ بنت الحارث الهلاليَّة
رضي الله عنها، تُوُفِّيَت بسرف سنة (51 هـ)، أخرج لها [4] الجماعة، وقد تقدَّمت.
قوله: (وَكُنَّ النِّسَاءُ): هذا جارٍ [5] على لغة: (أكلوني)، وفي نسخة في هامش
أصلنا: (وكان)، وهذه الجادَّة.
قوله: (أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ): تقدَّم أنَّ أبانًا الأصحُّ صرفُه، وأبان بن
عثمان بن عفَّان الأَمويُّ يروي عن أبيه وزيد بن ثابت، وعنه: الزُّهريُّ، وأبو
الزِّناد، وعدَّةٌ، وكان فقيهًا مجتهدًا، تُوُفِّيَ سنة (105 هـ)، روى له مسلمٌ
والأربعةُ، وثَّقه العجليُّ، وكان به وَضَحٌ وصَمَمٌ، وأصابه فالجٌ قبل أن يموت
بسنةٍ.
(1/2045)
[حديث:
كان يلبي الملبي لا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه]
970# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضلُ بن دُكَين.
قوله: (لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ) وكذا الثَّانية: (فَلاَ [1] يُنْكَرُ عَلَيْهِ):
هما مبنيَّان لما لم يسمَّ فاعلهما.
==========
[1] في (ب): (لا).
[ج 1 ص 284]
(1/2046)
[حديث:
كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها]
971# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ): كذا في أصلنا،
وعلى (مُحَمَّد [1]) علامةُ مَن زاده مِن الرُّواة، قال الجيَّانيُّ: (وقال _
يعني: البخاري_ في «العيدين»: «حدثنا مُحَمَّد: حدَّثنا عمر بن حفص بن غياث»، فذكر
هذا المكان هكذا، رواه أبو ذَرٍّ: «حدثنا مُحَمَّد: حدَّثنا عمر بن حفص»، وكذا
خرجه أبو مسعود في كتابه، وفي روايتنا عن أبي عليِّ ابن السَّكن، وأبي أحمد، وأبي
زيد: «حدَّثنا عمر بن حفص»، ولم يذكروا «مُحمَّدًا [2]» قبل «عمر»، ويشبه أن يكون
مُحَمَّدَ بن يحيى الذُّهليَّ، وإليه أشار الحاكم في هذا الموضع) انتهى، وذكر
شيخنا الشَّارح كلام أبي عليٍّ، ثمَّ قال: (وأمَّا خلفٌ والطُّرَقيُّ؛
[ج 1 ص 284]
فذكرا [3]: أنَّ البخاريَّ رواه عن عمر بن حفص بن غياث، لم يذكرا محمَّدًا قبل
عمر، وكذا ذكر أبو نُعَيم: أنَّ البخاريَّ رواه عن عمر بن حفص، وذكر ابن عساكر:
أنَّ عمر بن حفص هذا روى عنه البخاريُّ ومسلم، ورويا عن رجلٍ عنه) انتهى، وقد
راجعت «النَّبَل» لابن عساكر؛ فوجدته قال [4] كما ذكر شيخنا، ولفظه: (روى عنه
البخاريُّ ومسلمٌ، ورويا وأبو داود والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ عن رجل عنه)، ثمَّ
أرَّخ وفاته، انتهى، وقد راجعت أنا «أطراف المِزِّيِّ»؛ فرأيته طرَّفه، فقال:
(البخاريُّ في «العيدين»: عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه ... ) إلى أن قال: (في
بعض النُّسخ من كتاب أبي مسعود: عن مُحَمَّد، عن عمر بن حفص، وكذلك هو في بعض
النُّسخ من «البخاريِّ»، وفي بعض النُّسخ من كتابه في طرق هذا الحديث: وعن عمرٍو
النَّاقد، عن عيسى بن يونس، عن عاصم، وهو وَهَمٌ، وفي بعض النُّسخ: عن النَّاقد،
عن عيسى، عن هشام، وهو الصَّواب)، وسيأتي، ثمَّ ذكره في ترجمة [5] هشام بن حسَّان
[6]، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّة، ونبَّه أنَّه سَبَقَ.
قوله: (عَنْ عَاصِمٍ): هو ابن سليمان الأحول، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَنْ حَفْصَةَ): هي بنت سيرين، تقدَّم بعض ترجمتها، وأنَّها من أفضل
التَّابعيَّات، وأنَّ أفضلهنَّ ثلاثٌ؛ حفصةُ، وعمرةُ، وأمُّ الدَّرداء الصُّغرى.
قوله: (عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ): تقدَّم أنَّها نُسَيبة؛ بضمِّ النُّون، وفتح
السِّين، على الأصحِّ، وتقدَّم بعض ترجمتها.
(1/2047)
قوله:
(مِنْ خِدْرِهَا): هو واحد (الخُدُور)؛ وهي السُّتور، تكون للجواري الأبكارِ في
ناحية البيت، ويقال: (الخدر): سريرٌ عليه سترٌ، ويقال: (الخدر): البيت نفسُه.
==========
[1] في (ب): (نسخته)، وفي (ج): نسخه.
[2] في (ب): (مُحَمَّد بن).
[3] في (ج): (فذكر)، وليس بصحيح.
[4] (قال): ليس في (ب).
[5] في (ب): (حجَّة).
[6] (بن حسان): ليس في (ج).
(1/2048)
[باب
الصلاة إلى الحربة يوم العيد]
972# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح
المُوَحَّدة، وتشديد الشِّين [1] المعجمة، وأنَّ لقبه بندار، وتقدَّم ما البُندار.
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن عبد المجيد بن
عبيد الله بن الحكم بن أبي العاصي الثقفيُّ، أبو مُحَمَّد، الحافظ، وتقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (تُرْكَزُ لَهُ الحَرْبَةُ): (تُركَز): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و
(الحربةُ): مرفوعةٌ قائمةٌ مقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ.
==========
[1] (الشين): ليس في (ج).
[ج 1 ص 285]
(1/2049)
[باب
حمل العنزة أو الحربة بين يدى الإمام يوم العيد]
قوله: (بَابُ حَمْلِ الْعَنَزَةِ أَوِ الْحَرْبَةِ): تقدَّم الكلام على
(العَنَزَة) مُطَوَّلًا، ومَنْ أتى بها، وما يتعلَّق بها، وأنَّه بقي منه بقيَّة
هي في الآثار الشَّريفة بمصر.
==========
[ج 1 ص 285]
(1/2050)
[حديث:
كان النبي يغدو إلى المصلى]
973# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو): وفي نسخة: (الأوزاعيُّ) بعد (أبي عمرو)
[1]، وهو هو، وهو عبد الرَّحمن بن عمرو، أبو عمرو الأوزاعيُّ، تقدَّم مرارًا.
==========
[1] (بعد أبي عمرو): سقط من (ب)، وزيد فيها: (تقدَّم).
[ج 1 ص 285]
(1/2051)
[باب
خروج النساء والحيض إلى المصلى]
==========
[ج 1 ص 285]
(1/2052)
[حديث:
أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور]
974# قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ): وفي نسخة: (ابن زيد)، وهو هو، وقد تقدَّم.
قوله: (عَنْ أيُّوبَ): هو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم المشهور، تقدَّم.
قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، العالم المشهور، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم
بنو سيرين كم هم من واحد؛ رجلًا وامرأةً، في أوائل هذا التعليق.
قوله: (عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ): تقدَّم أنَّها نُسَيبة؛ بضمِّ النُّون، وفتح
السِّين، على الأصحِّ مرارًا، وتقدَّم بعض ترجمتها.
قوله: (أُمِرْنَا): تقدَّم أنَّه مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وتقدَّم [الكلامُ]
عليه، وأنَّه مَرْفوعٌ مُسنَدٌ عند أهل الحديث، وهو الصَّحيح وقول أكثر أهل العلم،
قال ابن الصَّلاح: (وخالف في ذلك فريقٌ؛ منهم: أبو بكر الإسماعيليُّ)، وقد قدَّمتُ
المسألة بأطولَ مِن هذا، وكلام مَن خصَّ الخلافَ بغير أبي بكر، وهو حسن، والله
أعلم.
قوله: (الْعَوَاتِقَ): يعني: الجواري، وقد تقدَّم مُطَوَّلًا.
قوله: (ذَوَاتِ الْخُدُورِ): تقدَّم الكلام على (الخدور) أعلاه.
قوله: (وَعَنْ أيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ): هذا معطوفٌ على السَّند قبله الذي فيه:
(أيُّوب عن مُحَمَّد بن سيرين)، وهذا الحديث: (أيُّوب عن حفصة)، فإيَّاك أن تجعله
تعليقًا، وقد تقدَّم له نظراءُ، فهذا الثَّاني يرويه البخاريُّ عن عبد الله بن عبد
الوهَّاب _وهو الحَجَبِيُّ_ عن حمَّاد، عن أيُّوبَ، عن حفصةَ به، والله أعلم.
(1/2053)
[باب خروج الصبيان إلى المصلى]
(1/2054)
[حديث:
خرجت مع النبي يوم فطر أو أضحى]
975# قوله: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ): تقدَّم أنَّه بالمُوَحَّدة،
والسِّين المهملة، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه ليس في الكتب السِّتَّة عمرو بن
عيَّاش؛ بالمُثَنَّاة تحت والمعجمة [1].
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ): هذا هو ابن مهديِّ بن حسَّان، أبو سعيد
البصريُّ، مولى الأزد، أحد الأعلام في الحديث، عن عمر بن ذرٍّ، وأيمن بن نابل،
وعنه: أحمد، ورُسْتَه، والذُّهليُّ، وكان أفقه من القطَّان، وقال الذُّهليُّ: ما
رأيت في يده كتابًا قطُّ، قال ابن المدينيِّ: أعلم النَّاس بالحديث عبدُ الرَّحمن
بن مهديٍّ، تُوُفِّيَ عن ثلاث وستِّين سنة، سنة (198 هـ)، أخرج له الجماعة.
قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو الثَّوريُّ سفيان بن سعيد، العَلَم المشهور.
قوله: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ): هو بالمُوَحَّدة والسِّين المهملة،
وقد تقدَّم، وتقدَّم أنَّ لهم عبدَ الرَّحمن بن عائش؛ بالمُثَنَّاة تحت، والشِّين
المعجمة، لكنَّ هذا الثَّاني ليس له في الكتب شيءٌ سوى في «التِّرمذيِّ» في [2]
حديث الرُّؤية، والله أعلم.
(1/2055)
[باب
استقبال الإمام الناس في خطبة العيد]
قوله: (وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه سعد بن مالك بن سنان
الأنصاريُّ الخدريُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.
(1/2056)
[حديث:
خرج النبي يوم أضحى إلى البقيع]
976# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين،
الحافظ.
قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ طَلْحَةَ): هذا هو ابن مُصرِّف الياميُّ
الكوفيُّ، عن أبيه، والحكم، وزُبَيد الياميِّ، وجماعةٍ، ولم يرحل، وعنه: شَبَابة،
وأَسَد بن موسى، وحجَّاجٌ الأعور، وأبو داود الطَّيالسيُّ، وابن مهديٍّ، وأبو
نعيم، وخلقٌ، قال أحمد: لا بأس به، إلَّا أنَّه كان لا يكاد يقول في شيء من حديثه:
حدَّثنا، وقال ابن معين: يُتَّقى حديثُه، وقال مَرَّةً: صالحٌ، وقال مرَّةً:
ضعيفٌ، وقال النَّسائيُّ: ليس بالقويِّ، وقال ابن حِبَّان في «الثِّقات»: مات سنة
(167 هـ)، وكان يخطئ، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه،
له ترجمةٌ في «الميزان».
قوله: (عَنْ زُبَيْدٍ): تقدَّم قريبًا وبعيدًا مرارًا أنَّه بضمِّ الزاي
وبالمُوَحَّدة، وأنَّه ابن الحارث الياميُّ بأطولَ مِن هذا.
قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل الشَّعبيُّ؛ بفتح
الشِّين المعجمة.
قوله: (إِلَى الْبَقِيعِ): هو بفتح المُوَحَّدة، وكسر القاف، والباقي معروفٌ،
مَدفَن أهل المدينة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
[ج 1 ص 285]
قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ): تقدَّم أنَّه أبو بردة بن نِيَار، وقد تقدَّم قريبًا
الاختلافُ في اسمه، وأنَّه عَقَبيٌّ بدريٌّ رضي الله عنه.
قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): تقدَّم الكلام فيها غيرَ مَرَّةٍ، وأنَّها بالذَّال
المعجمة.
(1/2057)
[باب
العلم الذي بالمصلى]
قوله: (بَابُ الْعَلَمِ الَّذِي بِالْمُصَلَّى): (العَلَم [1]) تقدَّم أنَّه بفتح
اللَّام، وهذا ظاهرٌ.
==========
[1] (العلم): سقط من (ب).
[ج 1 ص 286]
(1/2058)
[حديث:
نعم ولولا مكاني من الصغر ما شهدته]
977# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم
مرارًا.
وقوله: (عَنْ سُفْيَانَ): هو ابن سعيدٍ الثَّوريُّ، تقدَّم.
قوله: (حَدَّثَنَا [1] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ): تقدَّم قريبًا جدًّا
أنَّه بالمُوَحَّدة والسِّين المهملة، ومُطَوَّلًا بعيدًا.
قوله: (عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ): تقدَّم أنَّ كثيرًا بفتحِ الكافِ
وكسرِ المُثلَّثة، وقد تقدَّمت ترجمتُه، وأنَّه ابن الصَّلت بن معديكرب الكنديُّ.
قوله: (يُهْوِينَ [2]): تقدَّم أنَّه رُباعيٌّ وثُلاثيٌّ [3].
(1/2059)
[باب موعظة الإمام النساء يوم العيد]
(1/2060)
[حديث:
قام النبي يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة]
978# 979# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن
عبد العزيز بن جريج، العَلَم المشهور، وتقدَّم بعضُ ترجمته.
قوله: (عَنْ [1] عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ [2]): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي رَباح،
مفتي أهل مكَّة، وتقدَّم أنَّه ليس في الكتب (عطاءٌ عن جابرٍ) غيرُ هذا، وعطاء بن
يسار مولى ميمونة، روى له عنه أبو داود فقط حديثًا واحدًا، وقد تقدَّم، وباقي
الأحاديث كلِّها (عطاءٌ عن جابر)؛ هو ابن أبي رباح.
قوله: (فَبَدَأَ) وكذا قوله: (مُتَّكِئًا): هما مهموزان، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (فَتَخَهَا): هو بالفاء [3]، وبالمُثَنَّاة فوق، وبالخاء المعجمة المفتوحات؛
وهي (الْخَوَاتِيمُ الْعِظَامُ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)، كذا فسَّره في
«البخاريِّ» عبدُ الرَّزَّاق في هذا الباب، وقوله فيه: (عِظَام)؛ أي: كبار، وقال
غيره: هي خواتيمُ تُلبَس في الرِّجْل، الواحدة (فتْخة)؛ بسكون التَّاء وتُحرَّك،
وقال الأصمعيُّ: (هي خواتيمُ لا فصوصَ لها، وتُجمَع أيضًا: فَتْخٌ وفَتَخاتٌ)، وفي
«الجمهرة»: (الفتخة: حلقةٌ مِن ذهب أو فضَّة، لا فصوص لها، وربَّما اتُّخِذَ لها
فصٌّ كالخاتم).
قوله: (وَيُذَكِّرُهُنَّ): هو مَرْفوعٌ؛ لأنَّه لم يتقدَّمْه ناصبٌ ولا جازمٌ،
وهذا هيِّنٌ.
قوله: (قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ
طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [4] قَالَ: شَهِدْتُ العِيدَ [5] ... ) إلى آخره:
هذا معطوفٌ على السَّند قبله، وكأنَّه قال فيه البخاريُّ: (حدَّثنا إسحاق بن
إبراهيم بن نصر عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم _هو ابن نياق،
ونياق لا ينصرف_ عن طاووس، عن ابن عبَّاس به)، فإيَّاك أن تجعله تعليقًا، والله
أعلم، وقد تقدَّم [6] له نظراءُ.
قوله: (ثُمَّ يُخْطَبُ بَعْدُ): (يُخطَب): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (بعدُ):
مضمومٌ مقطوعٌ عن الإضافة.
قوله: (حِينَ يُجْلِسُ): هو بضمِّ أوَّله، وسكون ثانيه، وبفتح [7] ثانيه، وتشديد
ثالثه مكسور، كذا في أصلنا بالقلم، والذي في «الصِّحاح»: (جلس الرجلُ، وأجلسه
غيرُه)، ولم أرَ فيه التَّشديدَ، لكن قال النَّوويُّ في (العيدين) من «شرح مسلم»:
(يجلِّس؛ بكسر اللَّام المُشدَّدة؛ أي: يأمرهم بالجلوس) انتهى، والله أعلم.
(1/2061)
قوله:
(عَلَى ذَلِكِ): هو بكسر الكاف، خطابٌ لمُؤنَّث، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ): هذه المرأة لا أعرفها، [وقال بعض حُفَّاظ
[8] العصر: (يحتمل أن تكون أسماء بنت يزيد بن السَّكن خطيبة النِّساء، فهي التي
قالت في شيءٍ من هذه القصَّة: «وكيف يَكفُرْنَ [9]؟»، أخرجه الطَّبرانيُّ والبيهقيُّ
من حديثها) انتهى] [10]، وكذا في الرِّواية: (لا يدري حَسَنٌ مَن هي؟)، وحَسَنٌ:
هو ابن مسلم بن نِيَاق الذي ذكره أعلاه، وقوله: (حسنٌ) هو الصَّواب، ووقع في
«مسلم» (حينئذٍ) عوض (حسن)، كذا في جميع النُّسخ، قال القاضي وغيره: (وهو تصحيف،
وصوابه: «حسن»)، وقال الشيخ محيي الدين النَّوويُّ: (قلت: ويحتمل تصحيح «حينئذٍ»،
ويكون معناه: لكثرة النِّساء واشتمالهنَّ بثيابهنَّ لا يدري مَن هي؟)، والله أعلم.
قوله: (هَلُمَّ): اعلم أنَّ (هَلُمَّ) يستوي فيه الواحدُ والجمعُ، والتَّأنيث
والتَّذكير في لغة أهل الحجاز، وأهل نجد: يصرفونها، والأوَّل أفصح، وهي لغة
القرآن، وهو الذي جاء هنا.
قوله: (لَكُنَّ): هو بضمِّ الكاف، وتشديد النُّون، وهذا ظاهرٌ [11].
قوله: (فِدَاء أَبِي وَأُمِّي): مَرْفوعٌ منوَّن، ومنصوبٌ مثله، قال الأصمعيُّ:
(الفِداء: يُمدُّ ويُقصَرُ، وأمَّا المصدر من (فاديت)؛ فمدودٌ لا غير، والفاء في
كلِّ ذلك مكسورةٌ)، وحكى الفرَّاء: («فدًى لك»: مقصورٌ وممدودٌ ومفتوحٌ، وفَدَاكَ أبي
وأمِّي: فعل ماضٍ مفتوحُ الأوَّل)، ويكون اسمًا على ما حكاه الفرَّاء.
(1/2062)
تنبيهٌ
هو فائدةٌ: فقهُ هذا الحديث أنَّه جائز هذا الكلام لمَن كان أبواه غيرَ مُؤمِنَين،
وأمَّا مَن كان أبواه مُؤمِنَين؛ فلا يجوز؛ لأنَّه كالعقوق لهما، قال السُّهيليُّ:
سمعت شيخنا أبا بكر يقول في هذه المسألة _ يعني به: ابن العربيِّ المالكيَّ
القاضي_: وما ذكره فيه نظرٌ؛ لأنَّه سُمِع من كلامِ غيرِ واحدٍ مِن المُتقدِّمين
ممَّن أبواه مؤمنان، ومِن ذلك قولُ الصِّدِّيق للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
بحضرته [12]: (فَدَيناكَ بآبائنا وأمَّهاتنا)، وهذا الكلام قاله الصِّدِّيقُ [13]
له عليه الصَّلاة والسَّلام حين صعِد المنبرَ في آخر حياته، وكان إذ ذاك أبو قحافة
قد أسلم؛ لأنَّه أسلم في الفتح، وأمُّ أبي بكر صحابيَّة مسلمة قبل ذلك بزمنٍ كثير،
ومنه قولُ عائشةَ في «مسلم» في (الصَّلاة): (فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك
وبحمدك لا إله إلَّا أنت»، فقلت بأبي وأمِّي، إنِّي لفي شأن وإنَّك لفي آخرَ)، وقد
لا يمنع هذه المسألة القاضي أبو بكر؛ لأنَّه من [14] فدى النَّبيَّ صلَّى الله
عليه وسلَّم بأبويه؛ فليس بعاقٍّ؛ لأنَّ كلَّ أحد يجب عليه أن يفدي مهجتَه
بمهجتِه، وإنَّما الكلامُ في غيره، والله أعلم، قال النَّوويُّ في «شرح مسلم» في
(كتاب الإيمان) _بكسر الهمزة_: (وفيه جوازُ قولِ الرَّجل للآخرِ: بأبي أنت وأمِّي؛
قال القاضي عياض: وقد كرهه بعض السَّلف، وقال: لا يُفدَى بمسلمٍ، قال القاضي عياض:
والأحاديث الصَّحيحة تدلُّ على جوازه سواء كان المُفدَى به مسلمًا أو كافرًا،
حيًّا كان أو ميِّتًا).
قوله: (الْفَتَخُ): تقدَّم الكلام عليه أعلاه [15].
==========
[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أَخْبَرَنِي).
[2] (عن جابر): ليس في (ب).
[3] في (ب) و (ج): (بفتح الفاء).
[4] زيد في «اليونينيَّة»: (رضي الله عنهما).
[5] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (الفطر).
[6] في (ج): (قدَّمتُ).
[7] في (ج): (فتح)، وليس بصحيح.
[8] (حُفَّاظ): سقط من (ج).
[9] في (ب): (تكفرن).
[10] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[11] هذه الفقرة جاءت في النُّسخ متأخِّرة بعد قوله: (حيًّا كان أو ميِّتًا).
[12] (بحضرته): ليس في (ج).
[13] (الصِّدِّيق): ليس في (ج).
[14] في (ج): (قد).
[15] (أعلاه): سقط من (ب).
[ج 1 ص 286]
(1/2063)
[باب
إذا لم يكن لها جلباب في العيد]
قوله: (إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ): هو بكسر الجيم، قال ابن شميل: (ثوب
أقصر من الخمار وأعرض؛ وهي المقنعة، تغطِّي به المرأةُ رأسَها)، وقال غيره: ثوبٌ
واسعٌ دون الرداء تغطِّي به المرأة ظهرَها وصدرَها، وقال ابن الأعرابيِّ: (هو
الإزار)، وقال غيره: الخمار، وقيل: هو كالمُلاءة والملحفة، وقد تقدَّم ذلك، ولكن
طال العهد به.
==========
[ج 1 ص 286]
(1/2064)
[حديث:
لتلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير]
980# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم مرارًا [1] أنَّه بفتح الميمين،
بينهما عين ساكنة، وأنَّ اسمه عبد الله بن عمرو المقعد، وتقدَّم بعض ترجمته.
[ج 1 ص 286]
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن [2] سعيد بن ذكوان
التنوريُّ الحافظ، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا أيُّوب): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي تميمة كيسان السَّختيانيُّ
الإمام، وتقدَّم شيءٌ من ترجمته.
قوله: (عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ): تقدَّم أنها من أعظم نساء التابعين [3]،
وتقدَّم أن أفضل نساء التابعين: حفصة، وعمرة، وأمُّ الدرداء الصغرى، وتقدَّم
الكلام في عدد أولاد سيرين النساءِ والرجالِ.
قوله: (فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ): تقدَّم أن هذه المرأة لا أعرفها.
قوله [4]: (فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ): تقدَّم الكلام أين هو، وأنَّه
بالبصرة [5]، ومَن خلفٌ.
قوله: (فَحَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَ أُخْتِهَا): تقدَّم أنَّ أختها وزوجها لا
أعرفهما، غير أنَّ الصَّحابيَّ لا يضرُّ الجهلُ به، ولكنَّ الحديث فيه هذه المرأة
المجهولة التي حدَّثت عن زوج أختها، وقد قدَّمتُ ما قاله شيخنا في أختها، وهو غير
ظاهر، والله أعلم، والحُجَّة في قوله: (فلمَّا قَدِمَتْ أمُّ عطيَّة)، هذا حُجَّة؛
لأنَّ حفصة روَت ذلك عن أمِّ عطيَّة، ولم يَحتجَّ بحديث المرأة المجهولة، والله
أعلم.
قوله: (مِنْ جِلْبَابِهَا): قيل: المراد الجنس؛ أي: من جلابيبها، وقد رُوِيَ ذلك،
وقيل: هو على المواساة؛ أي: تلبسها [6] طائفة من ثوبها، أو على المبالغة؛ أي:
يخرجن ولو في جلباب.
قوله: (أُمُّ عَطِيَّةَ): تقدَّم بعض ترجمتها، وأنَّها نُسَيبة؛ بضمِّ النُّون،
وفتح السِّين على الصحيح.
قوله: (بِأَبِي): أي: أفديه بأبي، وقد تقدَّم الكلام في الروايات في (بأبي)، والله
أعلم، وكذا على (الْعَوَاتِقُ)، و (الْخُدُورِ)، و (آلْحُيَّضُ)؛ بمدِّ همزة الاستفهام،
كلُّ ذلك في (باب شهود الحائض العيدَين) في (الحيض).
(1/2065)
[باب اعتزال الحيض المصلى]
(1/2066)
[حديث:
أمرنا أن نخرج فنخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور]
981# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ): هو مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي
عديٍّ السُّلَميُّ، أبو عمرو البصريُّ، عن حُميد وطبقتِه، وعنه: أحمد بن سنان
وجماعةٌ، وثَّقوه، مات سنة (194 هـ)، أخرج له الجماعة.
قوله: (عَنِ ابْنِ عَوْنٍ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون،
مولى عبد الله بن مغفَّل المزنيِّ، أحد الأعلام، وأنَّه ليس بعبد الله بن عون ابنِ
أمير مصر، هذا الثاني ليس له في «البخاريِّ» شيء، إنما روى [له] مسلمٌ
والنَّسائيُّ، والله أعلم.
قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، الإمام المشهور.
قوله: (قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ): تقدَّم الكلام عليها أعلاه، وقبل ذلك
مُطَوَّلًا، رضي الله عنها.
قوله: (أُمِرْنَا): تقدَّم الكلام عليه، وأنَّه مَرْفوعٌ مسندٌ على الصحيح، قبل
هذا وفي (الحيض) مُطَوَّلًا.
قوله: (وَالْعَوَاتِقَ): تقدَّم، وكذا (الْخُدُورِ).
==========
[ج 1 ص 287]
(1/2067)
[باب النحر والذبح يوم النحر بالمصلى]
(1/2068)
[حديث:
أن النبي كان ينحر أو يذبح بالمصلى]
982# قوله: (حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ): (كَثِير)؛ بفتح الكاف، وكسر
المُثلَّثة، مشهورٌ.
==========
[ج 1 ص 287]
(1/2069)
[باب
كلام الإمام والناس في خطبة العيد]
قوله: (بَابُ كَلاَمِ الإِمَامِ وَالنَّاس فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ): (الناسِ):
مجرور [1]؛ أي: مع الناس، ويُرفَع أيضًا على أنَّه مبتدأ، و (في خطبة العيد):
خبره.
==========
[1] وهي رواية «اليونينيَّة».
[ج 1 ص 287]
(1/2070)
[حديث
البراء: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك]
983# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ [1]): هو بالحاء والصاد المهملتين،
سلَّام بن سُلَيم، وسلَّام: بتشديد اللام، وسُلَيم: بضمِّ السِّين، وفتح اللام،
مشهورٌ.
تنبيهٌ: لهم (الأخوص)؛ بالخاء المعجمة، والباقي مثله، رجلٌ مجهول، وهو الأخوص بن
عمرو _ووقع في كلام بعضهم: عمير_ ابن عتَّاب بن هرميِّ بن رِيَاح.
قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم أنَّه عامر بن شَراحيل.
قوله: (فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ): تقدَّم الاختلاف في اسمه؛ هل هو
هانئ أو غيره؟ وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (فَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقَ جَذَعَةٍ): تقدَّم الكلام على (العَنَاق) وعلى
(الجَذَعَة)، و (عَنَاق): اسم [2] (إنَّ) مَنْصوبٌ غير منوَّن، و (جَذَعة): مضاف
إليه، ورُوِيَ بنصبهما.
قوله: (فَهَلْ تَجْزِي): تقدَّم أنَّه ثلاثيٌّ معتلٌّ، ويجوز رُباعيٌّ مهموز، وكذا
قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ).
==========
[1] في هامش (ق): (سلَّام بن سليم الحنفي الكوفي، مات مع مالك وحماد وخالد الطحان
في سنة «179 هـ»).
[2] (اسم): ليست في (ب).
[ج 1 ص 287]
(1/2071)
[حديث:
إن رسول الله صلى يوم النحر ثم خطب]
984# قوله: (عَنْ أيُّوب): هو ابن أبي تميمة، تقدَّم.
قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، تقدَّم.
قوله: (أَنْ يُعِيدَ ذِبْحَهُ): هو بكسر الذال، والذِّبح: المذبوح، وقد رأيت
النَّوويَّ قال في «شرح مسلم»: (أن يعيد ذِبحًا) ما لفظه: (اتَّفقوا على ضبطه بكسر
الذال؛ أي: حيوانًا يُذبَح)، انتهى، والذال في أصلنا كانت مدلَّسةً، وقد عُمِل
عليها الآن الفتح والكسر بالقلم، وفي الفتح نظرٌ؛ لأنَّه مصدر، وقد وقع فلا يُعَاد،
ورأيته في بعض النسخ بفتح الذال [1]، وفيه النظر أيضًا، والله أعلم، وقد رأيت
بعضهم قيَّده بهما أيضًا باللَّفظ.
قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ): تقدَّم مرَّات أنَّه أبو بردة بن نِيَار
خالُ البراء [2]، عَقَبِيٌّ بدريٌّ، وقد قدَّمتُ بعض ترجمته.
قوله: (إِمَّا قَالَ): هو بكسر الهمزة، وتشديد الميم، وكذا الثانية: (وإِمَّا
قَالَ).
قوله: (خَصَاصَةٌ): هي بفتح الخاء، سوء الحال والحاجة، وأصلها: الخلل، من (خَصاص
الباب).
قوله: (وَعِنْدِي عَنَاقٌ): تقدَّم ما هو في (كتاب العيدين) من هذا الكتاب.
(1/2072)
[حديث:
من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها]
985# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): هو مسلم بن إبراهيم الأزديُّ الفراهيديُّ،
تقدَّم، وقد تقدَّم الكلام على نسبه: أنَّه إلى جدِّه فُرْهُود مُطَوَّلًا؛
فانظره.
قوله: (عَنِ الأَسْوَدِ): هو الأسود بن قيس العبديُّ، أبو قيس الكوفيُّ، عن جندب
وجماعةٍ، وعنه: شعبة، وابن عيينة، وخلقٌ، ثِقَةٌ، أخرج له الجماعة.
قوله: (عَنْ جُنْدَبٍ): هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجليُّ، ويُنْسَب إلى
جدِّه، صحابيٌّ مشهور، روى عنه الحسن، وأبو عمران الجونيُّ، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم،
صحبة جُنْدَب ليست بالقديمة، ويكنى بأبي عبد الله، وكان بالكوفة، ثمَّ صار إلى
البصرة، وله رواية عن أُبَيِّ بن كعب وحذيفةَ، تُوُفِّيَ سنة (64 هـ[1])، أخرج له
الجماعة، رضي الله عنه [2].
(1/2073)
[باب
من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد]
قوله: (بَابُ مَنْ خَالَفَ الطَّرِيقَ إِذَا رَجَعَ يَوْمَ الْعِيدِ): وقد اختُلِف
في معنى فعله ذلك لمعانٍ؛ أظهرها: توخِّي الأطول ذهابًا، الثاني: شهادة الطريقَين،
[وقال النَّوويُّ في «رياضه»: (لتكثير مواضع العبادة، وهذا غير الذي قبله، ويحتمل
أن يكون هو هو)] [1]، الثالث: يتبرَّك به أهلهما [2]، الرابع: اقتداؤهما به،
الخامس: زيادة غيظ المنافقين، السادس: الرحمة، السابع: تصدُّقه على فقرائهما،
الثامن: نفاد الصدقة في الأولى، التاسع: حذر كيد المنافقين، العاشر: زيارة قبور
أقاربه، الحادي عشر: يقال: تتغيَّر الحال إلى المغفرة، الثاني عشر: ليساوي بين
الأوس والخزرج، فإنَّهم كانوا يتفاخرون بذلك، ذكره الجيليُّ.
وفيه قولان آخران: أنَّ الملائكة يقفون على الجهات يكتبون الخارجين إلى الصَّلاة
والداخلين، فمَن رجع على طريقهم؛ لم يكتبوه، وإن رجع على غيرها؛ ذكروه مرَّتين،
ذكره الزناتيُّ، فمَن شاركه في المعنى؛ نَدَب له، وكذا غيرُه على أظهر الوجهين في
«الشرح الصغير»؛ كالرَّمَل والاضطباع، سواء الإمام والقوم على النصِّ، فإن جُهِلَ
السبب؛ سُنَّ قطعًا، قاله في «الروضة»، وقول إمام الحرمين: (الرجوع ليس بقربة)
غلطٌ.
قال الماورديُّ: (ما فعله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لمعنًى وزال ذلك
المعنى؛ هل نفعله نحن أو لا نفعله إلَّا بدليل؟ فيه وجهان)، قال الشَّافعيُّ في
«الأمِّ»: (ويُسْتَحبُّ للإمام في رجوعه أن يقف في طريقه فيستقبل القبلة ويدعو،
ورُوِيَ فيه حديثٌ)، وسمعت شيخنا الفقيه العلَّامة شهاب الدين الأذرعيَّ يقول:
(إنَّ في حكمة الرجوع في طريقٍ والذهاب في آخرَ ثلاثين قولًا)، ثمَّ رأيته نقل في
بعض مؤلَّفاته أنَّه ذكر فيه خمسة عشر قولًا، والله أعلم.
[ج 1 ص 287]
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[2] في (ب) و (ج): (أهلها)، وهو تحريف.
(1/2074)
[حديث:
كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق]
986# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [1]: حَدَّثَنَا [2] أَبُو تُمَيْلَةَ [3]
يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ): قال الجيَّانيُّ: (وقال _يعني: البخاري [4]_ في «كتاب
العيدين»: «حدثنا مُحَمَّد، حدثنا أبو تُمَيلة» ... إلى آخره، نسبه أبو نصر وأبو
عليِّ ابن السكن [5] في «مصنَّفه»: مُحَمَّدَ بن سلام البيكنديَّ)، انتهى.
وقال شيخنا الشَّارح: (وأمَّا مُحَمَّد شيخ البخاريِّ؛ فهو مُحَمَّد بن سلام
البيكنديُّ، صرَّح به الجيَّانيُّ وابن بطَّال، وفي «أطراف خلف» على الحاشية: «ابن
مقاتل: حدثنا أبو تميلة») انتهى [6].
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ [7] يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ): (أبو تُميلة [8]):
بضمِّ المُثَنَّاة فوق، وهو كما سمَّاه ونسبه المروزيُّ الحافظ، مولى الأنصار، عن
الحسين بن واقد [9] وابن إسحاق، وعنه: أحمد، وابن أبي شيبة، ويعقوب الدورقيُّ،
صدوقٌ، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».
قوله: (عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ [10]): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الفاء،
وفتح اللام، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه فردٌ في الكتب السِّتَّة.
قوله: (تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّد عَنْ فُلَيْحٍ، وَحَدِيثُ جَابِرٍ
أَصَحُّ): كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة بعد (فُليح): (عن سعيد عن أبي هريرة)،
ثمَّ قوله: (وحديثُ جابرٍ أصحُّ) الضمير في (تابعه) يعود على يحيى بن واضح،
وإنَّما أتى بهذه المتابعة؛ لما قلتُ: إنَّ له ترجمةً في «الميزان»، فقوَّاه
بمتابعة يونس بن مُحَمَّد؛ وهو المؤدِّب البغداديُّ الحافظ، ثقةٌ بلا تكلام [11]،
فقويَ الحديثُ، وزال ما يُخْشَى من أبي تُميلة؛ لأنَّ [12] أبا داود قال: (قال ابن
معين: إنَّه كان لا يُحسِن شيئًا)، وقال ابن معين وغيره: (ثقة)، وقد وهم أبو حاتم
إذ قال: (إنَّ البخاريَّ تكلَّم فيه وذكره في «الضعفاء»)، قال الذَّهبيُّ: (ولم
أرَ ذلك، فإنَّ البخاريَّ احتجَّ به، ولولا أنَّ ابن الجوزيِّ ذكره في «الضعفاء»؛
لما أوردته [13]، فالحاصل: تقويته بالمتابعة، والله أعلم، وأيضًا لما يأتي.
(1/2075)
قال
أبو عليٍّ الجيَّانيُّ: (إنَّ في روايته هكذا _يعني: كما ذكرته أنا أنَّه في
أصلنا_ عن أبي الحسن والأصيليِّ، ولأبي ذرٍّ وعند ابن السكن بزيادةٍ بعدَ (فُليح):
(عن سعيد، عن أبي هريرة، [وحديث جابر أَصحُّ)، وقال أبو مسعود في روايته عن
البخاريِّ: (تابعه يونس عن فُليح، وقال مُحَمَّد بن الصلت: عن فليح عن سعيد، عن
أبي هريرة ... )] [14] إلى آخر كلامه، وهذا بهذه الزيادة التي وقعت عند ابن السكن
واضح، وبدونها يبقى الكلام مشكلًا.
وقد قال المِزِّيُّ عن أبي مسعود كما وقع في أصلنا، قال: (وقد رواه مُحَمَّد بن
حميد عن أبي تُميلة، عن فُليح، عن [15] سعيد، عن أبي هريرة؛ هكذا رواه الناس عنه،
وأمَّا حديث يونس بن مُحَمَّد؛ فإنَّما رواه فُليح عن سعيد عن أبي هريرة، لا عن
جابر، وكذلك رواه الهيثم بن جميل، عن فُليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه
مُحَمَّد بن الصلت عن فُليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، فصار مرجع الحديث إلى أبي
هريرة)، انتهى كلامه، والله أعلم.
وقد ذكر المِزِّيُّ الحديث في مسند أبي هريرة، وعنه سعيد بن الحارث بن أبي سعيد بن
المعلَّى الأنصاريُّ، وهو المشار إليه في بعض نسخ «البخاريِّ»: (فُليح، عن سعيد،
عن أبي هريرة)، وعَلَّم عليه: (خت، ت) _يعني: أخرجه البخاريُّ تعليقًا،
والتِّرمذيُّ في الأصول_ (التِّرمذيُّ في «الصَّلاة» عن عبد الأعلى بن واصل بن عبد
الأعلى وأبي زرعة الرازيِّ، كلاهما عن مُحَمَّد بن الصلت الأسَديِّ، عن فُليح بن
سليمان، عن سعيد بن الحارث به، وقال: «حسن غريب»، وروى أبو تُميلة في «البخاريِّ»
ويونسُ بنُ مُحَمَّد هذا الحديث عن فُليح [16] عن جابر، وقد تقدَّم كلام البخاريِّ
وكلام أبي مسعود الدِّمشقيِّ عليه في مسند جابر)، انتهى.
وفي نسخة الدِّمياطيِّ بعد متابعة يونس بن مُحَمَّد عن فليح ما لفظه: (وقال
مُحَمَّد بن الصلت عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة)، قال [17] الدِّمياطيُّ: (روى
البخاريُّ عن أبي جعفر مُحَمَّد بن الصلت الأسديِّ الكوفيِّ الأصمِّ، مات سنة (219
هـ)، روى عن ابن المبارك في مناقب عمر، وروى البخاريُّ أيضًا عن أبي يعلى مُحَمَّد
بن الصلت التَّوَّزِيِّ، مات سنة (228 هـ)، وروى عن الوليد بن مسلم، وفليح بن
سليمان، وجماعةٍ)، انتهى.
(1/2076)
ورأيت
في نسختي بـ «أطراف المِزِّيِّ» بِخَطِّ بعض فضلاء المُحَدِّثين من أصحابنا ما
لفظه: (حاشية: وقع في بعض النُّسَخ: «عن مُحَمَّد بن مقاتل، عن أبي تُميلة»)،
انتهت الحاشية.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).
[2] كذا في النُّسَخ وهامش (ق)، وهي رواية الأصيليِّ وابن عساكر، ورواية
«اليونينيَّة» و (ق): (أخبرنا).
[3] في (ج): (ثميلة)، وهو تصحيف.
[4] (البخاري): ليست في (ج).
[5] (بن السكن): ليست في (ج).
[6] (حدَّثنا أبو تميلة، انتهى): سقط من (ج).
[7] في (ج): (ثميلة)، وهو تصحيف.
[8] في (ج): (ثميلة)، وهو تصحيف.
[9] زيد في (ج): (حدثنا أبو ثميلة، انتهى).
[10] في هامش (ق): (وقال مُحَمَّد بن الصلت: عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، روى
البخاريّ عن أبي جعفر مُحَمَّد بن الصلت الأسدي الكوفي الأصم، مات سنة (219 هـ)،
روى عن ابن المبارك في (مناقب عمر)، وروى البخاريّ أيضًا عن أبي يعلى مُحَمَّد بن
الصلت التوزي، مات سنة (128 هـ)، روى عن الوليد بن مسلم، وفليح بن سليمان،
وجماعة).
[11] في (ب): (كلام).
[12] في (ب): (إلا أن).
[13] في (ج): (ورد به).
[14] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[15] في (ب): (بن)، وهو تحريف.
[16] (عن فليح): ليست في (ب).
[17] في (ب) و (ج): (وقال).
[ج 1 ص 288]
(1/2077)
[باب
إذا فاته العيد يصلي ركعتين]
قوله: (بَابُ إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ؛ صَلَّى [1] رَكْعَتَيْنِ): موضع الاستدلال
من حديث عائشة الإشارةُ بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّها أيَّام عيد»، فأضاف
سُنَّة العيد إلى اليوم على الإطلاق، فيستوي في إقامتها الفذُّ والجماعة، والنساء
والرجال، والله أعلم، قاله ابن المُنَيِّر.
قوله: (أَهْلَ الإِسْلاَمِ): [2] مَنْصوبٌ على الاختصاص، أو على النداء المضاف.
قوله: (وَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَوْلَاهُمُ ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ): هو بضمِّ
العين المهملة، وبالمُثَنَّاة فوق، ثمَّ مُوَحَّدة [3]، ثمَّ تاء التأنيث، هذا
ممَّا لا أعلم فيه خلافًا، واسمه عبد الله، وقيل: عبيد الله، قال شيخنا الشَّارح:
(وجاء في «الجعديات» بالشكِّ: عن عبد الله أو عبيد الله)، انتهى.
عن مولاه أنس وعدَّة من الصَّحابة، روى له البخاريُّ، ومسلمٌ، وابن ماجه، ذكره ابن
حِبَّان في «ثقاته» في (عبد الله) مُكبَّرًا، قال: (ومَن قال: عبيد الله بن عتبة؛
فقد وَهِم)، وكذا ذكره في المُكَبَّر ابنُ أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، ولم يذكر
فيه شيئًا.
قوله: (بِالزَّاوِيَةِ): هو موضعٌ بالمدينة فيه قصر أنس بن مالك على فرسخَين منها،
وقد تقدَّم، وتقدَّم ما (الفرسخ)، وسيجيء الكلام في (الفرسخ) أيضًا.
قوله: (وَقَالَ عِكْرِمَةُ): هذا هو عكرمة بن عبد الله المفسِّر، مولى عبد الله بن
العبَّاس، قدَّمتُ ترجمته، وأنَّه روى له البخاريُّ والأربعة، ومسلمٌ مقرونًا، وقد
تُكُلِّم فيه لرأيه، وتقدَّمت بعض ترجمته؛ فانظرها إن شئت، وهو ثبتٌ إباضيٌّ يرى
السيف، وقد تحايده مالكٌ إلَّا في حديث أو حديثَين.
قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي رباح، مفتي أهل مكَّة،
وتقدَّم بعض ترجمته.
==========
[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (يصلِّي).
[2] زيد في (ج): (قوله).
[3] (ثمَّ مُوَحَّدة): سقط من (ج).
[ج 1 ص 288]
(1/2078)
[حديث:
دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد]
987# 988# قوله: (عَنْ عُقَيْلٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف،
وهو ابن خالد، وتقدَّم مَن يقال [له]: عُقيل في «البخاريِّ» و «مسلمٍ»، وأنَّ هذا
في «البخاريِّ» و «مسلم»، وأنَّ القبيلة عُقَيلًا لها ذكرٌ في «مسلم»، وأنَّ
مسلمًا روى ليحيى بن عُقَيل منفردًا به.
قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ مرارًا، وهو مُحَمَّد بن
مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.
قوله: (وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ): تقدَّم أنَّهما لعبد الله بن سلَام في
«الأربعين» للسُّلَمِيِّ [1]، وتقدَّم أنَّ إحداهما [2] اسمها حمامة، كما رواه ابن
أبي الدُّنيا في كتاب «العيدَين»، وأنِّي لا أعرف أحدًا من الصَّحابيَّات اسمها
حمامة إلَّا أمَّ بلال رضي الله عنهما [3].
قوله: (فِي أَيَّامِ مِنًى): يعني: في أيَّام التشريق الثلاثة بعد عيد الأضحى،
وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (مُتَغَشِّي [4] بِثَوْبِهِ): أي: متغطٍّ بثوبه، كذا في أصلنا: (متغشِّي)؛
بالياء، والجادَّة حذفها، وثبوتها لغة.
قوله: (أَمْنًا): نصب على المصدر؛ أي: أمنتم أمنًا، ويحتمل أن يكون مفعولًا؛ أي:
وافقتم أو وجدتم، كذا قيَّده الأصيليُّ والهرويُّ، وغيرهما: (آمنًا)؛ أي: صادفتم
زمانًا آمنًا، أو أمرًا، أو مكانًا، أو نزلتم بلدًا آمنًا، ومعناه في كلا الجهتين:
أنتم آمنون.
قوله: (بَنِي أَرْفدَةَ): هو منادى مضاف، و (أَرفَدة): تقدَّم أنَّه لقبٌ لهم، أو
جدُّ الحبشة، والله أعلم، وأنَّه بفتح الهمزة والفاء، وبكسر الفاء أيضًا.
(1/2079)
[باب
الصلاة قبل العيد وبعدها]
قوله: (بَابُ الصَّلَاةِ قَبْلَ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا): يعني: هل جاء فيه شيء
صحيح؟ ولم يذكر فيه شيئًا، فلا تُستَحَبُّ صلاة قبلها ولا بعدها، قال النَّوويُّ
في «شرح المهذَّب»: (قال الشَّافعيُّ والأصحاب: وليس لصلاة العيد سُنَّةٌ قبلها
ولا بعدها؛ لأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام [1] لم يصلِّ قبلها ولا بعدها)، قال:
(وهو إجماعٌ) انتهى، لكن في «سنن ابن ماجه» فقط عن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه
قال: (كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يصلِّي قبل العيد شيئًا، وإذا [2]
رجع إلى منزله؛ صلَّى ركعتين)، في إسناده عبد الله بن مُحَمَّد بن عَقِيل،
مُختَلَف فيه، قال الذَّهبيُّ في «ميزانه» في آخر ترجمته: (وحديثه في رتبة الحسن)،
انتهى.
وقد أخرجه الحاكم في «مستدركه»، وقال الحاكم عَقِيبه: (صحيح)، وأقرَّه الذَّهبيُّ
عليه، ولمَّا ذكره الحاكم؛ قال: (سُنَّة غريبة بإسناد صحيح)، وقد قال ابن المنذر
في كتابه [3] «الإقناع» على ما نقله بعض مشايخي: (ويصلِّي المرءُ قبل العيد وبعدها
ما شاء)، انتهى [4].
[ج 1 ص 288]
قوله: (وَقَالَ أَبُو الْمُعَلَّى): قال الدِّمياطيُّ: (أبو المعلى اسمه يحيى بن
ميمون العطَّار)، انتهى، يحيى بن ميمون الضَّبِّيُّ، أبو المعَلَّى _بفتح العين،
وتشديد اللام مقصور [5]_، العطَّار الكوفيُّ، عن أبي عثمان النهديِّ، وسعيد بن
جبير، وغيرهما، وعنه: شعبة [6]، وحمَّاد بن زيد، وابن عُلَيَّة، وعليُّ بن عاصم،
وجماعةٌ، وثَّقه ابن معين والنَّسائيُّ، وقال أبو حاتم: (صالح الحديث)، أخرج له
النَّسائيُّ، وابن ماجه، وعلَّق له البخاريُّ، تُوُفِّيَ سنة (132 هـ)، له ترجمة
في «الميزان».
قوله: (سَمِعْتُ سَعِيدًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ): هو سعيد بن جبير، وهذا ظاهرٌ.
==========
[1] في (أ) و (ج): (عليه السَّلام).
[2] في (ب): (فإذا).
[3] في (ج): (كتاب).
[4] (انتهى): ليست في (ج).
[5] في (ب) و (ج): (منصور)، ولعله تحريف.
[6] (وعنه شعبة): ليست في (ج).
(1/2080)
[حديث:
أن النبي خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها]
989# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا [1] أنَّه هشام بن عبد
الملك الطيالسيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.
==========
[1] (مرارًا): سقط من (ج).
[ج 1 ص 289]
(1/2081)
((14))
(كِتَابُ الوِتْرِ)
(بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ) ... إلى (كِتَاب الاسْتِسْقَاءِ)
[تنبيهٌ: صلاة الوتر كانت واجبة على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على الصحيح
عند الشافعيَّة، وليس لهم حديثٌ صحيح يدلُّ على وجوبه عليه [عليه] الصَّلاة
والسَّلام، كيف وقد أوتر عليه الصَّلاة والسَّلام على الراحلة؟! والله أعلم] [1].
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 289]
(1/2082)
[حديث
ابن عمر: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح]
990# 991# قوله: (أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ
وَسَلَّمَ عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ): قال شيخنا الشَّارح: (هذا الرجل جاء أنَّه من
أهل البادية، ولم أرَه مسمًّى)، انتهى، وقال ابن شيخِنا البلقينيِّ: (في «معجم
الطَّبرانيِّ الصغير» أنَّه ابن [1] عمر الراوي [2])، ثمَّ قال: (لكن في «مسلم» ما
ينفي هذا ... )؛ فذكره، ثمَّ قال: (وأخرجه أبو داود وفيه: «أنَّ رجلًا من أهل
البادية»).
قوله: (تُوتِرُ): هو بالرفع، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (وَعَنْ نَافِعٍ ... ) إلى آخره: هذا معطوفٌ على السند قبله، غير أنَّه رواه
مالك عن نافع فقط، بخلاف الأوَّل، فإنَّه رواه عن نافع وعبد الله بن دينار،
وإيَّاك أن تجعله تعليقًا، والله أعلم.
==========
[1] (ابن) ليست في (ج).
[2] في (ج): (الواقدي).
[ج 1 ص 289]
(1/2083)
[حديث
ابن عباس: أنه بات عند ميمونة فاضطجعت في عرض]
992# قوله: (فِي عَرْضِ الوِسَادَةِ [1]): تقدَّم الكلام عليها، وأنَّها بفتح
العين، وضمُّها روايةٌ، والفتح أظهر.
قوله: (إِلَى شَنٍّ): تقدَّم ما هو، وكذا قوله: (فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ): تقدَّم
الكلام على المحوَّلِين، وأنَّهم ثلاثة: ابن عبَّاس في «البخاريِّ» و «مسلمٍ»،
وجابر بن عبد الله في «مسلم»، وجبَّار بن صخر في «المسند».
==========
[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (وسادةٍ).
[ج 1 ص 289]
(1/2084)
[حديث
ابن عمر: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع]
993# قوله: (فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرْ): (توتِرْ): مجزوم، ويجوز رفعه [1]، وهذا
ظاهرٌ جدًّا.
==========
[1] وهي رواية «اليونينيَّة»، وفي (ق) بالرفع والجزم معًا.
[ج 1 ص 289]
(1/2085)
[حديث:
أن رسول الله كان يصلي إحدى عشرة ركعةً]
994# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع،
وكذا تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (الزُّهْرِي): أنَّه
مُحَمَّد بن مسلم ابن [1] شهاب.
قوله: (كَانَتْ تِلْكَ صَلاَتَهُ): (صلاتَه): مَنْصوبٌ خبر (كان)، و (تلك): الاسم،
وهذا ظاهرٌ جدًّا.
==========
[1] زيد في (ب): (بن عبيد الله بن عبد الله).
[ج 1 ص 289]
(1/2086)
[باب ساعات الوتر]
(1/2087)
[حديث:
كان النبي يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة]
995# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن
الفضل عارم.
قوله: (وَكَأَنَّ الأَذَانَ): (كأنَّ): مُشدَّدة من أخوات (إنَّ) [1]، و (الأذان):
اسمها، وهذا ظاهرٌ.
==========
[1] (من أخوات إن).
[ج 1 ص 289]
(1/2088)
[حديث:
كل الليل أوتر رسول الله وانتهى وتره إلى السحر]
996# قوله: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ): تقدَّم مرارًا أنَّه سليمان بن مِهران، أبو
مُحَمَّد الكاهليُّ القارئ.
قوله: (حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ): هو مسلم بن صُبَيح _بضمِّ الصاد المهملة [1]، وفتح
المُوَحَّدة_ العطَّار، أبو الضحى الهَمْدانيُّ، عن ابن عبَّاس وعلقمة، وعنه:
منصور، والأعمش، وفطر، مات في خلافة ابن عبد العزيز، أخرج له الجماعة، وثَّقه ابن
معين وأبو زرعة، وقد [2] تقدَّم أنَّ خلافة عمر لعشرٍ خلون من صفر سنة (99 هـ)،
وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهرٍ.
قوله: (كُلَّ اللَّيْلِ): هو [3] بنصب (كلَّ)، وهذا إعرابه ظاهر.
قوله: (إِلَى السَّحَرِ): هو قُبَيل الفجر.
(1/2089)
[باب
إيقاظ النبي أهله بالوتر]
قوله: (أَهْلَهُ): هو [1] بالنصب مفعول المصدر؛ وهو (إِيقَاظِ).
==========
[1] (هو): سقط من (ب).
[ج 1 ص 289]
(1/2090)
[حديث:
كان النبي يصلي وأنا راقدة معترضةً على فراشه]
997# قوله: حَدَّثَنِي أَبِي (حَدَّثَنَا يَحْيَى [1]: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ
أَبِيهِ [2]): أمَّا (يحيى)؛ فهو ابن سعيد القطَّان، وأمَّا (هشام)؛ فهو ابن عروة،
وقد تقدَّم أنَّ جماعة كلٌّ منهم اسمه (يحيى) يروون عن هشام، عن أبيه، عن عائشة في
الكتب السِّتَّة أو [3] بعضها؛ منهم: الحافظ يحيى بن سعيد القطَّان شيخ الحُفَّاظ،
ويحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، ويحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن مُحَمَّد بن
قيس أبو زُكَير، ويحيى بن يمان، والله أعلم.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (قال).
[2] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (قال: حدَّثني أَبِي).
[3] في (ب): (و)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 289]
(1/2091)
[باب:
ليجعل آخر صلاته وترًا]
قوله: (بَابٌ لِيَجْعَلْ): هو مجزوم اللام على الأمر، وهذا ظاهرٌ.
==========
[ج 1 ص 289]
(1/2092)
[حديث:
اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا]
998# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [1]): هذا هو القطَّان، شيخ
الحُفَّاظ، تقدَّم.
قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هذا هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن
الخطَّاب، تقدَّم مرارًا.
==========
[1] (بن سعيد): ليس في (ج).
[ج 1 ص 289]
(1/2093)
[باب الوتر على الدابة]
(1/2094)
[حديث
ابن عمر: أليس لك في رسول الله أسوة حسنة]
999# قوله: (حَدَّثَنِي [1] إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم أنَّه ابن أبي أويس، ابنُ أخت
مالك الإمامِ، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (أسْوَةٌ حَسَنَةٌ): تقدَّم أنَّها بضمِّ الهمزة وكسرها؛ لغتان، وهما
قراءتان في السبع.
==========
[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حدَّثنا).
[ج 1 ص 289]
(1/2095)
[باب الوتر في السفر]
(1/2096)
[حديث:
كان النبي يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به]
1000# قوله: (يُومِئُ): هو بهمزة في آخره، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (صَلاَةَ اللَّيْلِ): هو بالنصب مفعول (يُصَلِّي) الذي قبله.
==========
[ج 1 ص 289]
(1/2097)
[باب القنوت قبل الركوع وبعده]
(1/2098)
[حديث:
أقنت النبي في الصبح؟ قال: نعم]
1001# قوله: (عَنْ أيُّوبَ): هو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم المشهور،
تقدَّم مرارًا.
قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، العالم المشهور، وكذا هو منسوب في نسخة.
[قوله: (أَوَقَنَتَ): هو بتحريك الواو على الاستفهام] [1].
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 289]
(1/2099)
[حديث:
كذب إنما قنت رسول الله بعد الركوع شهرًا]
1002# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ): هو ابن زياد العبديُّ مولاهم،
البصريُّ، تقدَّم.
قوله: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ): (عاصمٌ) هذا: هو
ابن سليمان الأَحول، أَبو عبد الرَّحمن البصريُّ.
فائدةٌ: مَن يقال له: عاصمٌ، وهو يروي عن أَنسٍ: هذا، أَخرج له [1] عنه:
البخاريُّ، ومسلم، وأَبو داود، والتِّرمذيُّ، وعاصم بن عمر بن قتادة، أَخرج له عنه
أَبو داود فقط، والله أَعلم.
قوله: (فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ [2]): فلانٌ المُخْبِر لا أَعرفه،
والله أَعلم (به، وقال بعض حُفَّاظ العصر: إنَّه ابن سيرين مُحَمَّدٌ، والله أعلم)
[3].
[ج 1 ص 289]
قوله: (أُرَاهُ): هو بضمِّ الهمزة؛ أي: أظنُّه.
قوله: (بَعَثَ قَوْمًا): هذا البعثُ كان في صفر على رأس أربعةِ أشهرٍ من أُحُد،
عند ابن إسحاق، وهم أصحاب قصَّة بئر معونة، وسيأتي في (السِّير).
قوله: (زُهَاءَ سَبْعِينَ رَجُلًا): هو بضمِّ الزَّاي، وبالمدِّ، مَنْصوبٌ؛ أي:
قدر سبعين، وقوله: (سبعين) كذا في «الصَّحيح»، وقال ابن إسحاق: (أربعون)، وسيجيء
في «الصَّحيح»: أنَّهم سبعون أو أربعون [4]؛ بالشَّكِّ، والصَّواب: من أحد
الشَّكَّين سبعون، وقد اختُلِف فيهم؛ فقيل: سبعون كما هنا، وقيل: أربعون، وقيل:
ثلاثون، وسيأتي كلُّ ذلك بزياداتٍ في (المغازي)؛ فلا نُطوِّل به ونستعجله هنا.
[وله: (إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ): سيأتي تعيينهم] [5].
(1/2100)
[حديث:
قنت النبي شهرًا يدعو على رعل وذكوان]
1003# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ): (هو أحمد بن عبد الله بن يونس)
[1]، نسبه إلى جدِّه، تقدَّم.
قوله: (حَدَّثَنَا زَائِدَةُ): هو ابن قدامة أبو الصَّلت، تقدَّم.
قوله: (عَنِ التَّيْمِيِّ): هو سليمان بن طَرْخَان، أبو المُعتمِر التَّيميُّ،
تقدَّم بعض ترجمته، و (طرخان): يجتمع فيه من كلام جماعةٍ اللُّغاتُ الثَّلاثُ في
الطَّاء [2]، وهو اسم للشريف؛ بلغة أهل خراسان.
قوله: (عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ): تقدَّم أنَّه لاحق بن حُمَيد السَّدوسيُّ البصريُّ،
نزل مرو [3]، عن جندب وابن عبَّاس، وعنه: سليمان التَّيميُّ وعاصم الأحول، ثقة
إمام من العلماء، مات سنة (106 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».
فائدةٌ: ليس في الكتب السِّتَّة راوٍ أوَّلُ اسمه (لا) إلَّا هو، والله أعلم.
قوله: (عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ): (رِعْل) _بكسر الرَّاء، ثمَّ عين مهملة ساكنة،
ثمَّ لام_ و (ذكوان): قبيلتان من العرب.
==========
[1] ما بين قوسين سقط من (ج).
[2] في (ب): (في الظاهر).
[3] في (ب): (المرو).
[ج 1 ص 290]
(1/2101)
[حديث
أنس: كان القنوت في المغرب والفجر]
1004# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم مرارًا أنَّه إسماعيل بن إبراهيم
ابن عُليَّة، الإمامُ، أبو بشر، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ): هذا هو خالد بن مهران الحذَّاء، الحافظ البصريُّ،
تقدَّم الكلام على ترجمته، ونسبته إلى الحذَّاء.
قوله: (عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه بكسر القاف، وبعد الألف
المخفَّفة مُوَحَّدة، وهذا ظاهرٌ، واسمه عبد الله بن زيد الجرميُّ الأزديُّ.
==========
[ج 1 ص 290]
(1/2102)
((15))
(كِتَابِ الاِسْتِسْقَاءِ) ... إلى (كِتَاب الكُسُوفِ)
فائدةٌ: قال أبو الفتح اليعمريُّ في «سيرته»: وفيها_ أي [1]: في السَّنة السَّادسة
من الهجرة_ قحط الناس، فاستسقى لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فسقوا في
رمضان، وكذا قاله مغلطاي في «سيرته الصُّغرى» في (الحديبية)، والظَّاهر أنَّ
مرادهما الاستسقاء الذي صلَّى فيه، وإلَّا؛ فقد استسقى رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم مرَّاتٍ، فاستسقى بمكَّة، واستسقى يوم الجمعة على المنبر بالمدينة في أثناء
خطبته، واستسقى على منبر المدينة استسقاءً (مُجرَّدًا في غير يوم [2] جمعة، ولم
يُحفَظ عنه في هذا الاستسقاء صلاةٌ، واستسقى وهو جالسٌ في المسجد، ورفع يديه ودعا
الله عزَّ وجلَّ، واستسقى عند) [3] أحجار الزَّيت قريبًا من الزَّوراء خارج باب
المسجد الذي يُدعى اليوم: باب السَّلام، واستسقى في بعض غزواته لمَّا سبقه
المشركون إلى الماء، واستسقى مرَّةً، فقام إليه أبو لُبابة، (فقال: يا رسول الله؛
إنَّ التَّمر في المرابد ... )؛ الحدي، فهذه استسقاءاته عليه الصَّلاة والسَّلام،
وكلُّ هذا غيرُ المرَّة التي استسقى به عبد المطَّلب جدُّه بمكَّة، الذي أنشد فيه
أبو طالب:
~…وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغِمَامُ بِوَجْهِهِ…ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ
لِلْأَرَامِلِ
والله أعلم.
(1/2103)
[باب دعاء النبي: اجعلها عليهم سنين كسني يوسف]
(1/2104)
[حديث:
اللهم سبع كسبع يوسف]
1007# قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [1]): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن عبد الحميد [2]
الضَّبِّيُّ القاضي، وتقدَّم بعض الترجمة له [3].
قوله: (عَنْ مَنْصُورٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه منصور بن المُعتمِر، أبو عتَّاب
السُّلميُّ، من أئمَّة الكوفة، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَنْ أَبِي الضُّحَى): تقدَّم أنَّ اسمه مسلم بن صُبَيح، تقدَّم في الورقة
التي قبل هذه، وقبل ذلك مُتَرْجَمًا.
قوله: (كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن مسعود بن غافل، الصَّحابيُّ
المشهور، وهذا ظاهرٌ عند أهله، وإلَّا؛ ففي الصَّحابة من اسمه عبد الله نحو خمسِ
المئةِ [4]، والرُّواة منهم جماعة غزيرة.
قوله: (مِنَ النَّاسِ): أي: من كفَّار قريش.
قوله: (قَالَ: اللَّهُمَّ؛ سَبْعٌ): كذا في أصلنا، وفي نسخة خارج الأصل على
الهامش: (سبعًا)، وإعراب هذه ظاهر، وهو مفعول بفعل مُقدَّر؛ أي: سَلِّط، أو ابعث،
أو أعطِني، أو نحو ذلك، وأمَّا رواية الرَّفع، وعُزِيت لنسخة أبي [5] ذرٍّ ...
[6].
قوله: (فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ): (السَّنَة): القحط، والجدب، و (العام): الخِصْب.
قوله: (حَصَّتْ): هو بالحاء والصَّاد المُشدَّدة المهملتين، ثمَّ علامة التَّأنيث؛
أي: استأصلت، وأذهبت النَّبات، فانكشفتِ الأرضُ، والأحصُّ: القليل الشَّعر.
قوله: (وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ): هو بنصب الرَّاء وضمِّها، والفتح أظهر، وبالضَّمِّ
في نسخة أبي ذرٍّ، والله أعلم [7].
قوله: (فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ): هو صخر بن حرب بن أميَّة بن عبد شمس، وكان إذ
ذاك كافرًا، وإنَّما أسلم ليلة الفتح، أو صبيحة ليلة الفتح، وكانت هذه القصَّة
بمكَّة، وقد تقدَّم بعض الكلام على أبي سفيان في أوَّل هذا التعليق لمَّا روى عنه عبد
الله بن العبَّاس حديث هرقل.
قوله: (وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ): سيأتي الكلام على (الرَّحِم) التي يجب وصلها في
الجملة في (كتاب الأدب)، وأذكر هناك قولين فيها، والله أعلم.
قوله: ({فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}) [الدُّخان: 10]:
هذا تصريح من ابن مسعود؛ بأنَّ الدُّخان المذكور في الآية هو الذي رأَوه في الجدب،
وفيه مقالٌ [سيأتي في (التَّفسير) في (الرُّوم) إن شاء الله تعالى وقدَّره] [8].
قوله: (فَالْبَطْشَةُ يَوْم بَدْرٍ): (يوم): يجوز رفعُه ونصبُه، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
(1/2105)
قوله: (فَقَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّومِ): سيأتي الكلام عليها في (تفسير الرُّوم) إن شاء الله تعالى.
(1/2106)
[حديث:
خرج النبي يستسقي وحول رداءه]
1005# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو نُعَيمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين،
وتقدَّم ضبط (دُكَين)، وبعض ترجمة أبي نعيم.
قوله: (حَدَّثنا سُفْيَانُ): هذا هو [1] الثَّوريُّ، سفيان بن سعيد بن مسروق،
الإمام المشهور.
[ج 1 ص 290]
قوله: (عَن عَمِّهِ): تقدَّم أنَّ عمَّه هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن
عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النَّجَّار، أبو مُحَمَّد،
الأنصاريُّ النَّجَّاريُّ المازنيُّ رضي الله عنه، تقدَّم ببعض التَّرجمة رضي الله
عنه.
==========
[1] زيد في (أ): (هو)، وهو تكرار.
(1/2107)
[حديث:
اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام]
1006# قوله: (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن ذكوان،
وتقدَّم عليه بعض ترجمته، وأنَّه بالنُّون.
قوله: (عَنِ الأَعْرَجِ): تقدَّم [1] أنَّه عبد الرَّحمن بن هرمز، تقدَّم [2]
مرارًا.
قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن صخر، على
الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.
فقوله: (اللَّهُمَّ؛ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ): (أنجِ)؛ بقطع الهمزة
رُباعيٌّ، و (عيَّاش)؛ بالمُثَنَّاة تحت، والشين المعجمة، تقدَّم بعض ترجمته رضي
الله عنه، وأنَّه أخو أبي جهل لأمِّه.
قوله: (سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ): تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه أخو أبي جهل لأبويه رضي
الله عن [3] سلمة.
قوله: (الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ): تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه أخو خالد بن
الوليد رضي الله عنه.
قوله: (اشْدُدْ وَطْأَتَكَ): تقدَّم الكلام عليها، وأنَّها بالهمز.
قوله: (عَلَى مُضَرَ): تقدَّم أنَّها القبيلة المعروفة، والمراد بها: قريش.
قوله: (كَسِنِي يُوسُفَ): تقدَّم ما (السَّنة)، وأنَّ (سِنِي)؛ بالتَّخفيف، ويقال:
بالتَّشديد.
قوله: (غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ): هما قبيلتان من
العرب.
==========
[1] (تقدَّم): سقط من (أ)، وزيد في (ج): (هو).
[2] (تقدَّم): سقط من (ب).
[3] زيد في (ج): (أبي).
[ج 1 ص 291]
(1/2108)
[باب
سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا]
قوله: (بَابُ سُؤَالِ النَّاسِ الإِمَامَ): (الإمامَ): مَنْصوبٌ مفعول المصدر، وهو
(سؤال)، قال شيخنا الشَّارح: (واعترض الإسماعيليُّ، فقال: ما رواه خارجٌ عن
التَّرجمة؛ إذ ليس فيها السُّؤال، وتمحَّله ابن المُنَيِّر، فقال: (فاعل «يستسقي»
«النَّاسُ»، وهو محذوف)، وكذا قول عمر [1]: (اللَّهمَّ؛ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك
بنبيِّك مُحَمَّد) دلَّ على أنَّهم كانوا يتوسَّلون، وأنَّ لعامَّة المؤمنين
مدخلًا في الاستسقاء، قال شيخنا: (ويُؤخَذ أيضًا مِن قوله: «على المنبر يستسقي»،
ومعلوم أنَّه استسقى على المنبر لمَّا سأله الأعرابيُّ، وقال: «هلكتِ الأموالُ ...
»؛ الحديث، وهو صريح فيه وقتُ القحط) انتهى، وقد راجعت كلام ابن المُنَيِّر؛
فوجدته كذلك، فيُقرَأ: (يستسقي): مبنيًّا للفاعل، و (الغمامَ): مَنْصوبٌ على ما
ضبطتُه هنا [2] وفيما [3] يأتي، ولم أره في أصلنا إلَّا مبنيًّا للمفعول، و
(الغمامُ) مَرْفوعٌ، ولا سمعت أحدًا يقرؤه إلَّا كذلك، والله أعلم.
قوله: (إِذَا قَحَطُوا): هو مبنيٌّ للفاعل، وللمفعول أيضًا.
==========
[1] زيد في (ب): (رضي الله عنه).
[2] (هنا): ليس في (ب) و (ج).
[3] في (ب): (فيما).
[ج 1 ص 291]
(1/2109)
[حديث:
سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى]
1008# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ): هو سَلْم [1]_بفتح السِّين، وإسكان
اللَّام_ ابن قتيبة الشَّعيريُّ الخراسانيُّ [نزل] بالبصرة، عن عيسى بن طهمان،
ويونس بن أبي إسحاق، وعنه: الذُّهليُّ، وهارون بن سليمان، ثقة يَهِمُ، تُوُفِّيَ
سنة (200 هـ)، أخرج له البخاريُّ والأربعة، وله ترجمة في «الميزان»، وقد تقدَّم،
لكن [2] بعيدًا؛ فطال العهد به.
قوله: (فِي شِعْرِ أَبِي طَالِبٍ): واسمه عبد مناف، وقيل: اسمه كنيته، وقال بعضهم:
اسمه عمران، وليس بشيء، وترجمتُه معروفةٌ.
قوله: (وَأَبْيَضَ): يجوز [3] جرُّه بالفتحة؛ لعدم صرفه، ورفعه [4]، وكذا
(ثِمَالُ) يجوز جرُّه ورفعه بالعطف، وكذا [5] (عِصْمَةٌ)، فالأوَّل [6]: (الواو)
بمعنى (رُبَّ)، والثَّاني: معروف، وقد نبَّهني بعض فضلاء الشَّاميِّين، وقال: إنَّ
القصيدة التي [7] هذا البيتُ منها تدلُّ على أنَّه معرفةٌ، وأنَّ (الواو) لم تكن
بمعنى (رُبَّ)؛ لأنَّ رُبَّ للنَّكرة، والله أعلم، ثمَّ رأيت بعضهم ذكره كذلك [8]،
(وقال أيضًا: ومنهم مَن [9] جوَّز في (أبيض) الرَّفعَ والنَّصبَ.
قوله: (يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و
(الغمامُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل، وتقدَّم قريبًا أنَّه [10] (يستسقي) مبنيٌّ
للفاعل، و (الغمامَ) مَنْصوبٌ؛ فانظره.
قوله: (ثِمَالُ الْيَتَامَى): هو بكسر الثَّاء المُثلَّثة، وتخفيف الميم؛ أي:
مُطعِمَهم، ويكون ظلَّهم، والثَّمل: الظِّلُّ.
قوله: (عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ): (العِصْمة): المانع؛ أي: ينلن ببركته وفضله ما
يقوم لهنَّ مقام الأزواج، ويمنعُهنَّ من الحاجة إلى أحدٍ، والله أعلم، و (الأرامل):
جمع (أرملة وأرمل)، وأصله: فناء الزَّاد.
(1/2110)
1009#
قوله: (وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ ... ) إلى آخره: هذا تعليق مجزوم به [11]،
فهو صحيحٌ على شرطه إلى عمر بن حمزة، وعمر لم يكن مِن شرطه، وهو عمر بن حمزة بن
عبد الله بن عمر بن الخطَّاب، عن عمِّه سالم، ومُحَمَّد بن كعب، وعنه: أبو أسامة،
وجماعة، ضعَّفه ابن معين والنَّسائيُّ، وقال أحمد: (أحاديثُه مناكيرُ)، علَّق له
البخاريُّ، وروى عنه مسلمٌ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، وقد أخرج له
مسلمٌ حديثَ أبي سعيد الخدريِّ: «إنَّ مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة
الرَّجلَ يُفضِي إلى امرأته ... »؛ الحديث، رواه مسلمٌ في (النِّكاح)، وفي طريقه
عمر بن حمزة، عن عبد الرَّحمن بن سعد مولى آل أبي سفيان، عن أبي سعيد الخدريِّ،
وكذا أخرجه أبو داود؛ فاعلمْه، وإنَّما ذكرت ذلك؛ لأنَّ في نسختي من «الكاشف»:
(مسلم تبعًا)، وفيه نظر، بل الصَّواب حذف (تبعًا)، إنَّما [12] روى له استقلالًا،
وكذا ذكره الذَّهبيُّ في «ميزانه» لمَّا ذكره في آخر التَّرجمة، فقال: (واحتجَّ به
مسلم).
قوله: (قَوْلَ الشَّاعِرِ): تقدَّم أنَّه أَبو طالب، كما ذكره غيرُ واحد؛ منهم:
السُّهيليُّ قال ما لفظه: (فإن قيل: كيف قال أبو طالب:
وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغِمَامُ بِوَجْهِهِ ...
ولم يره قطُّ استسقى، إنَّما [13] كانت استسقاءاته عليه الصَّلاة والسَّلام
بالمدينة في سفر وفي حضر، وفيها شُوهد سرعة إجابة الله له؟ فالجواب: أنَّ أبا طالب
قد شاهد من ذلك أيضًا في حياة عبد المطَّلب ما دلَّه على ما قال، روى أبو سليمان
حَمْدُ بن مُحَمَّد بن إبراهيم البُستيُّ النَّيسابوريُّ أنَّ رقيقة بنت أبي
صيفيِّ بن هاشم قالت: «تتابعت على قريش سنون [14]»، فذكرت استسقاء عبد المطَّلب،
وعلى عاتقه مُحَمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى، وقد ذكر هذا الحديث أبو الفتح
بن [15] سيِّد الناس في «سيرته» في (ذكر الخبر عن وفاة أمِّه آمنة)، قال:
ورُوِّينا عن ابن سعد: أخبرنا هشام بن مُحَمَّد بن السَّائب الكلبيُّ: حدَّثني
الوليد بن عبد الله بن جُمَيع الزُّهريُّ، عن ابنٍ لعبد الرَّحمن بن موهب بن رَبَاح
الأشعريِّ حليف بني زُهرة، عن أبيه: حدَّثني مخرمة بن نوفل الزُّهريُّ قال: سمعت
أمِّي رُقَيقَةَ بنت أبي صيفيِّ بن هاشم بن عبد مناف، وكانت لِدَةَ عبد المطَّلب،
فذكره [16]، وفيه الكلبيُّ، وترجمته معروفة.
(1/2111)
قوله: (حَتَّى يَجِيشَ): هو بالجيم والشِّين المعجمة، جاش البحر؛ إِذا هاج، وجاشتِ القِدرُ؛ إذا غلتُ، وكأنَّه استعار ذلك للميزاب، قال شيخنا الشَّارح: (يُروَى بالجيم، وبالحاء كذا رأيته بِخَطِّ الدِّمياطيِّ) انتهى، قال ابن قُرقُول: (يجيش: أي: يفور، وجاشتِ الرَّكيَّة والقدر: غلت وفارت [17]، وكذلك البحر، والهمُّ، والنَّفَسُ، والغُصَّةُ، والمعدة للقيء، وقيل: جاش: [ارتفع، وكان الأصمعيُّ يفرِّق بين (جاشت)] [18] و (حاشت)، فيقول: جاشت: فارت، وحاشت: ارتفعت) انتهى، وهذا من حيث اللُّغةُ، ولا يؤخذ منه أنَّه بالحاء المهملة روايةٌ [19]، غير أنَّ شيخنا أسند مقالته [20] إلى خطِّ الدِّمياطيِّ، وهو رجل عالم حافظ، قال المِزِّيُّ أبو الحجَّاج: (لم تر عيناي أحفظ من الدِّمياطيِّ في الحديث)، ولم يذكر فيه ابن الأثير إلَّا أنَّه بالجيم، والله أعلم.
(1/2112)
[حديث:
اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا]
1010# قوله: (فَاسْقِنَا): هو بوصل الهمز [1] في أصلنا، وهو جائز فيه الثُّلاثيِ
والرُّباعيِّ، وكلاهما في القرآن؛ أعني: اللُّغتين، وقد قرئ بهما في بعض الأماكن؛
مثل: {نسْقِيكُم} [النَّحل: 66]، في (النَّحل).
قوله: (فَيُسْقَوْنَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
==========
[1] في (ب) و (ج): (الهمزة).
[ج 1 ص 291]
(1/2113)
[باب
تحويل الرداء في الاستسقاء]
قوله: (الرِّدَاءِ): تقدَّم أنَّ كلَّ ما كان على أعالي البدن يقال له: رِداء، وهو
بكسر الرَّاء ممدودٌ، وهذا ظاهرٌ جدًّا، (وسيأتي بيان طول رداء النَّبيِّ صلَّى
الله عليه وسلَّم وعرضه قريبًا) [1].
==========
[1] ما بين قوسين سقط من (ج).
[ج 1 ص 291]
(1/2114)
[حديث:
أن النبي استسقى فقلب رداءه]
1011# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [1]: حَدَّثَنَا وَهْبٌ): قد تقدَّم الكلام
عليه في (الأذان)، قال الجيَّانيُّ: (نسب ابن السكن موضعين مِن هذه _يعني الأماكنَ
الثَّلاثة التي وقع فيها إسحاق: «حدَّثنا وهب» في «الأذان» و «الاستسقاء»، و «ذكر
الملائكة» _ إسحاقَ بن إبراهيم، وأهمل الذي في «الأذان»، وذكر أبو نصر: أنَّ وهب
بن جرير يروي [عنه] إسحاقُ بن إبراهيم الحنظليُّ) انتهى.
قوله: (حَدَّثَنَا وَهْبٌ): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن جرير، وكذا هو منسوب في نسخة
على هامش أصلنا، وهو وهب بن جرير [2] بن حازم، الأزديُّّ الحافظ، تقدَّم.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).
[2] في (ب): (حرمي)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 291]
(1/2115)
[حديث:
أن النبي خرج إلى المصلى فاستسقى]
1012# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، الإمامُ المشهورُ.
قوله: (كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: هُوَ صَاحِبُ الأَذَانِ، وَلَكِنَّهُ
وَهْمٌ؛ لأَنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ؛
مَازِنُ [1] الأَنْصَارِ) انتهى، قال الدِّمياطيُّ: (وصاحب الأذان: هو عبد الله بن
زيد بن عبد ربِّه بن ثعلبة) انتهى، وهذا معروف إلَّا أنِّي أريد أن أمشي على حواشي
الدِّمياطيِّ؛ لأنَّ فيها فوائدَ.
==========
[1] (مازن): سقط من (ج).
[ج 1 ص 291]
(1/2116)
[باب الاستسقاء في المسجد الجامع]
(1/2117)
[حديث:
أن رجلًا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه]
1013# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ سَلَامٍ [1]): تقدَّم مرارًا أنَّه
بالتَّخفيف، على الأصحِّ، وقد بسطت القول فيه في أوائل هذا التَّعليق، وفي بعض
النُّسخ: (مُحَمَّد) غير
[ج 1 ص 291]
منسوبٍ، وفي أصلنا الدِّمشقيِّ: (مُحَمَّد بن سلام) منسوبًا بلا مدافعة، وقد راجعت
«أطراف المِزِّيِّ»؛ فوجدته لمَّا طرَّفه قال: (البخاريُّ في «الاستسقاء»: عن
مُحَمَّد هو ابن سلام)، فيحتمل [2] أنَّه هو وضَّحه، ويحتمل [3] أنَّ [4] غيره
ممَّن تأخَّر مِن الرُّواة عن البخاريِّ وضَّحه، والله أعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ): هو بفتح
النُّون، وكسر الميم، وهذ ظاهر.
قوله: (أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ): تقدَّم أنَّ هذا لا أعرف اسمه، [تقدَّم في (الجمعة)
ما قاله بعض حُفَّاظ هذا العصر مُطَوَّلًا، وأنَّه خارجة بن حصن بن حذيفة أخو
عيينة بن حصن] [5].
قوله: (وجَاهَ): هو بكسر الواو وضمِّها؛ أي: قُبَالَة.
قوله: (يُغِيثُنَا): قال ابن قُرقُول: (يَغيثنا؛ بفتح الياء من الغيث والغوث معًا،
وجواب الأمر محذوف يدلُّ عليه الكلام؛ أي: يحييك ويحيي النَّاس، وهذه رواية [6]
ابن الحذَّاء، وعند أكثرهم: (يُغيثنا) على الجواب، ومنهم من ضمَّ الياء من الإغاثة
والغوث؛ وهو الإجابة) انتهى، وسيأتي بُعَيد هذا ما يتعلَّق به إِن شاء الله تعالى.
قوله: (اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا): وكذا الذي بعده، وكذا الذي بعده يجوز فيه
الرُّباعيُّ والثَّلاثيُّ، وهما لغتان، وقد تقدَّم ذلك.
قوله: (وَلاَ قَزَعَة): تقدَّم أنَّها بفتح القاف والزَّاي، كذا في أصلنا، وفي
الهامش نسخة: (قزْعة)؛ بالإسكان بالقلم، وهذا لم أره أنا لغةً، والله أعلم، و
(قَزَعة): جمعها: قَزَع؛ كـ (قَصَبة وقَصَب)، قال النَّوويُّ: (قال أبو عبيدة:
وأكثر ما يكون ذلك في الخريف) انتهى، و (قزعة) يجوز نصبها مُنوَّنةً، وجرُّها كذلك
[7].
قوله: (سَلْعٍ): قال ابن قُرقُول: (بسكون اللَّام: جُبَيل بسوق المدينة، ووقع عند ابن
سهل: بفتح اللَّام وسكونها، وذكر أنَّ بعضهم رواه بغين معجمة، وكلُّه خطأٌ) انتهى.
قوله: (سَحَابَةً مِثْلُ): هو بضمِّ لام (مثلُ)، وهذا ظاهرٌ.
(1/2118)
قوله:
(ثُمَّ أمْطَرَتْ): كذا في أصلنا، قال الدِّمياطيُّ: (العرب تقول: مطرت وأمطرت،
وحكى المفسِّرون: «مطرت» في الرَّحمة، و «أمطرت» في العذاب) انتهى، وما قاله
الدِّمياطيُّ نحو لفظ ابن قُرقُول، ولكنَّ «ابن [8] قُرقُول» فيه زيادةٌ، قال ابن
قُرقُول: (مطرتِ السَّماء وأمطرت بمعنًى واحدٍ، وحكى [9] بعض المفسِّرين: «مطرت»
في الرَّحمة، و «أمطرت» في العذاب؛ لأنَّهم وجدوه كذا في القرآن في مواضعَ،
والصَّحيح: أنَّهما بمعنًى، ألا تراهم: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الأحقاف:
24]، وإنَّما ظنُّوه مطرَ رحمةٍ، فقيل لهم: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ}
[الأحقاف: 24]) انتهى، وقال الجوهريُّ: (مطرتِ السَّماء، وأمطرها الله، وناس
يقولون: مطرتِ السَّماءُ وأمطرت بمعنًى) انتهى مُلَخَّصًا.
قوله: (سِتًّا): كذا في أصلنا، وفي نسخة هي خارج الأصل في الطُّرَّة: (سبتًا
[10])، قال ابن قُرقُول: («سبتًا»؛ أي: مدَّة، قال [11] ثابت: والنَّاس يحملونه
على أنَّه من سبْتٍ إلى سَبْتٍ، وإنَّما «السَّبتة»: قطعة من الدَّهر، ورواه [12]
القابسيُّ، وعُبدوس، وأبو ذرٍّ: «سَبَتْنا»، كما نقول: جمعنا؛ أي: من الجمعة إلى
الجمعة، والمعروفُ الأوَّل، وكأنَّ هذه الرِّوايةَ محمولةٌ على ما أنكره ثابتٌ؛
أي: جمعنا، وكذا الدَّاوديُّ: «سبتًا»، وفسَّره ستَّة أيَّام من الجمعة إلى
الجمعة، وهو وَهَمٌ وتصحيفٌ) انتهى.
قوله: (ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ): هذا الرجل هو الأوَّل، وتقدَّم
أنِّي لا أعرفه، [وتقدَّم أعلاه ما قيل فيه، وتقدَّم في (الجمعة) مُطَوَّلًا]
[13]، وسيأتي (قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ [14] أَنَسًا أَهُوَ الرَّجلُ الأوَّلُ؟
قَالَ: لَا أَدْرَي [15])، كذا هنا، وقد جاء في غير طريق ما يدلُّ على أنَّه
الأوَّل مثل قوله: (فأتى الرَّجل)، وظاهره الأوَّل، وفي أخرى: (فقام ذلك
الأعرابيُّ)، والله أعلم.
(1/2119)
قوله:
(عَلَى الإِكَامِ [16]): هو بكسر الهمزة جمع (أَكَمَة)؛ وهي الرَّابية، ويجمع
(الإِكام) على (أَكَم)، و (الأَكَم) على (آكَام)، وقال النَّوويُّ: (الإِكام؛ بالكسر
جمع «أَكَمَة»، ويقال في جمعها: آكام؛ بالفتح والمدِّ، ويقال: أَكَم؛ بفتح الهمزة
والكاف، وأُكُم؛ بضمِّهما، وهي [17] دون الجبل، وأعلى من الرَّابية، وقيل: دون
الرَّابية)، وقال المُحبُّ الطَّبريُّ: (قيل: هي الجبال الصِّغار، وقيل: ما اجتمع
مِن التراب أكبر من الكُدْية، وقيل: ما علا من الأرض، ولم يبلغ أن يكون حجرًا،
وقيل: هي فوق الرَّابية، ودون الجبل، وقيل: هي الرَّابية، وقيل: هي التَّلُّ
العظيم المرتفع من الأرض) انتهى، والرِّواية: بكسر الهمزة فيما يظهر، وفي قوَّة
كلام النَّوويِّ الذي قدَّمته ذلك، وقال ابن الأثير: («الإكام» في «الاستسقاء»؛
بالكسر جمع «أَكمة»؛ وهي الرَّابية، وتجمع «الإكام» على «أُكَمٍ»، و «الأُكَم» على
«آكام»، فصريح كلامه أنَّ الرِّواية بالكسر)، والله أعلم، وقد رأيت بعضهم قيَّده
بالكسر، ثمَّ قال: (ورُوِي بالمدِّ).
قوله: (وَالآجَامِ): كذا في رواية، وهي جمع (أجمةٍ)، قال الجوهريُّ: («الأجمة»: من
القَصَب، والجمع أَجَماتٌ، وأَجَمٌ، وإِجامٌ، وآجَامٌ، وأُجُمٌ)، كما قلناه في
«الأَكمة»)، انتهى.
قوله: (وَالظِّرَابِ): هو بكسر الظَّاء المعجمة، واحدها [18]: ظَرِب؛ بفتح
الظَّاء، وكسر الرَّاء، قال ابن قُرقُول: (ويقال فيه أيضًا: ظِرْب، كذا قيَّدناه
عن أبي الحسين) انتهى، وهي الرَّوابي الصِّغار، وقول ابن قُرقُول: (ويقال أيضًا:
ظِرْب)؛ يعني أنَّه [19] بكسر الظَّاء، وسكون الرَّاء، قال شيخنا مجد الدين في
«القاموس»: («الظَرِب»؛ كـ «كَتِف» _يعني: فيه اللُّغتان اللَّتان في «كتف»، وهما
فتح الكاف وكسر التَّاء، وكسر الكاف وسكون التَّاء_: ما نتأ من الحجارة، وحُدَّ
طَرَفُه، أو الجبل المُنبسِط أو الصَّغير، و «ج»: ظِراب) انتهى، ويعني [20]
بالجيم: الجمع، كذا اصطلاحُه [21].
قوله: (فَسَأَلْتُ [22] أَنَسًا: أَهُو الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي):
تقدَّم الكلام عليه أعلاه.
(1/2120)
[باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة]
(1/2121)
[حديث:
أن رجلًا دخل المسجد يوم جمعة]
1014# قوله: (كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ): قال ابن قُرقُول: (هي دار مروان
بالمدينة كانت لعمرَ رضي الله عنه، فبيعت في قضاء دَينه بعد موته، وغلط بعضهم في
تفسيرها، فقال: هي دار الإِمارة، قلت: وهذا مُحتمَلٌ؛ لأنَّها صارت لأمير المدينة،
والله أعلم) انتهى، قال القاضي عياض: (كان دَينه ثمانيةً وعشرين ألفًا) كذا قال،
والصَّواب المشهور: أنَّه كان ستَّةً وثمانين ألفًا أو نحوه، كذا رواه البخاريُّ
في «صحيحه» في (مناقب عثمانَ) في (قصَّة البيعة والاتِّفاق على عثمان)، وكذا رواه
غيرُ واحد من أهل الحديث والسِّير والتَّواريخ، وقد رأيت ما قاله القاضي في «تاريخ
المدينة» لزين الدين بن حسين، عن ابن زَبالة، وهو مُحَمَّد بن الحسن بن زَبالة،
والله أعلم، فهو سلفُه.
قوله: (فَادْعُ اللهَ؛ يُغِيثُنَا): وفي نسخة: (يُغثنا [1])، قد تقدَّم الكلام
عليه أعلاه، وقال الدِّمياطيُّ هنا [2]: (كذا وقع، وهو جائزٌ أن تجعله من «الغوث»،
والمعروف عند العرب: (اللَّهمَّ؛ غِثنا)؛ لأنَّه من الغيث الذي هو المطر) انتهى.
[ج 1 ص 292]
قوله: (اللَّهُمَّ؛ أَغِثْنَا ... ) إلى آخره: قال ابن قُرقُول: (كذا الروايةُ من
الإغاثة، لا من الغيث؛ أي: تداركْنا مِن عندِكَ بغوث، يقال: غاثه الله وأغاثه،
والرُّباعيُّ أعلى، واستُعمِل _أي: غاثه_، ومن فتح الياءَ؛ فمِنَ «الغيث»، يقال:
غِيثَتِ الأرضُ، وغاثه الله بالمطر، ولا يقال منه: أغاث، ويحتمل أن يكون معنى
«أغثنا»: أعطِنا غوثًا، كما قيل في: «أَسقَيْنَا» [3]: جعلنا سقيًا، و «سقينا»:
ناولناهم ذلك، وقيل: سقى وأسقى؛ لغتان في «البارع»، قال أبو زيد: أغثنا؛ أي:
تداركنا منك بغياث) انتهى، وقد تكلَّم الناس قديمًا وحديثًا على هذه اللَّفظة، و
(يغيثنا) أيضًا، ويكفي [4] هذا.
قوله: (وَلاَ قَزَعَةً): تقدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّه بإسكان الزَّاي، وما وقع في
أصلنا هناك، وهنا أيضًا بالسُّكون والحركة، وتقدَّم [5] (أنَّه يجوز تنوينها
منصوبةً، ومجرورةً كذلك) [6].
[قوله: (وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ): تقدَّم الكلام عليه قريبًا وبعيدًا
أيضًا] [7].
قوله: (مِثْلُ): تقدَّم قريبًا أنَّه بضمِّ اللَّام، وهذا [8] ظاهر.
قوله: (مَا [9] رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا): وفي روايةٍ هي في هامش أصلنا:
(سبتًا)، وقد تقدَّم الكلام عليها قريبًا، وفي نسخة في هامش أصلنا: (سبعًا).
(1/2122)
قوله:
(ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ): تقدَّم الكلام عليه قريبًا، وأنَّي
لا أعرفه، [وتقدَّم ما قاله فيه بعض حُفَّاظ العصر قريبًا، وفي (الجمعة)
مُطَوَّلًا] [10].
قوله: (يُمْسِكْهَا): هو بجزم الكاف، جوابٌ، ويجوز من حيث العربيَّةُ الرَّفعُ،
وقد تقدَّم.
قوله: (عَلَى الإِكَامِ وَالظِّرَابِ): تقدَّم الكلام على (الإِكَام) و (الظِّراب)
قريبًا؛ فانظره.
قوله: (أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟): تقدَّم الكلام عليه قريبًا، [ومَن هو،
وتقدَّم في (الجمعة) مُطَوَّلًا] [11].
(1/2123)
[باب الاستسقاء على المنبر]
(1/2124)
[حديث:
بينما رسول الله يخطب يوم الجمعة]
1015# قوله: (حَدَّثَنا [1] أَبُو عَوَانةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد
الله، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (قَحَطَ الْمَطَرُ): يقال: قَحَط يقْحَط قُحُوطًا؛ إذا احتبس، وحكى الفرَّاء:
قحِط المطر [2]_بالكسر_ يقحَط، وأقحَط القومُ؛ إذا أصابهم القَحْطُ، وقُحِطوا _على
ما لم يُسمَّ فاعله_ قَحْطًا، قاله الجوهريُّ.
قوله: (نُمْطَرُ): هو بضمِّ النُّون، وفتح الطَّاء، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله،
وكذا بعده (يُمْطَرُونَ وَلاَ يُمْطَرُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ).
==========
[1] (حدَّثنا): سقط من (ب).
[2] (المطر): سقط من (ج).
[ج 1 ص 293]
(1/2125)
[باب
من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء]
1016# قوله: (جَاءَ رَجُلٌ): تقدَّم أنِّي لا أعرفه، (وقد تقدَّم ما قاله بعض الحُفَّاظ
مِن أنَّه خارجة بن حصن) [1].
قوله: (عَلَى الإِكَامِ وَالظِّرَابِ): تقدَّم الكلام عليهما قريبًا.
قوله: (فَانْجَابَتْ ... ) إلى آخره: أي: تقطَّعت وانكشفت؛ كالثَّوب الخَلِق؛ إذا
تقطَّع [2]، وقيل: انجابت [3]: انفرجت عن المدينة مُستديرة حولها، فصارت منها مثل
الجوبة؛ وهي الفجوة بين البيوت، ونقل شيخنا الشَّارح عن ابن التِّين، عن ابن شعبان
أنَّه قال في «زاهره»: (معناه: خرجت عن المدينة كما خرج الجيب عن الثَّوب).
==========
[1] ما بين قوسين سقط من (ج).
[2] في (ب): (انقطع).
[3] في (ج): (انجاثت)، وهو تصحيف.
[ج 1 ص 293]
(1/2126)
[باب الدعاء إذا تقطعت السبل من كثرة المطر]
(1/2127)
[حديث:
اللهم على رؤوس الجبال والآكام وبطون الأودية]
1017# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم مرارًا أنَّه إسماعيل بن أبي أويس،
ابنُ أخت الإمامِ [1] مالكِ بن أنس.
قوله: (شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ): تقدَّم قريبًا أنَّه بفتح
النُّون، وكسر الميم، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (وَالإكَامِ): تقدَّم قريبًا.
قوله: (فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ): تقدَّم الكلام عليه
أعلاه.
==========
[1] (الإمام): سقط من (ج).
[ج 1 ص 293]
(1/2128)
[باب
ما قيل إن النبي لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة]
(بَابُ [1] مَا قِيلَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَمْ
يُحَوِّلْ رِدَاءَهُ فِي الاِسْتِسْقَاءِ)
قال الإسماعيليُّ: (لا أعلم أحدًا ذكر في حديث أنس تحويل الرداء، وإذا قال
المُحَدِّث: لم يذكر أنَّه حَوَّل؛ لم يجز أن يقال: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله
عليه وسلَّم لم يُحوِّل؛ لأنَّ ما لم يُنقَل لا يجب أَنْ لا يكون) انتهى.
فائدة: نقل ابن بزيزة عن أهل الآثار: (أنَّ رداءه عليه الصَّلاة والسَّلام كان
طوله أربعةَ أذرع وشبر، في عرض ذراعين وشبر، كان يلبسه يوم الجمعة والعيد)، وعن
الواقديِّ: (كان بُرْدُه طولُه ستَّةُ أذرعٍ في ثلاثةٍ وشبرٍ، وإزارُه من نسج
عُمَان، طوله أربعةُ أذرعٍ وشبرٍ، في عرض ذراعين وشبرٍ، كان [2] يلبسهما يوم
الجمعة والعيد، ثمَّ يُطوَيان)، وقال بعض فقهاء الشَّافعيَّة ممَّن عاصرته واجتمعت
به عن السُّهيليِّ قال: (وكان طولُ ردائه أربعةَ أذرعٍ، وعرضُه ذراعان وشبرٌ)
انتهى، والظاهر أنَّ هذا في أوقات وأردية [3]، والله أعلم.
==========
[1] في (ج): (قوله باب).
[2] في (ج): (وكان).
[3] في (ب): (وازداد)، وهو تحريف.
[ج 1 ص 293]
(1/2129)
[حديث:
أن رجلًا شكا إلى النبي هلاك المال وجهد العيال]
1018# قوله: (حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين
المعجمة.
قوله: (عَنِ الأَوْزَاعِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبدُ الرَّحمن بن
عمرو، وتقدَّم لماذا نُسِب، وبعض ترجمته، وهو شيخ الإسلام) [1].
قوله: (وَجَهْدَ الْعِيَالِ): هو بالفتح، يقال: جُهِد الرَّجل؛ فهو مجهود من
المشقَّة، يقال: أصابهم قحوطٌ من المطر، فجُهِدُوا جَهْدًا شديدًا.
قوله: (لَمْ يَرُدُّهُمْ) في التبويب: هو بضمِّ الدَّال المُشدَّدة هذا الأفصح،
والمشهور على ألسنة الناس: الفتح، والله أعلم.
==========
[1] ما بين قوسين سقط من (ج).
[ج 1 ص 293]
(1/2130)
[باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط]
(1/2131)
[حديث:
إن قريشًا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم]
1020# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ كَثِيرٍ): تقدَّم مرارًا [1] أنَّه بفتح
الكاف وكسر المُثلَّثة.
قوله: (عَنْ سُفْيَانَ): هذا هو ابن عيينة فيما ظهر لي، والله أعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ): أمَّا (منصورٌ)؛ فهو ابن المعتمر،
تقدَّم مرارًا، وأمَّا (الأَعْمَش)؛ فهو سليمان بن مهران، أبو مُحَمَّد،
الكاهليُّ، تقدَّم مرارًا أيضًا.
قوله: (عَنْ أَبِي الضُّحَى): تقدَّم مِرارًا أنَّه مسلم بن صُبَيح؛ بضمِّ
الصَّاد، وفتح المُوَحَّدة.
قوله: (فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ): تقدَّم أنَّها القحطُ والجدبُ.
قوله: (فَجَاءَ [2] أَبُو سُفْيَانَ): تقدَّم أنَّه [3] صخرُ بن حربٍ قريبًا؛
فانظره، وتقدَّم بعض ترجمته في أوَّل هذا التعليقِ في حديث هرقل.
قوله: (بِصِلَةِ الرَّحِمِ): تقدَّم أنَّه يجيء قولان في كلامي في الرَّحم التي
تجب صلتها في الجملة في (كتاب الأدب) إن شاء الله تعالى.
قوله: (وَزَادَ أَسْبَاطٌ عَنْ مَنْصُورٍ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَسُقُوا الْغَيْثَ ... ) إلى آخره: (منصور): هو ابن المعتمر،
تقدَّم، قال الحافظ الدِّمياطيُّ ما لفظه: (الذي زاد أَسْباطٌ وهَمٌ واختلاطٌ؛ وهو
أنَّه ركَّب سندَ حديثِ عبد الله بن مسعود على متن حديث أنس بن مالك، وهو قوله:
فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُقُوا الْغَيْثَ،
فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، وَشَكَا النَّاسُ كَثْرَةَ الْمَطَرِ، قَالَ:
«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا»، قاموا له يشكُون، وهو يخطب يوم الجمعة
بالمدينة، وحديث عبد الله بن مسعود كان بمكَّة، وليس فيه هذا، والعجب من البخاريِّ
كيف أورد هذا_ وإن كان مُعلَّقًا_ مُخالِفًا لما رواه الثِّقات)
[ج 1 ص 293]
(1/2132)
انتهى،
قال شيخُنا الحافظ العراقيُّ: (هو كما ذكره الدِّمياطيُّ، فهو مما أُنكِرَ على
أسباطٍ، ولذلك قال أبو نُعَيم الفضلُ بن دُكَين: (أحاديث أسباطِ بن نصرٍ عامَّتها
مقلوبُ الأسانيد، وضعَّفه أحمد ابن حنبل، ووثَّقه ابن معين) انتهى، وهو كما ذكراه
[4]، وقد تقدَّم الحافظَ الدِّمياطيَّ غيرُهُ في تغليط هذا المكان، قال شيخنا
الشَّارح: (قال _ يعني: الدَّاودي_: والذي زاد أسباطٌ في «البخاريِّ» عن منصور ...
إلى أَن قال: غلطٌ، وليس مِن شأن قريش في شيء؛ لأنَّه أدخل قصَّة المدينة في قصَّة
قريش؛ لأنَّه إنَّما دعا على أهل مكَّة، والذي يليهم، والذي أصاب أهل المدينة لم
يدعُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يصابوا به، يبيِّنه قوله: («حوالينا ولا
علينا»، وانْحدرتِ السَّحابة عن رأسه)، وليس [الوقتُ الذي] [5] فيه أهل مكَّة أصيب
فيه أهل المدينة، قاله الدَّاوديُّ، وأبو عبد الملك، ونقله ابن التِّين عنهم، وكذا
قال الحافظ شرف الدين الدِّمياطيُّ، فذكر ما نقلته عنه) انتهى، و (أسباط) المذكور:
هو أسباط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن، قاله شيخنا الشَّارح، وقد قدَّمتُ عن شيخنا
العراقيِّ [6]: أنَّه ابن نصر؛ فليُحرَّر، ولم يميِّزه المِزِّيُّ (في «أطرافه»،
بل ذكر زيادته، ولم ينسبه، وابن نصر وابن مُحَمَّد مُتكلَّم فيهما، لكنَّ ابن
مُحَمَّد أخرج له الجماعةُ، وقد صحَّح الذَّهبيُّ على اسمه في «الميزان»، فالعمل
على توثيقه، وابن نصر أخرج له مسلمٌ، والأربعة) [7]، والبخاريُّ في كتاب «الأدب
المفرد»، (ولم يصحَّح عليه في «الميزان») [8]، وظاهر كلام المِزِّيِّ والذَّهبيِّ
[9]: أن يكون ابنَ مُحَمَّد، كما قاله [10] شيخنا الشَّارح، والله أعلم، [وقال بعض
الحُفَّاظ المُتأخِّرين في تعليق (أسباط) ما لفظه: (وقد وصله البيهقيُّ في
«السُّنن الكبير»، فقال: «أخبرنا [11] أبو عبد الله الحافظ: حدَّثنا أبو العبَّاس
مُحَمَّد بن يعقوب: حدَّثنا مُحَمَّد بن عبيد بن عتبة [12]: حدَّثنا عليُّ بن
ثابت: حدَّثنا أسباط بن نصر عن منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن ابن مسعود،
قال ... »؛ فذكر الحديث) انتهى، فهذا تصريحٌ من هذا الحافظ بأنَّه ابن نصر، والله
أعلم] [13].
==========
[1] (مرارًا): سقط من (ب).
[2] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة»: (فَجَاءَهُ)، والحديث سقط من (ق).
[3] (أنَّه): مثبت من (ج).
[4] في (ج): (ذكره).
(1/2133)
[5]
(الوقت الذي): مثبت من مصدره.
[6] زيد في (ب): (في).
[7] ما بين قوسين سقط من (ج).
[8] ما بين معقوفين سقط من (ج)، وفيها اضطراب.
[9] في (ب): (الذَّهبي والمِزِّي).
[10] في (ب): (قال).
[11] في (ب): (أخبرني)، وليس بصحيح.
[12] في (أ) و (ب): (عقبة)، والمثبت من «السُّنن الكبير» للبيهقيِّ.
[13] ما بين معقوفين سقط من (ج).
(1/2134)
[باب الدعاء إذا كثر المطر حوالينا ولا علينا]
(1/2135)
[حديث:
كان النبي يخطب يوم جمعة فقام]
1021# قوله: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ): هو المعتمر بن سليمان، عن أبيه، ومنصور،
وعبد الملك بن عمير، وعنه: ابن مهديٍّ، وعفَّان، ومُسَدَّد، وابن عرفة، تُوُفِّيَ
سنة (187 هـ)، وكان رأسًا في العلم والعبادة؛ كأبيه، أخرج له الجماعة.
قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب،
تقدَّم مرارًا.
قوله: (وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ): أي: سقط ورقها من الجدب.
قوله: (فَادْعُ اللهَ يَسْقِينَا): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (أن يسقينا)، والأولى
لغة.
قوله: (اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا): تقدَّم أنَّه يجوز فيه الثُّلاثيُّ والرُّباعيُّ.
قوله: (وَايْمُ اللهِ): تقدَّم الكلام فيه مُطَوَّلًا، وأنَّه بوصل الهمزة
وتُقطَع؛ وهو حَلِفٌ.
قوله: (الإِكْلِيلِ): هو بكسر الهمزة، قال [1] ابن قُرقُول: (هو ما أحاط بالظُّفُر
من اللَّحم، وكلُّ ما أحاط بشيء؛ فهو إكليل، ومنه: إكليل الملك، وهو عصابته؛
لإحاطتها بالجبين، وقيل: هي كالرَّوضة).
==========
[1] في (ب): (وقال).
[ج 1 ص 294]
(1/2136)
[باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا]
(1/2137)
[حديث:
خرج عبد الله بن يزيد وخرج معه البراء وزيد فاستسقى]
1022# قوله: (وَقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم الكلام على قول البخاريِّ، و
(قال لنا فلان) ما حكمه، وقد أخذه عنه في حال المذاكرة، و (أبو نُعَيم): هو الفضل
بن دُكَين [1]، تقدَّم.
قوله: (عَنْ زُهَيْرٍ): هو زهير بن معاوية بن حُديج، الحافظ، أبو خيثمة، تقدَّم
بعض ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.
قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): هو عمرو بن عبد الله، أبو إسحاق، الهمْدانيُّ
السَّبيعيُّ الكوفيُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ ... ) إلى آخره: هو عبد
الله بن يزيد بن زيد بن حصين، أبو موسى، الأوسيُّ الخطميُّ، شهد الحديبية وهو ابن
سبعَ عشرةَ سنة، وشهد مع عليٍّ حروبَه، ووُلِّي إمرة الكوفة، روى عن النَّبيِّ
صلَّى الله عليه وسلَّم، وعمر، وحذيفة، وأبي أيُّوب، وأبي مسعود البدريِّ [2]،
وزيد بن ثابت، وجماعةٍ، وعنه: ابنه موسى، والشَّعبيُّ، وابن سيرين، وسبطُه [3]
عديُّ بن ثابت، ومُحَمَّد بن كعب القرظيُّ، وأبو إسحاق، وجماعةٌ، وبعضهم ينكر
صحبةَ عبدِ الله، وفي آخر هذا الحديث: (قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَرَأَى عَبْدُ
اللهِ بْنُ يَزِيدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وفي نسخةٍ هي في
هامش أصلنا عوض هذا: (قال أبو إسحاق: وروى عبد الله بن يزيد عن النَّبيِّ صلَّى
الله عليه وسلَّم) انتهى، قال ابن معين: له رؤيةٌ، وقال مصعب الزُّبيريُّ: ليس له
صحبةٌ، وقال أبو حاتم: كان صغيرًا، فإن صحَّت روايته؛ فله؛ يعني: صحبة، وكلام
النَّاس فيه كثير، ويكفي هذا، والله أعلم، وقد تقدَّم أيضًا.
==========
[1] زيد في (ب): (وقد).
[2] في (ب): (الدارمي)، وليس بصحيح.
[3] في (ج): (سبط)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 294]
(1/2138)
[حديث:
أن النبي خرج بالناس يستسقي لهم]
1023# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.
قوله: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ): تقدَّم أنَّه ابن أبي حمزة، وتقدَّم أنَّ
(الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم.
قوله: (أَنَّ عَمَّهُ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيُّ، وتقدَّم
بعض ترجمته رضي الله عنه.
==========
[ج 1 ص 294]
(1/2139)
[باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء]
(1/2140)
[حديث:
خرج النبي يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو]
1024# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين.
(1/2141)
[باب كيف حول النبي ظهره إلى الناس ... ]
(1/2142)
[حديث:
رأيت النبي يوم خرج يستسقي]
1025# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن
عبد الرَّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، الإمامُ، أحد الأعلام.
(1/2143)
[باب صلاة الاستسقاء ركعتين]
(1/2144)
[حديث:
أن النبي استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه]
1026# قوله: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ [1]: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا
هو ابن عيينة، الإمام المشهور، كذا عيَّنه المِزِّيُّ.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال)، والحديث سقط من (ق).
[ج 1 ص 294]
(1/2145)
[باب الاستسقاء في المصلى]
(1/2146)
[حديث:
خرج النبي إلى المصلى يستسقي واستقبل ... ]
1027# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّد): هذا [1] (الظاهر أنَّه) [2]
المُسنديُّ، والله أعلم، [وقد تقدَّم الكلام عليه في (الجمعة)] [3].
قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، كما قاله المِزِّيُّ في
«أطرافه»، وكذا قوله بعده [4]: (قَالَ سُفْيَانُ): هو ابن عيينة، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (فَأَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ): قال الدِّمياطيُّ: (عبد الرَّحمن بن عبد
الله بن عتبة بن مسعود، أخو أبي العُمَيس عتبةَ) انتهى، وهو كما قال، أخرج له
الأربعة، وعلَّق له البخاريُّ، له ترجمة في «الميزان»، قال أحمد: (ثقة، كثير
الحديث، وإنَّما اختلط ببغداد)، ووثَّقه غيره، تُوُفِّيَ سنة (160 هـ)، والله
أعلم.
[ج 1 ص 294]
قوله: (عَنْ أَبِي بَكْرٍ): هو أبو بكر بن مُحَمَّد بن عمرو بن حزم، وكذا هو
مُصرَّح به في بعض طرقِ الحديث، أبو مُحَمَّد، قاضي المدينة وأميرُها، عن السَّائب
بن يزيد وخالته عمرة، وعنه: ابناه عبدُ الله ومُحَمَّدٌ، والأوزاعيُّ، مات سنة
(120 هـ)، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم.
(1/2147)
[باب استقبال القبلة في الاستسقاء]
(1/2148)
[حديث:
أن النبي خرج إلى المصلى يصلي]
1028# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد [1]: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): كذا في
أصلنا، وفي نسخةٍ هي خارج أصلنا [2] في الطُّرَّة: (ابن سلام)، وعليها علامة
راويها، وقد قُدِّم كلامُ الجيَّانيِّ على هذا الموضع في (الصَّلاة)؛ فانظره.
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): تقدَّم في ذاك المكانِ أنَّه الثَّقفيُّ،
وهو عبد الوهَّاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد [3] الله [4] بن الحكم
الثَّقفيُّ، تقدَّم.
قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، تقدَّم الكلام عليه،
وبعض ترجمته.
قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّد): تقدَّم أعلاه الكلامُ عليه، وكذا
في أوَّل (الصَّلاة) مُتَرْجَمًا.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال)، والحديث سقط من (ق).
[2] في (ج): (الأصل).
[3] في (ج): (عبد).
[4] (اسم الجلالة): سقط من (ج).
[ج 1 ص 295]
(1/2149)
[باب
رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء]
قوله: (بَابُ رَفْعِ النَّاسِ أَيْدِيَهُمْ): (أيديَهم): مَنْصوبٌ مفعول المصدر،
وهو (رفع)، و (النَّاس): مجرورٌ مضاف إليه.
==========
[ج 1 ص 295]
(1/2150)
[حديث:
أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله يوم الجمعة]
1029# قوله: (وَقَالَ أيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ) [1]: هو أيُّوب بن سليمان بن
بلال، أبو يحيى المدنيُّّ [2]، له عن عبد الحميد بن أبي أويس، عن أبيه سليمانَ بن
بلال نسخةٌ كبيرةٌ، ولم يصحَّ أنَّه لقي أباه، وعنه: البخاريُّ، ومُحَمَّد بن
يحيى، ومُحَمَّد بن إسماعيل التِّرمذيُّ، والزُّبير بن بكَّار، وطائفةٌ، ذكره ابن
حِبَّان في «الثِّقات»، وأنَّه سمع مالكًا، مات سنة أربع وعشرين ومئتين، أخرج له
البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، قال البخاريُّ: لا بأس به، وله
ترجمة في «الميزان»، وقد تقدَّم أنَّ البخاريَّ إذا قال: (قال فلان)، وفلانٌ
المسندُ إليه القولُ شيخُه _ كهذا_ أنَّه مُتَّصلٌ، ويكون أخذه عنه في حال
المذاكرة مُطَوَّلًا؛ فانظره إن أردته.
قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ): تقدَّم أعلاه أنَّه عبد
الحميد بن أبي أويس، وقد قدَّمتُ بعضَ ترجمته فيما مضى، له ترجمةٌ في «الميزان»،
وقد زلَّ فيه الأزديُّ، والله أعلم.
قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، وقد تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ): تقدَّم [3] هذا الرَّجل
[4] في (الجمعة) وبعدَها [5].
قوله: (مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ): (البَدْو): بفتح المُوَحَّدة، وسكون الدَّال
المهملة، ثمَّ واو، غير مهموز؛ أي: البادية.
(1/2151)
قوله:
(بَشَقَ المُسَافِرُ): هو بمُوَحَّدة، وشين معجمة، ثمَّ قاف مفتوحاتٍ، قال
الدِّمياطيُّ: (قيل: الصَّواب: نَشِق؛ بالنُّون)، قال أبو الحسن عليُّ بن خازم
اللِّحيانيُّ في «نوادره»: (يقال: نَشِق فلان في حبالتي [6]، ونُشِبَ، وعلِقَ [7]،
واستورطَ، وارتبطَ، وارتبقَ، وانربقَ؛ في معنًى واحدٍ) انتهى، قال ابن قُرقُول:
(«بَشق المسافرُ»، كذا قيَّده الأصيليُّ، وفي «المُنضَّد» [8]: بَشِق المسافر
_بكسر الشِّين_: تأخَّر، وقال غيره: ملَّ، وقيل [9]: ضعُف، وقيل: حُبِس، وقيل: هو
مُشتقٌّ من الباشق [10]؛ وهو طائر لا ينصرف إذا كثُر المطر، وقيل: ينفِّر الصَّيد
ولا يصيد) انتهى، وقال ابن الأثير: (بشق المسافر)، قال البخاريُّ: (أي: انسدَّ)،
وقال ابن دريد: (بشق: أي: أسرع؛ مثل: بشك، وقيل: معناه: تأخَّر، وقيل: حُبِس، وقيل:
ملَّ، وقيل: ضعُف)، وقال الخطَّابيُّ: (بشق: ليس بشيء، وإنَّما هو لَثِق من
«اللَّثق»؛ الوحل، وكذا هو في رواية عائشة قالت: (فلمَّا رأى لَثْق الثِّياب على
النَّاس)، وفي رواية أخرى لأنسٍ: (إنَّ رجلًا قال لمَّا كثُر المطرُ: يا رسول
الله؛ إنَّه لثق المال، قال: ويحتمل أن يكون مُشِقَ؛ أي: صار مَزلَّةً وزلقًا،
والميم والباء يتقاربان)، وقال غيره: إنَّما هو بالباء من (بشقت الثَّوب وبشكته)؛
إذا قطعته في خِفَّة؛ أي: قُطِعَ بالمسافر، وجائزٌ أن يكون بالنُّون مِن قولهم:
نَشِق الظَّبي في الحبالة؛ إذا علق فيها، ورجل نشقٌ؛ إذا كان ممَّن يدخل في أمور
لا يكاد يخلص منها، انتهى.
قوله: (وَمُنِعَ الطَّرِيق): (مُنِع): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الطريقُ):
قائم مقام الفاعل، ونصبه فيما يظهر لي أولى، وهو مفعولٌ ثانٍ لـ (مُنِع)؛ بدليل
قوله: (بشق المسافر)، وهو مُدَلَّس في أصلنا ليس مضبوطًا، والله أعلم.
(1/2152)
[باب
رفع الإمام يده في الاستسقاء]
قوله: (بَابُ رَفْعِ الإِمَامِ يَدَهُ): (يدَهُ): مَنْصوبٌ مفعول المصدر، وهو
(رفع).
==========
[ج 1 ص 295]
(1/2153)
[حديث:
كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء]
1031# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح المُوَحَّدة،
وتشديد الشِّين المعجمة، وتقدَّم أنَّ لقب مُحَمَّد بُندارٌ، وتقدَّم ما معنى
البندار.
قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ): أمَّا (يحيى)؛ فهو ابن سعيد
القطَّان، شيخ أهل الحديث، وأمَّا (ابن أبي [1] عديٍّ)؛ فهو مُحَمَّد بن إبراهيم
بن أبي عديٍّ، أبو عمرو، بصريٌّ، عن حُمَيد وطبقته، وعنه: أحمد بن سنان، وجماعة
وثَّقوه، وهو ثقة، مات سنة (194 هـ)، أخرج له الجماعة.
قوله: (عَنْ سَعِيدٍ): هو ابن أبي عَرُوبة، تقدَّم بعض ترجمته، واسم أبي عَرُوبة
مهرانُ، وتقدَّم ما قاله في «القاموس».
قوله: (لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِن دُعَائِهِ إِلاَّ فِي
الاسْتِسْقَاءِ): أٌوِّلَ هذا على إرادة الرَّفع البالغ بحيث يُرى بياضُ إبطيه
إلَّا في هذا الموضع، أو أنَّ الراوي لم يره ورآه غيرُه، وذلك لأنَّه ثبت رفع يديه
في مواضعَ غيرِ هذا، قال النَّوويُّ: (وقد جمعت منها نحوَ ثلاثين حديثًا من
«الصَّحيحين» أو أحدهما، وذكرتها في أواخر «صفة الصَّلاة» من «شرح المُهذَّب» ...
) إلى أن قال: (ولا بدَّ من تأويله كما ذكرناه؛ يعني: التَّأويلَين المذكورَين)
انتهى، ويظهر لي أنَّه أراد رفعًا مخصوصًا، وهو أن يرفع يديه وظهورهما إلى
السَّماء، وقد صحَّ ذلك في «مسلم:» (أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم استسقى، وأشار
بظهر كفَّيه إلى السَّماء)، قال النَّوويُّ في «الرَّوضة»: (قال العلماء:
السُّنَّة لكلِّ مَن دعا لرفع بلاء: أن يجعل ظهر كفَّيه إلى السَّماء، وإذا سأل
شيئًا؛ جعل بطن كفَّيه إلى السَّماء، والله أعلم.
(1/2154)
[باب
ما يقال إذا أمطرت]
قوله: (بَابُ ما يُقالُ إذَا أمْطَرَتْ): وفي نسخة هي في هامش أصلنا: (مطرت)، وقد
تقدَّم أنَّهما لغتان، وكلام مَن قال: بينهما فرقٌ.
[ج 1 ص 295]
قوله: ({كَصَيِّبٍ} [البقرة: 19]: المَطَرُ): (الصَّيِّب): بفتح الصَّاد، ثمَّ
مُثَنَّاة تحت مُشدَّدة مكسورة، ثمَّ مُوَحَّدة، وزان (طَيِّبٍ)، وقوله: (المطر)
إن شئت جررتَه؛ لأنَّه تفسير لـ (صيِّب)، وإن شئت رفعتَه على أنَّه خبر لـ
(صيِّب)، وضبطه القابسيُّ: (صَيْبًا؛ بتخفيف الياء، يقال: صاب السَّحاب وأصاب؛ إذا
أمطر)، وفي رواية النَّسفيِّ: (صاب وأصاب)، وفي حاشية الأصيليِّ: (أظنُّ الواو
تصحَّفت بألفٍ) انتهى ما قاله ابن قُرقُول، وفي «النِّهاية»: (صيِّبًا؛ أي:
منهمرًا مُتدفِّقًا، وأصله الواو؛ لأنَّه من «صاب يصوب»؛ إذا نزل، وبناؤه: صَيُوب،
فأُبدِلَت الواوُ ياءً، وأُدغِمَت) انتهى، وفي «ابن ماجه»: (سَيْبًا)؛ بفتح
السِّين، وإسكان الياء، من (السَّيْب)؛ وهو العطاء.
(1/2155)
[حديث:
أن رسول الله كان إذا رأى المطر]
1032# قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، العالم المشهور، شيخ
خُراسان.
قوله: (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ): قال الدِّمياطيُّ: (هو ابن عمر بن حفص بن
عاصم بن عمر العمريُّ) انتهى، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (تَابَعَهُ الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): الضَّمير في
(تابعه) يعود على عبد الله؛ هو ابن المبارك، و (القاسم بن يحيى): هذا هو ابن عطاء
بن مُقدَّم، أبو مُحَمَّد، الهلاليُّ المُقَدَّميُّ الواسطيُّ، عن منصور ابن
صفيَّة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، والأعمش، وطائفةٍ، وعنه: ابن أخيه مُقدَّم بن
مُحَمَّد وغيرُه، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، مات سنة بضعٍ وتسعين ومئة، أخرج
له البخاريُّ فقط، ومتابعته لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة، ولا خرَّجها [1]
شيخنا.
(1/2156)
قوله: (وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ [2] وَعُقَيْلٌ، عَنْ نَافِعٍ): وهذه متابعة أيضًا لعبيد الله المذكور في السَّند، هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، و (الأوزاعيُّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو، العالم، شيخُ الإسلام، وقد تقدَّم بعضُ ترجمته، ولماذا نُسِب، ومتابعة الأوزاعيِّ عن نافع أخرجها النَّسائيُّ وابن ماجه، و (عُقَيلٌ): تقدَّم أيضًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد، وتقدَّم ضبط ما في «البخاريِّ» و «مسلم» من (عُقَيل)، والباقي بالفتح (عَقيل)، والله أعلم، (ورواية الأوزاعيِّ وعقيل [3] عن نافع [4] لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة، ولا ذكرها شيخنا، والله أعلم) [5]، وفي نسخة الدِّمياطيِّ: (ورواه الأوزاعيُّ عن عُقيل)، وقد راجعت «أطراف المِزِّيِّ»؛ فرأيته ذكر ما مُلخَّصُه: (ورواه الأوزاعيُّ وعُقيل، عن نافع)، كما في أصلنا، ثمَّ طرَّفه، ثمَّ قال: (وأخرجه النَّسائيُّ: «الأوزاعيُّ: حدَّثنا نافع به»، و «الأوزاعيُّ: حدَّثني به رجل، عن نافع به»، وأخرجه أيضًا: «الأوزاعيُّ عن مُحَمَّد بن الوليد _وهو الزَّبيديُّ_ عن نافع به»، وأخرجه ابن ماجه بإسناده «عن الأوزاعيِّ: أخبرني نافعٌ عن القاسم، عن عائشة به»، ولم يذكر الزُّبيديَّ)، وقد قال شيخنا الشَّارح: (ذُكِرَ عن الدَّارقطنيِّ روايةُ الأوزاعيِّ مرَّةً عن نافع، ومرَّةً عن رجلٍ عنه، ومرَّةً عن مُحَمَّد بن الوليد عن نافع، وذكره مرَّةً عن عُقَيل بن خالد عن نافع)، ونقل البيهقيُّ عن ابن معين: (أنَّه كان يزعم أنَّ الأوزاعيَّ لم يسمع من [6] نافع قولَ ابن عمر) انتهى، فظهر من هذا أنَّ ما في نسخة الدِّمياطيِّ هو رواية من الرِّوايات عن الأوزاعيِّ [7].
(1/2157)
[باب
من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته]
قوله: (بَابُ مَنْ تَمَطَّرَ): هو بتشديد الطَّاء؛ أي: تطلَّب نزول المطر عليه،
فهو (تفعَّل) من لفظ (المطر)؛ مثل: (تصبَّر)، وقد يكون من قولهم: ما مطر لي بخير؛
أي: ما أعطانيه، والمُستمطِر: طالب الخير، قاله ابن قُرقُول.
==========
[ج 1 ص 296]
(1/2158)
[حديث:
أصابت الناس سنة على عهد رسول الله]
1033# قوله: (حَدَّثَنا مُحَمَّدٌ [1]: حدَّثنا [2] عَبدُ اللهِ): كذا هو في
أصلنا، وفي الهامش: (ابن مقاتل نسخة)، وعليها علامة روايها، [وهو في أصلنا
الدِّمشقيِّ: (مُحَمَّد بن مقاتل أبو الحسن)] [3]، ذكر الجيَّانيُّ أبوابًا فيها
مُحَمَّد عن عبد الله، وليس هذا منها، ثمَّ قال: (وحدَّثنا أبو عمر بن الحذَّاء:
حدَّثنا أبو مُحَمَّد بن أسد: حدثَّنا أبو عليِّ ابن السَّكن)، قال: (كلُّ ما في
كتاب «البخاريِّ» ممَّا يقول: «حدثنا مُحَمَّد: حدثنا عبد الله»؛ فهو ابن مقاتل
المروزيُّ، عن عبد الله بن المبارك) انتهى، وقد ذكر المِزِّيُّ تطريف هذا الحديث،
ولم يذكر فيه هذا المكانَ، بل ذكر طريق الحسن بن بشر عن المعافى بن عمران، ثمَّ
قال: (وفي «الاستئذان»: «عن مُحَمَّد بن مقاتل، عن ابن المبارك؛ ثلاثتهم عنه؛ أي:
عن الأوزاعيِّ به [4]، عن إسحاق بن عبد الله [5] بن أبي طلحة، عن أنس»)، والله
أعلم، وحديث الحسن بن بشر عن المعافى [6]، تقدَّم في (باب ما قيل: إنَّ النَّبيَّ
صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُحوِّل رداءه في الاستسقاء).
قوله: (أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن
بن عمرو، وتقدَّم لماذا نُسِب، وبعض ترجمته.
قوله: (سَنَةٌ): تقدَّم أنَّ (السَّنة): القحطُ والجدبُ، وأنَّ (العام) بعكسها.
قوله: (قَامَ أَعْرَابِيٌّ): تقدَّم أنِّي لا أعرفه، [وقد تقدَّم في (الجمعة) أنَّ
بعض حُفَّاظ العصر سمَّاه خارجةَ أخا عيينة بن حصن] [7]، وكذا تقدَّم (قَزَعَةٌ):
وأنَّها بفتح الزَّاي، وتقدَّم ما هي.
قوله: (مِثْلِ الْجَوْبَةِ): تقدَّم ضبطها، وما هي قريبًا.
قوله: (الوَادِي [8] قَنَاة): تقدَّم الكلام عليه [9] مُطَوَّلًا قريبًا وبعيدًا.
قوله: (بِالْجَوْدِ): تقدَّم ضبطه، وما هو قريبًا.
(1/2159)
[باب: إذا هبت الريح]
(1/2160)
[حديث:
كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي]
1034# قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي [1] مَرْيَمَ): تقدَّم أنَّه نسبه
إلى جدِّه، وهو ابن الحكم بن مُحَمَّد بن سالم مولى بني جمحٍ، وتقدَّم بعض الترجمة
[2] له.
==========
[1] (أبي): سقط من (ج).
[2] في (ب): (ترجمة).
[ج 1 ص 296]
(1/2161)
[باب
قول النبي: نصرت بالصبا]
قوله: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا): هي بفتح الصَّاد، ثمَّ مُوَحَّدةٍ، مقصورٌ، وهي
الرِّيح الشَّرقيَّة، وهي القَبُول، وهي التي تأتي من المشرق، وقيل: هي التي تخرج
من وسط المشرق إلى القطب الأعلى حذاء الجدي، وقيل: ما بين مطلع الشَّمس إلى الجدي،
وإنَّما سُمِّيت القَبُول؛ لأنَّها تُقابِل بابَ الكعبة.
فائدةٌ: إن قيل: ما لنا لم نرَ الشُّعراء يذكرون في غزلهم إلَّا ريحَ الصَّبا [1]؟
فالجواب: أنَّها قيل: إنَّها التي حملت ريح يوسفَ إلى يعقوبَ صلَّى الله عليهما
وسلَّم [2]، فحملت ريحَ محبوب إلى مُحبٍّ، فلهذا تغزَّلوا بها، قال بعض المفسِّرين
في قوله تعالى: {رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94]: قيل: استأذنت الرِّيحُ ربَّها أن تأتي
بريح يوسفَ إلى يعقوبَ قبل أن يأتيَه البشير، فأذن لها، وقيل: هاجت الصَّبا بريحه
من مسيرة ثمانيةِ أيَّامٍ، وقيل: شهر، والله أعلم.
==========
[1] في (ب): (صبا).
[2] في (ب): (عليهما السَّلام).
[ج 1 ص 296]
(1/2162)
[حديث:
نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور]
1035# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): هذا ابن إبراهيم الفراهيديُّ، تقدَّم، وتقدَّم
[1] الكلام على نسبه.
قوله: (عَنِ الْحَكَمِ): هذا [2] ابن عتيبة، القاضي الإمامُ، تقدَّم.
قوله: (وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ): (أُهلِكت): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ
فاعله، و (عاد): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل، قوله: (بالدَّبُور): هي بفتح الدَّال
المهملة، ثمَّ مُوَحَّدة مضمومة مخفَّفة: الرِّيح الغربيَّة؛ وهي ما هبَّ مِن وسط
المغرب إلى مطلع الشَّمس إلى سُهَيل، وقيل: ما خرج بين المغربين، وإنَّما سُمِّيت
دَبُورًا؛ لأنَّها تأتي من دُبُرِ الكعبة.
==========
[1] (وتقدَّم): سقط من (ب).
[2] في (ب): (هو).
[ج 1 ص 296]
(1/2163)
[باب
ما قيل في الزلازل والآيات]
قوله: (بَابُ مَا قِيلَ فِي الزَّلاَزِلِ وَالآيَاتِ): اعلم أنَّ ما سوى
الكُسوفَين مِن الآيات، والزَّلازل، والصَّواعق، والرِّياح الشديدة لا يُصلَّى لها
جماعةً، لكن يُستحبُّ الدُّعاء والتَّضرُّع، ويُستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يصلِّيَ
منفردًا؛ لئلَّا يكون غافلًا، وقد روى الشَّافعيُّ: (أنَّ عليًّا رضي الله عنه
صلَّى في زلزلةٍ جماعةً)، ثمَّ قال: (إن صحَّ؛ قلتُ به)، فمِن الأصحاب مَن قال:
هذا قول آخر له في الزَّلزلة وحدها، ومنهم [1] مَن عمَّمه في جميع الآيات، قال في
«شرح المُهذَّب» النَّوويُّ: (لم يصحَّ عن عليٍّ ذلك، ولو ثبت؛ فالأصحاب حملوه على
الصَّلاة منفردًا، وكذا جاء عن عليٍّ رضي الله عنه مِن نحو هذا)، قال أبو ثور:
(يُصلَّى لكلِّ آيةٍ
[ج 1 ص 296]
مهيبةٍ صلاةُ الكسوف، وكأنَّ هذا البابَ الذي بوَّب به البخاريُّ هنا للردِّ عليه؛
لأنَّه لم يصحَّ فيه شيء، ولو صحَّ فيه؛ لأخرجه)، قال العبَّاديُّ من الشافعيَّة:
(ويُندَب الخروجُ إلى الصحراء وقت الزَّلزلة؛ لأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان
إذا مرَّ بهدفٍ [2] مائلٍ؛ أسرع المشي) انتهى، وقد أخرج هذا أبو داود في «مراسيله»
بنحوه، وقال: (هو أسند، ولا يصحُّ، وفي [3] حفظي أنَّ نحوه في «مسند أحمد»، وفي
حفظي أيضًا أنَّه مُنكَر)، والله أعلم.
(1/2164)
[حديث:
لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل]
1036# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.
قوله: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ): تقدَّم [1] أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (أَبُو
الزِّنَادِ): أنَّه بالنُّون، وأنَّه عبد الله بن ذكوان، وتقدَّم (عَبْد
الرَّحْمَنِ): أنَّه الأعرج بن هرمز.
قوله: (وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ): قيل: هو دنُوُّه من السَّاعة، وقيل: هو قِصَرُ
الأعمار، وقيل: قِصَرُ اللَّيل والنَّهار، وقيل: تقارُب النَّاس في الأحوال،
وقلَّة الدِّين والعلم، وعدم التفاضل في الدين والعلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن
المنكر، ويكون أيضًا: يَردَى ويسوء؛ لما ذكره من كثرة الفتن وما يتبعها، ومنه
قولهم: شيء مُقارِب؛ بكسر الرَّاء، وعند ابن الأعرابيِّ: قال ثابت: وجميع أهل
اللُّغة يخالفونه، فيقولونه بالفتح.
قوله: (الْهَرْجُ): هو بفتح الهاء، وإسكان الرَّاء، وبالجيم، وقد فسَّره بـ
(القَتْل)، وفي موضعٍ آخرَ: هو مُفسَّر بلغة الحبشة: بالقتل، قال ابن قُرقُول:
(فقوله: «بلغة الحبشة»: من بعض الرُّواة، وإلَّا؛ فهي عربيَّة صحيحة، و «الهرْج»:
الاختلاط).
قوله: (فَيَفِيض): هو بالنَّصب، والرَّفع، وبهما ضُبِط في أصلنا، وإعرابهما ظاهر.
(1/2165)
[حديث:
اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا]
1037# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن عون بنِ
أرطبانَ مولى عبد الله بن مُغفَّل، وهو أحد الأعلام، لا [1] عبد الله بن عون ابنِ
أمير مصر أبي عون عبد الملك بن يزيد الهلاليُّ، أبو مُحَمَّد، البغداديُّ
الزَّاهد، هذا الثاني ليس له في «البخاريِّ» شيءٌ، إنَّما روى له مسلم
والنَّسائيُّ، وقد قدَّمتُ ذلك.
قوله: (فِي شَامِنَا): تقدَّم الكلام عليه في أوَّل هذا التَّعليق، وعلى حَدِّه
طُولًا وعَرضًا.
قوله: (وَفِي نَجْدِنَا): تقدَّم الكلام على (نجد)، وأنَّها ما بين جُرش إلى سواد
الكوفة، وحدُّه من الغرب: الحجازُ، وعن يسار الكعبة: اليمنُ، ونجدٌ كلُّها مِن عمل
اليمامة.
قوله: (قَرْنُ الشَّيْطَانِ) قيل: أمَّته والمُتَّبِعون لرأيه من أهل الضَّلال
والكفر، وقيل: قوَّته، وانتشاره، وتسلُّطه [2]، وقيل: أراد قرن رأسه جانبَه، وأراد
به حينئذٍ: يتسلَّط، ومن هناك يتحرَّك.
(1/2166)
[باب
قول الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}]
قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شُكْرَكُمْ): يعني: شكر رزقكم على حذف مضافٍ، وقيل:
الرِّزقُ: اسمٌ من أسماء الشُّكر، قيل: في لغة أزد شنوءة: ما رَزَق فلانٌ فلانًا
[1] رزقًا؛ بمعنى: ما شكره، وقيل: شكركُم [2] حظَّكم مِن القرآن؛ لأنَّه خير ما
قسم، قيل: عنى به قولهم إذا نزل الغيث: مُطِرنا بنوءِ كذا وكذا.
==========
[1] في (ج): (هذا ما)، وهو تحريفٌ من المثبت.
[2] في (ج): (شكرتم).
[ج 1 ص 297]
(1/2167)
[حديث:
صلى لنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية على إثر]
1038# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم أنَّه ابن أبي أويس، ابن أخت
الإمام مالكِ بن أنس [1]، واسم أبي أويس عبدُ الله.
قوله: (بِالْحُدَيْبِيَةِ): تقدَّم أنَّ فيها لغتين؛ التَّخفيفَ والتَّشديدَ،
والأوَّل: عليه المتقنون، والثَّاني: عليه عامَّة الفقهاء والمُحَدِّثين.
قوله: (عَلَى إِثْرِ): تقدَّم أنَّ فيها لغتين؛ إثْر وأثَر، وأنَّ شيخنا نقل فيها تثليثَ
الهمزة.
قوله: (سَمَاءٍ): أي: مطر، وقد تقدَّم.
قوله: (وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا [2] بِنَوْءِ): تقدَّم أنَّه بالهمز [3]، وتقدَّم
الكلام عليه ما هو، وما قيل فيه.
==========
[1] زيد في (أ) و (ج): (الإمام)، وهو تكرارٌ.
[2] (مطرنا): ليس في «اليونينيَّة».
[3] في (ج): (بالهمزة).
[ج 1 ص 297]
(1/2168)
[باب: لا يدري متى يجيء المطر إلا الله]
(1/2169)
[حديث:
مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون]
1039# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ،
تقدَّم مرارًا، وهو شيخ الإسلام.
==========
[ج 1 ص 297]
(1/2170)
((16))
(كِتَابُ الكُسوفِ) ... إلى (بَاب مَا جَاءَ فِي سُجُودِ القُرْآنِ وَسُنَّتِهَا)
فائدةٌ: كُسِفَت الشَّمسُ في السَّنة السَّادسة، كذا ذكره النَّوويُّ في «روضته» و
«تهذيبه»، [وكذا قال ابن سيِّد النَّاس فتحُ الدِّين، وقال: (في شهر رمضان)] [1]،
وكذا قال مغلطاي في «سيرته»، ذكره في (الحديبية)، وفيه نظرٌ؛ لما سيأتي قريبًا،
واعلم أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم الذي صحَّ عنه في صلاة الكسوف أخرجه
البخاريُّ، وهو ركوعان في كلِّ ركعة مقتصرًا عليه، وقد رُوِي عنه أنَّه صلَّاها
على صفاتٍ أُخَرَ؛ منها: (في كلِّ رَكعة ثلاثُ ركوعات)، ومنها: (كلُّ ركعة أربعُ
ركوعات)، وكلاهما في «مسلم» [2]؛ ومنها: (كأحدث صلاة صُلِّيت كلَّ ركعة بركوع
واحد)، (أخرجه أبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه) [3]، ولكنَّ كبار الأئمَّة لا
يصحِّحون ذلك؛ كالإمام أحمدَ، والبخاريِّ، والشَّافعيِّ، ويرونه غلطًا، وقد رُوِي:
(خمس ركوعات في ركعة)، أخرجه أبو داود، وصحَّحه ابن السكن، قال الحاكم: رواته
صادقون، وقد ذكر ابن قيِّم الجوزيَّة الكلام على ما عدا ما ذكره البخاريُّ،
وتكلَّم فيه وعليه بكلام حسن، فإن أردته؛ فانظره من «الهدي» في (فصل في هديه صلَّى
الله عليه وسلَّم في صلاة الكسوف)، والله أعلم ... إلى أن قال ابن القيِّم:
(وإنَّما صلَّى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الكسوف مرَّةً واحدةً يوم مات
إبراهيم) انتهى، وإبراهيمُ تُوُفِّيَ سنة عشرٍ، [ثبت في «البخاريِّ»: (أنَّه
تُوُفِّيَ وله سبعةَ عشرَ شهرًا، أو ثمانيةَ عشرَ شهرًا)، كذا بالشَّكِّ، وقيل:
غير ذلك، قال الواقديُّ: (تُوُفِّيَ يوم الثُّلاثاء لعشرٍ خلون من ربيع الأوَّل
سنة عشرٍ] [4]، ودُفِنَ بالبقيع، وقبره مشهور هناك، وولدته أُمُّه ماريَة
القبطيَّة _بتخفيف الياء_ في ذي الحَجَّة سنة ثمان من الهجرة)، وسيأتي تتمَّة هذا
إن شاء الله تعالى في «الجنائز».
فائدةٌ: كسوف القمر، قال شيخنا العراقيُّ في «منظومته»: (إنَّه صلَّاها النَّبيُّ
صلَّى الله عليه وسلَّم في السنة الخامسة)، وسأذكر ما في ذلك في هذا البابِ إن شاء
الله تعالى.
فائدةٌ ثانيةٌ: روى الكسوف عنه صلَّى الله عليه وسلَّم نيِّفٌ وعشرون صحابيًّا
عدَّ منهم التِّرمذيُّ سبعةَ عشرَ نفرًا، وسيأتي الكلام في (الخسوف والكسوف)؛ حيث
عقده البخاريُّ قريبًا.
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[2] (وكلاهما في مسلم): سقط من (ج).
(1/2171)
[3]
ما بين قوسين سقط من (ج).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 297]
(1/2172)
[حديث:
إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد]
1040# قوله: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ): هذا هو ابن عبد الله الواسطيُّ الطَّحَّان، أحد
العلماء، تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه اشترى نفسه من الله عزَّ وجلَّ ثلاث مرَّات؛
كلَّ مرَّةً بزنته فضَّة.
قوله: (عَن يُونُسَ): هو يونس بن عبيد، أحد أئمَّة البصرة، عن الحسن وأبي بردة،
وعنه: عبد الوهَّاب الثَّقفيُّ وابن عُليَّة، من العلماء العاملين الأثبات، مات
سنة (139 هـ)، أخرج له الجماعة.
قوله: (عَن الحَسَنِ، عَن أَبِي بَكْرَةَ [1]): أمَّا (الحسن)؛ فهو ابن أبي الحسن
البصريُّ الإمام، وأمَّا (أبو بكرة)؛ فاسمه نُفَيع بن الحارث [2]، وقيل: اسمُه
مسروح، تقدَّم بعض ترجمته.
فائدةٌ هي تنبيهٌ: تكلَّم النَّاس في سماع الحسن من أبي بكرة، وقد قدَّمتُ ذلك في
(الصَّلاة)، والصَّحيح: أنَّه سمع منه، وسيأتي قريبًا تصريحُه بالإخبار [3]
[ج 1 ص 297]
منه، ويأتي بعد ذلك أيضًا [4].
(1/2173)
[حديث:
إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس]
1041# قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ): أمَّا (إسماعيل)؛ فهو ابن أبي
خالد، الحافظ الإمام، تقدَّم، وأمَّا (قيس)؛ فهو ابن أبي حازم _بالحاء والزَّاي_
أبو عبد الله، تابعيٌّ كبيرٌ هاجر إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ففاتته
الصُّحبة بليالٍ، تقدَّم في أوَّل التعليق بعضُ ترجمته.
قوله: (سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ): هو عقبة بن عمرو، أبو مسعود
الأنصاريُّ، تقدَّم الكلام عليه رضي الله عنه.
==========
[ج 1 ص 298]
(1/2174)
[حديث:
إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته]
1042# قوله: (حَدَّثَنَا أَصْبَغُ): هو ابن الفرج المصريُّ الفقيه، يروي عن ابن
وهب، والدَّراورديِّ، وطائفةٍ، وعنه: البخاريُّ، وسَمُّويه، وطائفةٌ، قال ابن
معين: كان أعلمَ خلقِ الله برأي مالك، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به، ومَن يقال
له: (أصبغ) جماعةٌ غيره؛ أصبغ بن [1] زيد، وأصبغ بن نباتة، وأصبغ: يروي عن مولاه
عمرِو بن حُرَيث، هذا في الكتب السِّتَّة أو بعضها، والله أعلم.
قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ): تقدَّم أعلاه أنَّه عبد الله بن وهب، أبو
مُحَمَّد الفهريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (أَخْبَرَنِي عَمْرٌو): هو عمرو بن الحارث بن يعقوب، أبو أميَّة، الأنصاريُّ
المصريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.
(1/2175)
[حديث:
إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته]
1043# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [1]: حَدَّثَنَا هَاشِمُ
بْنُ الْقَاسِمِ): (هذا هو المُسنديُّ، كما نبَّه عليه ابن طاهر) [2]، الحافظ
المشهور [3]، والله أعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ): هذا هو شيبان بن عبد الرَّحمن
النَّحويُّ، تقدَّم مرارًا، وأنَّه منسوب إلى القبيلة، لا إلى صناعة العربيَّة،
(كذا قاله ابن الأثير، وتقدَّم أنَّ ابن أبي داود وغيرَه قالوا غيرَ ذلك) [4].
قوله: (يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ): تقدَّم قريبًا متى وُلِد، وكم عاش، ومتى
تُوُفِّيَ رضي الله عنه، وأنَّه من مارية، وجميع أولاده صلَّى الله عليه وسلَّم من
خديجة إلَّا إبراهيم، فإنَّه من مارية، وقد جاء في حديث ضعيف: (أنَّ عائشة أسقطت
منه عليه السَّلام سقطًا سمَّاه عبدَ الله)، ولا يصحُّ، والله أعلم.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).
[2] بدل ممَّا قوسين في (ج): (الظَّاهر أنَّه أبو بكر ابن أبي شيبة)، وضرب عليها
في (أ).
[3] زيد في (ج): (فإن كان هو والظاهر فقدج تقدَّم)، وضرب عليها في (أ).
[4] ما بين قوسين سقط من (ج).
[ج 1 ص 298]
(1/2176)
[باب
النداء بالصلاة جامعة في الكسوف]
قوله: (بَابُ النِّدَاءِ بِالصَّلَاة جَامِعَة): (الصَّلاة): يجوز نصبها على
الحكاية إغراء، و (جامعةً): حالٌ، ويجوز [جرُّ (الصَّلاة)؛ لدخول حرف الجرِّ
عليها، ويجوز] [1] رفع (الصَّلاة) [2] على الابتداء، و (جامعةٌ): مرفوعة منوَّنة
[3] على الخبر.
==========
[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[2] في (ج): (بالصلاة).
[3] (مرفوعة): سقط من (ج).
[ج 1 ص 298]
(1/2177)
[حديث:
لما كسفت الشمس على عهد رسول الله نودي]
1045# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ): قال
الجيَّانيُّ: (وقال _ يعني: البخاري_: في «الكسوف»، و «الوكالة»، و «الأيمان
والنذور»، و «عمرة الحديبية»: «حدَّثنا إسحاق: حدَّثنا يحيى بن صالح لم ينسبه أحدٌ
من شيوخنا فيما بلغني، ويشبه أن يكون إسحاقَ بن منصور، فقد روى مسلم: عن إسحاق بن
منصور، عن يحيى بن صالح)؛ فذكر حديثًا من عند مسلم، (قلت: وهذا هو [1] الحديث الذي
خرَّجه البخاريُّ في «كتاب الوكالة»)، انتهى، ولم ينسبه المِزِّيُّ في «أطرافه»،
ولكن [2] قال شيخنا عن المِزِّيِّ _ يعني: في «تهذيبه» _: (وذكر _ يعني: المِزِّي_
في ترجمة يحيى بن صالح: أنَّ إسحاق بن منصور الكوسج روى له مسلمٌ، وأنَّ إسحاق
غيرَ منسوب روى له البخاريُّ)، قال [3]: (ويقال: إنَّه الكوسج) انتهى، وهو ابن
منصور المشار إليه، والله أعلم.
قوله: (حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيُّ):
(سلَّام): بالتشديد فيهما، و (الحَبَشيُّ): قال ابن قُرقُول: (الحَبَشيُّ: إلى
بلاد الحبشة، قال عبد الغنيِّ: الحَبش [4]: حيٌّ من حِمْيَر، وقال فيه بعضهم:
«الحُبش»، وكذا ضبطه الأصيليُّ مرَّةً وأبو ذرٍّ، ويقال: حَبَش وحُبْش، كما يقال:
عَرَب وعُرْب، وعَجَم وعُجْم)، انتهى، وذكر أبو عليٍّ الغسَّانيُّ: أنَّه بفتح
الحاء والمُوَحَّدة، وأنَّ عبد الغنيِّ قال: إنَّه منسوب إلى بلاد الحبش، وقال ابن
معين: الحبشيُّ: إلى قبيلةٍ من حِمْيَر، وقال بعضهم: الحُبْشيُّ: بضمِّ الحاء،
وإسكان الباء، كذا قيَّده الأصيليُّ وغيره في «الجامع»، يقال: حَبَش وحُبْش، كما
يقال: عَجَم وعُجْم، وعَرَب وعُرْب)، انتهى مُلَخَّصًا.
قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ): تقدَّم
مرارًا أنَّه أحد الفقهاء السَّبعة على قول الأكثر، وأنَّ اسمه عبد الله _وقيل:
إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف.
==========
[1] (هو): سقط من (ب).
[2] في (ب): (لكن).
[3] (قال): سقط من (ج).
[4] (الحبش): سقط من (ج).
[ج 1 ص 298]
(1/2178)
[باب خطبة الإمام في الكسوف]
(1/2179)
[حديث:
هما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته]
1046# قوله: (حَدَّثَنَا [1] اللَّيْثُ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعد، أحد
الأعلام، وتقدَّم أنَّ (عُقَيْلًا) بضمِّ العين، وأنَّه ابن خالد [2]، وتقدَّم
أنَّ (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، شيخ الإسلام.
قوله: (فَصَفَّ النَّاسُ): (الناسُ): بالرفع فاعل (صفَّ)، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (وَكَانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ [3]): قائل ذلك هو الزُّهريُّ شيخ
الحجاز والشام، أَحد الأعلام، و (كَثِير): بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة، وهذا
ظاهرٌ، و (العبَّاسُ): ابن عبد المطَّلب، وهذا أيضًا ظاهر، وكنية كثير أبو تمَّام،
وهو ابن عمِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يروي عن أبيه، وأخيه عبد الله،
وأبي بكر، وعمر، وغيرهم، وعنه: الأعرج والزهريُّ، قال [4] مصعب الزبيريُّ: (كان
فقيهًا فاضلًا، وأمُّه أمُّ ولد، قيل: وُلِد في حياته عليه الصَّلاة والسَّلام)،
قال ابن حِبَّان: (كان صالحًا فاضلًا فقيهًا)، تُوُفِّيَ أيَّام عبد الملك، له في
الكتب حديثان من رواية الزُّهريِّ عنه، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود،
والنَّسائيُّ.
قوله: (فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ): قائل هذا الكلام هو الزُّهريُّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا
يُعرَف مِن سند الحديث.
قوله: (إِنَّ أَخَاكَ): أخوه هو عبد الله بن الزبير بن العوَّام، رضي الله عنهما.
قوله: (مِثْلِ الصُّبْحِ): هو بجرِّ (مثلِ)، ويجوز نصبها [5].
قوله: (قَالَ: أَجَلْ): هو بفتح الهمزة والجيم، وتخفيف اللام ساكنة، وهي كلمة
مبنيَّة على الوقف؛ أي: نعم.
==========
[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق) بعد الإصلاح: (حدَّثني).
[2] (وأنه ابن خالد): سقط من (ب).
[3] في هامش (ق): (كثير بن عبَّاس هو أخو عبد الله بن عبَّاس).
[4] في (ب): (وقال).
[5] وهي رواية «اليونينيَّة»، وفي (ق) بالجرِّ والنصب معًا.
[ج 1 ص 298]
(1/2180)
[باب:
هل يقول كسفت الشمس أو خسفت؟]
قوله: (بَابٌ هَلْ يَقُولُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ أَوْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ [1]؟):
اعلم أنَّه يقال: كَسفت الشمسُّ والقمر؛ بفتح الكاف، وكُسِفا؛ بضمِّها، وانكسفا،
وانخسفا، وخُسِفا، وخَسَفا؛ بمعنًى، وقيل: كسفت الشمس؛ بالكاف، وخسف القمر؛
بالخاء، وحكى القاضي عياض عكسه عن بعض أهل اللُّغة والمتقدِّمين، قال النَّوويُّ:
(وهو باطل مردود بقول الله تعالى: {وَخَسَفَ القَمَرُ} [القيامة: 8]، ثمَّ جمهور
أهل اللُّغة وغيرهم على أنَّ الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما كلِّه، ويكون لذهاب
بعضه)، وقال جماعة؛ منهم اللَّيث بن سعد: (الخسوف في الجميع، والكسوف في البعض)،
وقيل: الخسوف: ذهاب لونهما، والكسوف: تغيُّره [2]، والله أعلم.
==========
[1] كذا في النُّسَخ، وهي رواية ابن عساكر، و (الشمس): ليس في رواية
«اليونينيَّة»، وعليها في (ق) علامة الزيادة وعلامة راويها.
[2] في (ج): (بغيره)، وهو تصحيف.
[ج 1 ص 298]
(1/2181)
[حديث:
إنهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته]
1047# قوله: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ): تقدَّم أنَّه ابن سعد الإمام.
وقوله: (حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ): تقدَّم أنَّه ابن خالد.
وقوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم.
==========
[ج 1 ص 298]
(1/2182)
[باب
قول النبي: يخوف الله عباده بالكسوف]
[ج 1 ص 298]
قوله: (قالَهُ أَبُو مُوسَى): تقدَّم مرارًا أنَّه الأشعريُّ عبد الله بن قيس بن
سُليم بن حضَّار، وتقدَّم بعض ترجمته.
(1/2183)
[حديث:
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان]
1048# قوله: (عَنْ يُونُسَ): هو ابن عبيد، تقدَّم قريبًا ببعض الترجمة.
قوله: (عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ): تقدَّم قريبًا أنَّ (الحسن): هو ابن
أبي الحسن البصريُّ، وأنَّ (أبا بكرة): هو نُفيع بن الحارث، أو مسروح، وتقدَّم
أنَّ بعضهم أنكر سماع الحسن من أبي بكرة، وأنَّ الصحيح: أنَّه سمع منه، وأنَّه
صرَّح [1] بالإخبار منه في «الصحيح»، والله أعلم.
قوله: (تَابَعَهُ [2] مُوسَى عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ): الظاهر أنَّ الضمير
في (تابعه) يعود على حمَّاد بن زيد؛ أي: تابع موسى _وهو ابن داود كما سيأتي في
كلامي_ حمَّادَ بنَ زيد، فرواه عن مبارك عن الحسن، وحمَّاد رواه عن يونس عن الحسن.
وأمَّا (موسى)؛ فهو ابن داود الضَّبِّيُّ، قال شيخنا الشَّارح فيما قرأته عليه:
(موسى [3] هذا هو ابن داود الضَّبِّيُّ، كوفيٌّ، قاضي الثغور، مات سنة ستٍّ _أو
[4] سبع_ وعشرين ومئتين، روى له أيضًا مسلمٌ، كذا نقلته من خطِّ الدِّمياطيِّ،
قال: وذكر المِزِّيُّ أنَّه موسى بن إسماعيل التَّبُوذكيُّ، وهو أيضًا يروي عن مبارك
بن فضالة، فذكر أنَّ البخاريَّ علَّق عن التَّبُوذكيِّ عن مبارك، ولم يذكر
الضَّبِّيَّ في «البخاريِّ»، لا روايةً ولا تعليقًا)، انتهى، وموسى بن داود
الضَّبِّيُّ الطرسوسيُّ، أبو عبد الله الخُلْقانيُّ، كوفيٌّ، نزل بغداد، ثمَّ وُلِّيَ
قضاء طرسوس وبها مات، عن شعبة، وسفيان، وعبد العزيز الماجشون، وحمَّاد بن زيد،
واللَّيث، ومالك، وطبقتِهم، وعنه أحمد ابن حنبل، وحجَّاج بن الشاعر، وإسحاق بن
بهلول، وخلقٌ، قال ابن سعد: (كان ثقةً صاحب حديث)، وقال مُحَمَّد بن عبد الله بن
عمَّار: (ثقة زاهد، صاحب حديث)، وقال أبو حاتم: (في حديثه اضطراب)، وقال
الدَّارقطنيُّ: (كان مصنِّفًا مكثرًا مأمونًا، وُلِّيَ قضاء الثغور، فحُمِد فيها)،
قال ابن سعد: (مات سنة «217 هـ»، له في «مسلم» حديث واحد في سجود السهو)، أخرج له
[5] مسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، له ترجمة في «الميزان»، وأمَّا التَّبُوذكيُّ؛
فقد ذكرته مُتَرْجَمًا بعيدًا.
(1/2184)
وأمَّا
(مبارك)؛ فهو ابن فَضالة _فهو بفتح الفاء_ مولى آل الخطَّاب، العدويُّ، بصريٌّ
عالم، عن الحسن وبكر بن عبد الله المزنيِّ، وعنه: ابن مبارك، ومسلم بن إبراهيم،
وشيبان، وهُدبة، وعدَّةٌ، قال عفَّان: (ثقة، من النُّسَّاك)، وقال أبو زرعة: (إذا
قال: حدَّثنا؛ فهو ثقة)، وقال النَّسائيُّ: (ضعيف)، تُوُفِّيَ سنة (165 هـ)، أخرج
له أبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، له ترجمة في «الميزان».
والحكمة في الإتيان بهذه المتابعة: أنَّ الحديث الذي قبلها فيه الحسن عنعن، وهو مشهور
بالتدليس، فأتى بهذه المتابعة؛ لأنَّ فيها رواية الحسن عن أبي بكرة بالإخبار،
فانتفى ما يُخْشَى من تدليسه، وأيضًا فيها [6] ردٌّ على من يقول: إنَّه لم يسمع من
أبي بكرة، والله أعلم.
قوله: (لَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ الْوَارِثِ، وَشُعْبَةُ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،
وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ): أمَّا (عبد الوارث)؛ فهو ابن سعيد،
تقدَّم، وأمَّا (شعبة)؛ فشعبة بن الحجَّاج، أمير المؤمنين في الحديث [7]، وأمَّا
(خالد بن عبد الله)؛ فهو الطحَّان الواسطيُّ، أحد الأعلام، تقدَّم قريبًا وبعيدًا،
و [أمَّا] (حمَّاد بن سلمة)؛ فهو ابن دينار الإمام، أبو سلمة، أحد الأعلام، يقال:
ولاؤه لقريش، عن أبي عمران الجونيِّ، وسلمة بن كُهَيل، وابن أبي مُلَيْكَة، وعنه:
شعبة، ومالك، وأبو نصر التَّمَّار، قال ابن معين: (إذا رأيت مَن يقع فيه؛
فاتَّهمْه على الإسلام)، وقال عمرو بن عاصم: (كتبت عن حمَّاد بن سلمة بضعة عشر
ألفًا)، قال الذَّهبيُّ: (قلت: هو ثقة صدوق يغلط، وليس في قوَّة مالك)، تُوُفِّيَ
سنة (167 هـ)، أخرج له البخاريُّ تعليقًا، ومسلم، والأربعة، وله ترجمة في
«الميزان»، وأمَّا (يونس)؛ فهو ابن عبيد، تقدَّم قريبًا.
قوله: (وَتَابَعَهُ أَشْعَثُ [8]): الضمير في (تابعه) يعود على مَن روى عن يونس
بعدم [9] هذه [10] الزيادة؛ وهم: عبد الوارث، وشعبة، وخالد بن عبد الله، وحمَّاد
بن سلمة، قال شيخنا الشَّارح في هذه المتابعة: (فكأنَّ الأشعث تابع مَن روى عن
يونس بعدم [11] هذه الزيادة [12]، وكذا رواه الطَّبرانيُّ من طريق الأشعث بدونها،
وكذا البيهقيُّ من طريق أشعث أيضًا)، انتهى.
(1/2185)
وأمَّا
(أشعث)؛ فهو بالمثلَّثة، يحتمل أن يكون ابنَ عبد الملك الحُمْرانيَّ، عن الحسن
وابن سيرين، وعنه: شعبة، والقطَّان، وخلقٌ، وثَّقوه، تُوُفِّيَ سنة (146 هـ)، أخرج
له البخاريُّ تعليقًا، والأربعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه، ويحتمل أن
يكون ابنَ عبد الله بن جابر الحُدَّانيَّ البصريَّ، فإنَّ كلًّا منهما يروي [13]
عن الحسن، وروى عنه خالد بن الحارث، فإنَّ النَّسائيَّ أخرج هذه المتابعة عن خالد
بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن به، والحُدَّانيُّ وثَّقه النَّسائيُّ، قال
الذَّهبيُّ: (وما علمت أحدًا ضعَّفه)، قاله في «التذهيب»، وأمَّا في «الميزان»؛
فقد صحَّح عليه، ثمَّ قال فيه: (أورده العقيليُّ في «الضعفاء»، وقال: في حديثه
وَهَمٌ)، ثمَّ ذكر له حديثًا، ثمَّ قال الذَّهبيُّ: (قول العقيليِّ: «في حديثه
وَهَمٌ» ليس بمُسَلَّم إليه، وأنا أتعجَّب كيف لم يخرِّج له البخاريُّ ومسلم؟!)
انتهى، قال عبد الغنيِّ بن سعيد: (هو أشعث بن جابر الحُدَّانيُّ، وهو أشعث بن عبد
الله البصريُّ، وأشعث الأعمى، وأشعث الأزديُّ، وأشعث الجَمليُّ [14])، انتهى،
علَّق له البخاريُّ، وأخرج له الأربعة، والله أعلم.
فائدةٌ: قال البرقانيُّ: (قلت للدارقطنيِّ: أشعث عن الحسن، قال: هم ثلاثة يحدِّثون
عن الحسن جميعًا؛ أحدهم: الحُمْرانيُّ؛ منسوب إلى حُمْران مولى عثمان، ثقة، وأشعث
بن عبد الله الحُدَّانيُّ، بصريٌّ، روى عن الحسن وأنس بن مالك، يُعتَبَربه، وأشعث
بن سوار الكوفيُّ، يُعتَبَر به، وهو أضعفهم، روى عنه ستَّة أحاديثَ).
[وأمَّا أشعب _ بالمُوَحَّدة_؛ فهو الطامع، فردٌ، ليس له في الكتب السِّتَّة شيءٌ]
[15].
(1/2186)
[باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف]
(1/2187)
[حديث:
أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها: أعاذك]
1049# 1050# قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، تقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (أَنَّ يَهُودِيَّةً): هذه اليهوديَّة لا أعلم أحدًا سمَّاها.
قوله: (عَائِذًا بِاللهِ مِنْ ذَلِكَ): أمَّا (عائذًا)؛ فهو مَنْصوبٌ على الحال
المؤكِّدة أو المصدر، وأمَّا (من ذلكَ)؛ فالظاهر أنَّ الكاف بالفتح، وليست الكاف
خطابًا لمؤنَّث، ويدلُّ لذلك: أنَّ في النسخ عوض (ذلك): (عذابِ القبر)، يبقى
الكلام على هذه النسخة: (من عذاب القبر)، وكذا حلَّه شيخنا فقال: (أي: أعوذُ
عياذًا به منه، ويحتمل أن يريد: التعوَّذ بالله من أن يُعذَّب الناسُ في قبورهم إن
لم يكن أُخبِر بذلك، ويحتمل أن يعوذ بالله من عذاب القبر وإن كان الناس [يُعذَّبون]
في قبورهم)، والله أعلم.
==========
[ج 1 ص 299]
(1/2188)
[باب طول السجود في الكسوف]
(1/2189)
[حديث:
لما كسفت الشمس على عهد رسول الله نودي .. ]
1051# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكين،
وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ دُكينًا بالدال المهملة.
قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ): هو شيبان بن عبد الرَّحمن النحويُّ، تقدَّم بعض
ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.
قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، تقدَّم بعض ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.
قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم [1] أنَّه ابن [2] عبد الرَّحمن بن عوف
الزُّهريُّ، أحد الفقهاء السَّبعة على قول الأكثر، واسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل،
تقدَّم.
قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو): كذا هو في أصلنا بفتح العين وزيادة واو،
وكذلك هو، وفي [3] الطرَّة: (عُمَر، نسخة)؛ بضمِّ العين، وفي هذه نظرٌ، والحديث
إنَّما ذكره المِزِّيُّ في مسند عبد الله بن عمرو؛ يعني: ابن العاصي، ولم يذكره في
مسند عبد الله بن عمر بن الخطَّاب، وفي أصلنا الدِّمشقيِّ: (عبد الله بن عَمرو)؛
بفتح العين،
[ج 1 ص 299]
وزيادة واو، بلا نسخة بالكُلِّيَّة، فهذه النسخة هي الصَّواب، وقد راجعت
«المطالع»، فلم أرَ في ذلك [4] الاختلاف في (عَمرو) و (عُمر) [5]، ونظرت «تقييد
المهمل» في (الأوهام التي وقعت في «البخاريِّ»)، فلم أرَ ذلك، والله أعلم.
==========
[1] (تقدَّم): ليست في (ج).
[2] (ابن): ليست في (ب).
[3] في (ب): (في).
[4] في (ب): (ذلك في).
[5] زيد في (أ) و (ج): (ذلك)، وقد استُدركَت الأُولى في (أ).
(1/2190)
[باب
صلاة الكسوف جماعة]
قوله: (فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ): هو بالصاد المهملة المضمومة، وتشديد الفاء، كذا
أحفظه، وكذا سمعته، وأسمع الناس يقرؤونه كذلك، وفي شرح شيخنا: (قال ابن التِّين:
«صُفَّة زمزم»: مؤخَّرة [1]، قيل: كانت أبنية، فصلَّى فيها ابن عبَّاس)، انتهى.
ورأيت في نسخة صحيحة: (ضفَّة زمزم)؛ مجودَّة بالضاد مكسورة ومفتوحة، وعُمِل عليها
(معًا) و (صح)، وفي الهامش: (صُفَّة) كما أحفظه، وعزاها لدار الذهب؛ وهي نسخة
معروفة ببغداد، وقد كتب تجاه (ضفَّة) التي هي رسمها بالضاد المعجمة: (كلام
الجوهريِّ وغيره)، قال الجوهريُّ: (الضِّفَّة؛ بالكسر: جانب النهر)، وينبغي أن
يُحَرَّر هذا الإعجام، فإنَّي لم أرَه إلَّا فيما سأذكره قريبًا لك، ولم أرَ أحدًا
ذكره، والله أعلم.
ثمَّ رأيتها في نسخة أخرى عتيقة، وفتحَ الضَّادَ وأَعْجَمَها بالقلم، ثمَّ ضرب
عليها، وكتب حاشية: (الضَّفَّة: جانب النهر والطريق [2]، بالفتح: الفعلة الواحدة،
من اتِّضاف الناس على النهر؛ إذا كثروا عليه)، انتهت، وهذه بالإعجام، والحاشية
مأخوذة من «صحاح الجوهريِّ»، قال الجوهريُّ في (ضفف [3])؛ بإعجام الضاد:
(والضَّفَف أيضًا: ازدحام الناس على الماء، والضَّفَّة: الفَعْلة الواحدة منه،
يقال: تضافوا على الماء؛ إذا كثروا عليه، قال الأصمعيُّ: ماء مضفوف؛ إذا كثر [4]
عليه الناس؛ مثل: مشفوهٍ)، [انتهى.
ورأيتها أيضًا في نسخة وعليها صفة: (صغ)؛ يعني بذلك: نسخة الصغانيِّ؛ يعني:
اللغويَّ البغداديَّ، العالم المشهور في اللُّغة وغيرها] [5].
قوله: (وَجَمَّعَ [6] عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ): أمَّا (جمَّع)؛
فهو بتشديد الميم، وأمَّا (عليُّ بن عبد الله بن عبَّاس)؛ فهو ابن عبد المطَّلب بن
هاشم الهاشميُّ، المعروف أبو مُحَمَّد، وأبو عبد الله، عن أبيه، وأبي هريرة،
وطائفةٍ، وعنه: بنوه، والزهريُّ، ومنصور، وابن [7] طاووس، وُلِدَ ليلة قُتِلَ
عليٌّ رضي الله عنه، وكان أجمل قرشيٍّ في الدُّنيا، وقال عليُّ بن أبي حَمَلة:
(كان يسجد كلَّ يوم ألفَ سجدةٍ، ورأيته آدم جسيمًا، بين عينيه أثر السجود)،
تُوُفِّيَ سنة (118 هـ)، وقيل: سنة (117 هـ) بالحميمة، أخرج له مسلم والأربعة.
==========
[1] كذا في النُّسَخ، وفي مصدره: (موجودة).
(1/2191)
[2]
زيد في (ب): (لعلَّه)، وكتبت في (أ) فوق: (والطريق)، ولعلَّ النصَّ: (الضِّفَّة:
جانب النهر، والضَّفَّة؛ بالفتح ... )، كما يُؤخَذ من كلام الجوهريِّ السابق
واللاحق.
[3] في (ب): (ضفة).
[4] في (ج): (أكثر).
[5] ما بين قوسين ليست في (ج).
[6] كذا في النُّسَخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (جمَع)؛ بتخفيف الميم، وينظر
هامشها.
[7] (ابن): ليست في (ب).
[ج 1 ص 300]
(1/2192)
[حديث:
انخسفت الشمس على عهد رسول الله]
1052# قوله: (ثُمَّ [1] كَعْكَعْتَ): أي: حَبَسْتَ.
قوله: (وَلَوْ أخَذْتُهُ [2]؛ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا): يريد:
أنَّهم يأكلون منه ويأكل منه مَن بعدهم حتَّى تنقضيَ الدُّنيا؛ لأنَّه كان لا يفنى
ولا ينقطع بموته، وقد قدَّمتُ ما في «المسند» ومِن [3] عند ابن عبد البرِّ عِظَم
عنقود الجنَّة من حديث عتبة بن عبدٍ السُّلَميِّ، وعزاه ابن قيِّم الجوزيَّة إلى
«المسند» في «حادي الأرواح»، والقرطبيُّ في «تذكرته» لعبد الرَّزَّاق، ثمَّ [4]
قال: (ذكره أبو عمر في «التمهيد» بإسنادٍ؛ وهو إسنادٌ صحيحٌ).
قوله: (أَفْظَعَ): هو بالظاء المعجمة؛ أي: أعظم، وأشدَّ، وأَهْيَب، و (أفظع) هنا:
أشدُّ فظاعة؛ أي: أفظع ممَّا سواه من المناظر الفظيعة، فحذف اختصارًا؛ لدلالة
الكلام عليه، وقد تقدَّم.
قوله: (وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ): تقدَّم الكلام على نصب (أكثرَ)
فيما مضى.
(1/2193)
سؤالٌ:
إن قيل [5]: كيف يلتئم هذا مع حديث أبي هريرة: «إنَّ أدنى أهل الجنَّة مَن له
زوجتان من الدُّنيا»، ومقتضاه: أنَّ النساء ثلثا أهل الجنَّة؟ والجواب: أن يُحمَل
حديثُ أبي هريرة هذا على ما بعد خروجهنَّ من النَّار، أو خرج الحديث الأوَّل مخرجَ
التَّغليظ والتخويف، وفيه نظرٌ؛ لأنَّه أخبر عمَّا رأى، وأجاب بعضهم: بأنَّه مخصوص
ببعض النِّساء دون بعض، وفي «تذكرة القرطبيِّ» قال: (علماؤنا لم يختلفوا في جنس
النِّساء، وإنَّما اختلفوا في نوع من الجنس، وهو نساء الدُّنيا ورجالها أيُّهما
[6] أكثر، فإن كان [7] اختلفوا في المعنى الأوَّل؛ وهو جنس النساء مطلقًا؛ فحديث
أبي هريرة حُجَّة)، ويعني بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: «لكلِّ واحد منهم
زوجتان»، قال: (وإن اختلفوا في نوع من الجنس، وهم أهل الدُّنيا؛ فالنِّساء في
الجنَّة أقلُّ)، قال القرطبيُّ: (ويحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار،
وأمَّا بعد خروجهنَّ بالشَّفاعة ورحمة الله حتَّى لا يبقى فيها أحد ممَّن قال: لا
إله إلَّا الله؛ فالنِّساء في الجنَّة أكثر، وحينئذٍ [8] يكون لكلِّ واحد زوجتان؛
أي: من نساء الدُّنيا، وأمَّا الحور العِين؛ فقد يكون لكلِّ واحد منهم الكثيرُ
منهنَّ، ثمَّ ذكر حديثَ أبي سعيد مرفوعًا: «إنَّ أدنى أهل الجنَّة مَن له اثنتان
وسبعون زوجة»، ورأيت شيخنا رحمه الله نقل هذا الاحتمال عن الحكيم التِّرمذيِّ وغيرِه
جازِمين به، والله أعلم، وسيجيء الكلام في (باب صفة الجنَّة) في زوجات الجنَّة،
والأحاديث في ذلك إن شاء الله تعالى ذلك.
قوله: (يَكْفُرْنَ [9] العَشِيْر): تقدَّم الكلام عليه في (الحيض).
قوله: (قَطُّ): تقدَّمت [10] اللُّغات التي فيها.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (رَأَيْنَاكَ).
[2] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أصَبْتُه).
[3] في (ج): (من).
[4] (ثمَّ): ليس في (ج).
[5] في (ج): (كيف).
[6] في (ب) و (ج): (أنهما)، وليس بصحيح.
[7] (كان): ليس في (ج).
[8] (يكون): ليس في (ب).
[9] في (ج): (ويكفرن)،وليس بصحيح.
[10] في (ب) و (ج): (تقدَّم).
[ج 1 ص 300]
(1/2194)
[باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف]
(1/2195)
[حديث:
أتيت عائشة حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام]
1053# قوله: (الْغَشْيُ): تقدَّم الكلام عليه في (باب مَن لم يتوضَّأ إلَّا من
الغشي المُثقِل) وغيرِه.
قوله: (حَتَّى الجَنَّةَ والنَّارَ): تقدَّم أنَّه يجوز في إعرابه ثلاثةُ أوجه
_والله أعلم_؛ النَّصبُ، والجرُّ، والرَّفع.
قوله: (الدَّجَّالِ): سيأتي الكلام عليه في بابهِ، وتقدَّم [1] عليه بعضُ الكلام.
قوله: (أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ): هو مَنْصوبٌ.
قوله: (يُؤْتَى أَحَدُكُمْ): تقدَّم أنَّ فتنة القبر هل هي مختصَّة بالمؤمنين
والمنافقين أو عامَّةٌ حتَّى الكفَّار؟ قولان؛ والصَّحيح: التَّعميم، وتقدَّم
الكلام في فتنة الأمم قبلنا، وكلام القرطبيِّ وابن قيِّم الجوزيَّة فيها: (أنَّ
كلَّ أمَّة مع نبيِّها)، كذلك قاله ابن القيِّم تفقُّهًا، وليس في المسألة نقلٌ
عنده، وتقدَّم هل الأطفال يُسأَلون في قبورهم؟ ذكر ابن القيِّم فيها قولين، قال:
(وهما وجهان في مذهب أحمد) [2]، وفي «تذكرة القرطبيِّ»: (أنَّهم يُسأَلون، وأنَّ
ظواهر الأخبار تقتضيه)، ذكر ذلك في (باب ذكر حديث البراء) عقيبه في الرَّدِّ على
المُلحِدة، وهو [3] في أوائل «التذكرة» وذكر مسألة في «الرُّوح» فيمن هم في أعلى
المقامات، [هل يُسأَلون في قبورهم في كتاب «الرُّوح» في أوَّل الكَّرَّاسة التَّاسعة،
وذكر فيها قولين، قال: (وهما وجهان في مذهب أحمد وغيره) انتهى، وهذا غريبٌ جدًّا]
[4].
قوله: (أَيَّ ذَلِكَ): هو بالنَّصب [5].
قوله: (إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا): وفي [6] نسخة: (لمؤمنًا)، تقدَّم أنَّ همزة
(إِنْ) مكسورة، وأنَّها مخفَّفةٌ من الثَّقيلة.
قوله: (وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ): تقدَّم الكلام عليه أعلاه [7]
أنَّ الصَّحيح: تعميمُ السؤال للمؤمن والمنافق والكافر، والله أعلم.
قوله: (أَيَّهُمَا [8]): هو بالنَّصب.
(1/2196)
[باب
من أحب العتاقة في كسوف الشمس]
قوله: (الْعَتَاقَةَ): هي بفتح العين، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
==========
[ج 1 ص 300]
(1/2197)
[حديث:
لقد أمر النبي بالعتاقة في كسوف الشمس]
1054# قوله: (زَائِدَةُ): هو زائدة بن قدامة، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعضُ ترجمته.
قوله: (عَنْ هِشَامٍ): هذا هو هشام بن عروة، مشهور الترجمة.
قوله: (عَنْ فَاطِمَةَ): هي فاطمة بنت المنذر بن الزُّبير، زوج هشام، مشهورة
معروفة.
قوله: (عَنْ أَسْمَاءَ): هي بنت أبي بكر الصِّدِّيق، وهي جدَّة فاطمة، تقدَّم بعض
ترجمتها رضي الله عنهما [1].
(1/2198)
[باب صلاة الكسوف في المسجد]
(1/2199)
[حديث:
أن يهودية جاءت تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر]
1055# 1056# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم مرارًا أنَّه إسماعيل بن أبي
أُوَيس عبد الله، ابنُ أخت الإمام [1] مالك بن أنس، شيخِ الإسلام.
قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هو الأنصاريُّ، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعضُ
ترجمته.
قوله: (أَنَّ يَهُودِيَّةً): تقدَّم أنِّي لا أعرف أحدًا سمَّاها.
قوله: (عَائِذًا بِاللهِ): تقدَّم أنَّه مَنْصوبٌ على الحال المُؤكَّدة أو المصدر
قريبًا.
قوله: (مِنْ ذَلِكَ): تقدَّم [2] الكلام، وأنَّ الظَّاهر أنَّه بفتح الكاف قريبًا.
قوله: (ظَهْرَانَيِ الْحُجَرِ): تقدَّم أنَّ (ظهرانَي)؛ بفتح النُّون، و (الحُجَر)
جمع (حُجرة)؛ وهي بيوت أزواجه رضي الله عنهنَّ.
==========
[1] (الإمام): ليس في (ج).
[2] زيد في (ب): (عليه).
[ج 1 ص 301]
(1/2200)
[باب:
لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته]
قوله: (رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ): تقدَّم أنَّه نُفَيع بن الحارث أو مسروحٌ،
وتقدَّم بعض ترجمته رضي الله عنه.
قوله: (وَأَبُو مُوسَى): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حضَّار
الأشعريُّ.
==========
[ج 1 ص 301]
(1/2201)
[حديث:
الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته]
1057# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هذا هو يحيى بن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ،
تقدَّم مرارًا.
قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ): هو إسماعيل بن أبي خالد، الكوفيُّ الإمام، وكان [1]
طحَّانًا، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم في بعض المرَّات ترجمتُه.
قوله: (حَدَّثَنِي قَيْسٌ): هو قيس بن أبي حازم، تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ): هو عقبة بن عمرٍو الأنصاريُّ، تقدَّم بعض ترجمته،
وأنَّ الصَّحيح: أنَّه ليس ببدريٍّ، وإنَّما كان ينزل ماءً [2] ببدر [3]، فنُسِب
إليها.
==========
[1] في (ب): (كان).
[2] في (ب): (ماء)، وسقط (ماءً) من: (ج).
[3] في (ج): (بدرًا).
[ج 1 ص 301]
(1/2202)
[حديث:
كسفت الشمس على عهد رسول الله]
1058# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [1]: [حَدَّثَنَا هِشَامٌ):
يعني: ابنَ يوسف] [2]، هذا هو المُسنديُّ الحافظ، (وكذا قاله بعض الحُفَّاظ العصريِّين،
قال: ويُؤيِّده أنَّه أخرج عن عبد الله بن مُحَمَّد المُسنديِّ عدَّةَ أحاديثَ مِن
روايته عن هشام بن يوسف الصنعانيِّ، وكان سماعه منه بصنعاء، وابن أبي شيبة لم
يدخلِ اليمن، ولا له عن هشام بن يوسف روايةٌ، انتهى) [3]، والمسنديُّ [4] تقدَّم
مرارًا، وتقدَّم الكلام على ترجمته [5]، ولم قيل له: المُسنديُّ.
قوله: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): هو هشام بن يوسف، أبو عبد الرَّحمن، قاضي صنعاء،
تقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا [6] مَعْمَرٌ): تقدَّم أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ
ساكنةٌ، وهو راشد، وتقدَّم أنَّ (الزُّهري): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، العَلَم
الفرد.
قوله: (وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ): (هشام): مجرورٌ معطوفٌ على (الزُّهريِّ)، ومعمر
رواه عنهما؛ فاعلمه.
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).
[2] ما بين معقوفين ليس في (ب) و (ج).
[3] ما بين قوسين ليس في (ج).
[4] (والمُسنديُّ): مثبت من (ب).
[5] زيد في (ب): (بعض).
[6] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق) بعد الإصلاح: (أخبرنا).
[ج 1 ص 301]
(1/2203)
[باب الذكر في الكسوف]
(1/2204)
[حديث:
هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته]
1059# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة،
المشهور الإمام.
قوله: (عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ): تقدَّم أنَّه بضمِّ المُوَحَّدة، وفتح
الرَّاء، وهذا ظاهرٌ عند أهله، وهو ابن عبد الله بن أبي بُردة بن أبي موسى
الأشعريِّ.
قوله: (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ): تقدَّم أنَّه ابن أبي موسى الفقيه، قاضي الكوفة،
الحارث أو عامر، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (عَنْ أَبِي مُوسَى): تقدَّم أعلام اسمُه ونسبُه.
قوله: (يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ): قد يُستشكَل هذا من حيث إنَّ (السَّاعة)
لها مُقدِّماتٌ كثيرةٌ، ولا بدَّ مِن وقوعها، ولم تكن وقعت [1]؛ كطلوع الشَّمس مِن
مغربها، وخروج الدَّابَّة والنَّار، وغير ذلك من الأمور المشهورة في الأحاديث،
ويُجاب عنه بأجوبة؛ أحدها: لعلَّ هذا الكسوف كان قبل إعلام النَّبيِّ صلَّى الله
عليه وسلَّم بهذه الأمور، الثَّاني [2]: لعلَّه خشي أن يكون بعض مُقدِّماتها،
الثَّالث: أنَّ الرَّاوي ظنَّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يخشى أن تكون
السَّاعةَ، وليس يلزم من ظنِّه أن يكون النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خشي ذلك
حقيقة، بل خرج النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مستعجلًا مُهتمًّا بالصَّلاة
وغيرها من أمور الكسوف مبادرًا إلى ذلك، وربمَّا خاف أن يكون نوع عقوبة كما [3]
كان صلَّى الله عليه وسلَّم عند هبوب الرِّياح تُعرَف الكراهية في وجهه، ويخاف أن
يكون عذابًا، فظنَّ الرَّاوي خلاف ذلك، فلا اعتبار بظنَّه، والله أعلم [4]، قاله
النَّوويُّ بأطولَ مِن هذا.
==========
[1] في (ج): (طلعت).
[2] في (ج): (والثاني).
[3] في (ب): (لما).
[4] (والله أعلم): ليس في (ج).
[ج 1 ص 301]
(1/2205)
[باب
الدعاء في الخسوف]
قوله: (قَالَهُ أَبُو مُوسَى): تقدَّم أنَّه الأشعريُّ عبد الله بن قيس بن سُلَيم
بن حَضَّار.
==========
[ج 1 ص 301]
(1/2206)
[حديث:
انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس ... ]
1060# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو الوَليِدِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هشام بن عبد الملك
الطَّيالسيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنا زَائِدةُ): تقدَّم أعلاه [1] أنَّه ابن قدامة، وتقدَّم بعض
الكلام عليه.
قوله: (عَنْ زِيادِ بنِ علَاقَةَ): (علاقة)؛ بكسر العين وفتحِها، أبو مالك
الثَّعلبيُّ، عن عمِّه قطبة بن مالك وجريرٍ البجليِّ، وعنه: شعبةُ والسُّفيانان، تُوُفِّيَ
سنة (125 هـ) تقريبًا، وقد قارب المئة، أخرج له الجماعة.
قوله: (يَومَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ): تقدَّم في أوَّل (الكُسوف) متى وُلِد إبراهيم،
وكم عاش، ومتى تُوُفِّيَ رضي الله عنه.
==========
[1] (أعلاه): ليس في (ب).
[ج 1 ص 301]
(1/2207)
[باب
قول الإمام في خطبة الكسوف: أما بعد]
قوله: (أَمَّا بَعْدُ): تقدَّم في أوَّل هذا التَّعليق أنَّه يجوز فيها أربعةُ
أوجه، وتقدَّم الخلاف في أوَّل مَن قالها، وتقدَّم في (الجمعة) أيضًا، وتقدَّم في
(الجمعة) كم روى (أمَّا بعد) عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن صحابيٍّ؛
فانظر ذلك في (الجمعة) إن أردته.
==========
[ج 1 ص 301]
(1/2208)
[معلق
أبي أسامة: فانصرف رسول الله وقد تجلت]
1061# قوله: (وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم أنَّه حمَّاد بن أسامة، وهذا تعليق
مجزوم به، فهو على شرطه، وقد ذكره في (الجمعة) بلفظ: (وقال محمودٌ:
[ج 1 ص 301]
حدَّثنا أبو أسامة)؛ فذكره به.
(1/2209)
[باب
الصلاة في كسوف القمر]
قوله: (بَابُ الصَّلاةَ فِي كُسُوفِ الْقَمَرِ): فائدةٌ: سمعت مِن بعض مشايخي في
الحديث والفقه من أهل حلبَ، وهو الإمام العلَّامة كمال الدِّين أبو حفص عمر بن
الشَّيخ تقيِّ الدِّين إبراهيم بن العجميِّ يقول: (كسوف القمر يتَّفق كثيرًا،
وقلَّ سنة تمضي إلَّا وينكسف فيها القمر، ولكن لم يصحَّ في حديث: أنَّه صلَّى الله
عليه وسلَّم صلَّى لخسوف [1] القمر)، هذا كلامه أو معنى كلامه، انتهى، وكذا قال
غيره؛ كابن القيِّم في «الهدي»، وعبارته: (وانكسف القمر على عهد رسول الله صلَّى
الله عليه وسلَّم دفعاتٍ كثيرةً)، ولم يُنقَل أنَّه صلَّاها في جماعة، ولا أنَّه
دعا إلى ذلك، قال شيخنا الشَّارح: (ومِن الغريب قولُ ابن رُشْد: إنَّه لم يُروَ
أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى في كسوف القمر مع كثرة دورانه، وقد أسلفنا مِن
طريقٍ هناك أنَّه صلَّى فيه)؛ يريد بذلك: ما رواه الدَّارقطنيُّ عن عروة عن عائشة
رضي الله عنها: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان يصلِّي في كسوف الشَّمس [2]
والقمر [3] أربعَ ركعات، وأربع سجدات، ويقرأ في الأولى: بالعنكبوت أو الرُّوم، وفي
الثَّانية: بياسين)، فيه إسحاقُ بن راشد، وهو من رجال البخاريِّ والأربعة، صدوق،
انتهى، قال المُحبُّ الطَّبريُّ في «أحكامه» عقب حديث عائشة [4]: (وذكرُ القمر
غريبٌ) انتهى، قال شيخنا المؤلِّف: (وروى الدَّارقطنيُّ أيضًا من حديث ابن عبَّاس
رضي الله عنهما: أنَّه عليه السَّلام صلَّى في كسوف القمر والشمس ثماني ركعات في
أربع سجدات) انتهى، وقد روى الحسن البصريُّ قال: (خُسِفَ القمرُ وابن عبَّاس أمير
بالبصرة، فصلَّى بنا ركعتين، في كلِّ ركعة ركعتان، فلمَّا فرغ؛ ركب وخَطَبَنا، فقال:
صلَّيت بكم كما رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصلِّي، رواه الشَّافعيُّ
في «مسنده»)، قال ابن المدينيِّ _كما نقله العلائيُّ في «المراسيل» _: إنَّه لم
يَسمَع من ابن عبَّاس، وكذا قال بهز بن أسد [5]، وأحمد ابن حنبل، ويحيى بن مَعِين،
قال ابن المدينيِّ في [6] قول الحسن: (خَطَبَنا ابن عبَّاس بالبصرة): (إنَّما هو
كقول ثابت: قدم علينا عمران بن حصين، ومثل قول مجاهد: قدم علينا عليٌّ، وكقول
الحسن: إنَّ سراقة بن مالك بن جُعشم حدَّثهم، وقوله: غزا بنا مجاشع بن مسعود)، وقد
تقدَّم أنَّ شيخي العراقيَّ قال في «سيرته» المنظومة:
(1/2210)
~…وَقِيْلَ
فِي الخَمْسِ وَفِيهِ نَزَلَتْ…آيُ الحِجَابِ وَالخُسُوفُ صُلِّيَتْ
~…لِقَمَرٍ وَفِيهِ غَزْوُ الخَنْدَقِ…مَعَ قُرَيْظَةٍ مَعَ المُصْطَلَقِ
لكن قال في أوَّل هذه «السِّيرة» ما لفظه:
~…وَلْيَعْلَمِ الطَّالِبُ أَنَّ السِّيَرَا…تَجْمَعُ مَا صَحَّ وَمَا قَدْ
أُنْكِرَا
انتهى، وقال مغلطاي في «سيرته الصُّغرى»: (وفي جمادى الآخرة _يعني: سنة خمس_
خُسِفَ القمرُ، وصلَّى صلاة الخسوف).
(1/2211)
[حديث:
انكسفت الشمس على عهد رسول الله فصلى ركعتين]
1062# قوله: (حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ): هو محمود بن غيلان المروزيُّ، الحافظ، أبو
أحمد، عن الفضل بن موسى السِّينانيِّ وابن عيينة، وعنه: مَن سوى أبو داود، وابنُ
خزيمة، والبغويُّ، مات في رمضان سنة (239 هـ)، أخرج له مَن روى عنه مِنهم، قال
النَّسائيُّ: ثقة، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به.
قوله: (عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ): أمَّا (يونسُ)؛ فقد
تقدَّم أنَّه ابن عبيد [1]، وتقدَّم بعض ترجمته، وأمَّا (الحسن)؛ فهو ابن أبي الحسن
البصريُّ، الإمام، و (أبو بكرةَ): نُفَيع بن الحارث، تقدَّم.
==========
[1] زيد في (ج): (الله).
[ج 1 ص 302]
(1/2212)
[حديث:
خسفت الشمس على عهد رسول الله فخرج يجر رداءه]
1063# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم أنَّه بفتح الميمَين، بينهما
عينٌ ساكنةٌ، وأنَّ اسمه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج المِنقريُّ، تقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعيد
التَّنُّوريُّ [1]، الحافظُ، وتقدَّم عليه بعض الكلام.
قوله: (وَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ): (ثاب)؛ أي: اجتمع، ويقال: رجعوا، وهو قريب.
قوله: (وَذَاكَ أَنَّ ابْنًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَاتَ
يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ): تقدَّم متى وُلِد إبراهيم، وكم عاش، ومتى مات في
أوَّل (الكسوف).
==========
[1] في (ج): (سعد الثَّوريُّ)، وهو تحريف.
[ج 1 ص 302]
(1/2213)
[باب الركعة الأولى في الكسوف أطول]
(1/2214)
[حديث:
أن النبي صلى بهم في كسوف الشمس أربع ركعات في]
1064# قوله: (حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ): تقدَّم أعلاه أنَّه محمود بن غيلان، وتقدَّم
أيضًا فيه بعضُ ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ): قال الدِّمياطيُّ: (الزُّبيريُّ مُحَمَّد بن
عبد الله بن الزُّبير بن عمر بن درهم، الأسديُّ مولاهم، الكوفيُّ) انتهى،
الزُّبيري _بضمِّ الزَّاي_ عن فطر بن خليفة، ومسعر، وخلق، وعنه: أحمد، ومحمود بن
غيلان، وأحمد بن الفرات، وخلقٌ، قال بندار: (ما رأيت أحفظ منه)، وقال آخر: كان
يصوم الدَّهر، مات سنة (203 هـ)، أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان».
قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ،
الإمامُ، شيخ الإسلام، وأحد الأعلام، مشهور الترجمة.
قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن سعيد الأنصاريُّ، تقدَّم، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (الأَوَّلُ الأَوَّلُ أَطْوَلُ): (الأوَّل): مَرْفوعٌ فيهما، و (أطولُ):
خبره [1]، وفي رواية: (الأولى فالأولى).
(1/2215)
[باب الجهر بالقراءة في الكسوف]
(1/2216)
[حديث:
جهر النبي في صلاة الخسوف]
1065# 1066# قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ نَمِرٍ): هو بفتح النُّون، وكسر الميم،
واسمه عبد الرَّحمن، وسيأتي قريبًا مُسمًّى، وهو يَحصَبيٌّ، عن مكحول والزُّهريِّ،
وعنه: الوليد بن مسلم فقط، قال أبو حاتم وغيره: ليس بقويٍّ، أخرج له البخاريُّ،
ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، له ترجمة في «الميزان».
قوله: (سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن
مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهريُّ، العالم المشهور.
قوله: (وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ): قال شيخنا
الشَّارح: (وقول البخاريِّ: وقال الأوزاعيُّ وغيره: سمعت الزُّهريَّ، عن عروة، عن
عائشة: «أنَّ الشمس خُسِفَت ... »؛ الحديث، ذكر خلفٌ أنَّ مُسلِمًا رواه عن
مُحَمَّد بن مهران: حدَّثنا الوليد: حدَّثنا الأوزاعيُّ عن ابن شهاب، ثمَّ قال:
وهو حديث البخاريِّ عن مُحَمَّد بن مهران، عن الوليد، وقال _ يعني: الوليد_: وقال
الأوزاعيُّ وغيره: سمعت الزُّهريَّ) انتهى، وقال المِزِّيُّ في «أطرافه»:
(البخاريُّ في «الكسوف» في أثناء حديث مُحَمَّد بن مهران عن الوليد بن مسلم، عن
عبد الرَّحمن بن نَمِر، عن الزُّهريِّ، قال _ يعني: الوليد_: وقال الأوزاعيُّ
وغيره: سمعت الزُّهريَّ به)، [وقال بعض حُفَّاظ العصر: (هو عبد الرَّحمن بن نَمِر
عند مسلم)] [1].
قوله: (وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ): قائل ذلك هو الوليد بن
مسلم.
قوله: (فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ أَخُوكَ ذَلِكَ): الزُّهريُّ يخاطب عروةَ بن
الزُّبير.
قوله: (مِثْلَ الصُّبْحِ): (مثلَ)؛ بالنَّصب فقط، لا كما تقدَّم، تلك يجوز فيها
الكسر والنَّصب [2].
قوله: (أَجَلْ): تقدَّم الكلام عليها قريبًا، وأنَّها بمعنى: نعم.
(1/2217)
قوله:
(تَابَعَهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ فِي الْجَهْرِ [3]): الضمير في (تابعه) يعود على عبد الرَّحمن بن
نَمِر، وسفيان بن حسين واسطيٌّ، يكنى أبا مُحَمَّد وأبا الحسن، عن الحسن،
ومُحَمَّد بن سيرين، والزُّهريِّ، وعنه: شعبة ويزيد بن هارون، قال النَّسائيُّ:
ليس به بأسٌ إلَّا في الزُّهريِّ، وله ترجمةٌ في «الميزان»، أخرج له البخاريُّ
تعليقًا، والأربعة، وأمَّا (سليمان بن كثير) العبديُّ؛ فعن الزُّهريِّ وعمرو بن
دينار، وعنه: أخوه مُحَمَّد وعفَّان، صُوَيلِحٌ، ضعَّفه ابن معين، وقال
النَّسائيُّ: ليس به بأس إلَّا في الزُّهريِّ، وله ترجمةٌ في «الميزان»، وقال
الدِّمياطيُّ: (سليمان بن كثير العبديُّ البصريُّ اتَّفقا عليه، وسفيان بن حسين
احتجَّ به مسلم، واستشهد به البخاريُّ، وهما ضعيفان في حديث الزُّهريِّ) انتهى.
فائدةٌ: متابعة سفيان بن حسين أخرجها التِّرمذيُّ في (الكسوف) عن أبي بكر مُحَمَّد
بن أبان، عن إبراهيم بن صدقة، عن سفيان بن حسين به، وهذا لفظه [4]، وقال: حسن
صحيح، ورواه أبو إسحاق الفزاريُّ عن سفيان بن حسين نحوه، وأخرجها النَّسائيُّ فيه
عن إسحاق بن إبراهيم، عن مُحَمَّد بن يزيد [5]، عن سفيان بن حسين نحوه.
ومتابعة (سليمان بن كثير) أخرجها النَّسائيُّ فيه عن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد
الله، عن أبي داود، عن سليمان بن كثير نحوه، حديث النَّسائيِّ في رواية ابن الأحمر،
ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر.
[ج 1 ص 302]
==========
[1] ما بين معقوفين ليس في (ج).
[2] في (ب): (والضم)، وليس بصحيح.
[3] في (ج): (الخبر)،وليس بصحيح.
[4] في (ج): (لفظ).
[5] في (ج): (سيرين)، وليس بصحيح.
(1/2218)
((17))
(كتاب سجود القرآن)
(بَابُ مَا جَاءَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ وَسُنَّتِهَا) ... إلى (بَابِ مَا جَاءَ
فِي التَّقْصِيْر)
(سيأتي قريبًا متى شُرِعَ سجود القرآن، وما أوَّل سجدةٍ نزلت قبلُ) [1]
==========
[1] ما بين قوسين سقط من (ج).
(1/2219)
[حديث:
قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها]
1067# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم أنَّه بُندارٌ، ولم
لُقِّب بذلك، وأنَّ (بشارًا) بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الشين المعجمة، وتقدَّم بعض
ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا غُنْدرٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الغين المعجمة، ثمَّ نون
ساكنة، ثمَّ دال مهملة مضمومة ومفتوحة، ثمَّ راء، وأنَّه مُحَمَّد بن جعفر،
وتقدَّم مَن لقَّبه بذلك.
قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عمرو بن عبد الله السَّبيعيُّ،
وتقدَّم عليه بعض الكلام.
قوله: (سَمِعْتُ الأَسْوَدَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الأسود بن يزيد النَّخعيُّ.
قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن مسعود بن غافل الهذليُّ، من السَّابقين
والمهاجرين الأوَّلين رضي الله عنه.
قوله: (قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ النَّجْمَ بِمَكَّةَ):
اعلم أنَّ هذه أوَّلُ سورةٍ نزل فيها سجدةٌ، وهي أوَّل السَّجدات، فلهذا بدأ بها،
وكانت السَّجدةُ في رمضان سنة خمس من النُّبوَّة، وكانت هجرة مَن هاجر إلى الحبشة
مِن الصَّحابة في رجب من السَّنة، فأقاموا شعبان وشهر رمضان، وكانت السَّجدةُ في
رمضان، قاله الواقديُّ، والله أعلم.
(1/2220)
قوله: (غَيْرَ شَيْخٍ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى): هذا الشَّيخ هو أميَّة بن خلف، كما ذكره البخاريُّ في تفسير (النَّجم)، وأخرج البخاريُّ أيضًا في (باب قتل أبي جهل) ما يشعر بأنَّه أميَّة بن خلف، قال شيخنا: (وقال ابن سعد: إنَّه الوليد بن المغيرة)، قال [1]: (قال بعضهم: إنَّه أبو أُحَيحَة، وقال بعضهم: كلاهما جميعًا فعلَ ذلك، وحكى المنذريُّ أقوالًا: الوليد بن المغيرة، عتبة بن ربيعة، أبو أحيحة سعيد بن العاصي، قال: (وما ذكره البخاريُّ أصحُّ)؛ يعني: أميَّة بن خلف، قال شيخنا: (ولم يحكِ ابنُ بطَّال غير الوليد بن المغيرة)، قال: (وذكر ابن بَزِيزَة [2]: أنَّ ذلك كان مِن المنافقين، وهو [3] وَهَمٌ) انتهى مُلَخَّصًا، وفي «مبهمات ابن بشكوال» قال: (الرَّجل أميَّة بن خلف)، وساق شاهده من «البخاريِّ»، وقيل: الوليد بن المغيرة، وقيل: عتبة بن ربيعة، ذكر ذلك سُنَيد بن داود في «تفسيره» عن ابن جريج، وذكر أبو جعفر النَّحَّاس: (أنَّه أبو أحيحة سعيد بن العاصي)، ثمَّ قال: (والذي ذكره البخاريُّ أصحُّ إن شاء الله تعالى)، وذكر الطَّبريُّ [4]: (أنَّه أبو أحيحة) انتهى، وفي «تفسير الأستاذ العلَّامة أثير الدين» أبي حيَّان شيخ شيوخنا «البحر»: أنَّه أبو لهب، والله أعلم.
(1/2221)
فائدةٌ:
اختُلِف في عدد سجود القرآن على أقوال؛ أصحها: أربعَ عشرةَ، ثانيها: أربعَ عشرةَ
بإسقاط ثانية (الحجِّ)، وإثبات (ص)، وهو مذهب أبي حنيفة، وداود، وابن حزم، ثالثها:
إحدى عشرةَ بإسقاط سجدات المفصَّل، وسجدة آخر (الحجِّ)، وهو مشهورُ مذهبِ مالكٍ
وأصحابِه، ورُوِيَ عن ابن عمر وابن عبَّاس، الرَّابع: خمسَ عشرةَ بإثبات (ص)
وثانية (الحجِّ)، وهو قول المدنيِّين عن مالكٍ، ومذهب عمر وابنه عبد الله،
واللَّيث، وإسحاق، وروايةٍ عن أحمدَ، وابن المنذر، الخامس: أربعَ عشرةَ بإسقاط
(النَّجم)، وهو قول أبي ثور، سادسها: ثنتا عشرةَ، وهو قول مسروق بإسقاط ثانية
(الحجِّ)، و (ص)، و (الانشقاق)، السَّابع: ثلاثَ عشرةَ بإسقاط ثانية (الحجِّ) و
(الانشقاق)، وهو قول عطاء الخراسانيِّ، الثَّامن: عزائمُ السُّجود خمسٌ:
(الأعراف)، و (بنو إسرائيل)، و (النَّجم)، و (الانشقاق)، و (اقرأ)، وهو مرويٌّ عن
ابن مسعود، التَّاسع: عزائمه أربعٌ: {الم تنزيل}، و {حم} السَّجدة، و (النَّجم)، و
(اقرأ)، وهو مرويٌّ عن ابن عبَّاس، ويُروَى عن عليٍّ أيضًا؛ لأنَّه أُمِرَ
بالسُّجود، والباقي وصفٌ، العاشر: ثلاث: {الم تنزيل}، و (النَّجم)، و (اقرأ)،
يُروَى عن سعيد بن جُبَير، الحادي عشر: عشرٌ، قاله عطاء، الثَّاني عشرَ: عزائم
السُّجود: {الم تنزيل}، و {حم تنزيل}، و (الأعراف)، و (بنو إسرائيل)، وهو مرويٌّ
عن عبيد بن عمير، مُلخَّصٌ من كلام شيخنا الشَّارح رحمه الله تعالى.
==========
[1] في (ب) و (ج): (وقال).
[2] في (ب): (بريرة)، وهو تصحيف.
[3] (وهو): سقط من (ب).
[4] في (ج): (الطَّبرانيُّ).
[ج 1 ص 303]
(1/2222)
[باب سجدة تنزيل السجدة]
(1/2223)
[حديث:
كان النبي يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر {الم تنزيل}.]
1068# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ): هذا هو الفريابيُّ تقدَّم، و
(سُفْيَانُ): هو الثَّوريُّ فيما يظهر.
قوله: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هو الأعرج، و (أَبُو هُرَيرَةَ) تقدَّم مرارًا.
==========
[ج 1 ص 303]
(1/2224)
[باب سجدة {ص}]
(1/2225)
[حديث
ابن عباس: {ص} ليس من عزائم السجود]
1069# قوله: ({ص} لَيْسَ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ): في (ص) قراءاتٌ، قال مكِّيٌّ
[1]: (فيها أربعٌ: {ص}؛ بالإسكان، و «صادِ» بكسر الدَّال، و «صادَ» بفتحها، و
«صادٍ» بالكسر والتَّنوين) انتهى، وما عدا الإسكانِ شواذٌّ، وقوله: (من عزائم
السُّجود): قال ابن قُرقُول: (أي: مُؤكِّداته [2] عند أهل الحجاز، وموجباتِه عند
العراقيِّين، وقيل: عزائم السُّجود: ما أُمِر في القرآن بالسُّجود فيه) [3].
قوله: (وَأَبُو النُّعْمَانِ): هو مُحَمَّد بن الفضل عارمٌ، تقدَّم.
و (حَمَّادٌ [4]): هو ابن زيد، وكذا هو في نسخة في طرَّة أصلنا.
(1/2226)
[باب
سجود المسلمين مع المشركين]
قوله: (وَالْمُشْرِكُ نَجَسٌ): قال ابن قُرقُول: (يقال: رِجس: نِجس، وثوب نجَس
ونجِس، وكذلك في التثنية والجمع، والذَّكر والأنثى؛ أعني: نجسًا، قاله الكسائيُّ،
وقال غيره: إنَّما هو بفتحهما ما لم يَتْبَعِ الرِّجسَ، والنَّجس: كلُّ
مُستقذَرٍ)، وفي «الصِّحاح»: (نَجِسَ الشَّيءُ _بالكسر_ ينجَس نجَسًا؛ فهو نجِسٌ
ونجَسٌ أيضًا، قال تعالى: {إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، قال
الفرَّاء: إذا قالوه مع الرِّجْس؛ أتبعوه إيَّاه، فقالوا: رِجْس نِجْس؛ بالكسر)
انتهى.
قوله: (لَيْسَ لَهُ وُضُوءٌ): تقدَّم أنَّه بضمِّ الواو، ويجوز فتحها، وكذا قوله:
(على غير وضوءٍ).
[قوله: (وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ [1] يَسْجُدُ عَلَى وُضُوءٍ [2]): هذا الأثر أسنده
ابن أبي شيبة من حديث سعيد بن جبير، قال: (كان عبد الله بن عمر ينزل عن راحلته
فيهريق الماء، ثمَّ يركب، فيقرأ السَّجدة فيسجد وما يتوضَّأ)، رواه عن مُحَمَّد بن
بشر: حدثنا زكريَّاء بن أبي زائدة: حدثنا أبو الحسن _ يعني: عبيد الله بن الحسن_
عن رجل _زعم أنَّه ثقةٌ_ عن سعيد به، لكن روى البيهقيُّ: من حديث قتيبة بن سعيد:
حدَّثنا اللَّيث عن نافع، عن ابن عمر أنَّه قال: (لا يسجد الرجل إلَّا وهو طاهر)،
ووقع في رواية أبي الهيثم عن الفربريِّ: (كان ابن عمر يسجد على وضوء)؛ بحذف لفظة
(غير)، وكذا في نسخة الأصيليِّ، لكن الذي رواه ابن السَّكن كما في الكتاب، وهو
الصَّواب، كما قاله ابن بطَّال، قاله شيخنا، وقد ذُكِر مثل مذهب ابن عمر عن
الشَّعبيِّ، وروى مثله عطاءٌ عن أبي عبد الرَّحمن، وكذلك روى عن ابن عبَّاس، روى
كلَّ ذلك [3] ابنُ أبي شيبة، وقال ابن حزم: (ليس السُّجود فرضًا، ولكنَّه فضلٌ،
ويُسجَد لها في الفرض والتَّطوُّع، وفي غير الصَّلاة في كلِّ وقت، وفي وقت
النَّهي، إلى القبلة، وإلى غير القبلة، وعلى طهارة وغير طهارة) انتهى، وإلى غير القبلة؛
مُشكِلٌ، والله أعلم، وهذا يتمشَّى في السَّفر، وقد كان الاصطخريُّ يتنفَّل على
بغلته في بغداد إلى القبلة وغيرِها، وهي سائرةٌ] [4].
==========
[1] زيد في «اليونينيَّة»: (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما).
[2] كذا في النُّسخ و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (على وضوء).
[3] زيد في (ب): (عن)، وضُرِب عليها في (أ).
[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[ج 1 ص 303]
(1/2227)
[حديث:
أن النبي سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون]
1071# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم أنَّه ابن سعيد بن [1] ذكوان
التَّنُّوريُّ، الحافظ، تقدَّم، وكذا تقدَّم (أَيُّوبُ): أنَّه ابن أبي تميمة
السَّختيانيُّ.
قوله: (رَوَاهُ ابْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ): أي: تابع ابنُ طهمانَ _وهو
إبراهيم بن طهمان_ على رواية هذا الحديثَ عبدَ الوارث، وقولي في (ابن طهمان) أنَّه
[2] إبراهيم، كذا جاء منسوبًا في نسخة هي في هامش أصلنا، وراجعت أصلنا
الدِّمشقيَّ؛ فوجدته كذلك، ولم يزد، وراجعت شرح شيخنا؛ فلم يزد على ذلك، وفي
«أطراف المِزِّيِّ» زيادةٌ على ذلك بعد متابعة ابن طهمان عن أيُّوب ما لفظه: (ولم
يذكر ابنُ عُليَّة عن أيُّوب ابنَ عبَّاس) انتهى، يعني: أنَّ ابن عُليَّة _وهو
إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليَّة_ ذكره مرسلًا، فلم يذكرِ ابن عبَّاس، بل قال: عن
أيُّوب عن عكرمة: أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام سجد بالنَّجم ... )؛ الحديث.
والحاصل: أنَّه رواه عن أيُّوب ثلاثةُ أشخاص: عبد الوارث، وابن طهمان، وابن عُليَّة،
فاثنان وَصَلَاهُ؛ وهما: عبد الوارث، وابن طَهمان، وواحدٌ أرسله، وقد تقدَّم أنَّ
في هذه المسألة، وهي ما إذا [3] رواه بعض الرُّواة الثِّقات مرفوعًا، وبعضهم
موقوفًا، أو [4] بعضهم موصولًا، وبعضهم مُرسَلًا، على أربعة أقوال؛ والصَّحيح
منها: أنَّ العِبرة بمَن وصله إذا كان ثقةً، وهذان ثقتان وَصَلَاهُ، فالعبرة بهما،
وقيل: بل الأكثرون على الإرسال،
[ج 1 ص 303]
وقيل: العبرة بالأكثر، وقيل: بالأحفظ.
(1/2228)
[باب من قرأ السجدة ولم يسجد]
(1/2229)
[حديث
عطاء بن يسار: أنه سأل زيد بن ثابت فزعم ... ]
1072# قوله: (أَخْبَرَنَا يَزِيدُ ابْنُ خُصَيْفَةَ): هو بخاء معجمة مضمومة، ثمَّ
صاد مهملة مفتوحة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ تاء التَّأنيث، وهذا ظاهرٌ، قال
الدِّمياطيُّ: (يزيد بن عبد الله بن خُصَيفةَ الكنديُّ).
قوله: (عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ): هو بضمِّ القاف، ثمَّ سين مهملة مفتوحة، ثمَّ
مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ طاء مهملة، قال الدِّمياطيُّ: (ويزيد بن عبد الله بن
قُسَيط، الكنانيُّ اللَّيثيُّ، ثقتان _يعني [1]: هو وابن خصيفة_ مُتَّفَق عليهما)
انتهى، واعلم أنَّ ليزيدَ ابنِ خصيفة ولابنِ قُسَيط ترجمتين في «الميزان»، وسيأتي
قريبًا جدًّا أنَّه يزيد بن عبد الله بن قسيط.
(1/2230)
[حديث
زيد: قرأت على النبي {والنجم}]
1073# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن
عبد الرَّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.
(1/2231)
[باب سجدة {إذا السماء انشقت}]
(1/2232)
[حديث:
رأيت أبا هريرة قرأ {إذا السماء انشقت}]
1074# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ وَمُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ): أمَّا (ابن فَضالة)؛
فهو بفتح الفاء، تقدَّم، وأمَّا (مسلم)؛ فهو ابن إبراهيم الأزديُّ الفراهيديُّ،
تقدَّم، وتقدَّم أنَّه نُسِب إلى جدِّه فُرهود، وأنَّ النَّسبة إليه: فُرهوديٌّ
وفَراهيديٌّ، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (حَدَّثَنَا [1] هِشَامٌ): هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائِيُّ، تقدَّم
بعضُ ترجمته، ولماذا نُسِب.
قوله: (عَنْ يَحْيَى): تقدَّم أنَّه ابن أبي كثير، وتقدَّم بعضُ ترجمته.
قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله، وقيل: إسماعيل بن عبد
الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر، وتقدَّم بعض ترجمته.
قوله: (رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ): تقدَّم [2] مرارًا كثيرة أنَّه عبد الرَّحمن
بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.
==========
[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (أَخْبَرَنَا).
[2] في (ج): (وتقدَّم).
[ج 1 ص 304]
(1/2233)
[باب
من سجد لسجود القارئ]
قوله: (لِسُجُودِ الْقَارِئِ): هو مهموز الآخِر، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
قوله: (لِتَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ): (تميم بن حَذْلَم) [1]: هذا هو بفتح الحاء
المهملة، ثمَّ ذال معجمة ساكنة، ثمَّ لام مفتوحة، ثمَّ ميم، مصروفٌ [2]، و
(الحَذْلمة): الهَذْلمَة؛ وهو الإسراع، يقال: مرَّ يحذلم؛ إذا مرَّ كأنَّه يتدحرج،
و (تميم) هذا: ضبِّيٌّ، كنيته أبو سلمة، أدرك أبا بكر وعمر، وصحب ابنَ مسعود، روى
عنه: إبراهيم النَّخعيُّ، وسماك بن سلمة الضَّبِّيُّ، والعلاء بن بدر، وآخرون،
أخرج له البخاريُّ في «الأدب المفرد»، وقال ابن ماكولا: (وقد يقال فيه: ابن حذيم)
انتهى، وقد ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وقال: وقد قيل: كنيته: أبو حذلم، انتهى،
وقد ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتَّعديل»، ولم يذكر فيه كلامًا لأحد لا جرحًا
ولا تعديلًا، والله أعلم.
==========
[1] (تميم بن حذلم): سقط من (ب).
[2] في (ج): (معروف).
[ج 1 ص 304]
(1/2234)
[حديث:
كان النبي يقرأ علينا السورة فيها السجدة]
1075# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم.
قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هو [1] مُصغَّرٌ، وهو عبيد الله بن عمر بن حفص بن
عاصم بن عمر بن الخطَّاب: تقدَّم، وتقدَّم أنَّ مَن يقال له: عبيد الله، ويروي عن
نافع عن عبد الله بن عمر في الكتب السِّتَّة أو بعضها: عبيدُ الله بن الأخنس،
وعبيد الله بن أبي جعفر، والمشار إليه ابنُ عمر بن حفص، والله أعلم، وأمَّا من
يقال له: يحيى، ويروي عن عبيد الله بن عمر _المُشَارِ إليه ابنُ الخطَّاب_؛ فيحيى
بن زكرياء [2] بن أبي زائدة، ويحيى القطَّان الحافظ [3]، ويحيى بن سُلَيم
الطَّائفيُّ، والله أعلم.
==========
[1] في (ب): (وهو).
[2] في (ج): (زكرياء).
[3] (الحافظ): سقط من (ب).
[ج 1 ص 304]
(1/2235)
[باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة]
(1/2236)
[حديث:
كان النبي يقرأ السجدة ونحن عنده فيسجد ونسجد معه]
1076# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين
المعجمة، تقدَّم، وهذا ظاهرٌ.
قوله: (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ): تقدَّم أعلاه مَن هو، ونسبُه إلى عمر بن
الخطَّاب.
(1/2237)
[باب
من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود]
قوله: (وَقَالَ سَلْمَانُ): هو الفارسيُّ رضي الله عنه، وهو سلمان الخيْر [1]،
مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، سُئِل عن نسبه، فقال: أنا ابن الإسلام،
أصله كما رواه ابن إسحاق بسنده عنه: من فارسٍ، من جَيٍّ _بفتح الجيم، وتشديد
الياء_: قرية من قرى أصبهان، وقيل: من رامهرمز، وفي «البخاريِّ» روايةُ ذلك عنه،
رواه عنه أبو عثمان، وسأذكر ضبط (رامهرمز) قبيل (المغازي) إن شاء الله تعالى ذلك،
وسببُ إسلامه مشهور، وأوَّل مشاهده الخندقُ، ولم يتخلَّف عن مشهد بعدها، وقد نقل
النَّوويُّ الاتِّفاقَ على أنَّه عاش مئتين وخمسين سنة، وقيل: ثلاث مئة وخمسين
[2]، [وقيل: إنَّه أدرك وصيَّ عيسى صلَّى الله عليه وسلَّم، وسيأتي بأبسطَ مِن هذا
في المكان المُشار إليه، قال الذَّهبيُّ: (ثمَّ ظهر لي أنَّه من أبناء الثَّمانين،
لم يبلغِ المئة)] [3]، تُوُفِّيَ رضي الله عنه سنة (36 هـ)، وقيل: (35 هـ)، ويقال:
في خلافة عمر رضي الله عنهما، وهو غلط.
قوله: (مَا لِهَذَا غَدَوْنَا [4]): قال شيخنا الشَّارح: (روى البيهقيُّ من حديث
سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي [5] عبد الرَّحمن، قال: مرَّ سلمان بقومٍ يقرؤون
السَّجدة، قالوا: نسجد، فقال لهم: ليس لها غدونا [6]، ورواه ابن أبي شيبة عن ابن
فضيل عن عطاء بن السائب) انتهى، وإنَّما ذكرت هذا؛ ليُعرَف معنى قولِه: (ما لهذا
غدونا).
قوله: (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن
عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.
قوله: (وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ): هو ابن أخت نَمِرٍ الكنديُّ صحابيٌّ،
وله عن عمر، وعنه: ابنه عبد الله، والزُّهريُّ، ويحيى بن سعيد، وروايته عن
النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الكتب كلِّها، تُوُفِّيَ سنة (91 هـ)، وقيل:
سنة (86 هـ)، أخرج له الجماعة رضي الله عنه.
قوله: (لِسُجُودِ الْقَاصِّ): هو بتشديد الصَّاد المهملة، وهذا ظاهرٌ؛ وهو صاحب
الأخبار يقصُّها.
(1/2238)
[حديث
عمر: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب]
1077# قوله: (أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز
بن جريج، الإمام المشهور، وتقدَّم شيء من ترجمته.
[ج 1 ص 304]
قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ): هو أبو بكر عبد الله بن
عبيد الله بن أبي مليكة زهيرٍ بن عبد الله بن جدعان، التَّيميُّ، وتقدَّم أنَّ
زهيرًا صحابيٌّ رضي الله عنه، عن عائشة وعبيد بن عمير، وعنه: ابنه عبد الرَّحمن،
وابن جريج، وهشام بن عروة، وغيرهم ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، أخرج له
البخاريُّ فقط.
قوله: (عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ):
(الهُدَير [1]): بضمِّ الهاء، وفتح الدَّال المهملة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة،
ثمَّ راء، وهذا معروف.
قوله: (قَالَ [2] أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَبِيْعَةُ مِنْ خِيَارِ): قائل هذا
الكلام هو أبو بكر ابن أبي مليكة المذكور في السَّند، وهذا ظاهرٌ مُصرَّحٌ به هنا.
قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ): هي منصوبةٌ؛ لأنَّها مفعول، وهذا ظاهرٌ،
وكذا قوله [3] بعده: (جَاءَ السَّجْدَةَ)، وفي رواية: (جاءت السَّجدةُ) هذه
بالرَّفع، فاعلٌ.
قوله: (وَزَادَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ): قال شيخنا: (قائل: «وزاد نافع»: هو
ابن جريج، كما بيَّنه البيهقيُّ، وكذا وقع في بعض نسخ «البخاريِّ»)، قال: (وعزاها الحميديُّ
إلى البخاريِّ)، فقال: (قال البخاريُّ: وزاد نافع عن ابن عمر) انتهى، [وقال بعض
الحُفَّاظ المُتأخِّرين: (القائل: «زاد نافع» هو [4] ابن جريج؛ بدليل أنَّ
الإسماعيليَّ وأبا نعيم والبيهقيَّ أخرجوه من طريق حجاج بن مُحَمَّد، عن ابن جريج،
عن ابن أبي مليكة به)] [5].
==========
[1] (التيمي الهدير): سقط من (ج).
[2] في (ج): (وقال)، وليس بصحيح.
[3] (قوله): سقط من (ج).
[4] في (ب): (عن).
[5] ما بين معقوفين سقط من (ج).
(1/2239)
[باب من قرأ السجدة في الصلاة فسجد بها]
(1/2240)
[حديث
أبي رافع: صليت مع أبي هريرة العتمة]
1078# قوله: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ [1]): هو معتمر بن سليمان بن
طرخان، معروفان مشهوران هو وأبوه.
قوله: (عَنْ بَكْرٍ [2]): هو بكر بن عبد الله المزنيُّ، تقدَّم، وهو ثقةٌ إمامٌ،
أخرج له الجماعة.
قوله: (عَنْ أَبِي رَافِعٍ): هو نُفَيع _بضمِّ النُّون، وفتح الفاء_ أبو رافع الصَّائغ،
البصريُّ، مدنيٌّ، نزل البصرة، عن عمر، وعثمان، وأُبيٍّ، وعنه: قتادة وبكر بن عبد
الله المزنيُّ، ثقة نبيل، تقدَّم بعض الشيء من ترجمته.
==========
[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي).
[2] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي بكرٌ).
[ج 1 ص 305]
(1/2241)
[باب من لم يجد موضعًا للسجود من الزحام]
(1/2242)
[حديث:
كان النبي يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد ... ]
1079# قوله: (أَخْبَرَنَا يَحْيَى): هذا هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ الذي
قال [1] فيه أحمد ابن حنبل: (ما رأيت بعيني مثل يحيى ابن سعيد القطَّان).
قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم [2] بن عمر بن الخطَّاب،
تقدَّم.
==========
[1] في (أ) و (ج): (قاله).
[2] زيد في (أ) و (ج): (ابن عبد الله)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 305]
(1/2243)
((18))
(كتاب تقصير الصلاة)
(بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقْصِيرِ) ... إلى (كِتَاب التَّهَجُدِ بِاللَّيْلِ)
يقال: قَصَرَ المسافرُ الصَّلاةَ وقَصَّرها؛ بتخفيف الصَّاد وتشديدها؛ لغتان
مشهورتان، التَّخفيف أفصح وأشهر، وبه جاء القرآن، وقد استعمل البخاريُّ اللُّغة الأخرى،
قال شيخنا: (وأقصرتها) انتهى، ولم أر أنا هذه [1]، وحكاها بعضهم عن الواحديِّ.
فائدةٌ: قصر الصَّلاة كان في السَّنة الرَّابعة من الهجرة على القول به، نبَّه
عليه غير واحد، وهذا على القول بأنَّها فُرِضَتْ أربعًا على النَّاس إلَّا الصُّبح
والمغرب، ثمَّ خُفِّف عن المسافر، وقد قدَّمتُ الأقوال في ذلك في أوَّل
(الصَّلاة).
قوله: (حَتَّى يُقَصِّر): هو بتشديد الصاد المكسورة على ما استعمله البخاريُّ،
وعلى اللُّغة الفصحى: يَقْصُر؛ بفتح أوَّله، وسكون ثانيه، وضمِّ ثالثه.
(1/2244)
[حديث:
أقام النبي تسعة عشر يقصر]
1080# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): هذا هو التَّبُوذكيُّ،
الحافظ، تقدَّم بعض ترجمته، ولماذا [1] نُسِب.
قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد الله،
الحافظ اليشكريُّ.
قوله: (عَنْ عَاصِمٍ وَحُصَيْنٍ): أمَّا (عاصم)؛ فهو ابن سليمان الأحول، البصريُّ،
تقدَّم، وأمَّا (حُصَين)؛ فهو بضمِّ الحاء، وفتح الصَّاد المهملتين، ابن عبد الرَّحمن
السُّلميُّ الكوفيُّ، تقدَّم أيضًا.
قوله: (يَقْصُرُ [2]): يجيء فيه اللُّغتان المتقدِّمتان، وهو في أصلنا: بإسكان
القاف، وفي الهامش نسخة: (يقصِّر)؛ بتشديد الصَّاد، وذكر أنَّه كذلك بِخَطِّ
اليونينيِّ، ويجيء فيه اللُّغة الثالثة، وهي أقصر، فيكون هو مُقصِر [3]؛ بضمِّ
أوَّله، وكسر [4] ثالثه [5].
==========
[1] في (ج): (ولما).
[2] في هامش (ق): (يُقصر؛ بخطِّ اليونينيِّ بضمِّ الياء، وتشديد الصاد عند الحافظ
المنذري).
[3] في (ب): (يقصر)، وتحتملها في (أ).
[4] في (ب): (وفتح)، وليس بصحيح.
[5] في (ج): (ثانيه)، وليس بصحيح.
[ج 1 ص 305]
(1/2245)